الحلقة 104 مع د.مساعد الطيار -روابط، نص، أسئلة المشاهدين والإجابة عليها

إنضم
25/09/2008
المشاركات
225
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الرياض
التفسير المباشر - الرياض
ضيف البرنامج في حلقته رقم (104) يوم الجمعة 10 رمضان 1431هـ هو فضيلة الشيخ الدكتور مساعد بن سليمان الطيار الأستاذ المشارك بجامعة الملك سعود .
وموضوع الحلقة هو :
- علوم سورة يونس.
- الإجابة عن أسئلة المشاهدين حول الجزء العاشر من القرآن الكريم .

نسأل الله التوفيق والسداد ،،



b.gif

الحلقة العاشرة
سورة يونس
***********

tafsir10.gif




r[RAMV]http://ia360705.us.archive.org/12/items/tafsirshehri10/tafsir10.rmvb[/RAMV] v


رابط جودة عالية
http://ia360705.us.archive.org/12/items/tafsirshehri10/tafsir10.AVI

b.gif


رابط جودة متوسطة​

b.gif




b.gif

رابط صوت

b.gif
الروابط علي اليوتيوب

http://www.youtube.com/watch?v=sUzyu6abpqo

http://www.youtube.com/watch?v=xacngB_dGlw

http://www.youtube.com/watch?v=t08E3IL2cRE

b.gif


روابط الحلقة كاملة علي موقع مشاهد
http://www.mashahd.net/view_video.php?viewkey=423ceefe73a9b104f85b
b.gif



Do3ae.gif




 
ما شاء الله، نعم الضيف دكتور مساعد.
لدي ملاحظة في سورة يونس وهو أن الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة وهم نوح وموسى ويونس عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام كان بينهم قاسم مشترك وهو الماء فمع نوح كان الماء وسيلة نجاة نوح ومن معه في الفلك وعقاب أغرق الله تعالى به الكافرون. ومع موسى عليه السلام نجاه الله تعالى بأن فلق البحر له فنجى ومن معه وأغرق الله تعالى فرعون ومن معه ويونس عليه السلام التقمه الحوت فكان فيه نجاته حيث بقي في بطن الحوت إلى أن ألقاه ليدعو من جديد قوماً آخرين.
فهل هناك دلالة معينة لذكر هؤلاء الرسل الثلاث تحديداً في هذه السورة بالذات؟
جزاكم الله خيراً.
 
فضلا ،لدي ثلاث ملاحظات واستفسار بخصوص هاته السورة أرجو من فضيلتكم تصويبها.
الملاحظة الأولى تدور حول الآيتين :
_( وَإِذَا مَسَّ الإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .12)
_(وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ إِذَا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيَاتِنَا قُلِ اللَّهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ (21)) كأنهما محور السورة وجاء توكيدهما وتفصيلهما في آيات كثيرة منها:

1_ هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءَهُمُ الْمَوْجُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22) فَلَمَّا أَنْجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُكُمْ فَنُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .)
(الرحمة هنا متمثلة في إنجاء الراكبين من الغرق .)

2_(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لا يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلا تُنْظِرُونِ (71) فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلا عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72) فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ.)

3_(ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ (75) إلى نهاية القصة .
(الرحمة في الآيتين السابقتين متمثلة في إرسال الرسل و إنقاذ الناس من براثين الشرك.)

الملاحظة الثانية تقترب من ملاحظة الأخت الفاضلة سمر وهي تكرار الكلام عن البحر ابتداء من الآية المشار إليها آنفا: ( هو الذي يسيركم في البر والبحر ...الآية)ووصولا إلى ذكر قوم يونس مرورا بالآيات المشار إليها في الملاحظة السابقة.

الملاحظة الثالثة حول تكرار كلمة النجاة وكلمة كشف في السورة : (لئن أنجيتنا |فلما أنجاهم |فنجيناه |ونجنا |ننجيك ببدنك |ثم ننجي رسلنا..)(فلما كشفنا عنه ضره |كشفنا عنهم |فلا كاشف له إلا هو ..)

أما الاستفسار ،فهو :
هذه السورة سميت :يونس ، فإذا بها تعرض قصة نوح وقصة موسى بشيء من التفصيل في حين الكلام عن يونس وقومه جاء في آية واحدة مختصرة تبين نموذجا مخالفا للأقوام السابقة وهو نموذج قوم آمنوا فنفعهم إيمانهم .
فهل من لطيفة في ذلك؟
وجزاكم عنا خير الجزاء.
 
بارك الله فيكم ..
ونسأل الله أن يفتح على الضيف ويسدده في لقاء اليوم ....

ننتظر الحلقة ...وبأيدينا مصاحفنا ....وأقلامنا لتدوين الفوائد .......

سؤالي :
في دعاء يونس عليه السلام (فنادى في الظلمات أن لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )

هل ورد ذكر الذنب الذي أحدثه نبي الله يونس عليه السلام كما أُخبرنا عن ذنب آدم وموسى وغيرهما ؟
 
جزاكم الله خيراً على طرح الأسئلة خلال الحلقة.
وأقترح أن تكون الأسئلة متخصصة في السورة موضوع الحلقة من خلال صفحات الملتقى فتطرح ابتداء من انتهاء حلقة اليوم السابق وإلى ظهر اليوم التالي على أبعد تقدير حتى يتسنى للدكتور عبد الرحمن الاطلاع عليها وإدخالها في حواره مع ضيفه في حلقة اليوم. وهذه الطريقة أفضل من الاتصالات خلال البرنامج فمعظمها تسال عن فتاوى وتأخذ من وقت البرنامج الذي هو قصير أصلاً. أو لعل الإخوة في الكنترول يأخذون السؤال من المتصل فإن كان فتوى لا يحول على الهواء وإن كان سؤالاً في الحلقة يحول إتصاله إلى الاستديو.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تم بحمد الله اضافة الروابط في المشاركة الاولي
أشارك الاخت الفاضلة سمر في موضوع اتصالات الفتاوي أرجو وضع حد لها فلعل الكنترول يسألوه عن نوعية سؤاله حتي لا يعطل الحلقة
 
سورة يونس
إسم السورة
هذه السورة سُمِّيت بسورة يونس ولا يُعرَف لها غير هذا الإسم. وهنا قاعدة إذا وردت سورة لا يعرف لها إلا إسم واحد فهذا أحد القرائن على أن التسمية نبوية. لأن هذا من القرائن في معرفة الأسماء التي سماها النبي صلى الله عليه وسلم فما دام لم يثبت إلا هذا الإسم فهذا فيه إشارة إلى أنها تسمية واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويبنى على ذلك أن هذه التسمية ما دامت واردة عن النبي صلى الله عليه وسلم فإن البحث عن علة التسمية مطلب لأنه صلى الله عليه وسلم وهو الحكيم لا يصدر عنه إلا ما هو حكمة فالبحث عن حكمة التسمية من المطالب في التسميات النبوية.
إسم يونس عليه السلام لم يرد في هذه السورة إلا في آية واحدة وهي قوله سبحانه وتعالى (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)) فهذه الآية الوحيدة التي مرت بها هذه التسمية (إسم يونس عليه السلام) وأيضاً الآية الوحيدة التي تحدثت عن قوم يونس.
د. عبد الرحمن: لعل في هذا الكلام جواباً لسؤال الأخت أمة الوهاب الذي وضعته في ملتقى أهل التفسير.
سؤال الأخت أمة الوهاب من ملتقى أهل التفسير:
د. مساعد الطيار : هذه السورة سميت : يونس ، فإذا بها تعرض قصة نوح وقصة موسى بشيء من التفصيل في حين الكلام عن يونس وقومه جاء في آية واحدة مختصرة تبين نموذجاً مخالفاً للأقوام السابقة وهو نموذج قوم آمنوا فنفعهم إيمانهم. فهل من لطيفة في ذلك؟
الطاهر بن عاشور وهو إمام في هذا الفن خصوصاً ما يتعلق بعلوم السورة إجتهد في أن يعرف سِرّ التسمية فكأنه لاحظ كون أن قوم يونس لهم خصوصية وهذه الخصوصية تابعة لكرامة يونس عليه السلام على ربه في أنهم آمنوا جميعاً ولا يُعرف قوم آمنوا جيمعهم بنبيهم مثل ما حصل ليونس، فكأنه لمح هذه الخصيصة وجعل هذا هو سر التسمية. ثم لاحظ ملحظاً آخر وقال ذوات (ألر) التي وردت في القرآن هي خمس كلها سميت بإسم نبي إلا سورة الحجر (يوسف، هود، إبراهيم، يونس) الحجر سميت الحجر والحجر مرتبطة بنبي فكأنه لمح أنه سميت يونس للتفريق بينها وبين غيرها من هذه السورة، هذا ملحظ. وهناك ملاحظات كثيرة مثلاً لا نجد أن هناك سورة إسمها سورة موسى مع أنه أكثر من ذُكِر ونجد سور بأسماء أنبياء كُثُر مثل محمد وهود وإبراهيم ونوح. فالمقصود أن الطاهر لاحظ هذا الملحظ الثاني كأنها تمييز عن ذوات (ألر) فقيل سورة يونس. نقول أن التسمية مرتبطة بهذه الآية، فيمكن أن ينتقل إلى قضية أخرى وهي قضية هل يمكن أن نستشف من خلال هذه الآية مقصد السورة بناء على أن من قواعد استنباط واستخراج مقاصد السور النظر إلى إسم السورة والآية التي ورد فيها هذا الإسم، فهل يمكن أن نستشف قضية مرتبطة بهذا؟ ما هو المحور الذي أرادت أن تتحدث عنه السورة؟ أو أن هناك أكثر من محور؟ لأنه يحتمل أن يكون هناك أكثر من محور ويمكن أن يكون لها محور جامع وتندرج تحته محاور متعددة. وفي قضية المحور قد يكون عندنا محور واحد واضح جداً أو قد يكون عندنا محور عام وتدور حوله محاور فرعية ويمكن أن يكون أكثر من محور عام فيحتمل هذا ويحتمل ذاك ويحتمل ذلك.
في سورة يونس لما نتأمل الآية (فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّآ آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ) ونحاول أن نستشف منها موضوع السورة الأول وننظر في الآيات والآيات نجد فيها حجاج ومخاصمة مع الكفار وذكر نماذج لمن كفروا بالله فهذا يمكن أن يعطينا نوع مما يتعلق بالمحور، هل المحور هو قضية الإيمان؟ الإلزام بالإيمان يعني أن المطلوب منكم أن تؤمنوا، آمنوا، فقضية الإيمان قد تكون هي محور. بعض الذين بحثوا في التفسير الموضوعي مثل الباحثين في الموسوعة موسوعة التفسير الموضوعي أخذوا أن المحور العام هو إثبات العقائد وهذا محور عام كبير تشترك فيه كل السور المكية ولكن ذكروا أيضاً أن هذا المحور العام تندرج تحته مجموعة من المحاور مثل إثبات الوحي وإثبات الألوهية وإثبات الرسالة، هذه محاور متعددة فصار عندهم محور عام وداخله محاور فرعية وهذا أيضاً محتمل. وأحياناً تنظر إلى بداية السورة وتستخرج منها المحور، وبداية السورة تتكلم عن القرآن واضح جداً فما الذي تريد أن توصله السورة؟ هل المراد قضية التحدي والإعجاز بهذا القرآن وهذا واضح جداً لأن من آيات التحدي والإعجاز وردت في هذه السورة النظر في هذا يدخله اجتهاد وتدخله محامل متعددة يمكن للناظر أن ينظر هنا وهناك فقد يلمح محوراً عاماً وتندرج تحته محاور فرعية أو يكون محوراً واحداً واضحاً جداً ليس هناك لبس في وضوحه أو قد يكون أكثر من محور.
د. عبد الرحمن: قصة نوح عليه السلام كلها تدور على العقيدة والدعوة وكذلك قصة موسى عليه السلام وسبق أن كان حديثنا في سورة الأعراف حول قصة موسى وإثبات التوحيد فيها خاصة في قوله (وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ (138) الأعراف) أيضاً قصة يونس وإيمان قومه به محور قوي من محاور العقيدة.
د. عبد الرحمن: لفتة ذكرتها د. سمر الأرناؤوط في الملتقى وهي: ملاحظة في سورة يونس وهو أن الأنبياء الذين ورد ذكرهم في السورة وهم نوح وموسى ويونس عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام كان بينهم قاسم مشترك وهو الماء فمع نوح كان الماء وسيلة نجاة نوح ومن معه في الفلك وعقاب أغرق الله تعالى به الكافرين. ومع موسى عليه السلام نجاه الله تعالى بأن فلق البحر له فنجى ومن معه وأغرق الله تعالى فرعون ومن معه ويونس عليه السلام التقمه الحوت فكان فيه نجاته حيث بقي في بطن الحوت إلى أن ألقاه ليدعو من جديد قوماً آخرين. فهل هناك دلالة معينة لذكر هؤلاء الرسل الثلاث تحديداً في هذه السورة بالذات؟
د. مساعد الطيار : تعتبر من المُلَح اللطيفة جداً لكن يونس عليه السلام لم تذكر إشارة إلى الماء ولكن هو مرتبط بالماء. هل يمكن أن نستشف فائدة أو شيء هذه تحتاج إلى تأمل، هو ملحظ دقيق ولطيف لكن ما الفائدة التي نستخرجها تحتاج إلى نظر.
د. عبد الرحمن: أنا تأملت في الأنبياء الآخرين هل كان لهم علاقة بالماء فوجدت أن هؤلاء الثلاثة لهم صلة أقوى من غيرهم بالماء مثلاً إبراهيم، صالح، هود، عيسى، لوط ما وجدت لهم صلة بالماء.
إسماعيل وماء زمزم تدخل، إبراهيم عليه السلام قال (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ (37) إبراهيم). عموماً مثل هذه اللفتات والمُلَح جميلة جداً ويحسن أن تقيد وتدرس وقد يبرز فيها شيء.
محاور السورة وأبرز القضايا التي تحدثت عنها.
د. عبد الرحمن: لفت نظري آية التحدي .
د. مساعد الطيار : قبل هذا، هذه قضية ثانية. قضية موضوعات السورة وتحديد موضوعات السورة ثم المقاطع. الطاهر بن عاشور وسبقه آخرون اعتنى بهذا الجانب كثيراً جداً ويذكر مجتهداً بالتفصيل الموضوعات التي تحدثت عنها السورة وأنا أرى أنها قضية مهمة ومفيدة جداً ويحسن بقارئ القرآن أن يتأملها وأن ينتبه لها. قد يكون هناك موضوعات يمكن أن نقسمها كموضوعات كلية وليست إلى مقاطع بمعنى الحجج العقلية الدالة على توحيد الله ربوبية وألوهية من القضايا التي لاحظت أنها واضحة جداً في السورة وسنأتي إن شاء الله على أمثله منها. وبداية السورة واضحة في هذا الأمر، يعني هذه الحجج العقلية وإبرازها التي يدركها العقل الفطري، إبرازها في هذه السورة واضح جداً لكن لم تأتِ الحجج العقلية مثل ما يريد بعض الناس أن تكون مبوبة يعني الباب الأول في سورة يونس: الحجج العقلية. لا، تأتي منثورة ومتناسبة مع السياقات.
الحديث عن القرآن جاء أيضاً في مواطن متعددة وكان من أهم الأشياء إثبات مصدر القرآن كونه من الله سبحانه وتعالى والتنبيه أنه لا يمكن أن يفترى على الله سبحانه وتعالى هذا الكتاب والقضية الثانية هي قضية التحدي التي سنقف عنها.
عندنا أيضاً قضية النماذج نماذج أهل الإيمان وأهل الكفر نموذجان من أهل الكفر وما حصل لهم قوم نوح وقوم فرعون ونموذج لأهل الإيمان. ولا شك أن هذه النماذج فيها جوانب متعددة، ذكر هذه النماذج فيها رسائل متعددة رسائل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ورسائل للكفار أنتم إن كنتم كذبتم فهذه نماذجكم فستلحقون بهم وإن كنتم آمنتم فهذا نموذج يُحتذى. وأيضاً هو تطمين للنبي صلى الله عليه وسلم وتسلية وتطمين للمؤمنين أن الله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل.
د. عبد الرحمن: كنا نتحدث عن الحجج العقلية الموجودة في سورة يونس وهذه لفتة مهمة وأود أن يتنبه المشاهدون للحجج العقلية الموجودة في سورة يونس للرد على المشركين وإثبات نبوة النبي صلى الله عليه وسلم .
د. مساعد الطيار : وهناك موضوعات جانبية لكن لا بأس لو بدأنا بما يتعلق بالحجج. نحن ذكرنا الحجج العقلية والحديث عن القرآن جاء بأكثر من أسلوب وعندنا نماذج أهل الإيمان وأهل الكفر وأيضاً الإشارة إلى مصير الكفار خاصة كفار مكة وما هو المصير الذي ينتظرهم وعندنا جملة من أحوال الكفار ثم مآل المؤمنين والكفار أشير له في هذه السورة. لكن الموضوعان الكبيران هما موضوع الحجج العقلية وموضوع القرآن.
دعنا نبدأ بموضوع القرآن لأنه بدء به (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (1)). (ألر) خمس سور بدئت بها والعجيب أنها كلها مرتبطة بالقرآن. في سورة هود قال (الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (1)) في سورة يوسف قال (الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1) إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ (3)) وفي سورة إبراهيم قال (الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)) وبعد ذلك سورة الحجر (الَرَ تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُّبِينٍ (1)) فهذه السور ذوات (ألر) نلاحظ أنها ركزت على القرآن في بدايتها وهذه السورة بالذات من أكثر هذه السور فيما يتعلق بأحوال القرآن ولهذا ورد فيها قضية التحدي بسورة.
لو تأملنا بداية السورة (أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ النَّاسَ (2)) بدأت بالوحي ونلاحظ أنها ستختم به (وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ (109)). وإذا تأملت قوله تعالى (وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاء نَفْسِي (15)) هذه مسألة كبيرة جداً قريش تقترح مرة بعد مرة ومن اقتراحاتها الهزيلة والغريبة أنها قالت (ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـذَا أَوْ بَدِّلْهُ) قد يتساءل إنسان لماذا يطلب قريش قرآناً غير هذا؟ لأن هذا القرآن فيه سب لآلهتهم وفضح لعقولهم كأنهم يقولون إئت بقرآن ألطف من هذا القرآن، قرآن منقّح كما يقول النصارى اليوم. تتمة الآيات (إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ (16)) الطاهر بن عاشور وقف عند هذه الآية وقفة أنصح بالرجوع إليها لأنه استشف منها مسألة الإعجاز في هذه الآية. (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) انظر الحجج العقلية، أنا الآن عندكم منذ أربعين سنة ليس هناك أي مقدمة لما جئت به وفجأة جئتكم به أليس عندكم عقل يجعلكم تتدبرون وتفكرون أن هذا لا يمكن أن يكون من عند بشر. لذا أحوال النبي صلى الله عليه وسلم من القضايا المهم جداً التأمل فيها وإبراز دلائل النبوة من خلال أحوال الرسول صلى الله عليه وسلم وهي من الحجج العقلية التي يشير إليها القرآن وهي سهلة جداً. أربعين سنة ما ذُكِر عنه أنه بنس بمثل هذا الكلام ولا تكلم به لا من قريب ولا من بعيد وكان يعجبه من خطباء العرب قس بن ساعدة مثل غيره من الناس فجأة يأتي بمثل هذا وقرآن ومنتظم ومرة بعد مرة (فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ).
ولو تأملت في الآية 38 التي هي آية التحدي قال قبلها (وَمَا كَانَ هَـذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (37)) ما كان هذا القرآن أن يفترى من دون الله، يقول الله تعالى لا يمكن لأحد أن يأتي بمثل هذا القرآن لا يمكن إطلاقاً. ثم يقولون بعدها (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ) لاحظ ما ذكروه هم، التهمة التي اتهموا بها النبي صلى الله عليه وسلم لذا قال (قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38)) وهذا خطاب لقريش والسورة كلها الخطاب فيها لقريش بالذات هنا الخطاب لقريش أنتم يا قريش إذا كان محمد افتراه هو لن تعجزوا أن تأتوا بسورة مثله. وهذا يشير إلى مسألة مهمة وهي أن خرق العادة نوعان خرق العادة الأول نسميه الخرق الكلي وهذا ليس إلا لله سبحانه وتعالى ما تخرق به العادة للأنبياء فإن هذا مما لا يمكن أن يأتي به بشر لا ساحر ولا كاهن ولا غيره ولهذا يجريه الله سبحانه وتعالى على نبي من أنبيائه أو على وليّ صادق تابع لنبي وإجراؤه على يد الولي الصادق تصديق للنبي. ولهذا ننبه من باب الفائدة أن تسمية الكرامة للولي والمعجزة للنبي هذه تسمية اصطلاحية، هذا تفريق اصطلاحي وإلا ففي النهاية فالكرامة الصحيحة الصادقة التي تصدر على يد الولي هي من عند الله سبحانه وتعالى وتصديق للنبي ولا يمكن أن تخالف ما دعا إليه النبي ولا أن يدعو الولي بها لغير الله تعالى فهذه قضية تفريق مصطلحي وإلا هي في النهاية واحدة وهي من عند الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى يجريها عن من شاء لكن آية النبي أكبر وأعظم بلا شك.
القضية الثانية الخرق النسبي وهذه التي أشار إليها الله سبحانه وتعالى يقول إذا كان محمد هو الذي جاء بهذا القرآن فعندكم من القدرة ما عند محمد فلماذا لا تأتون بسورة مثله؟ ولهذا نقول الذي أوقع الباقلاني رحمه الله تعالى لما تكلم عن المعجزة وخوارق العادات اضطرب عليه الأمر رحمه الله تعالى مع ما أوتي من عقل فجعل أنه لا يمكن إدراك الفرق بين ما يأتي به الساحر وما يأتي به النبي فوقع في هذا الإشكال وهو رحمه الله تعالى لم يفرق بين الأمرين. نقول لا، إذا دخلنا في الجانب النسبي ما يرتبط بالبشر وقدراتهم فيمكن لأحد أن يأتي أحد بأعلى مما أتى به السابق، يمكن أن يأتينا ساحر ويمكن أن يأتي واحد أقوى منه في السحر، هذا ممكن لكن إذا ارتبط الأمر بالله سبحانه وتعالى فلا.
د. عبد الرحمن: ربما هو يقصد دهماء الناس
د. مساعد الطيار : رد عليه ابن تيمية وغيره لأنه وقع في هذا الإشكال لأسباب عقدية لكن المقصد أنه يجب أن نفرق بين هذا وذاك
د. عبد الرحمن: وأن ما يجريه الله تعالى على يد نبي من أنبيائه لا يختلط مع ما يأتي به السحرة.
د. مساعد الطيار : (قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ) وهذه آخر مراحل التحدي على الصحيح. الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى ذهب إلى أنه يجوز التحدي بآية وهذا في الحقيقة فيه نظر، هو استدل بقوله سبحانه وتعالى في سورة الطور (فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ (34) الطور)، ونقول هذه الآية مُجملة وهذه الآية مبيّنة وكل الآيات التي وردت فيها مثل هذا فهذا تبينها لأن السورة لحمة واحدة سواء كانت سورة طويلة أو كانت سورة قصيرة هي التي وقع فيها التحدي بالنص الواضح جداً في القرآن
د. عبد الرحمن: وهناك في القرآن آيات من كلمة واحدة لا يعجز أحد أن يقولها مثل (مدهامتان) (والعصر)
مثل هذا تضعف هذا الرأي.
د. مساعد الطيار : (فَأْتُواْ بِسُورَةٍ) تكررت موطنين، في هذا الموطن وفي سورة البقرة لكن لاحظ الآية في سورة البقرة جاءت بعدها (وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) البقرة) تكرر الإتيان بسورة في أكثر من موطن.
د. عبد الرحمن: لكن يعتبر التحدي بسورة هو آخر مرحلة سواء ورد في يونس أو في البقرة.
قضية التحدي والوقوف معها وقضية ما يرتبط بما يسمى بإعجاز القرآن بعد ذلك لأنه انتقل من مسألة إعجاز القرآن فيها مسائل لكن مهم أن ينتبه لها المسلم ما هو الدليل العقلي على وقوع التحدي؟ هناك أدلة متعددة ومن أكبر الأدلة أن المخالف والموالف متفقون على أن أقدر الناس على العربية هم الذين نزل عليهم الخطاب وهذا لم يخالف فيه أحد لأن المنهج العقلي يقتضيه. هؤلاء الذين هم أقدر الناس على أن يأتوا مثله ما وقع منهم تحدي فإذا كان لم يقع من مثل هؤلاء الذين كانوا هم أقدر فهل يمكن أن يقع ممن هم دونهم؟ فالجواب لا يمكن. إذا كانوا هم بمجموعهم ما استطاعوا فإذن هم تركوا هذا الأمر وقدموا رقابهم للسيف مقابل هذا الأمر الذي يعتبره بعض الناس سهلاً
د. عبد الرحمن: اختاروا القتال وما استطاعوا أن يردوا على القرآن
د. مساعد الطيار : فيدل على أنهم قد عجزوا. وعجزهم هنا ليس لأنه لم يكن بأيديهم أدوات، مع بلاغتهم أذعنوا بعجزهم
د. عبد الرحمن: أي واحد يأتي فيما بعد ويدّعي أنه يستطيع أن يعارض القرآن يقال له هؤلاء أصحاب الصنعة وأقدر منك على البلاغة فلن تستطيع.
د. مساعد الطيار : وأي عمل نراه اليوم من فرقان الحق وغيره كل هذا عمل لا قيمة له في ميزان النقد العلمي والحجج العقلية.
فإذن أيضاً قضية أخرى مرتبطة بقضية الإعجاز مهم أن ننتبه لها، يجب أن نفرق بين ما الذي قام عليه التحدي وما هي الأنواع التي حكاها العلماء من إعجازات. وعدم التفريق في هذا أوقع في مشكلات كثيرة جداً أن بعضهم ذكر أن المعجزة الكبرى للنبي صلى الله عليه وسلم هو القرآن وأنه هو الذي وقع عليه التحدي فإذا قلنا بهذا نقول نعم لكن لا يعني ذلك أنه لم يقع على يد النبي صلى الله عليه وسلم معجزات أخرى. ويجب أن نفرق بين القرآن كمعجزة وقع عليه التحدي فقط وبين أنواع المعجزات الأخرى.
د. عبد الرحمن: مثل موسى جاءت العصا وجاءت اليد لكن سماها الآية الكبرى (فأراه الآية الكبرى)
ما هو تعريف المعجزة؟
د. عبد الرحمن: أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي
د. مساعد الطيار : هذا المشهور ولكنه خطأ. هل تحدى النبي صلى الله عليه وسلم لما سبّح الحصى أو لما كان يسمع حنين الجذع؟ كل هذه معجزات لم يقع فيها تحدي ولهذا نقول هنا عندما تكلمنا أنه يوجد خلل في تعريف المعجزة وهناك إشكالات في هذا الجانب. يجب علينا أن ننتبه لهذه المسألة وأننا حينما نبحث نتأمل وننظر إلى هذه القضايا بحيث نفكك هذه القضايا المشكلة. أياً ما كان الأمر المقصود أنه تحدث في هذه السورة عن هذه الآية بالذات مرتبطة بآية التحدي وهناك أحوال أخرى
د. عبد الرحمن: تركيز السورة على الحديث عن القرآن والدفاع عنه والتحدي بعدم إمكانية الإتيان بمثله كأنه هو من الموضوعات الرئيسية في السورة .
د. مساعد الطيار : لا شك عندنا موضوعان الحجج العقلية والقرآن. في أول السورة في قوله سبحانه وتعالى عندنا من الحجج العقلية التي ضربها الله سبحانه وتعالى للتوحيد (إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (3)) كل هذه الآيات حجج عقلية لأن الكفار يؤمنون بهذه الحجج العقلية ولا يمكن أن يردوها. كأنه يريد أن يوصل إذا كنتم أنتم تؤمنون بهذه فالذي تؤمنون بأنه قادر على هذه الأمور هو الذي سبحانه وتعالى أوحى فلزمكم أن تؤمنوا بالوحي. وليس هذه الحجة العقلية الوحيدة (قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32)) تجد الآيات تناقش حجج عقلية في جو السورة. يمكن أن نقول أن أكبر موضوعين في السورة الحديث عن القرآن وقضية الحجج العقلية
د. عبد الرحمن: أذكر كتاب لابن الوزير اليماني (ترجيح أساليب القرآن على أساليب اليونان) رائع جداً ذكر هذه الحجج بالتفصيل.
سؤال الحلقة
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: لما أُمِرْنا بالصدقة كنا نتحامل، فجاء أبو عقيل بنصف صاع وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إن الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الآخر إلا رئاء فنزلت...
فأي آية من آيات الجزء العاشر هي المقصودة ؟
 
جزاكم الله خيراً وتقبل منكم يا أم الحارث ويا دكتورة سمر و كل المعقبين الذين أثروا الحلقة بأسئلتهم وتأملاتهم الموفقة، وأعتذر عن التقصير في عرض كل الأسئلة فإنني أتحين الفرصة المناسبة لطرح الأسئلة، وارتب مع الضيف قبل الحلقة لتظهر بشكل مناسب وقد أوفق في بعضها وأخفق في بعضها فاعذورني ، وضيق الوقت وكثرة المقاطعات من المخرج تؤثر على الحوار ، ولكن أرجو أن نخرج بأكبر قدر من الفوائد أثناء هذه الدقائق القصيرة .
 
بعد استقراء سورة يونس مرة أخرى هل يمكن اعتبار الآيات التالية هي آيات الحجج العقلية؟
آيات الحجج العقلية:
إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ (3)
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ (4)
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (5)
إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ (6)
هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ حَتَّى إِذَا كُنتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَاءتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَاءهُمُ الْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ لَئِنْ أَنجَيْتَنَا مِنْ هَـذِهِ لَنَكُونَنِّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (22)
قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ (31)
قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)
أَلا إِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَلاَ إِنَّ وَعْدَ اللّهِ حَقٌّ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (55)
هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (56)
قُلْ أَرَأَيْتُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ لَكُم مِّن رِّزْقٍ (59)
وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (61)
أَلا إِنَّ لِلّهِ مَن فِي السَّمَاوَات وَمَن فِي الأَرْضِ (66)
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (67)
سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ (68)
 
بارك الله جهدك وشكر سعيك _أختي الفاضلة سمر_.
جعل الله ما تقومين به ذخرا لك يوم القيامة.
 
جزاكم الله خيرا وكنت حريصا على مشاهدة الحلقة لكن قدر الله لم أستطع لظروف السفر ..

في سورة يونس تأملت لم سميت باسم يونس عليه السلام ؟ . فلاحطت أن قصة قوم يونس كانت استثناء من سنة كونية بأن لا ينفع الإيمان حين مشاهدة العذاب فكأن محور السورة اثبات استحقاق الله العبادة وتحذير من تأخير الإيمان لوقت العذاب ولا يغركم ما حصل لقوم يونس فقد كان استثناء ..
ولذا أتى الله تعالى بقصة فرعون الذي لم ينفعه إيمانه لما رأى العذاب ..فالتسمية بيونس تذكير سريع بالمبادرة للإيمان قبل فوات الأوان والله أعلم ..
 
عودة
أعلى