الحلقة الثالثة من سلسلة لقاء مع عالم ( الطبري)

أدهم حسن

New member
إنضم
12/11/2010
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
01.png

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ........ وتحية طيبة مباركة إلى جميع أعضاء المنتدى وزائريه............ ثم أما بعد:


أهلا ومرحبا بكم في حلقة جديدة من سلسلة لقاء مع عالم وسوف نبحر معكم اليوم مع عَلَم كبير من أعلام المفسرين هولإمام محمد بن جرير الطبري "
فضيلة الإمام مرحبا بك.
الطبري : مرحبا بك وبجميع القراء الكرام.
أدهم حسن: فضيلة الإمام لا أعرف من أين أبدأُ حديثي معك ولكن دعنا في البداية نعرف الإسم الكامل لفضيلتكم .
الطبري : الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... إسمي الكامل هو :محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن
غالبآشتهرت بالإمام الطبري.
أدهم حسن: ماذا عن مولد فضيلتكم متى وأين كان ؟
الطبري :ولدت أنا محمد بن جرير بن يزيد بن كثير الطبري وكما تُلاحظون من اسمي ومن نسبي أن كلَّ الأسماء التي
في نسبي هي أسماء عربية، مما يرجح أنَّي عربيُّ النَّسب وإن كنت قد ولدت في طبرستان... ولدت رحمني الله تعالى في سنة
( 224 هجرية 838 ميلادية )في بلدة صغيرة اسمها آمل من قصبة وطبرستان مدينة أو قصبة أو إقليم في شمال بلاد ,
فارس التي تسمى اليوم في عصركم إيران وبلدتي امل قريبة من طهران في عصركم الحاضر.......................
في تلك البلدة الصغيرة ولدت رحمني الله ...............وكنت ولازلت أشك في تاريخ ولادتي وقد سئلت عن سبب
الشك فأجبت عن ذلك قائلاً:
: إنَّ أهل بلدي يُــؤرِّخون الحوادث بقصص تقعُ، فلمّا كبُرت سألتهم عن تلك الحادثة التي أرَّخُوا بها تاريخ وِلادتي
فبعضهم قال أنَّها كانت في آواخر سنة ( 224)وبعضهم قال أنها في أوائل سنة ( 225)والفرق ضئيل بين التقديرين ....
أدهم حسن : حدثنا فضيلتكم عن تربيتكم و نشأتكم .
الطبري :
تربيت تربية دينية ، ونشأتُ نشأة علمية ، فاهتممت منذ الصغر بالعلم وطلبه ، والخروج في سبيل أخذه وروايته ، وساعدني على ذلك عدم زواجي كنت أقول عن نفسي
ماحللت سراويلي على حرام ولا حلال قط.
أدهم حسن :وماذا كانت نتائج هذه النشأة الطيبة ؟
الطبري:

فتح الله عليّ ، حتى حصلت على الكثير من العلم ، وأصبحت بفضل الله من كبار الأئمة ، وخيار علماء الأمة الذين يُرحل إليهم ، ويُؤخذ العلم عنهم .
أدهم حسن : ماشاء الله تبارك الله وكيف كان طلبك للعلم ورحلاتك في طلبه؟
الطبري:
حفظت القرآن الكريم في بلدتي وعمري سبع سنين ،وأخذت الحديث عن أهله ، ثم رحلت عن بلدتي في طلب العلم سنة 236 هجرية وأنا ابن اثنتي عشرة سنة كما قال مسلم بن قاسم عني أو رحلت ولي عشرين سنة كما قال ابن الجزري عني وهكذا رحلت إلى الأفاق، واكثرت التطاوف ، ووصلت إلى البلدان النائية ، فسمعت عن شيوخها ، وقد رحلت – في أوائل رحلتي – إلى مدينة السلام (بغداد) رغبة مني في السماع من الإمام أبي عبد الله أحمد بن حنبل ، فلم يتفق ذلك لي لموت الامام أحمد قبل دخولي إليها ، وأقامت مدة بها ، وأكثرت الكتابة عن شيوخها .
ثم انحدرت إلى البصرة ، فسمعت ممن كان باقياً من اهل العلم والحديث في وقتي ، ومررت في طريقي إليها بواسط ، وكتبت عن علمائها .
ثم سرت إلى الكوفة وأخذت العلم عن كبارها .
ثم عُدت إلى بغداد ، فلزمت المقام بها مدة ، وتفقهت بها وكتبت ، وأخذت علوم القرآن وكتب مسند يعقوب بن ابراهيم الدورقي .
ثم خرجت إلى مصر ، وكتبت في طريقي إليها عن المشايخ بأجناد الشام والسواحل والثغور ، وأكثرت من الكتابة .
ثم صرت إلى قسطاط مصر في سنة 253 هجرية وكان بها بقية من الشيوخ ، وأهل العلم ، فأكثرت عنهم الكتابة من علوم الامام مالك والامام الشافعي ومختصر أقواله ،
أدهم حسن : كان لك لقاء مع الشافعي رحمه الله فما الذي دار بينكم ومالذي تكلمتم عنه ؟
الطبري:
نعم ..تكلمت أنا وإياه في أشياء كثيرة منها البحث في الإجماع الذي هو ثالث الأدلة الشرعية ، و قد قيل أننا نتناظرنا في بعض المسائل الفقهية ، وظهرتُ عليه وغلبته ، إلا انّ التاريخ لم يبين لكم حقيقة هذه المسألة ، ولم يدون ما دار بيننامن أقوال في أثناء المناظرة حتى يمكنكم أن تحكموا بصحة هذا الخبر..... ومع ذلك فقد كنت رحمني الله تعالى أُفضل المزني وأُطريه ، وأذكر دينه وعلمه ،
أدهم حسن :أخبرتنا أنك نزلت في مصر فزدنا حديثا عن أخبارك فيها.
الطبري:
لا بأس .....نزلت في مصر على الربيع بن سليمان المرادي كبير ناشري مذهب الامام الشافعي رحمه الله تعالى ، وكبير مدوني كتبه .
ولم يبق أحد من اهل العلم بمصر إلا لقيته وامتحنته في العلم الذي يتحقق به ويتثبت منه ، كما حدثت عن نفسي في كلام طويل مذكور في معجم الأدباء
وقد درست العروض بمصر أيضا ، ، وكنت لم أدرسه بعد , ودرسته في مصر حتى أصبحت عروضياً ، ثم رجعت إلى مدينة السلام بغداد ، وكتبت بها أيضاً .
أدهم حسن: وهل رجعت فضيلتكم إلى موطنك؟
الطبري:
نعم رجعت إلى طبرستان بعد ذهابي إلى بغداد ، وهي رجعتي الأولى لها ، ثم غادرهتا ، ثم رجعت إليها رجعتي الثانية سنة 290 هجرية .
ثم غادرت طبرستان للمرة الأخيرة ، ورجعت إلى بغداد ، فنزلت في قنطرة البردان ، وكانت مركزاً لكبار النحويين والمتأدبين.
أدهم حسن : وهل تستطيع أن تحدثنا عن محنتك رحمك الله؟
الطبري:
نعم تعرضت لمحنة شديدة في أواخر حياتي وذلك بسبب التعصب المذهبي، فلقد وقعت ضغائن ومشاحنات بيني وبين ورأس الحنابلة في بغداد أبي بكر بن داود أفضت إلى اضطهاد الحنابلة لي، وكان المذهب الحنبلي في هذه الفترة هو المسيطر على العراق عامة وبغداد خاصة، وتعصب العوام عليّ ورموني بالتشيع وغالوا في ذلك. حتى منعوا الناس من الاجتماع بي، وخلطوا بيني وبين أحد علماء الشيعة واسمه متشابه مع اسمي ابن جرير، وهو «محمد بن جرير بن رستم» وكنيته أيضًا أبو جعفر، ولقد نبه الذهبي على هذا الخلط في تاريخه وفي كتابه سير أعلام النبلاء ولقد ظللت محاصرًا في بيتي حتى توفيت.
أدهم حسن : وما أبرز مؤلفاتك فضيلة الإمام؟
الطبري:

أبرز مؤلفاتي هي :

  • تفسير الطبري—المسم بجامع البيان عن تأويل آي القرآن
  • تاريخ الطبري (تاريخ الأمم والملوك).
  • كتاب آداب النفس الجيدة والأخلاق النفيسة.
  • اختلاف علماء الأمصار في أحكام شرائع الإسلام.
  • صريح السنة (يوضح فيه مذهبه وعقيدته).
  • الفصل بين القراءات.
  • آداب القضاة.
  • آداب النفوس.
  • آداب المناسك.
  • تهذيب الآثار
  • فضائل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
  • ذيل المذيل.
    أدهم حسن: تفسيرك المسمى تفسير الطبري قد نال قبولاً واسعا لدى الأمة فهل تستطيع أن تحثنا عنه .
    الطبري:
حسنا أما الكتاب فهو كتاب "جامع البيان في وهو أجل التفاسير وأشهرها ، ويعتبر من أقوم التفاسير وأعظمها ، وهو المرجع الأول عند المفسرين . وقد قلت: استخرت الله وسألته العون على ما نويته من تصنيف التفسير قبل أن أعمله ثلاث سنين فأعانني.

أدهم حسن :وما منهجك فيه؟

الطبري:

لي منهج خاص بذكر الآية ، أو الآيات من القرآن الكريم ، ثم تبيين تأويلها ومعناها ، وذكر أشهر الأقوال فيها ، والإستشهاد على القول بما أختار عن الصحابة والتابعين ، ثم أتعرض لترجيح الأقوال ، واختيار الأولى بالتقدمة ، وأتعرض لناحية الإعراب ، واستنباط الأحكام التي تؤخذ من الآية ، وترجيح ما أراه .
أدهم حسن : كتابك هو في التفسير بالمأثور أم بالتفسير بالرأي؟
الطبري:

كتابي في تفسير بالمأثور
وهذا الكتاب هو أوثق وأقدم ما دون في التفسير بالمأثور ، أي بما ثبت بالنقل من بيان القرآن بالقرآن ، وبما ورد فيه من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وما روي عن الصحابة والتابعين ، كما أنه أهم مصادر التفسير بالرأي والمعقول ، أي بالإجتهاد والإستنباط وإعمال اللغة والعقل ،
أدهم حسن: إسمح لي أن أذكر بعض أقوال العلماء عن تفسيرك!!


قال النووي : " أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مثل تفسير الطبري "
قال السيوطي : " وكتابه أجل التفاسير وأعظمها فإنه يتعرض لتوجيه الأقوال وترجيح بعضها على بعض ، والإعراب والاستنباط فهو يفوق بذلك على تفاسير الأقدمين "
قال واحد: لو سافر رجل إلى الصين حتى يحصل تفسير محمد بن جرير لم يكن كثيرا
وقد حويت رحمك الله جميع تراث التفسير الذي تفرق قبلك في كتب صغيرة منذ عصر عبد الله بن عباس ـ ما ـ إلى النصف الأول من القرن الثالث الهجري .


أدهم حسن : بقي لي أن أذكر وفاتك وأين توفيت أيضا بالنيابة عنك رحمك الله !!!!!!!!!!!!!
الطبري : لا بأس نحن السابقون وأنتم الاحفون.
أدهم حسن : انتقل ابن جرير إلى رحمة الله في مدينة بغداد على الصحيح الذي اقتصر عليه جمهرة المؤرخين له .
وما ذكر من أنه توفى بمصر ، وأنه مدفون بسفح المقطم باطل لا يصح أن يقتدى به ولا يلتفت اليه كما حققه ابن يونس وابن خلكان .
ولا خلاف في أنه توقى في خلافة المعتمد بالله الثامن عشر من خلفاء بني العباس المتوفى سنة 320 هـ وهناك من يقول أنه توفى سنة 311 أو سنة 316 ، ولم يرتضه ياقوت ولم يلتفت إليه القفطي وغيره .
ثم أن المؤرخين قد اختلفوا في يوم وفاته ودفته فقال بعضهم كالخطيب البغدادي والقفطي وابن خلكان : انه مات يوم السبت بالعشية ودفن يوم الأحد بالغداة لأربع بقين من شوال في داره أو في حجرة بازاء داره برجة يعقوب في ناحية باب خراسان .
وقال بعضهم كابن كامل وابن الجوزي وابن كثير قد كانت وفاته وقت المغرب عشية يوم الأحد ليومين بقيا من شوال ودفن ضحوة يوم الاثنين في داره ، وقال أحمد الفضل الدينوري كما في طبقات القراء لابن الجزري وورى في قبره يوم الحد وقت الظهر لسبع بقين من شوال .
وقال بسكويه وابن الأثير ، وغيرهما أنه دفن ليلاً بداره لأن العامة اجتمعت ومنعت دفنه نهارا ، وادعوا عليه الرفض ثم ادعوا عليه الالحاد ، وهذا ذكره ثابت بن سنان في تاريخه على ما في المنتظم لابن الجوزي . وقد اختلفوا في أنه توفى في أنه توفى عن تسعين سنة أو عن سبع وثمانين أو عن أربع وثمانين سنة وهذا كله اختلاف لا أهمية له ، ويمكن التوفيق بين أكثره ، ولما توفى اجتمع الناس من سائر أقطار بغداد ، مع أنه لم يؤذن أحد بموته ، وصلوا عليه بداره وعكف الناس يترددون إلى قبره شهوراً يصلون عليه ويدعون له .
وقد رثاه خلق كثير من أهل الدين والأدب كابن الاعرابي وابن دريد

فرحمه الله ، وطيب ثراه وأكرم مثواه .



سؤال الحلقة:
صنّف اللإمام كتاباَ في العقيدة فما هو؟؟؟؟؟؟؟؟؟

وصلي اللهم وسلم على نبينا محمد
 
عودة
أعلى