الحكم البارعة من استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة

إنضم
21/11/2010
المشاركات
114
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
إمبابة مصر
الحكم البارعة من استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة



الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين ، و على من أتبعه بإحسان إلى يوم الدين وبعد :
فقد استفتحت تسع وعشرون سورة من سور القرآن بحروف مقطعة ننطقها و نحن نقرؤها بأسماء الحروف لا بمسمياتها ، و هذه الحروف إما مفردة ، وهي : ص و ن وق و إما ثنائية ، وهي : طه و طس و يس وحم و إما ثلاثية وهي : المص و المر و إما خماسية و هي : كهيعص و حم عسق ، و قد اختلف المفسرون في معناها فمنهم من قال هي من أسماء السور ومنهم من قال هي من أسماء الله و منهم من قال هي من أسماء القرآن و منهم من قال هي دالة على أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالسنين و منهم من قال هي قسم أقسم الله به ،و منهم من قال هي مما استأثر الله بعلمه ، وهذا هو القول الصحيح ، و استتفتاح بعض السور بهذه الحروف فيه حكم كثير قد نعلمها وقد لا نعلمها ، و هذا البحث فيه شيئا من الحكم من استتفتاح بعض السور بالحروف المقطعة فأسأل الله التوفيق والسداد

 
فصل : اختلاف المفسرين في تفسير الحروف المقطعة :

فصل : اختلاف المفسرين في تفسير الحروف المقطعة :

فصل : اختلاف المفسرين في تفسير الحروف المقطعة :

استفتحت تسع وعشرون سورة من سور القرآن بالحروف المقطعة أولها سورة البقرة ، وآخرها سورة القلم و هذه الحروف إما مفردة ، وهي : ص و ن وق و إما ثنائية ، وهي : طه و طس و يس وحم و إما ثلاثية وهي : المص و المر و إما خماسية و هي : كهيعص و حم عسق ، و قد اختلف المفسرون في معناها فمنهم من قال هي من أسماء السور ومنهم من قال هي من أسماء الله و من المفسرين من قال هي من أسماء القران و من المفسرين من قال هي دالة على أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم بالسنين أي بحساب الجمل ، وهو نوع من الحساب جعل فيه لكل حرف من الحروف الأبجدية عدد من الواحد للألف على ترتيب خاص فالألف واحد و الباء اثنين والجيم ثلاثة والدال أربعة و الهاء خمسة و الواو ستة و الزاي سبعة و الحاء ثمانية و الطاء تسعة و الياء عشرة و غير ذلك ،ومن المفسرين من قال الحروف المقطعة قسم أقسم الله به ،و من المفسرين من قال الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه[1] .





[1] - انظر تفسير القرطبي 1/172 – 175 دار الحديث الطبعة الثانية 1416 هـ 1996 م و تفسير ابن كثير 1/35- 38
 
فصل : ترجيح القول بأن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه :

فصل : ترجيح القول بأن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه :

فصل : ترجيح القول بأن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه :
بالنظر لأقوال المفسرين في الحروف المقطعة نجد أن الصواب هو أن الحروف المقطعة مما استأثر الله بعلمه فمن قال الحروف المقطعة من أسماء الله فقوله يحتاج لدليل و لا دليل من القرآن ولا من السنة ، وأيضا لا يوجد اسم من أسماء الله مبتديء بحرف الياء مع أن هذه الحروف من ضمنها حرف الياء ، وأيضا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أن هذه الحروف حروف من أسماء الله بل قال ألف حرف ولام حرف وميم حرف وسكت فتقييده بأنه حرف من أسماء الله تقييد بلا مقيد ، وهذا لا يجوز ، ومن قال الحروف المقطعة من أسماء السور نقول لهم ليس كل الحروف المقطعة أسماء للسور فإن سور طسم سورتان سورة الشعراء والقصص عندما تقول قرأت سورة طسم لا يعني أنك قرأت إحدى هذه السور بعينها ، وكذلك سور الم سورة البقرة وال عمران وغيرهما عندما تقول قرأت سورة الم لا يعني أنك قرأت إحدى هذه السور بعينها و كذلك سور حم سورة غافر والزخرف و غيرهما عندما تقول قرأت سورة حم لا يعني أنك قرأت إحدى هذه السور بعينها ، و من قال الحروف المقطعة من أسماء القرآن فقوله يحتاج لدليل و لا دليل من القرآن ولا من السنة ، وهل لو قلت قرأت طه أني قرأت القرآن كله ،و من قال الحروف المقطعة دالة على أعمار أمة محمد صلى الله عليه وسلم فقوله يحتاج لدليل و لا دليل من القرآن ولا من السنة بل القول بأنها دالة على أعمار أمة الإسلام بالسنيين قول فيه تأييد لما يدعيه أهل الباطل في أمور الغيبيات حسب الأعداد ، وحساب الجمل يكون للأسماء ، وليس للحروف ، وهذه حروف ، و لو كان تفسير حساب الجمل للحروف المقطعة تفسيرا صحيحا لعلم أجل الأمة المحمدية وقيام الساعة ، وهذا لا يصح فالساعة لا يعلمها إلا الله ، ومن قال أن الحروف المقطعة قسم أقسم الله به فقوله لا يصح لأن هذه الحروف تأتي مفصولة عما بعدها ، ولا يصح فصل المقسم به عن المقسم عليه ، و أين أداة القسم ؟.




 
فصل : بعض الحكم من استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة :

فصل : بعض الحكم من استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة :

فصل :بعض الحكم من استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة :



إن الله حكيم في كل أفعاله وأقواله فهذه معاني الحروف المقطعة التي افتتحت بها بعض سور القرآن لم نعرف معناها ، و ما كان عدم معرفتنا معاني هذه الحروف إلا لحكم بالغة منها تحدي البلغاء و أهل اللغة فرغم أن القرآن تتركب حروفه من حروف اللغة العربية فلن يستطيعوا أن يأتوا بمثله فلا أحد يستطيع أن يأتي بمثل هذا القران المركب من هذه الحروف و أمثالها قال تعالى : ﴿ قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً [1] أي : قل: لو اتفقت الإنس والجن على محاولة الإتيان بمثل هذا القرآن المعجز لا يستطيعون الإتيان به، ولو تعاونوا وتظاهروا على ذلك ،.

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : قطع الغرور العلمي لمن يظن أنه يعرف كل شيء ، وأنه قد أحاط بكل شيء فهذا حرف لا يستطيع معرفة معناه ألست تزعم أنك تعرف كل شيء فعرفنا إذاً معنى قوله تعالى : ﴿ المص [2] أو قوله تعالى : ﴿ كهيعص [3] أو قوله تعالى : ﴿ حم عسق [4] .

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : الإشارة إلى أن معاني القرآن لا يمكن أن تعرف كلها فليس كلام الله ككلام البشر يمكن أن يعرف جميع ما فيه .

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : الإشارة إلى عدم إحاطة أحد بعلم الله فإذا كانت هذه الحروف في بعض كلامه لا يعرفون معناها فكيف يحيطون به علما .

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : الإشارة إلى أن الله يعطي الناس القدر الذي يريد أن يعرفوه من العلم قال تعالى : ﴿ و َلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء [5] أي ولا يَطَّلعُ أحد من الخلق على شيء من علمه إلا بما أعلمه الله وأطلعه عليه .
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : الإشارة إلى أن كتاب الله ليس كمثله كتاب فأي كتاب يمكن معرفة المراد منه من كاتبه أو صاحبه أو أحد معلما للعلم الذي في الكتاب أما كتاب الله فلا يستطيع أحد معرفة المراد من كلامه إلا ببيان منه ، و كذلك قراءة كتابه لابد فيها من السماع من أحد فكتاب الله غير أي كتاب فأي كتاب غير كتاب الله يمكن من يعرف لغة الكتاب قراءته.

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : الإشارة إلى أن القرآن يؤخذ بالسماع لا بالقراءة و الكتابة ؛ لأن هذه الحروف تقرأ بطريقة معينة كما تسمع ، ولا تقرأ كما تكتب .

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : الإشارة إلى نبوة النبي صلى الله عليه وسلم فهو أمي لا يقرأ فكيف يعرف أسماء الحروف فالأمي لا يستطيع النطق بمسميات الحروف ، ولا يعرف أسماءها فكيف يفرق بين آلم و ألم تر ؟

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : شد انتباه المستمع و جذبه حتى ينتبه لما سوف يأتي بعد ذلك فمن البلاغة استفتاح الكلام بما لم يعهده الناس كي يثير انتباههم .

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : الإشارة إلى أن النقل مقدم على العقل فالعقل يقتضي أنه مادامت هذه الحروف كتبت متصلة تقرأ متصلة أما في النقل فرغم أن هذه الحروف تكتب متصلة إلا أنها تقرأ منفصلة .

و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : الإشارة إلى أن ترتيب الآيات موحى به فلما اعتبر ﴿ حم ﴾ ﴿ عسق ﴾[6] آيتين و ﴿ كهيعص [7] والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات و كتب ربيع أحمد سيد بكالوريوس الطب والجراحة السبت 13/9/2008م 13 رمضان 1429 هجريا





[1] - الإسراء الآية 88
[2] - الأعراف الآية 1
[3] - مريم الآية 1
[4] - الشورى الآية 1 و 2
[5] - البقرة من الآية 255
[6] - الشورى الآية 1 و 2
[7] - مريم الآية 1
 
ذكر الطاهر عاشور صاحب كتاب التحرير والتنوير كثيرا من الحكم في استفتاحات بعض سور القرآن بالحروف المقطعة ...
فمن أحب معرفة المزيد عليه بالرجوع للمصدر المذكور ..
جزاك الله خيرا على ماأوردت .



 
ذكر الطاهر عاشور صاحب كتاب التحرير والتنوير كثيرا من الحكم في استفتاحات بعض سور القرآن بالحروف المقطعة ...
فمن أحب معرفة المزيد عليه بالرجوع للمصدر المذكور ..
جزاك الله خيرا على ماأوردت .
جزاكم الله خيرا على الدعاء و الإفادة
 
و من حكم استتفتاح بعض سور القرآن بالحروف المقطعة أيضا : شد انتباه المستمع و جذبه حتى ينتبه لما سوف يأتي بعد ذلك فمن البلاغة استفتاح الكلام بما لم يعهده الناس كي يثير انتباههم .
جزاك الله خيراً .
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

فهذا بحث في مسألة تفسير الحروف المقطعة ، وبيان أن ذلك ورد عن السلف فلا يجوز وصفه بأنه ( ترهات ) أو ( من فضول العلم ) أو غيرها من الأوصاف

أ_ قال الطبري في تفسيره (18/ 137) : حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا أبو حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان يقول في الهاء من( كهيعص ) : هاد.

وهذا إسناد صحيح

وقال الطبري أيضاً : حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( كهيعص ) قال: فإنه قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله.

وهذه صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وفيها خلاف معروف إلا أنها تصلح لعضد الخبر السابق في الجملة

ب_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 47- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ، ابنا أبي شيبة، قَالا: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَامِرٍ،"أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ " الم " ، " الر " ، " حم " ، " ص " ، قَالَ: هِيَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ مُقَطَّعَةً بِالْهِجَاءِ، فَإِذَا وَصَلْتَهَا كَانَتِ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ".

عامر هذا هو الشعبي والسند إليه صحيح ، وهو من فقهاء التابعين المعروفين

ج_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 50- حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " " الم " ، اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ"، وَكَذَا فَسَّرَهُ قَتَادَةُ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ

وهذا إسناد صحيح إلى مجاهد

د_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 52- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " " الم " قَسَمٌ".

وهذا إسناد صحيح إلى عكرمة

ه_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 3164- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي قَوْلِهِ: " الم " , قال: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ"

و_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 12167- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " " الر " : حُرُوفُ الرَّحْمَنِ مَفْرِقِهٌ"، فَحَدَّثْتُ بِهِ الأَعْمَشَ، فَقَالَ: عِنْدَكَ مِثْلُ هَذَا وَلا تُخْبِرْنَاهُ.

وهذا إسناد قوي إلى ابن عباس

ز_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 11017- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، " الر " قَالَ:"أَنَا اللَّهُ أَرَى".

وهذا إسناد قوي إلى الضحاك

ح_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 8229- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، فِيمَا كُتِبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ : " " المص " : فَهُوَ الْمُصَوِّرُ".

أسباط وإن كان فيه كلام غير أنه يحتمل فيما روى عن شيخه مباشرة

ط_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 17419- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ السُّدِّيَّ، عَنْ قَوْلِهِ: " الْم حم طسم " ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:"هُوَ اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ".

يلزم من يقوي تفسير السدي أن يأخذ بهذا الأثر

ي_ قال الطبري في تفسيره (1/205) : 232- حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا عبد الله بن وهب، قال: سألت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن قول الله:"ألم ذلك الكتاب" و"ألم تَنزيل"، و"ألمر تلك"، فقال: قال أبي: إنما هي أسماء السُّوَر.

قال الطبري في تفسيره :" والصواب من القول عندي في تأويل مفاتِح السور، التي هي حروف المعجم: أنّ الله جلّ ثناؤه جعلَها حروفًا مقطَّعة ولم يصِل بعضَها ببعض -فيجعلها كسائر الكلام المتّصِل الحروف - لأنه عز ذكره أراد بلفظِه الدلالةَ بكل حرف منه على معان كثيرة، لا على معنى واحد، كما قال الربيعُ بن أنس. وإن كان الربيع قد اقتصَر به على معانٍ ثلاثةٍ، دون ما زاد عليها.
والصوابُ في تأويل ذلك عندي: أنّ كلّ حرف منه يحوي ما قاله الربيع، وما قاله سائر المفسرين غيرُه فيه - سوى ما ذكرتُ من القول عَمَّن ذكرت عنه من أهل العربية: أنهّ كان يوجِّه تأويلَ ذلك إلى أنّه حروف هجاء، استُغني بذكر ما ذُكر منه في مفاتيح السور، عن ذكر تتمة الثمانية والعشرين حرفًا من حروف المعجم، بتأويل: أن هذه الحروف، ذلك الكتاب، مجموعة، لا ريب فيه - فإنه قول خطأ فاسدٌ، لخروجه عن أقوال جميع الصحابة والتابعين وَمن بَعدَهم من الخالفين منْ أهل التفسير والتأويل . فكفى دلالة على خَطئة، شهادةُ الحجة عليه بالخطأ، مع إبطال قائل ذلك قولَه الذي حكيناه عنه - إذ صار إلى البيان عن رفع"ذلك الكتاب" - بقوله مرّة إنه مرفوعٌ كلّ واحد منهما بصاحبه، ومرة أخرى أنه مرفوعٌ بالرّاجع من ذكره في قوله"لا ريب فيه" ومرة بقوله"هدى للمتقين". وذلك تركٌ منه لقوله: إن"ألم" رافعةٌ"ذلك الكتاب"، وخروجٌ من القول الذي ادّعاه في تأويل"ألم ذلك الكتاب"، وأنّ تأويل ذلك: هذه الحروف ذلك الكتاب"

إلى آخر كلامه الذي أطال فيه ، وأطاب

واعلم رحمك الله أن القول بأن هذه الحروف لا معنى لها ينطبق عليه قول الطبري :" فإنه قول خطأ فاسدٌ، لخروجه عن أقوال جميع الصحابة والتابعين"

ومن نسبه إلى بعض السلف فقد غلط عليه ، كنسبة هذا القول للخلفاء الراشدين

جاء في المجموع من أقوال العلامة حماد الأنصاري :" 245 - وسمعته يقول: المتأخرون من المفسرين أكثرهم لم يطلع على أقوال السلف حول الحروف التي تبدأ في بعض أوائل السور نحو آلم. وقول بعض المفسرين من المتأخرين إن {الم} الله أعلم بمراده، هذه العبارة حق أريد بها باطل، فلا شك أن الله تعالى أعلم بمراد كتابه كله. إن كتب السلف في التفسير تُرِكَت في الخزائن ونُشِر بدلاً منها تفاسير الرأي ونحوها"

وليعلم بعد هذا أنه لا يجوز وصف القول بتأويل الحروف المقطعة بأنه ( ترهات ) أو ( لا فائدة تحته ) أو أن تترك أقوال هؤلاء ويؤخذ بقول السيوطي ويعلق به على كتب العقيدة ، وإنما نقف حيث وقف القوم ، وما ذكره بعض العلماء من حكمة في إنزال الحروف المقطعة غير المتقدم عن السلف فلا يناقض قول السلف بحال بل يمكن الجمع بينهما

وإنما المناقض دعوى أنها ( سر القرآن ) وقد ذكر هذا القول الطبري في تفسيره ولم يعزه إلى معتبر من الناس

واعلم أنني في هذا المقال اخترت طريق التعنت في نقد الأسانيد ، ولو أردت التسامح في الآثار لذكرت آثاراً أخرى كثيرة

ومن باب الفائدة قوله تعالى ( طه ) الصواب أنه ليس من الحروف المقطعة بل الذي عليه عامة السلف أن معناه ( يا رجل )
منقول في مكتوبات الأخ عبدالله في هذا الرابط
فائدة في تفسير الحروف المقطعة في أوائل السور
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد :

فهذا بحث في مسألة تفسير الحروف المقطعة ، وبيان أن ذلك ورد عن السلف فلا يجوز وصفه بأنه ( ترهات ) أو ( من فضول العلم ) أو غيرها من الأوصاف

أ_ قال الطبري في تفسيره (18/ 137) : حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، قال: أخبرنا أبو حصين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: كان يقول في الهاء من( كهيعص ) : هاد.

وهذا إسناد صحيح

وقال الطبري أيضاً : حدثني عليّ، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله:( كهيعص ) قال: فإنه قسم أقسم الله به، وهو من أسماء الله.

وهذه صحيفة علي بن أبي طلحة عن ابن عباس ، وفيها خلاف معروف إلا أنها تصلح لعضد الخبر السابق في الجملة

ب_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 47- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا أَبُو بَكْرٍ، وَعُثْمَانُ، ابنا أبي شيبة، قَالا: ثنا سُوَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَامِرٍ،"أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ " الم " ، " الر " ، " حم " ، " ص " ، قَالَ: هِيَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ مُقَطَّعَةً بِالْهِجَاءِ، فَإِذَا وَصَلْتَهَا كَانَتِ اسْمًا مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ".

عامر هذا هو الشعبي والسند إليه صحيح ، وهو من فقهاء التابعين المعروفين

ج_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 50- حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ، ثنا شِبْلٌ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: " " الم " ، اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ"، وَكَذَا فَسَّرَهُ قَتَادَةُ، وَزَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ

وهذا إسناد صحيح إلى مجاهد

د_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 52- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " " الم " قَسَمٌ".

وهذا إسناد صحيح إلى عكرمة

ه_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 3164- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الرَّبِيعِ، أنبأ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبأ مَعْمَرٌ، عَنْ قَتَادَةَ،"فِي قَوْلِهِ: " الم " , قال: اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الْقُرْآنِ"

و_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 12167- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا هُدْبَةُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ النَّحْوِيِّ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " " الر " : حُرُوفُ الرَّحْمَنِ مَفْرِقِهٌ"، فَحَدَّثْتُ بِهِ الأَعْمَشَ، فَقَالَ: عِنْدَكَ مِثْلُ هَذَا وَلا تُخْبِرْنَاهُ.

وهذا إسناد قوي إلى ابن عباس

ز_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 11017- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ أَبِي رَوْقٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، " الر " قَالَ:"أَنَا اللَّهُ أَرَى".

وهذا إسناد قوي إلى الضحاك

ح_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 8229- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ، فِيمَا كُتِبَ إِلَيَّ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ مُفَضَّلٍ، ثنا أَسْبَاطٌ، عَنِ السُّدِّيِّ، قَوْلُهُ : " " المص " : فَهُوَ الْمُصَوِّرُ".

أسباط وإن كان فيه كلام غير أنه يحتمل فيما روى عن شيخه مباشرة

ط_ قال ابن أبي حاتم في تفسيره 17419- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، ثنا شُعْبَةُ، قَالَ: سَأَلْتُ السُّدِّيَّ، عَنْ قَوْلِهِ: " الْم حم طسم " ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ:"هُوَ اسْمُ اللَّهِ الأَعْظَمُ".

يلزم من يقوي تفسير السدي أن يأخذ بهذا الأثر

ي_ قال الطبري في تفسيره (1/205) : 232- حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أنبأنا عبد الله بن وهب، قال: سألت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن قول الله:"ألم ذلك الكتاب" و"ألم تَنزيل"، و"ألمر تلك"، فقال: قال أبي: إنما هي أسماء السُّوَر.

قال الطبري في تفسيره :" والصواب من القول عندي في تأويل مفاتِح السور، التي هي حروف المعجم: أنّ الله جلّ ثناؤه جعلَها حروفًا مقطَّعة ولم يصِل بعضَها ببعض -فيجعلها كسائر الكلام المتّصِل الحروف - لأنه عز ذكره أراد بلفظِه الدلالةَ بكل حرف منه على معان كثيرة، لا على معنى واحد، كما قال الربيعُ بن أنس. وإن كان الربيع قد اقتصَر به على معانٍ ثلاثةٍ، دون ما زاد عليها.
والصوابُ في تأويل ذلك عندي: أنّ كلّ حرف منه يحوي ما قاله الربيع، وما قاله سائر المفسرين غيرُه فيه - سوى ما ذكرتُ من القول عَمَّن ذكرت عنه من أهل العربية: أنهّ كان يوجِّه تأويلَ ذلك إلى أنّه حروف هجاء، استُغني بذكر ما ذُكر منه في مفاتيح السور، عن ذكر تتمة الثمانية والعشرين حرفًا من حروف المعجم، بتأويل: أن هذه الحروف، ذلك الكتاب، مجموعة، لا ريب فيه - فإنه قول خطأ فاسدٌ، لخروجه عن أقوال جميع الصحابة والتابعين وَمن بَعدَهم من الخالفين منْ أهل التفسير والتأويل . فكفى دلالة على خَطئة، شهادةُ الحجة عليه بالخطأ، مع إبطال قائل ذلك قولَه الذي حكيناه عنه - إذ صار إلى البيان عن رفع"ذلك الكتاب" - بقوله مرّة إنه مرفوعٌ كلّ واحد منهما بصاحبه، ومرة أخرى أنه مرفوعٌ بالرّاجع من ذكره في قوله"لا ريب فيه" ومرة بقوله"هدى للمتقين". وذلك تركٌ منه لقوله: إن"ألم" رافعةٌ"ذلك الكتاب"، وخروجٌ من القول الذي ادّعاه في تأويل"ألم ذلك الكتاب"، وأنّ تأويل ذلك: هذه الحروف ذلك الكتاب"

إلى آخر كلامه الذي أطال فيه ، وأطاب

واعلم رحمك الله أن القول بأن هذه الحروف لا معنى لها ينطبق عليه قول الطبري :" فإنه قول خطأ فاسدٌ، لخروجه عن أقوال جميع الصحابة والتابعين"

ومن نسبه إلى بعض السلف فقد غلط عليه ، كنسبة هذا القول للخلفاء الراشدين

جاء في المجموع من أقوال العلامة حماد الأنصاري :" 245 - وسمعته يقول: المتأخرون من المفسرين أكثرهم لم يطلع على أقوال السلف حول الحروف التي تبدأ في بعض أوائل السور نحو آلم. وقول بعض المفسرين من المتأخرين إن {الم} الله أعلم بمراده، هذه العبارة حق أريد بها باطل، فلا شك أن الله تعالى أعلم بمراد كتابه كله. إن كتب السلف في التفسير تُرِكَت في الخزائن ونُشِر بدلاً منها تفاسير الرأي ونحوها"

وليعلم بعد هذا أنه لا يجوز وصف القول بتأويل الحروف المقطعة بأنه ( ترهات ) أو ( لا فائدة تحته ) أو أن تترك أقوال هؤلاء ويؤخذ بقول السيوطي ويعلق به على كتب العقيدة ، وإنما نقف حيث وقف القوم ، وما ذكره بعض العلماء من حكمة في إنزال الحروف المقطعة غير المتقدم عن السلف فلا يناقض قول السلف بحال بل يمكن الجمع بينهما

وإنما المناقض دعوى أنها ( سر القرآن ) وقد ذكر هذا القول الطبري في تفسيره ولم يعزه إلى معتبر من الناس

واعلم أنني في هذا المقال اخترت طريق التعنت في نقد الأسانيد ، ولو أردت التسامح في الآثار لذكرت آثاراً أخرى كثيرة

ومن باب الفائدة قوله تعالى ( طه ) الصواب أنه ليس من الحروف المقطعة بل الذي عليه عامة السلف أن معناه ( يا رجل )
منقول في مكتوبات الأخ عبدالله في هذا الرابط
فائدة في تفسير الحروف المقطعة في أوائل السور
 
كذلك في الرابط جاء :


قال ابن أبي حاتم في تفسيره (14241) : حَدَّثَنَا الحسين بن مُحَمَّد بن شيبة الواسطي، ثنا أبو أحمد يَعْنِي الزبيري، انبأنا إسرائيل، عَنْ سالم الأفطسي، ثنا سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، ثنا ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: " {طه} يا رجل"

هكذا روي عَنْ مُجَاهِدٍ، وعكرمة وسعيد بن جبير ومحمد بن كَعْبٍ، وأبي مالك عطيه العوفي، والحسن، قَتَادَة، الضحاك، السُّدِّيِّ، وابن أبزى أنهم قالوا: {طه} بمعنى يا رجل. ا.هـ
 
عودة
أعلى