تحية طيبة إلى جميع أعضاء الملتقى وزائريه ........................................... وبعد:
يسرني أن أرحب بكم في حلقة جديدة من سلسلة لقاء مع عالم ..... التي نستضيف فيها اليوم أحد العلماء الذين خدموا الكتاب العزيز، والسنة النبوية، بالعكوف على دراستهما، وتدريسهما، وكشف كنوزهما، وأسرارهما، والتأليف فيهما ..... أرحب بنفسي وبالنيابة عنكم جميعا بضيفنا المبارك:..............................
فضيلة الإمام : أبو القاسم البغوي , فضيلة الإمام أهلا ومرحبا بكم
البغوي: أهلا بك وبجميع القراء الكرام .
أدهم حسن : بادئ ذي بدء نرجو منكم إعطاءنا الاسم الكامل لفضيلتكم .
البغوي : الاسم الكامل لي هو : أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفرَّاء البغوي الشافعي والبغوي نسبة إلى بلدة بخراسان بين مرو وهراة يقال لها "بغ" بالباء الموحدة والغين المعجمة والفراء نسبة إلى أبي الذي كان يصنع الفراء.
وأُلَقّب بمحي السنة وأيضاً بركن الدين وأسمى أيضا (ابن بنت منيع).
أدهم حسن : ومتى كان مولد فضيلتكم وأين كان ؟
البغوي : إن معظم المصادر التي ترجمت لي لم تشر إلى السنة التي ولدت فيها، غير أن ياقوت الحموي قال في معجم البلدان: أنني ولدت سنة (433 هـ) أما الزركلي فأشار في الأعلام إلى أنني ولدت سنة (436 هـ).
أدهم حسن :وما هو الراجح برأي فضيلتكم ؟!
البغوي : أما الراجح فهو مانقله الخطيب البغدادي حيث قال: قال أبو بكر بن شاذان: سمعت البغوي (أي سمعني) أقول: ولدت سنة ثلاث عشرة ومائتين (213هـ). وقال ابن شاهين: سمعته (أي سمعني ) أقول: ولدت سنة أربع عشرة، قال الخطيب: وابن شاهين أتقن.
أدهم حسن : لم تجبني فضيلتكم عن مكان ولادتكم !
البغوي : آسف لقد نسيت ... ولدت بين هراة ومرو الروز في بغشور أو (بغ)، فأنا بذلك أنسب إلى بلدتي .
أدهم حسن :وماذا عن نشأتكم فضيلة الإمام ؟
البغوي : نشأت في أسرة فقيرة وكما قلت من قبل في التعريف باسمي أنّ أبي كان فرَّاءً يصنع الفراء ويبيعها .... ولا يذكر التاريخ الكثير عن نشأتي وحياتي المبكرة، كما يجهل ما يتصل بأسرتي وعدد أفرادها وذلك كله لأن المصادر التي ترجمت لي لا تفصح عن ذلك !!!! ومع ذلك فقد ذكر أني نشأتُ شافعى المذهب بحكم البيئة التي عشت فيها، والعلماء الذين التقيت بهم وأخذت عنهم.
أدهم حسن: هل تستطيع رحمك الله أن تحدثنا عمن سمعت وأخذت من العلماء والشيوخ .
البغوي : حسناً, لي كثيرٌ من الشيوخ الأبرار الذين أخذت العلم عنهم، فلقد تفقهت على شيخ الشافعية القاضي حسين بن محمد المروزي، وسمعت من أبي عمر عبد الواحد بن أحمد الملــيحي، وأبي الحســن محمد بن محمد الشـيرازي، وجمال الإسلام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، ويعقوب بن أحمد الصرفي، وأبي الحسن علي بن يوسف الجويني، وأبي الفضل زيــاد بــن محمد الحنفي، وأحمد بن أبي نصر الكوفاني، وحسان بن محمد المنيعي، وأبي بكر محمد الهيثم الترابي ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام ولم أسمع منه، وسمعت من أحمد وعلي بن المديني ويحيى بن معين وعلي بن الجعد وخلف ابن هشام بن البزار وخلق كثير، وكان معي جزء فيه سماعي من ابن معين، فأخذه موسى بن هارون الحافظ فرماه في دجلة، وقال: يريد أن يجمع بين الثلاثة؟! (غفر الله له)! وقد تفردت عن سبع وثمانين شيخًا.
أدهم حسن : اسمح لي أن أتجاوز حدودي وأسألك عن عقيدتك !!!!!!
البغوي : لا بأس يا بنَيّ ..... فسلامة العقيدة أمر مهم جداً ! وكيف مثلاً تقرأ كتابا لشخص ما ولم تعرف عقيدته! سأُجيبُكَ:
أعدُّ من أئمة السلف الصالح، الذين تقيدوا بالكتاب والسنة، في مفهوم الاعتقاد وبخاصة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، ولي على ذلك بعض الأدلة منها: تعليقي على الحديث الذي رواه مسلم في القدر: باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء (4\2654) وذلك في الجزء الأول من كتابي شرح السنة ص (168) "قلت : والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز وجل ، وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى، كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجي، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح - إلى أن أقول في صفحة (170) فهذه ونظائرها صفات الله تعالى، ورد بها السمع يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضًا فيها عن التأويل، مجتنبًا عن التشبيه، معتقدًا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيءٌ من صفاته صفاتِ الخلق، كما لا تشبه ذاتُه ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى:
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ
الشورى .
وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوها جميعًا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل،" اهـ ثم ذكرت مدلِّلا على ذلك أقوال السلف وقد جاءت شهادات العلماء الذين ترجموا لي تؤكد ذلك:
قال ابن شهبة( عني) في طبقات الشافعية (1\310): (وكان دينًا، عالمًا، عاملًا على طريقة السلف).
وقال طاش كبرى زاده ( عني) في مفتاح السعادة (2\102): (كان ثبتًا حجة، صحيح العقيدة في الدين).
أدهم حسن : جزاك الله خيرا ياشيخ على سعة صدرك وتقبلك هذا السؤال وإجابتك عنه! ونرجوا منك التكرم بذكر بعض تلامذة فضيلتكم .
البغوي : لا بأس .... منهم: الشيخ العلامة مجد الدين أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد المتوفى سنة (571) وهو الذى روى شرح السنة عني،ثم أخذ عنه غير واحد من أهل العلم والفضل. وأيضا
أبو الفتوح محمد بن محمد بن على الطائى الهمذانى، المحمدث الواعظ المتوفى سنة 555 منا لهجرة الذي من تأليفه ((الأربعين قي إرشاد السالكين إلى منازل المتقين))جمعه عن مسموعاته أربعين شخصا. وأيضاً
أبو المكارم فضل الله بن محمد بالنوقانى، وهو اّخر من روى عني وبقى إلى سنة ستمائة، وأجزت للفخر على بن البخارى شيخ الإمام الحافظ الذهبي وأخذ عني الكثير من علماء أهل مرو .
أدهم حسن : كرما منك حدثنا عن مؤلفاتك .
البغوي : من أهم مؤلفاتي............:
1- تفسير البغوي "معالم التنزيل
أدهم حسن : بما أننا في ملتقى أهل التفسير فهل تستطيع أن تحدثنا عن كتابك في التفسير (معالم التنزيل )؟
البغوي : حبا وكرامة ....... هو كتاب متوسط، نقلت فيه عن مفسري الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وهو عارٍ عن الغموض والتكلف في توضيح النص القرآني، محلى بالأحاديث النبوية والآثار الغالب عليها الصحة.
أدهم حسن : حدثنا أكثر عن الكتاب يا فضيلة الشيخ .!
البغوي :لا بأس ....... سأعرض الكتاب :
أولا بدأته بمقدمة ابتدأت فيها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تبين مهمة إرسال الرسول وإنزال الكتاب المعجز عليه، ثم ذكر ما اشتمل عليه القرآن من الأمور عقيدة وفقهاً وقصصاً وحكماً.
ثم إنتقلت إلى دواعي تأليفي للكتاب فقلت : (سألني جماعة من أصحابي المخلصين وعلى اقتباس العلم مقبلون كتاباً في معالم التنزيل وتفسيره، فأجبتهم إليه معتمداً على فضل الله تعالى وتيسيره متمثلاً وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً).
ومن هذا النص نستفيد أن تفسيري جاء نزولاً عند رغبة طلابي وتلاميذي المخلصين والمقبلين على اقتباس العلم وتحقيقاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء بالماضين.
وقدمت بعد ذلك الطريقة التي اخترتها (أي منهجي ) وجعلت عليها تفسيري وهي التوسط والاعتدال فقلت: (فجمعت بعون الله تعالى وحسن توفيقه فيما سألوا كتاباً متوسطاً بين الطويل الممل والقصير المخل، أرجو أن يكون مفيداً لمن أقبل على تحصيله).
وانتقلت – رحمني الله – في مقدمتي فذكرت مصادري في تفسيري من كتب التفسير بالمأثور وكتب الأخبار والسير وكتب القراءات والحديث النبوي الشريف.
ثم عقدت ثلاثة فصول بين يدي التفسير وهي في فضائل القرآن وتعليمه وفي فضائل تلاوة القرآن، وفي وعيد من قال في القرآن برأيه.
ثم بينت معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما ومعنى نزول القرآن على سبعة أحرف. ثم إنطلقت إلى تفسير كتاب الله تعالى سورة سورة من سورة الفاتحة حتى سورة الناس.
يسرني أن أرحب بكم في حلقة جديدة من سلسلة لقاء مع عالم ..... التي نستضيف فيها اليوم أحد العلماء الذين خدموا الكتاب العزيز، والسنة النبوية، بالعكوف على دراستهما، وتدريسهما، وكشف كنوزهما، وأسرارهما، والتأليف فيهما ..... أرحب بنفسي وبالنيابة عنكم جميعا بضيفنا المبارك:..............................
فضيلة الإمام : أبو القاسم البغوي , فضيلة الإمام أهلا ومرحبا بكم
البغوي: أهلا بك وبجميع القراء الكرام .
أدهم حسن : بادئ ذي بدء نرجو منكم إعطاءنا الاسم الكامل لفضيلتكم .
البغوي : الاسم الكامل لي هو : أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد الفرَّاء البغوي الشافعي والبغوي نسبة إلى بلدة بخراسان بين مرو وهراة يقال لها "بغ" بالباء الموحدة والغين المعجمة والفراء نسبة إلى أبي الذي كان يصنع الفراء.
وأُلَقّب بمحي السنة وأيضاً بركن الدين وأسمى أيضا (ابن بنت منيع).
أدهم حسن : ومتى كان مولد فضيلتكم وأين كان ؟
البغوي : إن معظم المصادر التي ترجمت لي لم تشر إلى السنة التي ولدت فيها، غير أن ياقوت الحموي قال في معجم البلدان: أنني ولدت سنة (433 هـ) أما الزركلي فأشار في الأعلام إلى أنني ولدت سنة (436 هـ).
أدهم حسن :وما هو الراجح برأي فضيلتكم ؟!
البغوي : أما الراجح فهو مانقله الخطيب البغدادي حيث قال: قال أبو بكر بن شاذان: سمعت البغوي (أي سمعني) أقول: ولدت سنة ثلاث عشرة ومائتين (213هـ). وقال ابن شاهين: سمعته (أي سمعني ) أقول: ولدت سنة أربع عشرة، قال الخطيب: وابن شاهين أتقن.
أدهم حسن : لم تجبني فضيلتكم عن مكان ولادتكم !
البغوي : آسف لقد نسيت ... ولدت بين هراة ومرو الروز في بغشور أو (بغ)، فأنا بذلك أنسب إلى بلدتي .
أدهم حسن :وماذا عن نشأتكم فضيلة الإمام ؟
البغوي : نشأت في أسرة فقيرة وكما قلت من قبل في التعريف باسمي أنّ أبي كان فرَّاءً يصنع الفراء ويبيعها .... ولا يذكر التاريخ الكثير عن نشأتي وحياتي المبكرة، كما يجهل ما يتصل بأسرتي وعدد أفرادها وذلك كله لأن المصادر التي ترجمت لي لا تفصح عن ذلك !!!! ومع ذلك فقد ذكر أني نشأتُ شافعى المذهب بحكم البيئة التي عشت فيها، والعلماء الذين التقيت بهم وأخذت عنهم.
أدهم حسن: هل تستطيع رحمك الله أن تحدثنا عمن سمعت وأخذت من العلماء والشيوخ .
البغوي : حسناً, لي كثيرٌ من الشيوخ الأبرار الذين أخذت العلم عنهم، فلقد تفقهت على شيخ الشافعية القاضي حسين بن محمد المروزي، وسمعت من أبي عمر عبد الواحد بن أحمد الملــيحي، وأبي الحســن محمد بن محمد الشـيرازي، وجمال الإسلام أبي الحسن عبد الرحمن بن محمد الداودي، ويعقوب بن أحمد الصرفي، وأبي الحسن علي بن يوسف الجويني، وأبي الفضل زيــاد بــن محمد الحنفي، وأحمد بن أبي نصر الكوفاني، وحسان بن محمد المنيعي، وأبي بكر محمد الهيثم الترابي ورأيت أبا عبيد القاسم بن سلام ولم أسمع منه، وسمعت من أحمد وعلي بن المديني ويحيى بن معين وعلي بن الجعد وخلف ابن هشام بن البزار وخلق كثير، وكان معي جزء فيه سماعي من ابن معين، فأخذه موسى بن هارون الحافظ فرماه في دجلة، وقال: يريد أن يجمع بين الثلاثة؟! (غفر الله له)! وقد تفردت عن سبع وثمانين شيخًا.
أدهم حسن : اسمح لي أن أتجاوز حدودي وأسألك عن عقيدتك !!!!!!
البغوي : لا بأس يا بنَيّ ..... فسلامة العقيدة أمر مهم جداً ! وكيف مثلاً تقرأ كتابا لشخص ما ولم تعرف عقيدته! سأُجيبُكَ:
أعدُّ من أئمة السلف الصالح، الذين تقيدوا بالكتاب والسنة، في مفهوم الاعتقاد وبخاصة فيما يتعلق بأسماء الله وصفاته، ولي على ذلك بعض الأدلة منها: تعليقي على الحديث الذي رواه مسلم في القدر: باب تصريف الله تعالى القلوب كيف شاء (4\2654) وذلك في الجزء الأول من كتابي شرح السنة ص (168) "قلت : والإصبع المذكورة في الحديث صفة من صفات الله عز وجل ، وكذلك كل ما جاء به الكتاب أو السنة من هذا القبيل في صفات الله تعالى، كالنفس، والوجه، والعين، واليد، والرجل، والإتيان، والمجي، والنزول إلى السماء الدنيا، والاستواء على العرش، والضحك والفرح - إلى أن أقول في صفحة (170) فهذه ونظائرها صفات الله تعالى، ورد بها السمع يجب الإيمان بها، وإمرارها على ظاهرها معرضًا فيها عن التأويل، مجتنبًا عن التشبيه، معتقدًا أن الباري سبحانه وتعالى لا يشبه شيءٌ من صفاته صفاتِ الخلق، كما لا تشبه ذاتُه ذوات الخلق، قال الله سبحانه وتعالى:
وعلى هذا مضى سلف الأمة، وعلماء السنة، تلقوها جميعًا بالإيمان والقبول، وتجنبوا فيها عن التمثيل والتأويل، ووكلوا العلم فيها إلى الله عز وجل،" اهـ ثم ذكرت مدلِّلا على ذلك أقوال السلف وقد جاءت شهادات العلماء الذين ترجموا لي تؤكد ذلك:
قال ابن شهبة( عني) في طبقات الشافعية (1\310): (وكان دينًا، عالمًا، عاملًا على طريقة السلف).
وقال طاش كبرى زاده ( عني) في مفتاح السعادة (2\102): (كان ثبتًا حجة، صحيح العقيدة في الدين).
أدهم حسن : جزاك الله خيرا ياشيخ على سعة صدرك وتقبلك هذا السؤال وإجابتك عنه! ونرجوا منك التكرم بذكر بعض تلامذة فضيلتكم .
البغوي : لا بأس .... منهم: الشيخ العلامة مجد الدين أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد المتوفى سنة (571) وهو الذى روى شرح السنة عني،ثم أخذ عنه غير واحد من أهل العلم والفضل. وأيضا
أبو الفتوح محمد بن محمد بن على الطائى الهمذانى، المحمدث الواعظ المتوفى سنة 555 منا لهجرة الذي من تأليفه ((الأربعين قي إرشاد السالكين إلى منازل المتقين))جمعه عن مسموعاته أربعين شخصا. وأيضاً
أبو المكارم فضل الله بن محمد بالنوقانى، وهو اّخر من روى عني وبقى إلى سنة ستمائة، وأجزت للفخر على بن البخارى شيخ الإمام الحافظ الذهبي وأخذ عني الكثير من علماء أهل مرو .
أدهم حسن : كرما منك حدثنا عن مؤلفاتك .
البغوي : من أهم مؤلفاتي............:
1- تفسير البغوي "معالم التنزيل
2- كتاب السنن على مذاهب الفقهاء
3- ولي معجم الصحابة في مجلدين يدل على سعة حفظي ولله المنّة
4- كتاب الجعديات حديث علي بن الجعد الجوهري.
5- كتاب شرح السنة، الذي يعد من أعظم كتبي ، بل هو من أجل كتب السلف في ترتيب الحديث
أدهم حسن : بما أننا في ملتقى أهل التفسير فهل تستطيع أن تحدثنا عن كتابك في التفسير (معالم التنزيل )؟
البغوي : حبا وكرامة ....... هو كتاب متوسط، نقلت فيه عن مفسري الصحابة والتابعين ومن بعدهم. وهو عارٍ عن الغموض والتكلف في توضيح النص القرآني، محلى بالأحاديث النبوية والآثار الغالب عليها الصحة.
أدهم حسن : حدثنا أكثر عن الكتاب يا فضيلة الشيخ .!
البغوي :لا بأس ....... سأعرض الكتاب :
أولا بدأته بمقدمة ابتدأت فيها بحمد الله والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم تبين مهمة إرسال الرسول وإنزال الكتاب المعجز عليه، ثم ذكر ما اشتمل عليه القرآن من الأمور عقيدة وفقهاً وقصصاً وحكماً.
ثم إنتقلت إلى دواعي تأليفي للكتاب فقلت : (سألني جماعة من أصحابي المخلصين وعلى اقتباس العلم مقبلون كتاباً في معالم التنزيل وتفسيره، فأجبتهم إليه معتمداً على فضل الله تعالى وتيسيره متمثلاً وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم فيما يرويه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنه عليه الصلاة والسلام قال: (إن رجالاً يأتونكم من أقطار الأرض يتفقهون في الدين فإذا أتوكم فاستوصوا بهم خيراً).
ومن هذا النص نستفيد أن تفسيري جاء نزولاً عند رغبة طلابي وتلاميذي المخلصين والمقبلين على اقتباس العلم وتحقيقاً لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم واقتداء بالماضين.
وقدمت بعد ذلك الطريقة التي اخترتها (أي منهجي ) وجعلت عليها تفسيري وهي التوسط والاعتدال فقلت: (فجمعت بعون الله تعالى وحسن توفيقه فيما سألوا كتاباً متوسطاً بين الطويل الممل والقصير المخل، أرجو أن يكون مفيداً لمن أقبل على تحصيله).
وانتقلت – رحمني الله – في مقدمتي فذكرت مصادري في تفسيري من كتب التفسير بالمأثور وكتب الأخبار والسير وكتب القراءات والحديث النبوي الشريف.
ثم عقدت ثلاثة فصول بين يدي التفسير وهي في فضائل القرآن وتعليمه وفي فضائل تلاوة القرآن، وفي وعيد من قال في القرآن برأيه.
ثم بينت معنى التفسير والتأويل والفرق بينهما ومعنى نزول القرآن على سبعة أحرف. ثم إنطلقت إلى تفسير كتاب الله تعالى سورة سورة من سورة الفاتحة حتى سورة الناس.
أدهم حسن : لو تفضلت فضيلتكم ببيان بعض مزايا الكتاب.
البغوي :من أهم مزاياه:
1 – اعتمادي على الكتاب والسنة فكنت أفسر القرآن بالقرآن أو بالسنة النبوية مراعياً بذلك سياق السند وتحري الصحة والدقة.
2 – حرصي على المأثور من التفسير من أقوال الصحابة والتابعين ممن ذكرت طرق الأخذ عنهم في المقدمة مع أخذي من آخرين لم أذكرهم وقد برز طابع المأثور في تفسيري بصورة ظاهرة وكنت أميناً في نقلي – رحمني الله – لآراء هؤلاء السلف دون ترجيح وقد أرجح فيما أختاره وأجد الدليل عليه. ....... وغيرها من المزايا كعنايتي باللغة والنحو والقراءات وما يتعلق بالإسرائيليات والموضوعات، وما يتعلق بالعقيدة والمسائل الفقهية . نسأل الله القبول .
أدهم حسن : سؤال صعب ...ولكن ماذا عن وفاتك رحمك الله ؟
البغوي :توفيت ليلة الفطر وكانت وفاتي ببغداد، ودفنت بمقبرة باب التبن..
أدهم حسن : أستميحك عذرا أن أذكر للقراء الكرام بعض ماقيل فيك :
قال ابن كثير: "كان ثقة حافظًا ضابطًا، روى عن الحفاظ وله مصنفات". وقال موسى بن هارون الحافظ: كان ابن بنت منيع ثقة صدوقًا. فقيل له: إن ههنا ناسًا يتكلمون فيه. فقال: يحسدونه، ابن بنت منيع لا يقول إلا الحق"
وقال الدارقطني: كان البغوي قلما يتكلم على الحديث، فإذا تكلم كان كلامه كالمسمار في الساج. وقد ذكره ابن عدي في كامله فتكلم فيه وقال: حدث بأشياء أنكرت عليه، وكان معه طرف من معرفة الحديث والتصانيف. وقد انتدب ابن الجوزي للرد على ابن عدي في هذا الكلام، وذكر أنه توفي ليلة عيد الفطر منها وقد استكمل مائة سنة وثلاث سنين وشهورًا، وهو مع ذلك صحيح السمع والبصر والأسنان، يطأ الإماء.
وقال أبو محمد الرامهرمزي: لا يعرف في الإسلام محدث وازَى البغوي في قدم السماع. قال الخطيب: كان ثقة ثبتًا فهمًا عارفًا.
وقال ابن خلكان : " كان بحراً في العلوم" ، ثم وصف زهده بقوله :" ماتت لــه زوجة ، فلم يأخذ من ميراثها شيئاً ، وكان يأكل الخبز البحت ، فهزل في ذلك، فصار يأكله بالزيت" .
وقال اليافعي : " عالم أهل خراسان ، كان سيداً ، زاهداً ، قانعاً" .
وأثنى عليه ابن السبكي في طبقات الشافعية بقوله :
"وكـــان إمامــاً جليلاً ، ورعاً ، زاهداً ، فقيهاً ، محدثاً ، مفسراً ، جامعاً بين العلم والعمل ، سالكاً سبيل السلف ، لـــه في الفقه اليد الباسطة" .
وقـــال عنه الداودي : "كان إماماً في الحديث ، إمامـــاً في الفقه، جليلاً، ورعاً، زاهداً" .
وذكـــره الــثعالبي بقوله : كان إماماً جليلاً ، فقيهاً ، محدّثاً ، مفسراً ، جامعاً بين العلم والعمل ، سالكاً سبيل السلف" .
وقـــال عــنه الذهبي في تذكرة الحفاظ : "كان من العلماء الربانيين ، كان ذا تعبد ونسك وقناعة باليسير"
أدهم حسن : فضيلة الإمام شكر الله لك .
البغوي : نسأل الله الإخلاص و القبول لنا ولكم . .......................
رحم الله الإمام البغوي وغفر له وأسكنه فسيح جناته, آمين
سؤال الحلقة :
في أي سنة توفي الإمام البغوي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
هدية الحلقة :
كتاب معالم التنزيل للإمام البغوي
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=6&book=632
شكر وعرفان :
أشكر الأخت إشراقة أمل على تفاعلها وردها وأيضا إتيانها بالإجابة الصحيحة لسؤال الحلقة الماضية .
أشكر الأخت إشراقة أمل على تفاعلها وردها وأيضا إتيانها بالإجابة الصحيحة لسؤال الحلقة الماضية .
وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد
التعديل الأخير بواسطة المشرف: