الحكمة من الصيام

إنضم
11/01/2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
كثير من النفوس تبحث عن العلة في كل عمل ، لا لشيء إلا لمحاولة الوقوف على السبب فقط؛ والبعض يسأل : لماذا أفعل كذا ؟ بغية الوصول إلى سبب قد يحفزه إلى العمل ؛ والبعض يورد السؤال لا ليقف على العلة ، ولا لتحفيز نفسه ، وإنما لإيراد شبهة يصد بها عن سبيل الله تعالى .
والصنف الأول يحتاج إلى فهم حقيقة التكاليف ، والصنف الأخير يحتاج إلى فهمٍ لحقيقة خلقه : لماذا خلقه الله؟ إن كان يؤمن بالله !
ونقول للجميع : للصيام حكم عظيمة وأسرار كريمة ومقاصد شريفة وغايات حقيق أن يُسعى إليها، منها ما ظهر وانكشف، ومنها ما خفي واستتر، ولكن لا بد أولا أن يُفهم أولا: أن العلة الأولى في التكاليف الشرعية هي الامتثال والإذعان لأمر الله تعالى، فالمؤمن مصدق بما جاء عن الله تعالى، يعلم أن ما أمر الله به أو أمر به رسوله فلابد من قبوله والانقياد له والقيام به على ما أمر الله تعالى، ولا خيار له في ذلك لأن ذلك مقتضى عقد الإيمان؛ قال الله تعالى : {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36] .
فهذه أول الحكم والأسباب : إذعان العبد لأمر ربه وإلهه، فلا يعلق المؤمن العمل على علة فيه، فإذا ظهر أن العلة قد انتفت قال : لا حاجة لي بالعمل ؛ كما سمعنا من بعض السفهاء : إذا كانت علة الصيام الشعور بالفقراء ، فأنا أشعر بهم وأعطف عليهم فلا حاجة لي بالصيام ، ونحو ذلك مما يقوله من لا إيمان له على الحقيقة ؛ فليست الحكمة من الصيام هي الشعور بالمساكين والمعوزين فقط ، وإن كان ذلك قد يكون من الحكم الكثيرة للصيام .
 
عودة
أعلى