الحروف المتقطعه في بداية بعض السور ؟؟؟؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع رهيفه
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

رهيفه

New member
إنضم
30/12/2003
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مامعنى الحروف المتقطعه في بداية بعض السور مثل (الم )
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سؤالك "رهيفة " جد هام وقد بحث فيه العلماء قديماً وحديثاً كلً أدلى بدلوه راجياً إصابة مراد الله أو الاقتراب منه فى هذه المسألة
ولمعرفة المعنى لهذه الحروف نبدأ أولاً بتقسيم الآراء فيها إلى قسمين :
رأى السلف ورأى الخلف
1- رأى السلف : رأى معظم السلف رد هذه الحروف ومعناها إلى علم الله , فجعلوها من المتشابه الذى استأثر الله بعلمه وأنزلوها تحت قوله تعالى :
" وما يعلم تأويله إلا الله "
وممن سلك هذا المسلك : أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب
وابن مسعود ...... وغيرهم كثير
2- رأى الخلف : رأوا أن هذه الحروف لها معنى , وأن على المسلمين أن يبحثوا عنه للوصول إلى مراد الله حسب الطاقة ... وهؤلاء انقسموا إلى آراء :
*إنها اسم من أسماء الله : فمثلاً قوله " الم " تعنى ( أنا الله أعلم ) .
*إنها من أسماء السورة التى وردت بها , ويدل على ذالك قوله (صلى الله عليه وسلم)
" اقرءوا حم السجدة ........ " فسمى السورة بما بدأت به من الحروف المقطعة .
*إنها وردت للفت انتباه المشركين فيدعوهم إلى سماع ما يتلى بعده وذالك لأنهم قالوا " لا تسمعوا لهذا القرىن والغوا فيه لعلكم تغلبون "
* إنها تحدى من الله للمشركين فكأنه سبحانه يقول إن هذه الحروف المركب منها القرآن هى من جنس الحروف التى تتحدثون بها فلماذا تعجزون عن الاتيان بمثل القرآن أو بمثل سورة منه " فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا .." فنفى الله عنهم فى الحاضر وفى الاستقبال قدرتهم على التيان بمثله.
* ومن الأراء المعاصرة فيها ما ذهب إليه أحد العلماء من ترتيب هذه الحروف بصيغة معينة بحذف المتشابه ( المكرر ) منها فكون جملة " نص حكيم قاطع له سر "
هذه الآراء وغيرها كثير وردت فى محاولة فهم هذه الحروف , وأرى أم ما يميل إليه القلب هو رد علمها إلى الحكيم الخبير والكف عن محاولة بيانها والانشغال بأمور أكثر أهمية للأمة
والله أعلم
شكراً لك
زهرة








--------------------------------------
نحن قوم أعزنا الله بالسلام فإن ابتغينا العز فى غيره أذلنا الله
 
السلام عليكم
لقد كتبت في كتابي ( مفهوم التفسير والتأويل والتدبر والاستنباط والمفسر ) جوابًا لهذا السؤال ؛ لكثرة ما يقع من السائلين عنه ، وهذا نصه :
القول في الأحرف المقطعة :
وقبل أن أختم الحديث عن هذا الموضوع ، أشيرُ إلى ما قد يسأل عنه القارئ ، وهو هل الأحرف المقطعة من المتشابه ؟
الجواب : فيه تفصيل ، فإن كان المراد أنها من المتشابه النسبي الذي قد يخفى على قوم ، فنعم .
وإن كان المراد أنها من المتشابه الكلي ، فلا ، ومن أدخلها في المتشابه الكلي ، فقد أخطأ ؛ لأن السلف قد تعرَّضوا للقول فيها ، ولو كانت من المتشابه الكلي لما قالوا فيها شيئًا ، وهذا من أدلِّ الدليل على خروجها عن أن تكون من المتشابه الكلي الذي لا يعلمه إلا الله .
ويورد بعض أعلام المتكلِّمين هنا سؤالاً :
هل يجوز أن يخاطبنا الله بما لا نعلم معناه ؟
أو هل في القرآن ما لا نعلم تأويله ؟ (1) .
وبعضهم يبنون على هذا أنَّ الأحرف المقطعة ، وغيرها من المتشابه الكلي الذي لا يعلمه إلا الله ، لذا يقولون في تفسيرها : الله أعلم بمراده بها .
وتركيب السؤال غلط ؛ لأنه لا يوجد في القرآن ما لا يُعلمُ معناه ، حتى يخفى على الجميع ، وما يوجد فيه مما لا يصل إليه علم البشر هو خارج عن المعنى وداخل في أمر آخر ، وهو أمر الغيبيات التي سبق الإشارة إليها من وقت وقوعها وكيفياتها ، وكذا بعض الحِكَمِ التي أخفاها الله على عباده ، فكل هذه لا علاقة لها بفهم المعنى ، بل هي خارجة عنه .
وإذا تأملت الأحرف المقطعة وما قال العلماء فيها ، وجدتهم فريقين :
الفريق الأول : من قال : إن الله استأثر بعلمها ، وفحوى قولهم أن لها معنى ، لكن لا يعلمه إلاَّ الله .
الفريق الثاني : من تعرَّض للحديث عنها ، وذكر فيها كلامًا ، وهم على قسمين :
قسم يظهر من كلامهم أن لها معنى ، ولها تفسير يعلمُ معناه .
وقسم يجعلها حروفًا لا معنى لها ؛ لأن الحرف في لغة العرب لا معنى له .
والصحيح في ذلك ـ والله أعلم ـ ما لخَّصه العلاَّمةُ أبو عبد الله محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ( ت : 1421 ) ، فقد قال في جواب له عنها : (( هذه الحروف ليس لها معنى ، ولها مغزى )) .
وهذا الجواب مبني على أنَّ الحرف في لغة العرب لا معنى له ، والقرآن نزل بلغتهم ؛ كما قال تعالى : (إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ) ( يوسف : 2 ) ، والعرب لم تجعل للحرف المفرد معنى ، فحرف الصاد بمفرده لا معنى له ، وكذا حرف الدال ، وحرف القاف ، لكن إذا جمعتها إلى بعضها تركَّب منها كلمة لها مدلول ، وهي ( صدق ) ، وهكذا غيرها من الأحرف التي هي مباني الكلام .
ولما كان الحرف لا معنى له في لغتهم ، فإنه لا يُتطلَّب لهذه الأحرف معنى محدَّدًا تدلُّ عليه .
وإذا تأمَّلت جمهور تفسير السلف ، وجدته راجعًا إلى هذا التحرير الذي ذكرته لك ، وقد أشار إلى ذلك بعض المحققين .
قال الراغب الأصفهاني ( ت : بعد 400 ) : (( … وقال : ( ألم  ذلك الكتاب ) ( البقرة : 1 ـ 2 ) تنبيهًا على أن هذا الكتاب مركب من هذه الحروف التي هي مادة الكلام « (2).
وقال : (( إن المفهوم من هذه الحروف ، الأظهر بلا واسطة ، ما ذهب إليه المحققون من أهل اللغة ؛ كالفراء وقطرب ـ وهو قو ابن عباس وكثير من التابعين على ما نبينه من بعد ـ وهو أن هذه الحروف لما كانت عنصر الكلام ومادته التي يتركب منها ، بيَّن تعالى أنَّ هذا الكتاب من هذه الحروف التي أصلها عندكم ، تنبيهًا على إعجازهم ، وأنه لو كان من عند البشر لما عجزتم ـ مع تظاهركم ـ عن معارضته )) (3).
وقال : (( وما روي عن ابن عباس أن هذه الحروف اختصار من كلمات ، فمعنى ( ألم ) : أنا الله أعلم ، ومعنى ( ألمـر ) : أنا الله أعلم وأرى ، فإشارة منه إلى ما تقدم . وبيان ذلك ما ذكره بعض المفسرين أنَّ قصده بهذا التفسير ليس أن هذه الحروف مختصة بهذه المعاني دون غيرها ، وإنما أشار بذلك إلى ما فيه الألف واللام والميم من الكلمات تنبيهًا أن هذه الحروف منبع هذه الأسماء ، ولو قال : إنَّ اللام يدل على اللعن ، والميم على المكر ، لكان يُحمل ، ولكن تحرَّى في المثال اللفظ الأحسن ؛ كأنه قال : هذه الحروف هي أجزاء ذلك الكتاب .
ومثل هذا في ذكر نُبَذٍ تنبهًا على نوعه ، قول ابن عباس في قوله تعالى : ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) ( التكاثر : 8 ) أنه الماء الحار في الشتاء ، ولم يُرِدْ به أن النعيم ليس إلا هذا ، بل أشار إلى بعض ما هو نعيم تنبيهًا على سائره ، فكذلك أشار بهذه الحروف إلى ما يتركب منها ، وعلى ذلك ما رواه السُّدِّيُّ عنه أن ذلك حروف إذا رُكِّبت يحصل منها اسم الله .
وكذلك ما روي عنه أنه قال : هي أقسام = غير مخالف لهذا القول ، وذاك أن الأقسام الواردة في فواتح السور إنما هي بنعم ، وأجوبتها تنبيه عليها ،ـ فيكون قوله : ( ألم  ذلك الكتاب ) ( البقرة : 1 ـ 2 ) جملة في تقدير مقسم به . وقوله : (لا ريب فيه ) ( البقرة : 2 ) جوابها ، ويكون إقسامه بها تنبيها على عِظَمِ موقعها ، وعلى عجزنا عن معارضة كتابه المؤلف منها .
فإن قيل : لو كان قسمًا ، لكان فيه حرف القسم . قيل : إن حرف القسم يُحتاج إليه إذا كان المقسم به مجرورًا . فأما إذا كان مرفوعًا نحو : ( ويمُ الله ) ، أو منصوبًا نحو : ( يمينَ الله ) ، فليس بمحتاج إلى ذلك .
وما قاله زيد بن أسلم والحسن ومجاهد وابن جريج أنها أسماء للسور ، فليس بمناف للأول ، فكل سورة سُمِّيت بلفظ متلو منها ، فله في السورة معنى معلوم . وعلى هذا القصائد والخطب المسماه بلفظ منها ما يفيد معنى فيها .
وكذلك ما قاله أبو عبيدة ، وروي أيضًا عن مجاهد وحكاه قطرب والأخفش : أن هذه الفواتح دلائل على انتهاء السورة التي قبلها ، وافتتاح ما بعدها ، فإن ذلك يقتضي من حيث إنها لم تقع إلاَّ (4) في أوائل السور = يقتضي ما قالوه ، ولا يوجب ذلك أن لا معنى سواه . . )) (5).
ومن هذا يتبين أن هذه الأحرف تخرج عن المتشابه الكلي ، كما لا تدخل في السؤال الذي يطرحه بعض العلماء ، وهو هل في القرآن ما لا يعلم معناه ؟ لأنها أحرف لا تحتوي على معنى بذاتها فيطلب منها ، أما إذا تركب منها الكلام ، فلا يمكن أن يكون في القرآن كلام لا يعرف معناه ، والله الموفق .
وبقي في هذه الأحرف مسألة ، وهي المغزى من هذه الأحرف ، وهو على التحقيق :ما ذكر ابن كثير ( ت : 774 ) ، قال : ( وقال آخرون : بل إنما ذكرت هذه الحروف في أوائل السور التي ذكرت فيها بيانًا لإعجاز القرآن ، وأن الخلق عاجزون عن معارضته بمثله ، هذا مع أنه مركب من هذه الحروف المقطعة التي يتخاطبون بها .
وقد حكى هذا المذهب الرازي في تفسيره عن المبرد وجمع من المحققين ، وحكى القرطبي عن الفراء وقطرب نحو هذا ، وقرره الزمخشري في كشافه ، ونصره أتم نصر ، وإليه ذهب الشيخ الإمام العلامة أبو العباس ابن تيمية ، وشيخنا الحافظ المجتهد أبو الحجاج المزي ، وحكاه لي عن ابن تيمية .
قال الزمخشري : ولم ترد كلها مجموعة في أول القرآن ، وإنما كررت ليكون أبلغ في التحدي والتبكيت كما كررت قصص كثيرة ، وكرر التحدي بالصريح في أماكن .
قال : وجاء منها على حرف واحد ؛ كقوله : ( ص ) ، (ن ) ، ( ق ) ، وحرفين مثل : (حم ) ، وثلاثة مثل : ( الم ) ، وأربعة مثل : ( المر ) ، ( ألمص ) ، وخمسة مثل : ( كهيعص ) و ( حم عسيق ) ؛ لأن أساليب كلامهم على هذا : من الكلمات ما هو على حرف وعلى حرفين وعلى ثلاثة وعلى أربعة وعلى خمسة لا أكثر من ذلك .
قلت : ولهذا كل سورة افتتحت بالحروف ، فلا بد أن يذكر فيها الانتصار للقرآن ، وبيان إعجازه وعظمته ، وهذا معلوم بالاستقراء ، وهو الواقع في تسع وعشرين سورة ، ولهذا يقول تعالى : ( الم  ذلك الكتاب لا ريب فيه ) ( البقرة : 1 ـ 2 ) .
( الم  الله لاإله إلا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه ) ( آل عمران : 1 ـ 2 ) .
(المص  كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه) ( الأعراف : 1 ـ 2 ) .
(الر كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور باذن ربهم) ( إبراهيم : 1 ) .
( الم  تنْزيل الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين) ( السجدة : 1 ـ 2 ) .
(حم  تنْزيل من الرحمن الرحيم ) ( فصلت : 1 ـ 2 )
(حم  عسق  كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم ) ( الشورى : 1 ـ 3 ) .
وغير ذلك من الآيات الدالة على صحة ما ذهب إليه هؤلاء لمن أمعن النظر والله أعلم )) ( 6 ).
وبهذا ينتهي الحديث عن الأحرف المقطعة ، وبالله التوفيق .
..............
(1 ) ينظر على سبيل المثال : مقدمة جامع التفاسير للراغب الصفهاني ، تحقيق : أحمد حسن فرحات ( ص : 86 ) .
(2) مقدمة جامع التنفاسير ( ص : 105 ) .
(3) مقدمة جامع التفاسير ( ص : 142 ) .
(4) ليس في الأصل» إلاَّ « ، وقد زدتها لأن المقام يقتضيها .
(5) مقدمة جامع التفاسير ( ص : 147 ـ 148 ) .
(6) تفسير القرآن العظيم ، لابن كثير ، ط : 3 ( 1 : 38 ) . وقد نصر هذا القول الشنقيطي في أضواء البيان واستدل بالاستقراء الذي أشار إليه ابن كثير ، ينظر : أضواء البيان ( 3 : 5 ـ 7 ) .
 
بسم الله الرحمن الرحيم

الشيخ الفاضل مساعد الطيار ـ اسعده الله في الدنيا والاخره ـ

ليس عندي مزيد علىماذكرت أو اعتراض أو مناقشة فليس هذا من دأبنا مع طلاب العلم الكبار،فمازلت مسددا موفقا زادك الله من فضله .

لكن عندي جهالة لازمتني حول هذه المسأله لم أشأ تحقيقها أو إثارتها أوالسؤال عنها، خشية من أن يكون الاشكال ليس متعلقا بعين المسأله أكثر مماهو متعلق بالمستشكل.لها ، فيكون السكوت عند ذلك اسلم حتى يفتح الله وهو الفتاح العليم ، وكم كنت افزع الى ماذكره شيخ الاسلام الثاني ابن القيم ـ رحمه الله ـ في البدائع حول هذه المسأله فليتكم اشرتم اليه في بحثكم الماتع .

وما اشكل لدي هوأن المشهوروالمعروف عند العامة والخاصة أن العرب لم تكن تفهم للحرف معنى بمفرده دون اتصال بحرف آخر ، كماذكرتم واخترتم ـ حفظكم الله ـ
وهذا القول : وإن كان قولا قد يكون مسلما به دون حاجه الى أن يلتمس له دليل . الا انه قد اشكل علي ماوضعه بعض ائمة اللغة من كتب في معاني الحروف , وأن لكل حرف معنا يدل عليه عند اطلاقه وإن لم يتصل به حرف آخر، فقالوا مثلا: إن معنى الالف عند العرب هو الرجل الفرد ، والباء هو الرجل الكثير الجماع ،والتاء هي البقرة التي تحلب ... وأستشهدوا في درج كلامهم بشئ من الشعر ليدللوا على ذلك ، وهذا ما ذكرته بعض المعاجم كالتاج ، وأشار اليه صاحب البصائرـ رحمه الله ـ بل افرد هذا الباب بالتصنيف من قبل ائمة كبار في علوم العربيه ، عد الاستاذ رمضان عبدالتواب الكثير منهم في أول تحقيقه للكتاب المنسوب ؟! في هذا الباب للخليل ـ رحمه الله ـ فذكر منهم بعد الخليل الكسائي والنضر بن شميل والمبرد وابن السكيت والامدي والفارابي والزجاجي وغيرهم، ومن الناس بعدهم في هذا الفن.
وقد تولد عندي هذا الاشكال بعد أن اطلعت على ثلاثة كتب مماذكره وحققه الاستاذ المحقق رمضان عبد التواب أولها كتاب الخليل ، فابن السكيت ، فالرازي .

فهل هذا ثابت عند العرب ؟ وهل يلزم من ثبوته أن يكون كذلك في الحروف المقطة في أوائل السور ؟ فيكون القول :بأن لها مغزى وليس لها معنى مخالف للصواب ؟ وإذا كان ذلك كذلك فهل معناها في أوائل السور هو المعنى الذي استعملته العرب مع فحش في بعضه يجل عنه كلام الله عز وجل .؟ أم أنه لاعلاقة لهذا كله بمحل البحث ؟

كتبت هذا لعلي أجد عندكم أوأحد الاخوه الكرام مايجلي لي الامر.مع شكري وتقديري للجميع .
 
الأخت السائلة الكريمة
لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع و بالإضافة لما تفضل به الدكتور الطيار و الإخوة المشاركين الكرام يمكنك مراجعة الموضوع من كتاب الإتقان للشيخ السيوطي النوع الثالث الأربعين في المحكم و المتشابهة حيث يتناول الموضوع بشيئ من التفصيل
و الله تعالى أعلم
 
الأخ الكريم ابن الشجري
لقد استمتعت بمطارحتكم الأدبية مع الأخ الفاضل عبد الرحمن الشهري ( في الملتقى العام ) ، أما بخصوص سؤالكم عن موضوع معاني الحروف الهجائية ، فإني أذكر مقالاً نقد هذا الموضوع ، وبين زيفه ، ووصل به باحثه إلى عدم صحة ما يُنسب للعرب من إرادتها معني لهذه الحروف ، خصوصًا ما ذكرت مما تتضمنه معاني بعض هذه الحروف من إسفاف ، وكنت أبحث عن هذا المقال لأنزله هنا لكني لم أجده ، ولعله إن تيسر لي الحصول عليه لاحقًا كتبته هنا ، ولكم جزيل الشكر على مشاركاتكم ومتابعاتكم .
 
والعلم عند الله أن هذه الفواتح تتحدث عن أمور عظيمة للإسلام والمسلمين
ولا يعتقد أحد أنها مجرد حروف لا يريد الله منها شيئا بل على العكس فوالله سيأتي اليوم الذي فيه سيفتح الله على عبد من عباده ويعلمه أسرار هذه الفواتح
وألعلم عند الله أن هذا الأمر العظيم قريب .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
أخواني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : فإن ما ذكره الشيخ الدكتور مساعد الطيار هو الصواب والله تعالى اعلم فإن هذه الحروف أعجزت العلماء أن يصلوا إلى معانيها ، وما المراد منها لكن إذا تأملت هذه الحروف وأنها صدرت في الغالب سور مكية سهل علينا فهم المراد منها وأن كل ما قيل فيها من كونها ترمز إلى أشياء باطنة أو أنها أسماء للسور أو أنها ترمز إلى اسم من أسماء الله تعالى كل ذلك ليس بشيء والصواب والله تعالى اعلم أنه لا معنى لها في ذاتها ولهذا تنازع النحاة في اعرابها ، والصواب كما تقدم أنها ليس لها معنى في ذاتها لكن ذكرت لحكمة وفائدة عظيمة ومقاصد وحكم ، واحسن ما قيل في ذلك ما ذهب إليه عكرمة رحمه الله أنها دلاله على أصول البيان في لغة العرب للتحدي والاعجاز .
والله تعالى اعلم وصلى الله على نبينا محمد
 
وقعت على كلام متين في كتاب ( أشتات في الأدب واللغة ) لمؤلفه د / إبراهيم السامرائي جزاه الله خيرا.

وقد تعرض لهذه المسألة ـ ماورد في استفساري أعلاه ـ من خلال دفعه في ثبوت مثل هذا الكتاب للخليل رحمه الله ، وأنه كتاب مزيف منحول لاتصح نسبته للخليل ، وكل من كتب بعد الخليل في مثل هذه المسألة كالرازي فمعولهم على الكتاب المنسوب للخيل ، بكلام طويل في نحو من سبع صفحات ، وإذ قد بطل ألأصل فلا عبرة بالفرع..

وقد عاتب محقق الكتاب عتابا شديدا ، وكذالك الناشر .فمن أحب المزيد فليقف عليه في الكتاب المذكور ص 247، ففيه ابحاث جيده .

ولا أدري هل هذا الكتاب هو ماقصده الشيخ مساعد في ماذكره في معرض كلامه ، أم هو كتاب وكاتب آخر .
 
إلى المشايخ الأفاضل :

من أقدم من رأيت بحثا للمسألة وجمعا للأقوال بنقاش جذاب جدا

هو العلامة أبو عبد الله الخطيب الإسكافي (420هـ) صاحب كتاب درة التنزيل وذلك في كتابه الماتع المفيد ( المجالس ) وقد بحثها بحثا مطولا

ومما قال في ذلك ( ومما سأل عنه أهل الزيغ أوائل السور المفتتحة بالحروف المقطعة نحو ( الم ) قالوا : هذه الحروف ما فائدتها ؟ فقد ذهب قوم إلى أنها من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله ؟

ثم قال : وللمفسرين في ذلك عشرون جوابا ، عشرة منها مسندة قوية وعشرة دونها في القوة

ثم ذكر العشرة الأقوال مسندة إلى أصحابها وقال : ( والجواب السابع : ماذهب إليه المحققون من أهل العربية منهم الفراء وقطرب في أحد قوليه وهو أن هذه الحروف لما كانت أصولا للكلام المؤلف منها أخبر الله تعالى بأن هذا القرآن الذي أنزله إنما هو مؤلف منظوم من هذه الحروف

فإن قال قائل : وما فائدة هذا الإخبار وهو معلوم للجماعة ؟
قيل له : التنبيه على إعجازه ومعنى ذلك أن هذا القرآن مؤلف من الحروف التي يؤلفون منها كلامهم فإذا حاولتم كلاما في غير معارضته أمكنكم فجنسه مقدور لكم وأصله عندكم فما بالكم تعجزون عن الإتيان بمثله ؟ وهلا تعلمون أن ذلك ليس من عند محمد صلى الله عليه وسلم إذ لو كان كذلك أقدرتم عليه كقدرته مع انفراده وتظاهركم ...) إلى آخر ما قال في توجيه هذا القول ولولا طوله لنقلته

المقرئ
 
الشيخ الكريم المقرئ أسعده الله بالهدى والتوفيق
أشكرك على إشارتك لكلام الخطيب رحمه الله ، وهو كلام متين كما تفضلت ، وأحببت أن أشير إلى أن الكتاب قد صدر عن دار عمار بالأردن عام 1422هـ بتحقيق الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد - وهو صاحب فوائد وفرائد نفع الله به ووفقه لكل خير.
والكلام عن فواتح السور في (كتاب المجالس) للخطيب جاء في موضعين :
الأول : في المجلس الثاني من صفحة 43 إلى 48 وذكر فيه عشرة وجوه.
الثاني في المجلس الثالث من صفحة 54-57 وذكر فيه الوجوه العشرة الباقية.
 
سر الحروف التى فى أوائل السور القرآنية وفك طلاسمها

(من تفسير ابن كثير من ص 35 الى ص 38 المجلد الأول للناشر المكتبة القيمة طبعة 1993)

( قد اختلف المفسرون فى الحروف المقطعة التى فى أوائل السور ., فمنهم من قال هى مما استأثر الله بعلمه فردّوا علمها إلى الله ولم يفسرها .. ومنهم من فسرها وأختلف هؤلاء فى معناها .. وعن ابن نجيح عن مجاهد أنه قال : الم ، وحم ، والمص ، وص ، .. فواتح افتتح الله بها القرآن ، .. وقيل أنه أسم من أسماء السور .. والله أعلم . وقيل هى أسم من أسماء الله تعالى ... وقال شعبة عن السدي بلغني أن العباس قال " الم أسم من أسماء الله الأعظم ". هكذا رواه ابن ابى حاتم .. قال سألت السدي عن " حم وطس والم " فقال ، قال ابن عباس هى " اسم الله الأعظم " ، .. وقال على بن ابى طلحة عن ابن عباس هو " قسم الله به وهو مشن أسماء الله تعالى " وعن ابن عباس قال : " الم قال أنا الله اعلم "

وعن ابى صالح .. من أصحاب النبي (ص) الم ، أما الم فهي حروف استفتحت من حروف هجاء أسماء الله تعالى .. وفى قوله تعالى "الم" قال هذه الأحرف الثلاثة من الثمانية والعشرين حرفاً دارت فيها الألسن كلها ليس منها حرف إلا وهو فى مدة أقوام وآجالهم . قال عيسى ابن مريم عليه السلام وعجب :فقال أعجب أنهم يظنون بأسمائه ويعيشون فى رزقه فيكفرون به "، فالألف مفتاح الله ، واللام مفتاح اسمه لطيف ، والميم مفتاح اسمه مجيد . فالألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، والميم مجد الله ، والألف سنة ، واللام ثلاثون سنة، والميم أربعون سنة (1)". فهذه الحروف هى أسماء للسور ومن أسماء الله تعالى يفتتح بها السور فكل حرف منها دل على اسم من أسمائه وصفة من صفاته .. وقال حصيف عن مجاهد أنه قال فواتح السور كلها ( ق وص وحم وطسم والر وغير ذلك ). ويقول أيضاً:

جميع الحروف المذكورة فى أوائل السور موزعة على 29 سورة فقط نجد أربعة عشر حرفاً وهى :

( ا ل م ص ر ك هـ ي ع ط س ح ق ن )

وهى نصف الحروف عدداً والمذكور منها أشرف من المتروك. قال الزمخشرى وهذه الحروف الأربعة عشر مشتملة على أصناف أجناس الحروف ..، فجميع هذه الحروف فى جملة ( نص حكيم قاطع له سر ).. ، فسبحان الذي دقت كل شئ حكمته .. فى هذا المقام كلاماً قال:

" لا شك أن هذه الحروف لم ينزلها سبحانه وتعالى عبثاً ولا سدى ، ومن قال من الجهلة إن فى القرآن ما هو تعبد لا معنى له بالكلية فقد أخطأ خطأ كبيراً .. ولم يجمع العلماء فيها على شئ معين وإنما اختلفوا .

المقام الآخر في الحكمة التى اقتضت غير هذه الحروف في أوائل السور ..قال بعضهم إنما ذكرت ليعرف بها أوائل السور وهذا ضعيف ، لأن الفصل حاصل بدونها فيما لم تذكر فيه وفيما ذكرت فيه البسملة .. وقال آخرون بل ابتدئ بها لتفتح لاستماعها المشركين .. وهو ضعيف لأنه لو كان كذلك لكان ذلك فى جميع السور لا يكون فى بعضها، بل غالبها ليس كذلك، ولو كان كذلك أيضا لانبغى الابتداء بها فى أوائل الكـلام معهــم سواء كان افتتاح سورة أو غير ذلك ، ثم ان سورة ( البقرة وال عمران ) مدنيتان ليستا خطـاباً للمشركـين
 
جزاكم الله كل خير .. شاركتكم فأفدتم
ومن باب قوله سبحانه وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فلي مشاركة تقبلوها على ما فيها من نقص


أولا : من قال بأن معناها أنها لتبيين عجز الكفار عن الاتيان بمثل القرآن لأنه مكون من نفس الحروف التي يتداولونها ، فكلامه حق
ولكن ليس هذا معنى الحروف وإنما هذا يسمى "مناسبة" مجيء تلك الأحرف في بداية السور "ومناسبة" كون الثناء على القرآن يأتي بعدها ، فهذه المناسبة وليست المعنى ، ويدل على ذلك أن هذه السورة جاءت بـ حم ولم تأتِ بـ طسم !! والأخرى جاءت بــ ق ولم تأتِ بــ حم ... وهكذا


ثانيا :مما ينبغي كثرة التأكيد عليه في موضوع الحروف المقطعة في بداية السور هو :
أنها من العلوم التي لا يضر الجهل بها ..ويدل على ذلك أن قرونا من الصالحين قبلنا قد مضت لم يعرفوا معناها لكنهم عرفوا فروض العلوم وعملوا بها فهم الآن ينعمون بالجنة ..
فإن جاء إنسان بعدهم وعلمها فهذا فضل من الله ونور على نور
لكن بشرط ألا يقوده الحرص على معرفة معناها إلى تكلف البحث عن سرها ، إذ من كان هذا نهجه فلن يجني من وراء تكلفه إلا ظنونا قد جاءته مزينة بثوب اليقين
 
هذا عرض لبعض اللمع في تاريخ " الحروف":

1- سهل بن هارون/ بطليموس:

سهل بن هارون بن راهبون الكاتب.صاحب (بيت الحكمة= وكم شر خرج من هذا البيت) أيام المأمون.(ت 215).خلط علم اللغة بعلم الفلك .وحاول التوحيد بينهما من خلال الجمع بين التوافقات العددية الملحوظة في المجالين.وكان من ملاحظاته:
-عدد حروف العربية 28 حرفا....وكذلك عدد منازل القمر .
-الميزان الصرفي العربي يقف عند الكلمة السبعية ولا يتجاوزها.وكذلك الكواكب السيارة لا تتجاوز سبعة..(هذا مبلغهم من العلم حينذاك.....أما اليوم فقد تجاوز العدد سبعة .....ولا ندري ما سيقول العلماء غدا فاعتبروا يا أولي الالباب......)
-الحروف المزيدة على الأصول فى الكلمات العربية تساوي عدد البروج .....
-حروف الهجاء العربية نوعان :حروف شمسية تدغم مع لام التعريف....وحروف قمرية ليست كذلك....والقسمان متعادلان يضم كل قسم 14 حرفا.ويطابق هذا تقسيم منازل القمر إلى قسمين أيضا :منازل ظاهرة للعيان(عدم الادغام) ومنازل مختفية في وجه القمر الآخر(ادغام).ولعل تسمية "ال" شمسية وقمرية تعود إلى هذا الفكر التلفيقي .. ..

2- الكندي/ فيثاغورس

ثم كانت محاولة تلفيقية أخرى بين اللغة والحساب....فقد ذكروا أن الفيلسوف الكندي
كان أول من بحث في الحروف باعتبار قيمها العددية....وعلى ذلك أصبح من الممكن خلق ترابطات بين كلمات لا من جهة المعنى ولكن من جهة العدد ...فيمكن مثلا التآخي بين كلمتين وتفسير إحداهما بالأخرى بسبب اتحادهما في حساب الجمل.....وكان الهدف من ذلك محاولة قراءة الغيب والكشف عن أحداث المستقبل...فيمكن في كل وقت اسقاط القيم الحسابية على سلم التاريخ....
قال الفيلسوف الكندي حسب ما أورده ابن خلدون في تاريخه:
الحروف العربية غير المعجمة يعني المفتتح بها سور القرآن جملة عددها سبعمائة و ثلاث و أربعون و سبع دجالية ثم ينزل عيسى في وقت صلاة العصر فيصلح الدنيا وتمشي الشاة مع الذئب ثم مبلغ ملك العجم بعد إسلامهم مع عيسى مائة و سبعون عاما عدد حروف العجم ( ق ي ن ) دولة العدل منها أربعون عاما.
ذكر الكندي يعقوب بن إسحاق في كتاب الجفر الذي ذكر فيه القرانات : ( أنه إذا وصل القرآن إلى الثور على رأس ضح بحرفين الضاد المعجمة و الحاء المهملة ) يريد ثمانية و تسعين و ستمائة من الهجرة ينزل المسيح فيحكم في الأرض ما شاء الله تعالى.....

3-الحلاج /أفلوطين:

دائما تحت هاجس التلفيق بين اللغة وغيرها (وغيرها هنا: العرفان) اقتفى الحلاج خطى الكندي وتلميذه أبي زيد البلخي..فزعم أن في "القرآن علم كل شيء وعلم القرآن في الحروف التي في أوائل السور وعلم الأحرف في" لام ألف" وعلم لام ألف في" ألف" ...وعلم ألف في" النقطة".....
وجاء" النفري" وهو متصوف نصف عاقل ونصف مجنون...فنظر الى الحروف لامن حيث مخارجها ولكن من حيث صورها فرآى "أنها كلها مرضى إلا الألف" ويقصد بالالف الله تعالى.....
وتتابع الموكب على هذا الهذيان....حتى وصل الدور إلى ابن سينا وحاول استغلال الحروف المقطعة لدعم فلسفته في الخلق والايجاد وأنواع العقول والعوالم....وزعم أن 'طس" تعنى العالم الهيولاني وأن "ق" تعني عالم التكوين وعالم الأمر....وقال بلا حياء :لا يمكن لهذه الحروف ان تدل على غير هذا البتة.....

الخلاصة:
-البحث عن أسرار الحروف نشأ في بيئات مشتبه فيها:بيئة الاغريقانيين والفلاسفة والصوفية والشيعة والسحرة.....
-البحث عن سر الحرف لا يمكن أن يتصور إلا داخل الدائرة الباطنية..
-البحث عن سر الحرف يشرف على مستنقع الشرك:ادعاء علم الغيب وادعاء خصائص الحرف في التاثير وجلب النفع ودرء الضر.
-أقوم ما قيل في الموضوع ما نقله الشيخ مساعد الطيارعن العلامة محمد ابن عثيمين-رحمه الله-(ليس للحروف معنى ولكن لها مغزى) وهذه الكلمة الجامعة تقطع بشقها الأول الطريق على المشعوذين والسحرة...أما شقها الثاني فيرد على الطاعنين في القرآن....
وكلمته إن شاء الله هي فصل الخطاب في الموضوع والله أعلم.
 
عودة
أعلى