الحديث الذي انفرد به الراوي لماذا هو حجة ؟

إنضم
08/03/2009
المشاركات
28
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الحديث الذي انفرد به الراوي لماذا هو حجة في الدين؟ هذا السؤال يلح علي كحديث نفس. ومعلوم أن الشهادة في أمور الدنيا تحتاج إلى عدلين، فما بالنا لا نأخذ بشهادة العدل الواحد في أمور الدنيا ونلزم به الناس في أمور الدين؟
أقول هذا لما لاحظت من أن حديث الواحد قد يتناقض مع سياق القرآن الكريم، وعلى الرغم من ذلك نلتزم الأخذ به حتى لا نكون ممن يقدّم العقل على النص. وحقيقة الأمر أنه خبر الواحد في مقابلة العقل.
خلاصة ما أريده من الأخوة الكرام أن يبينوا أدلة العلماء في التفريق بين الشهادة والرواية، أقصد الأدلة النصية. ولكم جزيل الشكر.
 
كنت أعتقد أن المسألة في غاية الاهمية. وعلى الرغم من ذلك تمر خمسة أيام ولا أجد من يعقب بما يفيد. وقد كنت أنزلت المسألة في المنتدى العلمي فنقلت إلى هنا. أما تقديري لعدم التعقيب فيغلب أن يكون أن الأخوة غير مقتنعين بمسوغات الأخذ بخبر الراوي الواحد وترك شهادته. ثم إن الجهر بهذا الاشكال له تبعات تدفع أكثرنا إلى التزام الصمت طلباً للسلامة، وأنا منهم، لأنني لا أجهر بمثل هذا السؤال إلا طمعاً بالحصول على الإجابة المقنعة.
 
الفرق بين الشهادة والرواية :
أخي : الحقوق التي بين العباد مبنية على المشاحة ، فلا يكتفى بالشاهد في القضاء .
وإلا لضاعت حقوق كثيرة .

أما أمر الدين فمبني على الاحتياط ، طالما أنّ الراوي ممن يُوثق بحفظه وأمانته .

قولك : أنّ الخبر قد يخالف القرآن ،
المشكلة أنه قد يخالف القرآن عندك أما عند غيرك : لا .
 
الأخ الكريم حمد

مسألة ضياع الحقوق أو عدم ضياعها لا علاقة لها بالشهادة، فكم من حق ضاع لعدم وجود شاهدين، ولو قبل شاهد واحد لما ضاع. والاحتياط في الدين مطلوب أكثر، ومن هنا كان علم أصول الحديث. وحفظ الدين يعني ضمانة إلهية أن يصل إلينا فلماذا نحتاط نحن بما لم يحتط به الدين.
 
أخي ، سؤال :
ما الأصل في الخبر إذا ورد من ثقة أمين ؟
الصدق أم الكذب ؟
 
الحديث الذي انفرد به الراوي لماذا هو حجة في الدين؟ هذا السؤال يلح علي كحديث نفس. ومعلوم أن الشهادة في أمور الدنيا تحتاج إلى عدلين، فما بالنا لا نأخذ بشهادة العدل الواحد في أمور الدنيا ونلزم به الناس في أمور الدين؟
[overline]أقول هذا لما لاحظت من أن حديث الواحد قد يتناقض مع سياق القرآن الكريم، [/overline]وعلى الرغم من ذلك نلتزم الأخذ به حتى لا نكون ممن يقدّم العقل على النص. وحقيقة الأمر أنه خبر الواحد في مقابلة العقل.
خلاصة ما أريده من الأخوة الكرام أن يبينوا أدلة العلماء في التفريق بين الشهادة والرواية، أقصد الأدلة النصية. ولكم جزيل الشكر.
لو مثَلت على تناقض سياق القرآن مع حديث الواحد.
والاحتجاج بحديث الواحد قد يكون معه ما يعضده من الشواهد والمتابعات.
 
الأدلة على قبول خبر الواحد أكثر من عشرين دليلا ، كما ذكره ابن القيم في الصواعق .

ودعوى التعارض ليست مختصة بخبر الواحد بل بالمتواتر أيضا ، فهل نلغيه أيضا ؟!!!

وليعلم أن التعارض لا يكون في نفس الأمر ، وإنما هو في نظر المجتهد ، أما صغار الطلبة والعوام فلا عبرة بحكمهم على النصوص بالتعارض .
 
الأخ الكريم حمد
الأصل في الخبر إذا ورد عن ثقة أمين أن نأخذ به، وعلى الرغم من ذلك لا تقوم الحجة في الشهادة إلا بشهادة شاهدين عدلين. والأصل أن نقبل خبر الثقة في الدين أيضاً، ولكن هل نلزم به ويكون حجة، هذا هو سؤالي واستشكالي. فهناك فرق بين تصديقنا ووجوب تصديقنا.
الأخ الكريم يزيد
استشكالي لا علاقة له بالتناقض مع سياق النص القرآني ولكن كلامي السابق هو لمزيد من إيضاح المشكل.
الأخ الكريم زكريا
أنا مقر بأن خبر الآحاد حجة في الدين شريعة وعقيدة، ولكن سؤال عن خبر الواحد وليس خبر الآحاد. وما كان لي أن أستشكل خبر الواحد لو كان الدين يقبل شهادة الواحد كحجة في أمور الدنيا، والدين أحق بالإحتياط له.
 
كلامنا إلى الآن نظري .
أممكنٌ أخي أن تطرح مسألة تطبق عليها ما تذهب إليه ؟
 
الأخ الكريم حمد
الأصل في الخبر إذا ورد عن ثقة أمين أن نأخذ به، وعلى الرغم من ذلك لا تقوم الحجة في الشهادة إلا بشهادة شاهدين عدلين. والأصل أن نقبل خبر الثقة في الدين أيضاً، ولكن هل نلزم به ويكون حجة، هذا هو سؤالي واستشكالي. فهناك فرق بين تصديقنا ووجوب تصديقنا.
الأخ الكريم يزيد
استشكالي لا علاقة له بالتناقض مع سياق النص القرآني ولكن كلامي السابق هو لمزيد من إيضاح المشكل.
الأخ الكريم زكريا
أنا مقر بأن خبر الآحاد حجة في الدين شريعة وعقيدة، ولكن سؤال عن خبر الواحد وليس خبر الآحاد. وما كان لي أن أستشكل خبر الواحد لو كان الدين يقبل شهادة الواحد كحجة في أمور الدنيا، والدين أحق بالإحتياط له.

كلامي كان على خبر الواحد لا على خبر الآحاد ، وكل خبر الواحد آحاد من غير عكس .
وذكري في مقابل ذلك المتواتر لكون خبر الواحد من الآحاد ، وهذا الأخير مقابلٌ للمتواتر .

وإذا أقررت بأن خبر الآحاد حجة في العقائد والأحكام يجب المصير إليه ، فخبر الواحد منه .
 
الأخ الكريم زكريا

أعلم أن خبر الواحد هو خبر آحاد. وإذا كان الله تعالى لم يلزمنا بخبر الواحد في الشهادة فلماذا نلتزم به في الرواية التي تلزم مليارات المسلمين إلى يوم القيامة. وإذا كان الراوي امرأة واحدة فالمسألة أشد إشكالاً.

إذا شهد أمامي ثقة بواقعة أصدقه، ولكن لا أعتبر ذلك حجة حتى يضاف إليه ثقة آخر. إذن هناك فرق بين التصديق والحجة والإلزام.
 
الأخ الكريم زكريا

لا أعلم إن كانت المعتزلة تقول بهذا. وأنا شخصياً أرفض الأسس التي قام عليها الاعتزال لا لشيء إلا لأنني لم أقتنع بأدلتهم.

وإليك ما طرحته أخيرا في الملتقى العلمي:

((قرأت أدلة من يفرق بين الشهادة والرواية فلم أجدها تجيب عن الاستشكال الذي أطرح. ومربط الفرس في هذا الكلام:

واقع الناس كل الناس -- بغض النظر عن دينهم -- أنهم يقبلون خبر الواحد، لأن الأصل صدق المخبر. ولكن قد تحف قرائن تجعلنا نتوقف عن القبول لنتثبت. وثابت أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يأخذون بخبر الواحد. وفي المقابل ثبت أحياناً أنهم كانوا يميلون إلى التثبت، كما فعل عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما طلب من أبي موسى أن يأتيه بشاهد، وكما فعل زيد بن ثابت رضي الله عنه عندما كان يشترط أن يشهد شاهدان على أن الصحيفة كتبت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وعندما نطلب شاهداً إضافياً لا يعني ذلك أننا نتّهم الشاهد الأصلي، وإنما هو حكم الله بيننا عندما نختلف ولا نقبل بشهادة شاهد واحد. فرد الشهادة إذن لا تعني التكذيب، وإنما تعني أنني أمارس حقي الشرعي. فالشرع إذن يخيّرني بين أن أقبل شهادة الشاهد وبين أن أطلب التثبت بإضافة شاهد آخر. وبعد ذلك أدخل في دائرة الإلزام ما لم أكن قادراً على الطعن في شهادة الشهود.

والناس يغلب أن يقبلوا شهادة الواحد، وهذا هو الغالب في حياة الناس مسلمين وغير مسلمين. ولكن عندما يراد أن تكون الشهادة حجة فالناس -- أعني أهل الإسلام -- لهم الخيار: إما أن يقبلوا هذه الشهادة ويمضوها، أو لهم أن يطلبوا أكثر من شاهد)).
 
عودة
أعلى