( الحداثيون العرب والقرآن الكريم : نصر أبو زيد أنموذجاً ) للباحث صالح نصيرات

بارك الله فيك شيخنا عبدالرحمن.
قرأت المقالة للباحث نصيرات وفقه الله و سأعيد قراءتها إن شاء الله.
يظهر من المقدمة أن دراسته لناصر أبو زيد كنموذج دراسة من الصنف الذي يناقش الأفكار والآراء من خلال الحفر في الأسس و المناهج التي يستخدمها الحداثوي في قراءته للقرآن، حين أن الصنف الأول يعتمد على الخطاب الوعظي (بلا دليل؟) بينما الصنف الثاني لا يحاور المناهج والأفكار لأنه يستغربها قصد رفضها لغربتها! في واقع الأمر أرى أن الصنف الثاني قد يكون أحسن من الصنف الثالث إذا كان الحفر بالطريقة التي فعل بها الأستاذ نصيرات صالح، لإنعدام التماسك في إختبار الفرضية، لأن الحفر في الأساس و المنهج حفر منعزل عن مادته أو مضمونه المعرفي، و هذا يعني أن الأساس والمنهج إما يصلح أو لا يصلح بغض النظر عن نوع العمليات التي تتعامل مع المادة (تدليس، إجتراء، اللاتسييق ..)! - أنظر إقتباس المعتزلة عند أبوزيد في نظر نصيرات.
أظن أن تلك الأمثلة التي أوردها الأستاذ غاب فيها الربط بين الكلام عن الإيمان و العقل وبعض آراء المعتزلة في قراءة أبوزيد، ولذلك لم يستنتج الكاتب أن أبوزيد يريد تشريط التاريخية للعقل، ليحكم على القراءة التراثية أنها قراءة زمنية مرتبطة بظروفها في كل المجالات. نعم، إن هذا هو الحكم الذي قدمه أبوزيد عند تقريبا كل من قرأه قراءة نقدية، لكن كيف نخترق تطبيقاته الجزئية؟ هذا سيعيدني إلى الكلام عن الصنف الثاني الذي ذكره في المقدمة، الصنف الذي يستغرب المناهج لرفضها، وهذا الصنف أقرب للمنطق بل يوقع بالحداثوي في أزمة تبين مدى تناقضه. لماذا؟ سؤال مفتوح ربما يشجعنا على مدارسة ومناقشة طرح الأستاذ نصيرات.
 
عودة
أعلى