وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
سؤالك "رهيفة " جد هام وقد بحث فيه العلماء قديماً وحديثاً كلً أدلى بدلوه راجياً إصابة مراد الله أو الاقتراب منه فى هذه المسألة
ولمعرفة المعنى لهذه الحروف نبدأ أولاً بتقسيم الآراء فيها إلى قسمين :
رأى السلف ورأى الخلف
1- رأى السلف : رأى معظم السلف رد هذه الحروف ومعناها إلى علم الله , فجعلوها من المتشابه الذى استأثر الله بعلمه وأنزلوها تحت قوله تعالى :
" وما يعلم تأويله إلا الله "
وممن سلك هذا المسلك : أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلى بن أبى طالب
وابن مسعود ...... وغيرهم كثير
2- رأى الخلف : رأوا أن هذه الحروف لها معنى , وأن على المسلمين أن يبحثوا عنه للوصول إلى مراد الله حسب الطاقة ... وهؤلاء انقسموا إلى آراء :
*إنها اسم من أسماء الله : فمثلاً قوله " الم " تعنى ( أنا الله أعلم ) .
*إنها من أسماء السورة التى وردت بها , ويدل على ذالك قوله (صلى الله عليه وسلم)
" اقرءوا حم السجدة ........ " فسمى السورة بما بدأت به من الحروف المقطعة .
*إنها وردت للفت انتباه المشركين فيدعوهم إلى سماع ما يتلى بعده وذالك لأنهم قالوا " لا تسمعوا لهذا القرىن والغوا فيه لعلكم تغلبون "
* إنها تحدى من الله للمشركين فكأنه سبحانه يقول إن هذه الحروف المركب منها القرآن هى من جنس الحروف التى تتحدثون بها فلماذا تعجزون عن الاتيان بمثل القرآن أو بمثل سورة منه " فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا .." فنفى الله عنهم فى الحاضر وفى الاستقبال قدرتهم على التيان بمثله.
* ومن الأراء المعاصرة فيها ما ذهب إليه أحد العلماء من ترتيب هذه الحروف بصيغة معينة بحذف المتشابه ( المكرر ) منها فكون جملة " نص حكيم قاطع له سر "
هذه الآراء وغيرها كثير وردت فى محاولة فهم هذه الحروف , وأرى أم ما يميل إليه القلب هو رد علمها إلى الحكيم الخبير والكف عن محاولة بيانها والانشغال بأمور أكثر أهمية للأمة
والله أعلم
شكراً لك
زهرة
--------------------------------------
نحن قوم أعزنا الله بالسلام فإن ابتغينا العز فى غيره أذلنا الله