:::: الحلقة الثالثة من برنامج التفسير المباشر :::: إضافة جديدة

فجر الأمة

New member
إنضم
07/04/2009
المشاركات
203
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center][align=center]
ss1.gif


الإخوة الأفاضل والأخوات الفاضلات في ملتقى " أهل التفسير "

لقد قمت بتحميل عدد بسيط من تفريغ حلقات برنامج " التفسير المباشر "
وبعد قراءة إحدى حلقاته وهي الحلقة الثالثة وتشمل على الجزء الثالث من القرآن الكريم قمت بقرائتها و تلخيص بل ليس تلخيصا وإنما شبيه بالتلخيص ووضع بعض العناوين لفقرات الحلقة لي . ورغبتاً مني حتى يستفيد منها أعضاء هذا الملتقى المبارك وضعتها في منتدى البرنامج عسى الله أن ينفع بها رزقنا الله وإياكم العلم النافع والعمل الصالح .


* بداية الجزء الثالث من القرآن الكريم :

يبدأ من الآية 253 من سورة البقرة وينتهي بالآية 92 من سورة آل عمران .

أبرز الموضوعات التي اشتمل عليها الجزء الثالث من أجزاء القرآن الكريم هي:
1- تفضيل الله بعض الرسل على بعض.
2- ثناء الله على نفسه في أعظم آية في القرآن وهي آية الكرسي.
3- ذكر محاججة إبراهيم عليه الصلاة والسلام للملك.
4- الحث على الإنفاق في سبيل الله وفضل الإنفاق في أطول آيات عن الإنفاق في القرآن الكريم كله.
5- بيان خطر الربا وأنه كبيرة من الكبائر.
6- بيان أحكام المداينة وكتابة الدَيْن وأحكام الرهن.
7- بداية سورة آل عمران وما فيها من توحيد الله وتعظيمه ثم ذكر قصة مريم وزكريا عليهم الصلاة والسلام وطرف من مجادلة النصارى.
هذه أبرز الموضوعات التي اشتمل عليها هذا الجزء .

التفضيل بين الأنبياء :
د. عبد الرحمن: يبدأ الجزء الثالث بآية عظيمة وهي قول الله سبحانه وتعالى (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253)) وهذه الآية تشير إلى موضوع مهم جداً يسأل عنه كثير من الناس. هل يجوز التفضيل بين الأنبياء؟ فيقال أن مثلا موسى أفضل من عيسى أو أن محمداً أفضل من موسى فالله سبحانه وتعالى في هذه الآية ينص على أنه فضّل بعض الأنبياء على بعض فنود أن تنبّه على الأصل والتوجيه الشرعي في هذا الموضوع؟
الدكتور مساعد: نعم، بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. كما ذكرتم هذه الآية نصت على التفضيل وفي آخر البقرة ورد قوله سبحانه وتعالى:" لا نفرق بين أحد من رسله"، وقد يقع أيضاً لبس عند من يقرأ كيف يقع التفضيل هنا وعدم التفريق هناك؟ القاعدة في مثل هذا أننا نتبع النص فما وقع تفضيله بالنص فإننا نفضله وأما أن ندخل بالعقل فلا يجوز ولهذا الآية "لا نفرق بين أحد من رسله" بمعنى أنه لا يستطيع المسلم أن يفضل فلاناً من الرسل على فلان لاعتبارات من عنده وإنما الاعتبار هو تفضيل الله سبحانه وتعالى ولهذا الآية نصت على أن الذي فضّل هو الله سبحانه وتعالى" تلك الرسل فضلنا" أي فضل الله بعضهم على بعض. فإذا هذه القاعدة الكلية في هذا وقوله "منهم من كلّم الله" هذا إشارة إلى بعض أسباب التفضيل فمن هم الذين كلَّمهم الله من رسل فيما ثبت عندنا؟ موسى عليه السلام اختص بقول الله سبحانه وتعالى كلّمه بالنبوة وأما غيره من الأنبياء فكان يكلَّمون من طريق جبريل عليه السلام. ولكن أيضاً وقع تكليم الله لآدم عليه السلام ووقع تكليم الله لمحمد صلى الله عليه وسلم بل إن تكليم الله سبحانه وتعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم يعتبر من أشرف ما وقع لأنه كان فوق السموات السبع عند سدرة المنتهى بناء على هذا نقول إن تخصيص موسى عليه السلام لكي يفهم السامع تخصيص موسى بأنه كليم الله لأنه جاءته النبوة من كلام الله مباشرة دون واسطة.

مسألة ينبغي أن ينبه عليها :
د. عبد الرحمن: ( هناك مسألة ينبغي أن أنبه عليها وهي أن بعضهم لا يرى التفضيل ويحرّمه ويقول السبب في ذلك هو أنه يوهم الإساءة إلى المفضَّل عليه ولذلك النبي صلي الله عليه وسلم قد نهى وقال لا تفضلوني على يونس ابن متى أليس كذلك؟ لأنه كان سياق الموقف الذي نهى فيه النبي صلي الله عليه وسلم عن هذا التفضيل يوحي بتنقصّ يونس عليه الصلاة والسلام!! ولكن تفضيل الله سبحانه وتعالى وهو الذي فضّل في هذه الآية ) .

الفرق بين الختم والطبع :
سائل : يقول قال الله سبحانه وتعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ (7)) وهناك آيات أخرى قال (طبع الله على قلوبهم) ما هو الفرق بين الختم والطبع؟
الدكتور مساعد: جيد، بالفعل كما ذكرتم أن التنبه لمثل هذه الدقائق الحقيقة يدل على تدبر وهذا يقود الحقيقة إلى تنبيه القارئ حينما يقرأ القرآن إلى الألفاظ التي يُظن أنها مترادفة أو متطابقة بالمعنى وبينها فروق مثل قوله سبحانه وتعالى (لا تبقي ولا تذر) قد يقول قائل ما الفرق بين تبقي وتذر؟ لا بد من وجود فارق دقيق فهنا إذا عندنا قاعدة أحب أن ينتبه لها السامع أن مثل هذه الألفاظ فيها جامع مشترك في المعنى بمعنى أنها تجتمع في معنى وهو معنى التغطية والتغشية والستر، طبع على الشيء أو ختم على الشيء بمعنى غطاه هذا هو المعنى الجامع ولكن يفترق الطبع في شيء لا يوجد في الختم قد يكون هناك معنى في الطبع لا يوجد في الختم وقد يكون في الختم معنى لا يوجد في الطبع وكيف نعرف هذا؟ طبعاً هناك طرق وأنا أنصح بقراءة مقدمة الفروق اللغوية لابي هلال العسكري أبان عن كيفية اكتشاف الفروق بين الألفاظ ومما أبان عنه قضية استعمال الأضداد أو كما ذكرت السياق أحد الطرق في معرفة الفروق. يعني هل نستطيع أن تستخدم لفظة الختم في كل مواطن الطبع؟ قطعاً لا فدل على أن هناك فرقاً وكذلك لا نستطيع أن نستخدم الطبع في كل مواطن الختم لأن في بعض المواطن يمكن أن نستخدم الختم أو الطبع فإذا هما يشتركان في معنى عام ثم يفترقان في خصوصيات. والطبع كما أشار إليه أبو هلال العسكري وكذلك رأيت عند ابن القيم وعند غيرهما من العلماء أنه أبلغ من الختم وأشد لأن الطبع كما يقول أبو هلال العسكري هو أثر يثبت في المطبوع فيكون يدل على اللزوم والثبوت أكثر من دلالة الختم. والطبع لا يتبع الختم فيأتي الختم (ختم الله على قلوبهم) كأنهم وصلوا إلى نهاية الأمر الذي لا يُفتح لهم بعده مجال خُتم ثم يأتي بعد ذلك الطبع فيكون مثل قُفِل قد قُفل عليهم قفلاً تاماً.

قضية كتمان الحق أو البيان أنواع وفيه درجات :

سائل : يقول وردت نصوص تبين عظم كتمان الحق في القرآن الكريم ومنها قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) البقرة) فيقول لو يكون هناك تنبيه حول مثل هذه الآيات ومعناها في القرآن الكريم؟
الدكتور مساعد: حقيقة قضية كتمان الحق أو البيان أنواع وفيه درجات فمثلاً لو كان هناك قضية أو مشكلة على الأمة ولها أثر في حياة الأمة وهناك من يعلم هذه القضية وكتم ولم يبين فإنه يصيبه هذا الوعيد الذي ذكرته الآية وهو وعيد شديد (أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) وهذا الوعيد أُلحق باليهود لأنهم كتموا نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وهم مرجع في هذا الأمر لأنهم أهل كتاب وهم يعلمونه كما قال سبحانه وتعالى (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمُ (20) الأنعام) وكذلك أريد أن أقول أنه إذا احتيج إلى معلومة ما ووقع الكتم بحيث أنه تتأثر مصالح الناس بها أو ديانتهم فلا شك أن هذا الذي يقع عليه الوعيد أما أحياناً قد يكون الأمر فيه سعة كأن تسألني سؤالاً وأنا أقول لك أني لا أعلم وأنا أستطيع أن أفتيك فهذا لا يدخل في هذا الباب لأنك تستطيع أن تسأل فيه غيري فيجيبك.
د. عبد الرحمن: أيضا في قوله (أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) والتعبير بالفعل المضارع فيه دلالة على أنهم يستحقون اللعن مرة بعد مرة كلما تجدد منهم الكتمان.

سبب تعظيم آية الكرسي :
د. عبد الرحمن: آية الكرسي هي أعظم آية في القرآن العظيم . والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال أيّ آية في كتاب الله أعظم؟ فقال معاذ هي آية الكرسي، فقال ليهنك العلم أبا المنذر. فما هو سبب تعظيم هذه الآية وسبب هذا التفضيل لها من النبي صلى الله عليه وسلم لها وكونها أعظم آية في القرآن الكريم كله. القرآن الكريم 6236 آية تقريباً هذه أعظم آية فيها أفلا تستحق وقفه؟
الدكتور مساعد: صحيح. لا شك أن هذه الآية كما ذكرت وكما ذكر لها فضائل والذي يظهر والله أعلم أننا إذا تأملنا موضوع الآية نجد أنه في توحيد الله سبحانه وتعالى وكل ما يتعلق بتوحيد الله يكون أشرف وأعظم وأشرف ما تكلم عن التوحيد هو هذه الآية لأن من مبدئها إلى خاتمتها كلها في التوحيد وخصوصاً ما يتعلق بأسماء الله الحسنى وصفاته ولهذا بُدئت باسم الله الأعظم (الله) (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) فنلاحظ أن فيها مجموعة من الأسماء التي ذكرت في هذه الآية. وأيضاً ذكرت أوصاف بين الإثبات والنفي مثل قوله (لا تأخذه سنة ولا نوم) هذه دلالة على كمال القيومية لأنه قال الحيّ القيوم فدلالة على كمال الحياة والقيومية في قوله الحي والقيوم. وكذلك لو تأملت الحي والقيوم وما يندرج تحتهما من آثار في حفظ السموات والأرض، حفظ الإنسان أيضاً القيام على الإنسان سواء قياماً دنيوياً أو دينياً بإقامة الشرائع له فستجد أشياء كثيرة كلها مندرجة تحت قوله (الحي القيوم). ولهذا مثل ابن القيم وغيره من العلماء لما تكلموا عن الحي القيوم أعادوا إليه جميع الأسماء أن جميع الأسماء تعود إلى معنى الحي القيوم.

التفضيل بين الآيات :
د. عبد الرحمن: هذا يا دكتور لعله يفتح لنا فكرة أخرى، نحن نتحدث في أول الجزء عن قوله تعالى (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض) تكلمنا عن التفضيل بين الأنبياء. آية الكرسي عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنها أعظم آية في كتاب الله أليس هذا أيضاً تفضيلاً بين آيات القرآن؟
دكتور مساعد: وهذا أيضاً من التفضيل ، والتفضيل أيضاً نرجع إليه من النص.

تفضيل بعض السور على بعض :
دكتور عبد الرحمن: أن النبي صلى الله عليه وسلم فضل بعض السور على بعض فسورة الفاتحة مفضلة على باقي السور وسورة الإخلاص (قل هو الله أحد) قال إنها تعدل ثلث القرآن.
_السيوطي رحمه الله ذكر مسألة لطيفة يعني ما هو المقياس أو الضابط الذي يضبط التفضيل بين الآيات أو بين السور؟ هل للمسلم أن يقول هذه السورة أفضل من هذه السورة أو هذه الآية أفضل من هذه الآية اجتهاداً دون أن يثبت النص في ذلك؟ فقال السيوطي إنني تأملت الآيات والسور التي جاء التفضيل لها سورة الفاتحة، آية الكرسي، سورة الإخلاص فوجدت أنها كلها تتكلم عن الله سبحانه وتعالى وعن تعظيمه (الله لا إله إلا هو) (قل هو الله أحد) (الرحمن الرحيم مالك يوم الدين) فقال كل هذه المعاني تدور على تعظيم الله سبحانه وتعالى ولذلك يمكننا أن نقول أن الآيات التي تتكلم عن الله وعن تعظيمه أفضل من الآيات التي لا تشتمل على هذه الموضوعات مثل (تبت يدا أبي لهب وتب) وهذا مستنبط من النص أليس هذا ضابطاً جيداً؟
د. مساعد: وهذا مستنبط من النص وهذا لا شك أنه ضابط جيد ولكن أيضاً يبقى عندنا أن أصل القاعدة كما قلنا النص. ولهذا العلماء لما تكلموا عن لماذا (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن؟ أشاروا إلى قضية أن القرآن ثلاثة أقسام فالقسم الأول هو قسم التوحيد فكأن ثلث القرآن في التوحيد فجاءت هذه السورة (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن لأنها تعدل ثلث موضوعات القرآن الكريم، هذا أحد توجيهات العلماء في قوله تعدل ثلث القرآن.

مالحكمة :
سائلة : أم عبد الله تقول ما الحكمة في أن الآية السابعة والعشرين من آل عمران ختمت بقوله تعالى (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (27)) فجاء الجواب هنا بالفعل المضارع دون تأكيد وجاء في الآية السابعة والثلاثين في قول مريم عليها الصلاة والسلام (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37))
_ سؤال أم عبد الله سؤال بلاغي ودقيق، يعني هنا (وترزق من تشاء بغير حساب) هذا في دعاء (قل اللهم) والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم و(إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) جاء التأكيد بـ(إنّ) ومثل هذه الأسئلة تحتاح إلى مقدمات مثلاً المشاهد الكريم يجب أن يكون على معرفة بلغة القرآن ويعرف أن (إنّ) تأتي في لغة العرب للتأكيد فـ (إن الله يرزق من يشاء بغير حساب) فيها تأكيد فما هو تعليقكم على هذا السؤال؟
الدكتور مساعد: الحقيقة أنا أقول إذا ضممت السؤال من الأخ نايف الذي سأل عن الفرق بين الختم والطبع وهذا السؤال من الأنواع الذي يستخرجه التدبر ولا شك أن ضبط مثل هذه القضايا ورصدها وتدوينها أقول أنه مهم جداً لمن أراد أن يتعلم أو أن يستفيد من تفسير القرآن. لو تأملنا السياق والسياق مهم جداً في ضبط هذه الأمور كما ذكرتم أنه خطاب من الله سبحانه وتعالى لمحمد (قل اللهم مالك الملك) نلاحظ كل السياق جاء بالفعل المضارع (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء) إلى أن ختمت بقوله في الآية بعدها (وترزق من تشاء بغير حساب) إذا هنا عندنا أفعال مضارعة متعاطفة فهي إخبارات بالأفعال عن الله سبحانه وتعالى يعني خطاب من العبد لله سبحانه وتعالى فلا تحتاج إلى تأكيد وإنما هو من باب الأخبار. أما لما جاء كلام مريم أمام زكريا عليه السلام وهناك حدث غريب لأنه لو تأملنا قال (كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً) هو الآن مكفّل بها لذلك قال (وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا) إذا من الذي يستطيع أن يدخل عليها غير زكريا؟ لا أحد، فيستغرب زكريا لما يأتي إليها يجد عندها الرزق ولا أحد يدخل عليها غيره فأثار عنده استفساراً استغراباً (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا) قالت (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ) واحتاج الأمر إلى تأكيد فقالت (إن الله يرزق من يشاء من غير حساب) يحتاج للتأكيد هنا لأن الحدث يحتاج إلى تأكيد ففيه غرابة كيف يأتيك الرزق ولا يدخل عليك إلا أنا؟! فنبهت على أنه من عند الله وأن الله يرزق من يشاء بغير حساب وهذا في الحقيقة نوع من الإرهاصات والتمهيدات لما سيحصل لمريم عليها السلام لاحقاً في ولادة عيسى عليه السلام فيما بعد.
دكتور عبد الرحمن: ولذلك من شدة تأثير التأكيد على زكريا عليه السلام أنه قال (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء (38))
دكتور مساعد: كأنها فتحت له باب الدعاء نبهته.

هل هذا نذرا فيكون واجبا علينا خدمة البيت :
سائلة : في الآية 35 من سورة آل عمران دعاء أم مريم عليها السلام (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) آل عمران) هل هذا يعتبر نذراً لأن كثير من الأمهات تدعو بهذا الدعاء (رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً) هل هذا نذر فيكون واجباً علينا خدمة البيت؟
الدكتور مساعد: أم مريم وهي امرأة عمران في قولها (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي) هناك فائدة أحب أن ينتبه لها قارئ القرآن حينما تأتي قضايا مرتبطة بالشرائع السابقة ينتبه هل يوجد في شرعنا ما يدل عليها أو لا؟ فالنذر عندنا باب النذر لا يوجد عندنا مثل ما كان موجوداً عندهم أنه يأتي الأب أو الأم وتنذر هذا الطفل الذي في بطنها لخدمة البيت لأنه الآن نذرته لخدمة المسجد الأقصى لخدمة البيت فكان هذا موجوداً عندهم في شريعتهم وليس موجوداً عندنا في شريعتنا.
د. عبد الرحمن: معنى الآية قوله هنا (إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي)
د. مساعد: محرراً يعني خالصاً لك، لهذا الغرض، فهي لما وضعتها أنثى أشكل عليها لأن الأنثى لا تشتغل بهذا المقام فقالت (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى) كأنه من باب التحسّب وهناك قراءتان قراءة (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ) وقراءة أخرى (والله أعلم بما وضَعْتُ) وكلاهما قراءتان في النهاية معناهما واحد. (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ (37)) كأن الله سبحانه وتعالى قبِل مريم وهذا أيضاً من الارهاصات في قضية مريم عليها السلام في كون الله قدّر أن تنذر أمها هذا النذر لتكون هي في هذا المكان المنعزل الذي لا يأتيها أحد تخدم بهذا البيت مثل ما ذكرنا في قوله (وكفلها زكريا).

قصة مريم عليها السلام فيها كثير من العبر والعظة :
د. عبد الرحمن: الحقيقة أن في قصة مريم في سورة آل عمران وفي سورة مريم أيضاً فيها عبر كثيرة وعظة خاصة للمرأة المسلمة وأيضاً فيها إيضاح لحقيقة عيسى عليه الصلاة والسلام التي اختلف فيها الأمم الآن يعني هؤلاء النصارى ضلّوا في معرفة حقيقة عيسى عليه الصلاة والسلام في حين التأمل في هذه الآيات يبين لك أنه عبد مخلوق لله سبحانه وتعالى.[/align][/align]

[align=center]يتبع [/align]
 
[align=center]آية الدين :
د. عبد الرحمن: آية الدين هي الآية 282 من سورة البقرة وهي أطول آية في القرآن الكريم كله.
د. مساعد: طبعاً هذا على عدّنا نحن، ومن باب الفائدة أذكرها إن شاء الله أن آية الدين في بعض العدّ منقسمة إلى آيتين وأنا أحب أن ينتبه السامع لأن الآن مجمع الملك فهد رحمه الله تعالى بدأوا يطبعون مصاحف على روايات فقال يطلع بعض القارئين ولا ينتبه إلى هذه القضية أن كل مصحف له عدّ وعندنا العد المكي والعد المدني الأول والعد المدني الثاني والعد الكوفي الأول والكوفي الثاني والعد الشامي فينتبه إلى أن بعض المصاحف طبعت على حسب عدّ آخر فلا يقع عنده هذا الإشكال فهي أطول آية بالنسبة للعدّ عندنا.

تنبية
د. عبد الرحمن: طبعاً هنا أريد أن أنبه الإخوة لما نتكلم والدكتور مساعد عن عد آي القرآن بعضهم يفهم فهماً خاطئاً فنحن نقول مثلاً العد الكوفي 2236 آية (ملاحظة للدكتور عبد الرحمن المفروض أن يكون الرقم 6236 آية وهو مجموع عدد آيات القرآن الكريم) والعد المدني يزيد مثلاً بعشر آيات مثلاً فيقول يعني هل القرآن المكتوب على رواية أهل المدينة فيه عشر آيات زيادة؟
د. مساعد: لا.
د. عبد الرحمن: العد الذي أقل من العد الكوفة ناقص مثلاً عشر آيات هل محذوف منه شيئاً؟
لا وإنما الاختلاف هو القرآن موحّد واحد في كل الروايات ليس هناك فرق كلمة ولا زيادة كلمة وإنما الاختلاف في موضع مكان آخر الآية بعضهم يقدم وبعضهم يؤخر
د. مساعد: يعني (ألم) الأحرف المقطعة بعضهم يعدها آية وبعضهم ما يعدها آية، (بسم الله الرحمن الرحيم) بعضهم يعدها آية وبعضهم ما يعدها آية. هذا إذا هذه القضية التي تكون فيها قضية الزيادة والنقص في قوله (بسم الله الرحمن الرحيم) في سورة الفاتحة. فإذا الخلاف القرآن كامل ليس به نقص وإنما هو الخلاف في مواضع هل هذا رأس الآية أم لا، مواضع العدّ.
د. عبد الرحمن: آية الدين الحقيقة أنها مليئة بالفوائد والاستنباطات والنكات البلاغية وأنها يمكن أن تسمى "كلية الشريعة" فقد اشتملت على كليات الشريعة حفظ المال وحفظ النفس وحفظ العرض وحفظ العقل وحفظ المال ومن أبرز ما يدل على حفظ المال في سورة البقرة آية الدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلاَ يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ (282)) لاحظ حتى يفصّل الله سبحانه وتعالى كيف تكتبون وكيف تشهِدون.
الدكتور مساعد: وهذا فيه دلالة على أهمية ضبط قضايا الأموال.

لطائف وفوائد في آية الدين :

سائل : يقول أردت لو مررتم على آية الدَيْن وهي أطول آية في القرآن وأود أن تذكروا اللطائف من حيث أطول آية وأشكل آية في الإعراب وهكذا وجزاكم الله خيراً؟
د. عبد الرحمن: هل لديك تعليق على هذه الآية إجابة للأخ ؟
د. مساعد: في الحقيقة الأخ طلب فوائد ولطائف وهذه كثيرة ولعلنا نأخذ مثالاً في قوله سبحانه وتعالى (ولا يضارّ كاتب ولا شهيد) هذه قوله يضارّ لو فككنا الشدّ (ولا يضارر) إما أن تكون ولا يضارَر أو ولا يضارِر وانظر كيف جاءت هذه اللفظة (ولا يضارّ) محتملة للمعنيين يعني لا يضارَر الكاتب والشهيد وأيضاً لا يضارِر الكاتب والشهيد فالكاتب والشهيد إذا طُلبوا للكتابة فلا يرفضوا وأيضاً الكاتب والشهيد لا تأتي إليه في وسط الليل تقول له إلا تأتي الآن تكتب وإلا تأتي الآن تشهد فلا يقع الضرر منهما ولا يقع الضرر عليهما فجاءت الكلمة الواحدة هذه دالة على المعنيين معاً وليس بينهما تضاد! وهذا يعده بعض العلماء من إعجاز القرآن في اختيار اللفظة الواحدة الدالة على أكثر من معنى.

فائدة :

د. عبد الرحمن: أنا أيضاً يظهر لي فائدة دكتور مساعد لا أعلم هل توافقني عليها أم لا في قوله (يا أيها الذين أمنوا إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى) بعض الناس يأخذ منك مبلغاً من المال ويتركه لأجل غير مسمى وتجلس أنت تنتظر كلما رأيته يمر العام والعامين والثلاثة وأنت تنظر إليه وهو ينظر إليك لا هو رد لك المال ولا أنت في البداية وضعت أجلاً مسمى. أنا أقول في قوله تعالى (إلى أجل مسمى) فيه أدب في الدين أنك تستلف وتقول سأعيده لك في يوم كذا أو بعد سنة أما بعضهم يقول من باب الميانة من عسرك إلى يسرك ويبدو أنه في يسر طيلة العمر.
والشافعي رحمه الله تعالى لما استدان من بعض أصحابه ديناً وقام ليذهب قال له تعال ثم قال له:
أنلني بالذي استقرضت ديناً وأشهد قوماً إذ شاهدوه
فإن الله خلاق البرايا عنت لجلال هيبته الوجوه
يقول إذا تداينتم بدينٍ إلى أجلٍ مسمى فاكتبوه
ولهذا أحياناً بعض الأحيان يقول بعض من اعتاد على أن يدين الناس بعضهم ما يكتب يقول فصرت أنسى إذا قابلته هل هو رد الدين أو لم يرد الدين يقول فأستحي أن أقول له شيئاً خشية أن يكون معسراً.

لفتة :

د. عبد الرحمن: أنا ظهر لي لفتة يا دكتور مساعد في وجود آية الدين في هذا الموضع. قبلها يتكلم الله سبحانه وتعالى عن الربا (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ (275))
د. مساعد: الصفحة السابقة كلها عن الربا.
د. عبد الرحمن: كلها عن الربا، ثم يقول في آخرها عن الربا (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ (280)) قد يقول قائل كيف أستطيع أن ألبي حاجتي والمال الذي معي لا يكفي؟! ليس إلا اللجوء إلى الربا فيقول الله سبحانه وتعالى لا هناك من الإخوّة بين الناس ما يتسع لقضاء حاجة الناس وتفريج كرباتهم فإذا كان معسراً فأنظِره ثم تكلم الله سبحانه وتعالى فقال (وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ (281)) انظر كيف يذكرك بالآخرة ثم ينتقل إلى حل من الحلول التي تفك إعسار المعسر وهو الدين أن يديّن وهذا فيه حثٌّ الحقيقة للموسر وصاحب الغنى أن ييسر على الناس بإقراضهم.
الدكتور مساعد: هذا من كرم النفس صحيح أنه نوع من كرم في المال ولكن لا يمكن أن يخرج هذا الكرم الذي في المال إذا كانت النفس غير كريمة ولذلك تجد البخيل لا يمكن أن ينفق فضلاً عن أن يقوم بتديين الناس وإنظارهم.

معنى قوله تعالى : " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ .... إلخ " :
سائل : يقول عن قوله تعالى (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا) ما معنى هذه الآية ؟
الدكتور مساعد: طبعاً هذه الآية نزلت في التدرج في تحريم الخمر وتعتبر الآية الثانية أو الثالثة على حسب الخلاف بين العلماء هل آية النحل (وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا (67) النحل) داخلة فمن يرى أن قوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْرَبُواْ الصَّلاَةَ وَأَنتُمْ سُكَارَى (43) النساء) وهذه الآية الثانية أشارت، في قضية الترتيب عموماً هذه الآية في وسط التدرج أنه إذا لما سألوه عن الخمر أخبر الله سبحانه وتعالى بأن فيه منافع وفيه أيضاً إثم (قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس) إثم كبير ومنافع للناس. طبعاً المنافع واضحة جداً في الخمر والميسر المكسب المالي وفي الخمر قضية ما يحصل للشارب من نشوة وقتية لحظية هذه تعتبر من المنافع وإلا لم شرب الخمر. أيضاً نسيان الواقع يعتبره بعض الناس منفعة. ثم قال (وإثمهما أكبر من نفعهما) ولهذا العاقل لما يقيس بعقله يقول ما دام أن إثمهما أكبر من نفهما إذا أتركها وهذه قاعدة الشريعة في أنه إذا كان الإثم أكبر من النفع فإنه يُجتنب حتى جاءت الآية الثالثة التي دلت على تحريم الخمر (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة) هذا نص في التحريم.
د. عبد الرحمن: البعض يا دكتور مساعد قد يفهم من هذه الآية يمكن الأخ محمد الله يحفظه يبين هذه الفكرة لمن يسأله فيما بعد أن (يسألونك عن الخمر والميسر) ليست هي الآية التي يمكن أن يؤخذ منها حكم الخمر الآن. لو سأل السائل الآن ما حكم شرب الخمر ؟ يقول حرام، يقول ما هو الدليل؟ لا يقول الدليل هو قوله (يسألونك عن الخمر والميسر) لأن هذه كانت في الوسط لكن الدليل هو قوله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) وهذا أمر يقتضي التحريم لكن الآية هذه كانت في مرحلة من مراحل التحريم وهذا أسلوب تربوي موجود في الشريعة الإسلامية كثيراً وأشرا إليه عائشة رضي الله عنها التدرج في التحريم ما جاء إليهم يحرم الخمر مباشرة وقد اعتادوا عليها فسيرفضونها وإنما أخذهم شيئاً فشيئاً بدأ يلمح إلى تحريمها .
د. مساعد: التدرج في النهي أحياناً أيضاً.
د. عبد الرحمن: وهذا أسلوب تربوي رائع جداً .

معنى " ازدادوا كفراً " :
سائل : يقول قوله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّن تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ (90) آل عمران) ما معنى ازدادوا كفراً الله يحفظكم؟
الدكتور مساعد: فكما أن الإيمان درجات أيضاً الكفر درجات الكافر الذي لا يعاديك ولا يسبب لك الأذى ليس كالكافر الذي يعاديك ويظهر لك الأذى فهذا إخبار عن طبقة من طبقات الكفار أنهم كفروا وأيضاً ازدادوا كفراً فإذاً كأنهم قد تمحصوا وتمحضوا في الكفر وكانت لهم من الأذيّة للمسلمين الشيء الكثير هذا معنى زيادة الكفر.

الكفر درجات :
د. عبد الرحمن: أيضاً فيه إثبات الحقيقة كما تفضلت أن الكفر درجات يزيد وينقص.
د. مساعد: يزيد وينقص
د. عبد الرحمن: والإيمان يزيد وينقص.
د. مساعد: لهذا عذابات الكفر على حسب أعمالهم ليسوا كلهم في مرتبة واحدة ولذا الله سبحانه وتعالى قال في عذابهم (جزاء وفاقا) أي موافقاً لأعمالهم فلا يمكن أن يكون الكافر الذي يعاديك ويشتمك ويسب دينك مثل كافر لا له ولا عليه هذا يفترق عن هذا والله سبحانه وتعالى قد أيضاً قسّم الكفار الكافر الحربي والكافر غير الحربي والكافر الحربي له أحكام غير الكافر غير الحربي.
د. عبد الرحمن: سبحان الله، والعجيب دكتور مساعد أنه وصف الذين يكفرون ويزدادون كفراً أنه بعد إيمانهم وهذا يدل أنه على علم أنه كفر وعناد وإصرار عن علم كما كان إبليس أبى واستكبر عن علم.

تفسير قوله تعالى (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا .... إلخ ) :
سائلة : قوله(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35)) يشير إلى خلاف بين الزوجين تأتي هذه الآية بعد آية القوامة (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ (34)) ثم قال (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا) أي بين الزوجين (فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ) يعني من أهل الزوجة (وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا) أم قدري تريد تفسير لهذه الآية. ؟
الدكتور مساعد: إن خفتم هنا بمعنى علمتم الخوف هنا بمعنى العلم وهذا من غرائب اللغة أن يطلق الخوف ويراد به العلم مقلما أطلق الظن والمراد به اليقين (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ (46) البقرة) أي يوقنون ولهذا قد يكون جاء إليّ اللبس في التعبير بـ(إن خفتم) وهذا يدلك على أن القرآن فيه من المعاني ما يحتاج فيه إلى الرجوع إلى لغة العرب ولهذا نجد أن الخوف هنا المراد به العلم إذا لمتم أي إذا أيقنتم. وقوع الشقاق بينهم بعد أن أخبر الله سبحانه وتعالى (فعظوهن) إن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا لكن إن نشزن تدخل مرحلة الإصلاح إلى الآن كأن المرحلة الأولى تكون في البيت يعني الآن بين الزوج وزوجته محاولة الإصلاح بين الزوج وزوجته إن لم يستطع الزوج والزوجة الصلح فسوف يضطران إلى تدخل من يصلح لذا قال (إن خفتم شقاق بينهما) يعن ظهر أو بان الشقاق بين الزوج والزوجة فابعثوا حكماً من أهله يعني من أهل الزوج وحكما من أهلها (إن يريدا إصلاحاً) يجوز أن يكون يريدا إصلاحاً الزوج والزوجة ويجوز أن يكون يريدا إصلاحا الحكمان (إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) وهذا شرط يجب أن ينتبه له من يقع في مثل هذا الأمر أنه إن كان يريد أن يصلح مع زوجته أو الزوجة مع زوجها فإن الله سبحانه وتعالى سيوفق بينهما وكثير من المشكلات التي تقع ويحدث فيها تطبيق أمر الله هذا تصلح فيها الأمور وتسكن يكون فيها اتفاق بين الطرفين على حسب من يُصلح ولكن إذا أُخل بما يجيزه الله سبحانه وتعالى غالباً ما تكون مشكلات قد تصل إلى الطلاق ربما.
د. عبد الرحمن: ويحضرني هنا معنى لطيف يا دكتور مساعد للتعبير بالخوف وإرادة العلم (وإن خفتم شقاق بينهما) أنه يعبر عن العلم بالخوف إذا كان هذا العلم يوجب الخوف يعني أنت الآن في الفراق بين الزوجين هذه مسألة عظم شأنها الإسلام وتخاف أن يقع فأنت إذا وصلت إلى هذه المرحلة وعلمت أن المسألة بدأت تسير في طريق الانحدار وأنه لا يمكن الإصلاح من خلال الزوج إلى زوجته أو العكس فكأن والله أعلم فيه إشارة بليغة أن لا تدخل أنت أحداَ في مشاكلك مع زوجك حتى لا تسوء إلى درجة.

هل السحر لا يضر إلا بإذن الله :
سائل : وهي قوله تعالى في ذم اليهود (وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَـكِنَّ الشَّيْاطِينَ كَفَرُواْ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ (102) البقرة) هو يسأل ويقول هل السحر لا يضر إلا بإذن الله؟ كأنه يسأل والله أعلم كيف يأذن الله سبحانه وتعالى بأن يؤثر السحر ويسبب بالضرر؟
الدكتور مساعد: هذا موضوع السحر كما نلاحظ موضوع قدري يرجع إلى قدر الله تعالى بمعنى أن الله إذا شاء أن ينفذ هذا السحر نفذ وأن لم يشأ لم يقع السحر وهذا معنى (وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ) لكن يجب أن ينتبه المسلم إلى أن من توقى بالوقاية الشرعية وتحصن بالأدعية الشرعية فإنه لا يصيبه السحر بإذن الله لأن هذه وقاية فإذاً لا يصيب السحر لن يصاب إلا من قد فتح الباب لدخوله لأنه في قراءة سورة البقرة (لا يستطيعها البطلة).

التفسير الميسر للقرآن الكريم :

سائل : هل هناك تفسيرا ميسراً للقرآن الكريم للوصول للمعنى مباشرة؟
الدكتور مساعد: هناك تفاسير متعددة مثل التفسير الميسر الذي طبع في مجمع الملك فهد رحمه الله تعالى وهو تفسير نافع ويوصل إلى المعنى مباشرة وأيضاً هناك تفسير للشيخ أبو بكر الجزائري وإن كان طويلاً ولكنه أيضاً له عناية به وهو "أيسر التفاسير".

وقفات مع آيات الإنفاق :
سائل : سؤال الأخ نايف عن آيات الإنفاق يا دكتور طبعاً هو يقصد الآيات التي في سورة البقرة الجزء الثالث والتي تبدأ من الآية261 وتنتهي عند 271 وتعتبر هي أطول آيات تكلمت عن الإنفاق في القرآن الكريم كله وهي متوالية بدأها الله سبحانه وتعالي بقوله (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (261)) ما أجمل هذا التمثيل! نريد إضاءة على هذا المثل الذي بدأ به الحديث عن آيات الإنفاق وإشارة إلى هذا المثل ؟
الدكتور مساعد: سبحان الله البداية في هو المثل وكما سمعت حلقات مع الشيخ الخضيري في سؤال في الأحداث التي جاءت عن المثل القرآني نقول ما يحتاج إليه والعناية به في القرآن لأن سبحانه قال (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) العنكبوت) فلاحظ أن بداية الحديث عن الإنفاق جاء بضرب هذا المثل. المثل حسابي فقال مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة زرعت في الأرض فأنبتت سبع سنابل خرجت منها في كل سنبلة مائة يعني كم يعني سبعمائة حبة إذن مضاعفة الواحدة صارت سبعمائة ثم قال والله يضاعف لمن يشاء إذن ليست الآن نهاية المضاعفة إلى السبعمائة بل هي قد تكون أعلى من هذا.
د. عبد الرحمن: وانظر إلى الختام قال (وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
د. مساعد: واسع لا ينقص شيء من ملكه وعليم بمن يستحق هذه المضاعفة.

تنبيه :

د. عبد الرحمن: أيضاً التنبيه إلى قوله تعالى (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُواُ مَنًّا وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (262)) لا شك أن مثل هذا التعبير يدل على أنه ينبغي على المنفق ألا يتبع إنفاقه مناً ولا أذى ولا أي شيء من الإساءة إلى من أنفق عليه.

هذا مجهود شخصي من أختكم فما كان صوابا فمن الله وما كان خطأ فمن نفسي والشيطان .
يسر الله لي بقية الحلقات بإذن الله تعالى .

نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح .[/align]
 
بارك الله فيكم أختي الكريمة فجر الأمة ونفع بك . وأشكرك على هذا الجهد العلمي في تفريغ تلك الحلقة .
والتفريغ له فوائده بالرغم من الفرق المتعب بين لغة الحديث ولغة الكتابة . فالحديث بلغة الكتابة غير مقبول في تفاصيله للمستمعين ، ولغة الحديث تستلزم الإعادة والتكرار والتبسط أحياناً باستخدام بعض العبارات المقبولة في الحديث دون الكتابة . إضافة إلى غياب تعابير وقسمات الوجه في لغة الكتابة مع حضورها في لغة الحديث .
ولذلك فإنني أقترح على من يقوم بتفريغ الحلقات كتابة لهذا البرنامج أو غيره من البرامج المرئية أو المشاهدة ، أن يلخص بدل التفريغ ويعيد صياغة العبارة من عنده بما يكون أنسب من لغة المتحدث . فتصل الفكرة بشكل أجود من نقلها كما هي والله أعلم .
 
[align=center][grade="0000FF FF6347 008000 00008B"]جزاكم الله خيرا[/grade]


ولذلك فإنني أقترح على من يقوم بتفريغ الحلقات كتابة لهذا البرنامج أو غيره من البرامج المرئية أو المشاهدة ، أن يلخص بدل التفريغ ويعيد صياغة العبارة من عنده بما يكون أنسب من لغة المتحدث . فتصل الفكرة بشكل أجود من نقلها كما هي والله أعلم .

[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]إقتراح موفق شيخنا الفاضل

نسأل الله أن ييسر العمل به قريبا بإذن الله تعالى .[/grade][/align]
 
بارك الله فيك أخي الدكتور عبد الرحمن على اقتراحك ولكن اسمح لي برأي التفريغ يختلف عن التلخيص. التفريغ عبارة عن نقل حرفي للبرنامج وهذا مطلوب للأمانة العلمية. لكن التلخيص اجتهاد شخصي يجب مراجعته من قبلكم للتأكد من صحته لأنه قد افهم أنا نقطة ما وردت في كلامكم بطريقة ما ويفهمها غيري بطريقة أخرى ونحن هنا نتكلم في كتاب الله تعالى وتفسيره لا في مجال أدبي أو فلسفي يحتاج للتلخيص. وقد تكون كتابتي معبرة عن المعنى بجمل قصيرة واضحة المعاني وقد يكتب غيري نفس المعاني بطريقة مختلفة. وهنا برأيي تضيع فكرة التفريغ أصلاً.
أرجو أن توضحوا ما هو المطلوب بالضبط التفريغ أم التلخيص حتى لا يتكرر الجهد فأنت أعلم كم من الوقت تحتاج كل حلقة لتفريغها. إذا وجد من يتطوع بالتلخيص مباشرة فلن يكون هناك داعي للتفريغ. أما أن أقوم بالتفريغ ثم يؤخذ لتلخيصه فهذا يكون فيه تكرار هذا من وجهة نظري وأنتظر رأيكم للاستمرار في التفريغ أو التوقف عنه وترك المجال للأخوات أو الإخوة بعمل تلخيص للحلقات.
 
بارك الله فيك أخي الدكتور عبد الرحمن على اقتراحك ولكن اسمح لي برأي التفريغ يختلف عن التلخيص. التفريغ عبارة عن نقل حرفي للبرنامج وهذا مطلوب للأمانة العلمية. لكن التلخيص اجتهاد شخصي يجب مراجعته من قبلكم للتأكد من صحته لأنه قد افهم أنا نقطة ما وردت في كلامكم بطريقة ما ويفهمها غيري بطريقة أخرى ونحن هنا نتكلم في كتاب الله تعالى وتفسيره لا في مجال أدبي أو فلسفي يحتاج للتلخيص. وقد تكون كتابتي معبرة عن المعنى بجمل قصيرة واضحة المعاني وقد يكتب غيري نفس المعاني بطريقة مختلفة. وهنا برأيي تضيع فكرة التفريغ أصلاً.
أرجو أن توضحوا ما هو المطلوب بالضبط التفريغ أم التلخيص حتى لا يتكرر الجهد فأنت أعلم كم من الوقت تحتاج كل حلقة لتفريغها. إذا وجد من يتطوع بالتلخيص مباشرة فلن يكون هناك داعي للتفريغ. أما أن أقوم بالتفريغ ثم يؤخذ لتلخيصه فهذا يكون فيه تكرار هذا من وجهة نظري وأنتظر رأيكم للاستمرار في التفريغ أو التوقف عنه وترك المجال للأخوات أو الإخوة بعمل تلخيص للحلقات.

وجهة نظر مقدرة جزاكم الله خيراً ، فالتفريغ يختلف عن التلخيص ، وأنا طرحت وجهة نظري فقط والأمر يعود لكم وفقكم الله ، وأقدر أنه يصاب من يقوم بالتفريغ بالإحباط عندما يؤخذ تفريغه ويصاغ بشيء من الاختصار وينشردون إشارة إلى جهده .
 
بارك الله فيك أخي الفاضل دكتور عبد الرحمن. الأمر ليس مسألة إصابة بالإحباط فقد تعودنا عليها على مر السنين لا بأس، وأما الأخذ من التفريغ وإعادة صياغته دون إشارة إلى الجهد فأنا لا أقوم بهذا العمل إلا خدمة لكتاب الله وتعالى واحتساباً للأجر لذا أنا على يقين أنه طالما أن الله تعالى يعلم عملي فماذا يفيد إشادة هنا أو إشارة هناك فقد حدث أن أحدهم أخذ كل موقعي وجمعه على أنه كتاب إلكتروني ونشره في المنتديات والمكتبات الإلكترونية ولا حول ولا قوة إلا بالله؟ لكن أعتقد أنه علينا أن نقرر ماذا نريد بالضبط ليتحدد الأمر فالتلخيص من الحلقة مباشرة أسهل بكثير من تفريغها ثم تلخيصها فالمستمع يكتب ملاحظاته العامة على ما سمعه والنقاط الرئيسية ثم يلخصها باسلوبه فيما بعد وهذا لا يأخذ وقتاً كثيراً مثل التفريغ. لكن أمر التلخيص أنصح أن يتولاه أهل الاختصاص لأننا نتكلم عن كتاب الله تعالى وبالتأكيد سيكون تلخيصهم لا يقارن بتلخيص شخص عادي آخر.
هذه أيضاً وجهة نظري والأمر مطروح على الجميع لنأخذ الآراء قبل حلقة الجمعة القادمة ليتم إما تفريغ الحلقة أو تلخيصها. وأرجو منك أخي الفاضل أن تناقش الأمر مع الإخوة الكرام من أهل هذا الملتقى المبارك وكذلك مع ضيوفك الذين شاركوا من خارج الملتقى وتسألهم رأيهم أيضاً وأنا أقبل بما تشيرون عليّ.
 
جزاكم الله خيرا ,,,,

تفريغ الحلقات أولى وأنا معكم بإذن الله في مراجعة الحلقات ,,,,
 
عودة
أعلى