علي المالكي
New member
معنى مصطلح (الحروف المُشْرَبَة):
هذا المصطلح يطلق على أكثر من معنى..
فيطلق على حروف الجهر، قال سيبويه في باب الوقف: «واعلم أن من الحروف حروفا مُشْرَبَةً ضُغِطَتْ مِن مواضِعِها فإذا وقفتَ خرجَ معها من الفم صُوَيْتُ وَنَبَا اللسانُ عن موضعه، وهي حروف القلقلة...، ومن المشربة حروفٌ إذا وقفتَ عندها خرج معها نحوُ النفخةِ، ولم تُضغَط ضَغطَ الأولى، وهي: الزاي، والظاء، والذال، والضاد، لأن هذه الحروف إذا خرجتْ بصوتِ الصدر انسلَّ آخرُه وقد فَتَرَ...، وأما الحروف المهموسة فكلُّها تقفُ عندها مع نفخٍ؛ لأنهن يخرجن مع التنفُّسِ لا صوتِ الصدر، وإنما تنسلُّ معه».
ويترجح من سياق النص أن المقصود بالحروف المشربة هي حروف الجهرـ لأنها أشربت صوت الصدر في مقابل الحروف المهموسة، لكن سيبويه لم يذكر هذا المصطلح في حديثه عن الحروف ومخارجها وأحوالها، واستـخدم مصطلح المجهور في مقابل المهموس، ولم يذكر مصطلح المُشْرَبَة وغير المشربة معها.
ومما يطلق عليه مصطلح الحروف المشربة: الحروف الفرعية؛ قيل: لأنها أُشرِبَت بغيرها من الحروف.
وقد اختلفت عبارات العلماء في كيفية تحديد مخارجها تبعا لاختلافهم في فهم طبيعة تلك الحروف.
قال المرادي: «هي حروف ترددت بين مخرجين وتولدت من حرفين» يعني من الحروف الأصلية.
وذكر مكيٌّ أن مخرج كل حرف منها متوسط بين مخرج الحرفين اللذين اشتركا فيه.
وقال المسعدي: «وقد عرف بعضُ مشايخنا هذه الحروف الفرعيةَ بأنها حروفٌ غايرت الأصليةَ ونشأت عنها بكيفية مختصة بها، فإن كيفيتها لا نظير لها في الحروف الأصلية...، وتعريف الحروف الفرعية بما ذكرنا أولى من تعريف بعضهم لها حيث قال: (هي حروف ترددت بين مخرجين وتولدت من حرفين)؛ لأنه يتـخلف عنه كلٌّ مِن ألف التفخيم واللام المغلظة؛ فإنهما ليسا متولدَيْن من حرفين ولا مترددين بين مخرجين -كما هو ظاهر-».
وقال غانم الحمد: «وما نقله المسعدي ورجحه في تعريف الحروف الفرعية وتحديد مخارجها أولى مما ذهب إليه غيره، لأن مخارج هذه الحروف الفرعية في الغالب هي عينُ مخارجِ نظيراتها الأصلية، غير أنها اختصمت بكيفية معينة، أي اتصفت بصفات صوتية ميزتها عن الحروف الأصلية».
وتأملتُ كلامَ ابن الجزري فوجدتُه أقرب إلى ما رجحه المسعدي والحمد؛ فإنه بعدما ذكر مخارج الحروف الأصلية قال: "وَلِبَعْضِ هَذِهِ الْحُرُوفِ فُرُوعٌ صَحَّتِ الْقِرَاءَةُ بِهَا».
فالحروف الفرعية أصلها من التسعة والعشرين السابقة، غير أنها اختصت بكيفية معينة، أي اتصفت بصفات صوتية ميزتها عن الحروف الأصلية، اتسعت العرب بها في كلامها، وتفصَّحَت بها في لغاتها.
وكان سيبويهِ أقدم من أشار إلى هذه الحروف -فيما يُعْلَم-، وجعلها على قسمين:
- حروفٍ مستحسنةٍ يؤخذ بها وتستحسنُ في قراءة القرآن والأشعار.
- وحروفٍ غيرٍ مستحسنة ولا كثيرةٍ في لغةِ من ترتضى عربيته، ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر.
والمستحسنة التي ذكرها سيبويه ستة:
1- النون الخفيفة.
2- الهمزة التي بين بين (أي الهمزة المسهلة).
3- الألف التي تمال إمالةً شديدة.
4- الشين التي كالجيم.
5- الصاد التي تكون كالزاي.
6- ألف التفخيم (يُعنى بِلُغةِ أهل الحجاز، في قولهم: الصلاة، الزكاة، الحياة).
وزاد ابن الجزري اللام المفخمة.
وأما الحروف غيرُ المستحسنة التي ذكرها سيبويه فهي سبعة:
1- الكاف التي بين الجيم والكاف.
2- الجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين. (قال عبد السلام هارون: إن سيبويه عد هذين الجيمين جيما واحدة).
- الضاد الضعيفة.
4- الصاد التي كالسين.
5- الطاء التي كالتاء.
6- الظاء التي كالثاء.
7- الباء التي كالفاء.
وهذه الحروف –جيدُها ورديئها- لا تتبين إلا بالمشافهة.
هذا المصطلح يطلق على أكثر من معنى..
فيطلق على حروف الجهر، قال سيبويه في باب الوقف: «واعلم أن من الحروف حروفا مُشْرَبَةً ضُغِطَتْ مِن مواضِعِها فإذا وقفتَ خرجَ معها من الفم صُوَيْتُ وَنَبَا اللسانُ عن موضعه، وهي حروف القلقلة...، ومن المشربة حروفٌ إذا وقفتَ عندها خرج معها نحوُ النفخةِ، ولم تُضغَط ضَغطَ الأولى، وهي: الزاي، والظاء، والذال، والضاد، لأن هذه الحروف إذا خرجتْ بصوتِ الصدر انسلَّ آخرُه وقد فَتَرَ...، وأما الحروف المهموسة فكلُّها تقفُ عندها مع نفخٍ؛ لأنهن يخرجن مع التنفُّسِ لا صوتِ الصدر، وإنما تنسلُّ معه».
ويترجح من سياق النص أن المقصود بالحروف المشربة هي حروف الجهرـ لأنها أشربت صوت الصدر في مقابل الحروف المهموسة، لكن سيبويه لم يذكر هذا المصطلح في حديثه عن الحروف ومخارجها وأحوالها، واستـخدم مصطلح المجهور في مقابل المهموس، ولم يذكر مصطلح المُشْرَبَة وغير المشربة معها.
ومما يطلق عليه مصطلح الحروف المشربة: الحروف الفرعية؛ قيل: لأنها أُشرِبَت بغيرها من الحروف.
وقد اختلفت عبارات العلماء في كيفية تحديد مخارجها تبعا لاختلافهم في فهم طبيعة تلك الحروف.
قال المرادي: «هي حروف ترددت بين مخرجين وتولدت من حرفين» يعني من الحروف الأصلية.
وذكر مكيٌّ أن مخرج كل حرف منها متوسط بين مخرج الحرفين اللذين اشتركا فيه.
وقال المسعدي: «وقد عرف بعضُ مشايخنا هذه الحروف الفرعيةَ بأنها حروفٌ غايرت الأصليةَ ونشأت عنها بكيفية مختصة بها، فإن كيفيتها لا نظير لها في الحروف الأصلية...، وتعريف الحروف الفرعية بما ذكرنا أولى من تعريف بعضهم لها حيث قال: (هي حروف ترددت بين مخرجين وتولدت من حرفين)؛ لأنه يتـخلف عنه كلٌّ مِن ألف التفخيم واللام المغلظة؛ فإنهما ليسا متولدَيْن من حرفين ولا مترددين بين مخرجين -كما هو ظاهر-».
وقال غانم الحمد: «وما نقله المسعدي ورجحه في تعريف الحروف الفرعية وتحديد مخارجها أولى مما ذهب إليه غيره، لأن مخارج هذه الحروف الفرعية في الغالب هي عينُ مخارجِ نظيراتها الأصلية، غير أنها اختصمت بكيفية معينة، أي اتصفت بصفات صوتية ميزتها عن الحروف الأصلية».
وتأملتُ كلامَ ابن الجزري فوجدتُه أقرب إلى ما رجحه المسعدي والحمد؛ فإنه بعدما ذكر مخارج الحروف الأصلية قال: "وَلِبَعْضِ هَذِهِ الْحُرُوفِ فُرُوعٌ صَحَّتِ الْقِرَاءَةُ بِهَا».
فالحروف الفرعية أصلها من التسعة والعشرين السابقة، غير أنها اختصت بكيفية معينة، أي اتصفت بصفات صوتية ميزتها عن الحروف الأصلية، اتسعت العرب بها في كلامها، وتفصَّحَت بها في لغاتها.
وكان سيبويهِ أقدم من أشار إلى هذه الحروف -فيما يُعْلَم-، وجعلها على قسمين:
- حروفٍ مستحسنةٍ يؤخذ بها وتستحسنُ في قراءة القرآن والأشعار.
- وحروفٍ غيرٍ مستحسنة ولا كثيرةٍ في لغةِ من ترتضى عربيته، ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر.
والمستحسنة التي ذكرها سيبويه ستة:
1- النون الخفيفة.
2- الهمزة التي بين بين (أي الهمزة المسهلة).
3- الألف التي تمال إمالةً شديدة.
4- الشين التي كالجيم.
5- الصاد التي تكون كالزاي.
6- ألف التفخيم (يُعنى بِلُغةِ أهل الحجاز، في قولهم: الصلاة، الزكاة، الحياة).
وزاد ابن الجزري اللام المفخمة.
وأما الحروف غيرُ المستحسنة التي ذكرها سيبويه فهي سبعة:
1- الكاف التي بين الجيم والكاف.
2- الجيم التي كالكاف، والجيم التي كالشين. (قال عبد السلام هارون: إن سيبويه عد هذين الجيمين جيما واحدة).
- الضاد الضعيفة.
4- الصاد التي كالسين.
5- الطاء التي كالتاء.
6- الظاء التي كالثاء.
7- الباء التي كالفاء.
وهذه الحروف –جيدُها ورديئها- لا تتبين إلا بالمشافهة.