ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
3 -كانوا طيبين في أنكحتهم:
لم يكتف الطيبون بطيب العقائد والأخلاق بل طابت منهم حتى طرق قضاء الوطر والشهوات، فاجتنبوا الزنا والسفاح وآثروا العفاف والمشروع من النكاح، لعلمهم بخطورة الفرج وأنه سبب الهلاك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق واكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج"([1]).
ائتمروا بأمر ربهم:" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"-النور:30-، فغضّوا أبصارهم عن الحرام، وعفّوا فروجهم عن الآثام، يقول علامة الحجاز السعدي عليه رحمة المنان:" وقل لهم: الذين معهم إيمان، يمنعهم من وقوع ما يخل بالإيمان: { يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات، وإلى المردان، الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة، وإلى زينة الدنيا التي تفتن، وتوقع في المحذور.
{ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } عن الوطء الحرام، في قبل أو دبر، أو ما دون ذلك، وعن التمكين من مسها، والنظر إليها. { ذَلِكَ } الحفظ للأبصار والفروج { أَزْكَى لَهُمْ } أطهر وأطيب، وأنمى لأعمالهم، فإن من حفظ فرجه وبصره، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكت أعماله، بسبب ترك المحرم، الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه، فمن ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، ومن غض بصره عن المحرم، أنار الله بصيرته، ولأن العبد إذا حفظ فرجه وبصره عن الحرام ومقدماته، مع داعي الشهوة، كان حفظه لغيره أبلغ، ولهذا سماه الله حفظا، فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه، وعمل الأسباب الموجبة لحفظه، لم ينحفظ، كذلك البصر والفرج، إن لم يجتهد العبد في حفظهما، أوقعاه في بلايا ومحن..."([2]).
فاجتنبوا الزنا وكل ما يقرب إليه من نظرة أو خلوة أو خطرة، لعلمهم بقبحه وعظم جرمه وخطورة مآله، "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)"-الإسراء- ، " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) "-الفرقان-.
وكيف يتجرؤون على ذنب أول عقابه في عالم البرزخ نار تشتعل في أدبار أهله –عياذا بالله-، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني... فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور أعلاه ضيق و أسفله واسع يوقد تحته نار فيه رجال و نساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا أخمدت رجعوا فيها فقلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق... و أما الذي رأيت في التنور فهم الزناة."([3]).
لقد علموا أن حياتهم لن تطيب إلا بنكاح الطيبات من النساء دون الخبيثات السافلات، فالطيب لا يناسبه إلا الطيب كما قال جل في علاه:" الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ"([4])، فالمرأة الطيبة ذخر لزوجها تسانده في سيره إلى الله تعالى لتقواها وصلاحها لم يطغ على قلبها حب الدنيا فتفسد عليه دينه بل زهدت وزهدته فيها، لسان حالها:"هذه يدي في يدك، هيا نشمر للحاق بالركب الفائز بجنة عرضها السموات والأرض يا صاحب"...
علموا أن هذا النوع من النساء من خير متاع الدنيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة"([5])...
عملوا بوصية الصادق الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم:" تنكح المرأة لأربع : لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"([6]).
4 – كانوا طيبين في مآكلهم ومشاربهم وألبستهم:
لقد كان أهل الجنة في دنياهم ورعين عن أكل الحرام نائين عن الخبائث، لا يأكلون إلا الطيب ولا يشربون إلا الطيب، فذلك الحلال الذي أحله الله لهم، كما قال جل في علاه:" يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ..." –المائدة:4-، وقد دلت هذه الآية بمفهومها على تحريم الخبائث، كما جاء مصرحا به في قوله سبحانه:" وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ".
امتثلوا أمر الله بالاكتفاء بالحلال: { وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا } أي: "كلوا من رزقه الذي ساقه إليكم، بما يسره من الأسباب، إذا كان حلالا لا سرقة ولا غصبا ولا غير ذلك من أنواع الأموال التي تؤخذ بغير حق، وكان أيضا طيبا، وهو الذي لا خبث فيه، فخرج بذلك الخبيث من السباع والخبائث"([7]) .
تدّبروا قول المولى سبحانه:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"-البقرة:172-، فعلموا أن العبودية الحقة تقتضي ألا يقتاتوا إلا من الطيبات، وأيقنوا أن الحرام يبعدهم عن خالقهم ويكون عائقا ومانعا من قبول دعواتهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } و قال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ! و مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك."([8]).
5- كانوا طيبين في أفكارهم:
فأفكارهم طابت لطيب عقائدهم، فلم تكن لديهم أفكار الزنادقة الملحدين ولا أفكار الشيوعيين الماركسيين ولا أفكار الليبراليين ولا أفكار العلمانيين المستغربين ولا أفكار العقلانيين المجددين الذين غلوا في تقديس العقل وحكموه على الشرع فضلوا وأضلوا، ولم تكن لهم أفكار الخوارج المارقين الذين يدعون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإيمان مكفرين إياهم بمجرد العصيان، ولا أفكار المعتزلة القدرية الذين غلوا في إثبات قدرة الإنسان حتى جعلوه خالقا لأفعاله دون مشيئة الرحمن، ولا أفكار الجبرية الذين غلوا في إثبات القدر حتى اعتقدوا أن الفاعل حقيقة هو الله عظيم الشان وأن العبد فاعل فقط فيما هو ظاهر للعيان...
فاللهم احشرنا في زمرة الطيبين الذين طابت منهم الأقوال والأفعال والعقائد والأفكار فكانوا من الفائزين بالدار الطيبة في جوارك يا كريم يا منان.
([1] ) أخرجه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد وصححه العلامة الألباني في السلسلة:977.
([2] ) تيسير الرحمن: 566.
([3] ) متفق عليه من حديث سمرة بن جنذب رضي الله عنه.
([4] ) أي:"كل خبيث من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للخبيث، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له، وكل طيب من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للطيب، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له."-تيسير الرحمن:563-.
([5] ) رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
([6] ) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([7] ) تيسير الرحمن:242.
([8] ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
[FONT="]
الجنة دار الطيبين:
"الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ":[/FONT]
الجنة دار الطيبين:
"الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ":[/FONT]
[FONT="][/FONT]
[FONT="](3/3):
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
3 -كانوا طيبين في أنكحتهم:
لم يكتف الطيبون بطيب العقائد والأخلاق بل طابت منهم حتى طرق قضاء الوطر والشهوات، فاجتنبوا الزنا والسفاح وآثروا العفاف والمشروع من النكاح، لعلمهم بخطورة الفرج وأنه سبب الهلاك، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أكثر ما يدخل الناس الجنة تقوى الله وحسن الخلق واكثر ما يدخل الناس النار الفم والفرج"([1]).
ائتمروا بأمر ربهم:" قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ"-النور:30-، فغضّوا أبصارهم عن الحرام، وعفّوا فروجهم عن الآثام، يقول علامة الحجاز السعدي عليه رحمة المنان:" وقل لهم: الذين معهم إيمان، يمنعهم من وقوع ما يخل بالإيمان: { يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ } عن النظر إلى العورات وإلى النساء الأجنبيات، وإلى المردان، الذين يخاف بالنظر إليهم الفتنة، وإلى زينة الدنيا التي تفتن، وتوقع في المحذور.
{ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ } عن الوطء الحرام، في قبل أو دبر، أو ما دون ذلك، وعن التمكين من مسها، والنظر إليها. { ذَلِكَ } الحفظ للأبصار والفروج { أَزْكَى لَهُمْ } أطهر وأطيب، وأنمى لأعمالهم، فإن من حفظ فرجه وبصره، طهر من الخبث الذي يتدنس به أهل الفواحش، وزكت أعماله، بسبب ترك المحرم، الذي تطمع إليه النفس وتدعو إليه، فمن ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، ومن غض بصره عن المحرم، أنار الله بصيرته، ولأن العبد إذا حفظ فرجه وبصره عن الحرام ومقدماته، مع داعي الشهوة، كان حفظه لغيره أبلغ، ولهذا سماه الله حفظا، فالشيء المحفوظ إن لم يجتهد حافظه في مراقبته وحفظه، وعمل الأسباب الموجبة لحفظه، لم ينحفظ، كذلك البصر والفرج، إن لم يجتهد العبد في حفظهما، أوقعاه في بلايا ومحن..."([2]).
فاجتنبوا الزنا وكل ما يقرب إليه من نظرة أو خلوة أو خطرة، لعلمهم بقبحه وعظم جرمه وخطورة مآله، "وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا (32)"-الإسراء- ، " وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) "-الفرقان-.
وكيف يتجرؤون على ذنب أول عقابه في عالم البرزخ نار تشتعل في أدبار أهله –عياذا بالله-، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" رأيت الليلة رجلين أتياني فأخذا بيدي فأخرجاني... فانطلقت معهما فإذا بيت مبني على بناء التنور أعلاه ضيق و أسفله واسع يوقد تحته نار فيه رجال و نساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا أن يخرجوا فإذا أخمدت رجعوا فيها فقلت : ما هذا ؟ قالا : انطلق... و أما الذي رأيت في التنور فهم الزناة."([3]).
لقد علموا أن حياتهم لن تطيب إلا بنكاح الطيبات من النساء دون الخبيثات السافلات، فالطيب لا يناسبه إلا الطيب كما قال جل في علاه:" الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ"([4])، فالمرأة الطيبة ذخر لزوجها تسانده في سيره إلى الله تعالى لتقواها وصلاحها لم يطغ على قلبها حب الدنيا فتفسد عليه دينه بل زهدت وزهدته فيها، لسان حالها:"هذه يدي في يدك، هيا نشمر للحاق بالركب الفائز بجنة عرضها السموات والأرض يا صاحب"...
علموا أن هذا النوع من النساء من خير متاع الدنيا، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة"([5])...
عملوا بوصية الصادق الأمين عليه من ربه أفضل الصلاة والتسليم:" تنكح المرأة لأربع : لمالها و لحسبها و لجمالها و لدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك"([6]).
4 – كانوا طيبين في مآكلهم ومشاربهم وألبستهم:
لقد كان أهل الجنة في دنياهم ورعين عن أكل الحرام نائين عن الخبائث، لا يأكلون إلا الطيب ولا يشربون إلا الطيب، فذلك الحلال الذي أحله الله لهم، كما قال جل في علاه:" يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ..." –المائدة:4-، وقد دلت هذه الآية بمفهومها على تحريم الخبائث، كما جاء مصرحا به في قوله سبحانه:" وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ".
امتثلوا أمر الله بالاكتفاء بالحلال: { وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالا طَيِّبًا } أي: "كلوا من رزقه الذي ساقه إليكم، بما يسره من الأسباب، إذا كان حلالا لا سرقة ولا غصبا ولا غير ذلك من أنواع الأموال التي تؤخذ بغير حق، وكان أيضا طيبا، وهو الذي لا خبث فيه، فخرج بذلك الخبيث من السباع والخبائث"([7]) .
تدّبروا قول المولى سبحانه:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"-البقرة:172-، فعلموا أن العبودية الحقة تقتضي ألا يقتاتوا إلا من الطيبات، وأيقنوا أن الحرام يبعدهم عن خالقهم ويكون عائقا ومانعا من قبول دعواتهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا و إن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال : { يا أيها الرسل كلوا من الطيبات و اعملوا صالحا إني بما تعملون عليم } و قال : { يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء : يا رب يا رب ! و مطعمه حرام و مشربه حرام و ملبسه حرام و غذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك."([8]).
5- كانوا طيبين في أفكارهم:
فأفكارهم طابت لطيب عقائدهم، فلم تكن لديهم أفكار الزنادقة الملحدين ولا أفكار الشيوعيين الماركسيين ولا أفكار الليبراليين ولا أفكار العلمانيين المستغربين ولا أفكار العقلانيين المجددين الذين غلوا في تقديس العقل وحكموه على الشرع فضلوا وأضلوا، ولم تكن لهم أفكار الخوارج المارقين الذين يدعون أهل الأوثان ويقتلون أهل الإيمان مكفرين إياهم بمجرد العصيان، ولا أفكار المعتزلة القدرية الذين غلوا في إثبات قدرة الإنسان حتى جعلوه خالقا لأفعاله دون مشيئة الرحمن، ولا أفكار الجبرية الذين غلوا في إثبات القدر حتى اعتقدوا أن الفاعل حقيقة هو الله عظيم الشان وأن العبد فاعل فقط فيما هو ظاهر للعيان...
فاللهم احشرنا في زمرة الطيبين الذين طابت منهم الأقوال والأفعال والعقائد والأفكار فكانوا من الفائزين بالدار الطيبة في جوارك يا كريم يا منان.
([1] ) أخرجه الترمذي وابن ماجة والإمام أحمد وصححه العلامة الألباني في السلسلة:977.
([2] ) تيسير الرحمن: 566.
([3] ) متفق عليه من حديث سمرة بن جنذب رضي الله عنه.
([4] ) أي:"كل خبيث من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للخبيث، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له، وكل طيب من الرجال والنساء، والكلمات والأفعال، مناسب للطيب، وموافق له، ومقترن به، ومشاكل له."-تيسير الرحمن:563-.
([5] ) رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
([6] ) متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
([7] ) تيسير الرحمن:242.
([8] ) رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.