الحاسوب .. والمذهب الحقّ

إنضم
27/04/2006
المشاركات
751
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
مكة المكرمة


كانت مسألة اختلاف المذاهب شغلاً شاغلاً للمسلم عموماً ولطلبة العلم على الخصوص على تطاول الأعصار والأزمان.
وألف الناس في أسباب اختلاف الفقهاء ، فقصّروا وطوّلوا ، وقالوا وقوّلوا... ثم شاء الله أن يكون للمحدثين سطوة ليس هذا محل الخوض في سببها.
لكن يمكن إرجاع الأسباب إلى (تاريخي): يدرس ثبوت نقل النص أو يشكك في ثبوته أو يرده. وهو ميدان المحدثين.
و(دلالي) : وهو مجال اللغويين والبلاغيين وآليات فهم النص ، وكلاهما ميدان الفقهاء.

وحين جاء الحاسوب مكّن الناس من معرفة ما أجمع عليه الفقهاء من أحكام .
فوجد باحث قام بجمع أهم كتب الفقه المقارن وهي المغني والمحلى وفتح الباري والمجموع وشرح مسلم واختلاف الفقهاء للطبري ومراتب الإجماع ونقده وبداية المجتهد ونيل الأوطار والاستذكار لابن عبدالبر، كما قال ذلك في المقدمة. فاستخرج منها كل ما قالوا أجمعوا/وهو إجماع المسلمين/لا أعلم فيه خلافاً/وقول فلان من الصحابة ولا مخالف له يعرف/ فوجد أنها
14400 مسألة. جمعها بكتاب أسماه (موسوعة الإجماع في الفقه الإسلامي)

ومعروف أنه لا يعني بالإجماع هنا ما يعني به الأصوليون ، بل ما حصل عليه اتفاق بين فقهاء الإسلام على دلالة النص القرآني والحديثي وغير ذلك.

وهكذا انحلت مشكلة المذهبية أخيرًا بعد أن شغلت الناس أكثر من ألف سنة.
فإن كان مذهبك مالكيا أو شافعيا أو حنفيا أو غير ذلك فإن أقاويل مذهبك الرئيسة متضمنة ولا بد ضمن ما أجمعوا عليه.
ولم يبق إلا ما اختلفوا فيه فتحدد واجب طالب العلم أن يرجح بين ما اختلفوا فيه وأن لا يخرج عن أقاويلهم قدر المستطاع.

وهكذا لم يعدْ من داع لاختلاف الدعاة وطلبة العلم من أهل السنة بعد اليوم، بعد أن يسر الله تعالى إمكان حصر ما أجمع عليه جميع من يعتد به من علماء الإسلام.
والحمد لله على نعمه التي لا تعدّ ولا تحصى.
 
جزاك الله خيراً يا دكتور عبدالرحمن على هذه المشاركة ، وفي الحق أن الناظر في نعمة تقريب الحاسب الآلي للعلم من هذه الزاوية سينتفع به انتفاعاً كبيراً كما تفضلتم ، وإن كان من الصعوبة تجاوز جهد الفقهاء من أهل المذاهب أو تجاوز التمذهب الفقهي الدراسي ذاته ، ولكنه يقرب العلم ومذاهب الفقهاء وما اتفقوا عليه وما اختلفوا فيه للطالب الحريص ، ولكن أين الجد في طلب العلم ، والحرص على بلوغ مرتبة الاجتهاد بحقها في زماننا هذا ؟ نسأل الله أن يوفق شباب الأمة وطلبة العلم إلى القيام بواجبهم في القيام بهذا العلم والدين على وجهه ، والانتفاع بهذه التقنيات على أكمل وجه ، وألا تكون قاطعة وصارفة عن العلم والجد في تحصيله .
 
وجزاك الله خيراً أخي د.عبدالرحمن وغفر لكم

نعم أخي فإن ما نعيش فيه من سهولة الحصول على المعلومة هو ولا ريب من أكبر نعم الله تعالى علينا التي لا نحصيها.

وبخصوص جمع كل ما اتفق عليه العلماء ، أو ما ذكروا أنهم اتفقوا عليه أمر بحدّ ذاته لم يكن متيسرا للناس من قبل، وها نحن أولاء نراه مجموعا بيننا بين دفّتي كتاب ليوقف التعالم ويلقي الضوء على مسألة التمذهب التي يخوض فيها من باعه فتر ومن لا يتأثم من وزر.
ونسأل الله تعالى السلامة والعافية
 
عودة
أعلى