سالم سرور عالي
New member
- إنضم
- 15/04/2006
- المشاركات
- 161
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
[FONT="]الحضن المجاني .. لم ينجح أحد ![/FONT]
[FONT="]قال صديقي إنه قابل البارحة شاباً يحمل لافتةً بيضاء مرقوم عليها عبارة : ( hug [/FONT][FONT="]free ) احضني مجاناً ، فقلتُ وماذا فعلتَ معه ؟ قال : عبستُ في وجهه وأكملتُ طريقي ! . فقلتُ : لو كنتُ مكانك لحضنته وقبَّلتُ رأسه وابتسمتُ معه وقلت له : ما هكذا تورد يا سعد الإبل ؟! ، أما نهره وتعنيفه فهو محل نظر عندي ، لأن هذا جاهل ، وقد تنقصه العاطفة فلا يجوز عقابه لئلا يحنق على مجتمعه ووطنه وبني جنسه . وهو مخطىء في هذا الفعل بلا شك ، لكن لو سقيتَه عسلاً لكان أحب إليه من تعنيفه أو تأديبه وزجره .[/FONT]
[FONT="]والشرع أذن في حبسه ، لكن العقوبة قد تسقط عنه لجهله وتأويله ، وكذلك قد يندب لإطلاق سراحه إن لم يكن صاحب زلات ولم تعرف له فلتة في ماضيه .[/FONT]
[FONT="]مخالفة النظام العام أو العادات خطأ شرعي وخلقي ، وإنكار المنكر بمفسدة مثله أو أعلى منه خطأ يجب توضيحه وإصلاحه أو تهذيبه .[/FONT]
[FONT="]وهذه المسألة لها تعلق أصولي يعرفه أرباب الأصول : هل التحسين والتقبيح يمكن إدراكه بالعقل أم أنه يفتقر لخبر الوحي ؟ ليس هذا محل بسطها ! .[/FONT]
[FONT="]الشباب يعانون من فراغ عاطفي شديد في مجتمعنا من جهة الإحتواء والمحبة والكلام معهم بمستواهم وبثقافتهم ، والدعاة الذين جذبوا الشباب وتلقَّفوهم من ساحات المخدِّرات والمنكرات والمحرمات ، كان ذلك بفضل الله ثم بفضل المحبة والعطف ولين الجانب . وهذه الخصلة غائبة نوعًا ما في مؤسساتنا الإجتماعية والتأديبية . [/FONT]
[FONT="]والرحمة مطلوبة مع المؤمن والفاسق ، إلا في حدود ضيِّقة بيَّنها الشرع الحنيف .[/FONT]
[FONT="]و" الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " أخرجه الترمذي بإسناد صحيح . والأعرابي الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتهم " فقال له الحبيب صلى الله عليه وسلم : " أو أملك إن نزع الله الرحمة من قلبك ، من لا يَرحم لا يُرحم " أخرجه البخاري . [/FONT]
[FONT="]تردني أسئلة كثيرة من الطلبة : لماذا لا يُحَاور الشباب في مجتمعاتنا ؟ أين دور النصح التربوبي في المؤسسات التأديبية ؟ لماذا غاب الجانب الإيماني في الدروس الوعظية ؟ أين منهج الصحابة في التنبيه على أخطاء الشباب ؟ متى ينضج الدعاة المعاصرون لفهم حاجات الشباب وطرق احتوائهم ؟ لماذا يبدأ صاحب الصلاحية التأديبية بالزجر والتعنيف قبل الوعظ والإرشاد ؟ أين دور الِّلين والرفق في أساليب الإصلاح ؟ لماذا المشايخ لا يبتسمون عند إنكار المنكر ؟ وهلمَّ جراً من هذه المعضلات التي تسيل في عقولهم بلا وعي واضح من المربين والإصلاحيين .[/FONT]
[FONT="]بعض هذه الأسئلة من الناحية الشرعية قد يكون مأذوناً فيه ، لكن من الناحية التطبيقية العملية قد يكون عسيراً أو صعب المنال في ظل العولمة واختلاط الحابل مع النابل ! . فلن يستطيع المؤدِّب أو المربِّي أو المصلح تمييز الناس حين وقوع المعصية أو المنكر أو الفعل المخالف لعرف الناس .[/FONT]
[FONT="]وإذا أردتَ أن تفهم هذا المعنى بحذافيره ، فانظر إلى الناس في طوافهم للبيت الحرام ، ستجد من بصره مُعلَّق بذنوبه ، وآخر يتأمل الحسناء والجميلة ، وآخر ساهي في غمرات الدنيا ، ورابع خاشع لا يأبه بأحد ممن حوله . فلن يستطيع أحد مهما أوتي من حول وسلطان أن يتهمهم بأمر فيه تهمة أو جناية إلا ببيِّنة واضحة كالشمس في رابعة النهار .[/FONT]
[FONT="]والمحاضن التربوية وكذلك المؤسسات والهيئات التأديبية مُقصِّرة في احتواء الشباب ومناقشتهم وتطوير قدراتهم وامتصاص حنقهم وغضبهم من واقعهم المعيشي .[/FONT]
[FONT="]فمن الغلط الظن بأن بالحدود والعقوبة فقط يمكن ضبط سلوك الناس ، فلن يرتدع الناس بحدود الله فحسب ، وإلا لبادت الجرائم وفنيت منذ قرون ، نعم هي طاعة تعبدية ، لكن لا بد معها من التواصل العاطفي والتربوي وحسن الخلق ولين الجانب وتزكية النفوس ، ومداراة الناس لتقوى الرابطة بين المجتمع الواحد . وأهل الإصلاح يعرفون قيمة هذه المعاني .[/FONT]
[FONT="]وانظر إلى المريض المحروم حينما تزوره كيف تتبدَّل نفسه فرحاً ويشعر بالعافية والسرور بلقاء الناس وتفقدهم له .[/FONT]
[FONT="]وقد أعجبتني عبارة سمعتها من أحد مشايخي قديماً قال : ليس بالحدود تقام الشريعة ، لأن الحدود جزء من المعاملات ، والمعاملات هي الطابق االرابع فكيف تقيم بنياناً وليس أسفله إلا الهواء ؟! فهذا ضرب من الجنون والهذيان ، فلا بد من التعليم ثم العبادة ثم الترهيب ثم إقامة حدود الله . وهذا من الكلام الذي يكتب بماء العين . فالحمد لله على نعمة الإسلام .[/FONT]
[FONT="]ولو تأمل العاقل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من بعثته إلى وفاته لعلم أنه كان يحرص على الثواب قبل العقاب ، فلم يكن الإنتقام ولا التشفِّي ولا الغضب هي غايته ومرامه .[/FONT]
[FONT="]لعل من أخطاء الشباب الظاهرة في المجتمع المسلم عدم التفريق بين مخالفة العرف والتعبير عن المشاعر النفسية . فللمسلم أن يُعبِّر عن مشاعره مع أصدقائه أو زملائه أو أقربائه ، لكن ليس على حساب العرف العام الذي ربما يكون يتساوى مع الشرع في منع الفعل أو كراهته لأسباب قد يفهمها المسلم وقد تكون خفية لقلة علمه أو لضعف بصيرته .[/FONT]
[FONT="]ولو اعترض معترض أن الحضن المجاني سرور وبهجة ، والشرع لا يخالف هذا الباب ، فيقال له : لقد فتح الصحابة رضي الله عنهم الأمصار وأخذوا أحسن ما فيها من أعراف وعملوا بها وأقرَّهم الرسول صلى الله عليه وسلم عليها مما أدركه منها ، والرسول لا يقر على باطل . ومن ذلك ضرب النقود وديوان الجيش والدواوين والخراج وأمور اللباس وطريقة الزواج ومظاهره ، وغيرها من الأعراف المقبولة .[/FONT]
[FONT="]والإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كثير من فتاويه لما استقر في مصر نقَّحها لقوة أدلة ظهرت له ، وفي بعضها مراعاة للعرف في وجه من وجوهها ، بل إن الإمام مالك رحمه الله تعالى أسقط الرضاع عن المرأة الشريفة مع الإقرار بأمومتها نظراً لعرف الناس في زمنه ومراعاة لحالهم .[/FONT]
[FONT="]والمقصود أنه لم ينجح أحد !.. فالشباب لم تُفهم أحوالهم ولم تراع مصالحهم، لأن بعضهم كبير بعمره لكن صغير بعقله وتفكيره ، وبدائل المنع في مجتمعنا ضئيلة ،ولم تلق من يعنى بها عناية كاملة في إطار الشريعة . [/FONT]
[FONT="]نجح التجار في تسويق منتجاتهم وبضائعهم ، وفشل المربون والمصلحون في احتواء الشباب إلا من رحم الله ، ولهذا حُقَّ لنا أن نقول : ماذا خسر الشباب بفشل المربين في إنقاذهم من غفلتهم ؟! [/FONT]
[FONT="]هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .[/FONT]
أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
[FONT="]عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة[/FONT]
(منقول )
[FONT="]قال صديقي إنه قابل البارحة شاباً يحمل لافتةً بيضاء مرقوم عليها عبارة : ( hug [/FONT][FONT="]free ) احضني مجاناً ، فقلتُ وماذا فعلتَ معه ؟ قال : عبستُ في وجهه وأكملتُ طريقي ! . فقلتُ : لو كنتُ مكانك لحضنته وقبَّلتُ رأسه وابتسمتُ معه وقلت له : ما هكذا تورد يا سعد الإبل ؟! ، أما نهره وتعنيفه فهو محل نظر عندي ، لأن هذا جاهل ، وقد تنقصه العاطفة فلا يجوز عقابه لئلا يحنق على مجتمعه ووطنه وبني جنسه . وهو مخطىء في هذا الفعل بلا شك ، لكن لو سقيتَه عسلاً لكان أحب إليه من تعنيفه أو تأديبه وزجره .[/FONT]
[FONT="]والشرع أذن في حبسه ، لكن العقوبة قد تسقط عنه لجهله وتأويله ، وكذلك قد يندب لإطلاق سراحه إن لم يكن صاحب زلات ولم تعرف له فلتة في ماضيه .[/FONT]
[FONT="]مخالفة النظام العام أو العادات خطأ شرعي وخلقي ، وإنكار المنكر بمفسدة مثله أو أعلى منه خطأ يجب توضيحه وإصلاحه أو تهذيبه .[/FONT]
[FONT="]وهذه المسألة لها تعلق أصولي يعرفه أرباب الأصول : هل التحسين والتقبيح يمكن إدراكه بالعقل أم أنه يفتقر لخبر الوحي ؟ ليس هذا محل بسطها ! .[/FONT]
[FONT="]الشباب يعانون من فراغ عاطفي شديد في مجتمعنا من جهة الإحتواء والمحبة والكلام معهم بمستواهم وبثقافتهم ، والدعاة الذين جذبوا الشباب وتلقَّفوهم من ساحات المخدِّرات والمنكرات والمحرمات ، كان ذلك بفضل الله ثم بفضل المحبة والعطف ولين الجانب . وهذه الخصلة غائبة نوعًا ما في مؤسساتنا الإجتماعية والتأديبية . [/FONT]
[FONT="]والرحمة مطلوبة مع المؤمن والفاسق ، إلا في حدود ضيِّقة بيَّنها الشرع الحنيف .[/FONT]
[FONT="]و" الراحمون يرحمهم الله ، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء " أخرجه الترمذي بإسناد صحيح . والأعرابي الذي قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لي عشرة من الولد ما قبَّلتهم " فقال له الحبيب صلى الله عليه وسلم : " أو أملك إن نزع الله الرحمة من قلبك ، من لا يَرحم لا يُرحم " أخرجه البخاري . [/FONT]
[FONT="]تردني أسئلة كثيرة من الطلبة : لماذا لا يُحَاور الشباب في مجتمعاتنا ؟ أين دور النصح التربوبي في المؤسسات التأديبية ؟ لماذا غاب الجانب الإيماني في الدروس الوعظية ؟ أين منهج الصحابة في التنبيه على أخطاء الشباب ؟ متى ينضج الدعاة المعاصرون لفهم حاجات الشباب وطرق احتوائهم ؟ لماذا يبدأ صاحب الصلاحية التأديبية بالزجر والتعنيف قبل الوعظ والإرشاد ؟ أين دور الِّلين والرفق في أساليب الإصلاح ؟ لماذا المشايخ لا يبتسمون عند إنكار المنكر ؟ وهلمَّ جراً من هذه المعضلات التي تسيل في عقولهم بلا وعي واضح من المربين والإصلاحيين .[/FONT]
[FONT="]بعض هذه الأسئلة من الناحية الشرعية قد يكون مأذوناً فيه ، لكن من الناحية التطبيقية العملية قد يكون عسيراً أو صعب المنال في ظل العولمة واختلاط الحابل مع النابل ! . فلن يستطيع المؤدِّب أو المربِّي أو المصلح تمييز الناس حين وقوع المعصية أو المنكر أو الفعل المخالف لعرف الناس .[/FONT]
[FONT="]وإذا أردتَ أن تفهم هذا المعنى بحذافيره ، فانظر إلى الناس في طوافهم للبيت الحرام ، ستجد من بصره مُعلَّق بذنوبه ، وآخر يتأمل الحسناء والجميلة ، وآخر ساهي في غمرات الدنيا ، ورابع خاشع لا يأبه بأحد ممن حوله . فلن يستطيع أحد مهما أوتي من حول وسلطان أن يتهمهم بأمر فيه تهمة أو جناية إلا ببيِّنة واضحة كالشمس في رابعة النهار .[/FONT]
[FONT="]والمحاضن التربوية وكذلك المؤسسات والهيئات التأديبية مُقصِّرة في احتواء الشباب ومناقشتهم وتطوير قدراتهم وامتصاص حنقهم وغضبهم من واقعهم المعيشي .[/FONT]
[FONT="]فمن الغلط الظن بأن بالحدود والعقوبة فقط يمكن ضبط سلوك الناس ، فلن يرتدع الناس بحدود الله فحسب ، وإلا لبادت الجرائم وفنيت منذ قرون ، نعم هي طاعة تعبدية ، لكن لا بد معها من التواصل العاطفي والتربوي وحسن الخلق ولين الجانب وتزكية النفوس ، ومداراة الناس لتقوى الرابطة بين المجتمع الواحد . وأهل الإصلاح يعرفون قيمة هذه المعاني .[/FONT]
[FONT="]وانظر إلى المريض المحروم حينما تزوره كيف تتبدَّل نفسه فرحاً ويشعر بالعافية والسرور بلقاء الناس وتفقدهم له .[/FONT]
[FONT="]وقد أعجبتني عبارة سمعتها من أحد مشايخي قديماً قال : ليس بالحدود تقام الشريعة ، لأن الحدود جزء من المعاملات ، والمعاملات هي الطابق االرابع فكيف تقيم بنياناً وليس أسفله إلا الهواء ؟! فهذا ضرب من الجنون والهذيان ، فلا بد من التعليم ثم العبادة ثم الترهيب ثم إقامة حدود الله . وهذا من الكلام الذي يكتب بماء العين . فالحمد لله على نعمة الإسلام .[/FONT]
[FONT="]ولو تأمل العاقل سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من بعثته إلى وفاته لعلم أنه كان يحرص على الثواب قبل العقاب ، فلم يكن الإنتقام ولا التشفِّي ولا الغضب هي غايته ومرامه .[/FONT]
[FONT="]لعل من أخطاء الشباب الظاهرة في المجتمع المسلم عدم التفريق بين مخالفة العرف والتعبير عن المشاعر النفسية . فللمسلم أن يُعبِّر عن مشاعره مع أصدقائه أو زملائه أو أقربائه ، لكن ليس على حساب العرف العام الذي ربما يكون يتساوى مع الشرع في منع الفعل أو كراهته لأسباب قد يفهمها المسلم وقد تكون خفية لقلة علمه أو لضعف بصيرته .[/FONT]
[FONT="]ولو اعترض معترض أن الحضن المجاني سرور وبهجة ، والشرع لا يخالف هذا الباب ، فيقال له : لقد فتح الصحابة رضي الله عنهم الأمصار وأخذوا أحسن ما فيها من أعراف وعملوا بها وأقرَّهم الرسول صلى الله عليه وسلم عليها مما أدركه منها ، والرسول لا يقر على باطل . ومن ذلك ضرب النقود وديوان الجيش والدواوين والخراج وأمور اللباس وطريقة الزواج ومظاهره ، وغيرها من الأعراف المقبولة .[/FONT]
[FONT="]والإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كثير من فتاويه لما استقر في مصر نقَّحها لقوة أدلة ظهرت له ، وفي بعضها مراعاة للعرف في وجه من وجوهها ، بل إن الإمام مالك رحمه الله تعالى أسقط الرضاع عن المرأة الشريفة مع الإقرار بأمومتها نظراً لعرف الناس في زمنه ومراعاة لحالهم .[/FONT]
[FONT="]والمقصود أنه لم ينجح أحد !.. فالشباب لم تُفهم أحوالهم ولم تراع مصالحهم، لأن بعضهم كبير بعمره لكن صغير بعقله وتفكيره ، وبدائل المنع في مجتمعنا ضئيلة ،ولم تلق من يعنى بها عناية كاملة في إطار الشريعة . [/FONT]
[FONT="]نجح التجار في تسويق منتجاتهم وبضائعهم ، وفشل المربون والمصلحون في احتواء الشباب إلا من رحم الله ، ولهذا حُقَّ لنا أن نقول : ماذا خسر الشباب بفشل المربين في إنقاذهم من غفلتهم ؟! [/FONT]
[FONT="]هذا ما تيسر تحريره ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .[/FONT]
أ/أحمد بن مسفر بن معجب العتيبي
[FONT="]عضو هيئة التدريس بقوات الأمن الخاصة[/FONT]
(منقول )