شايب زاوشثتي
New member
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على رسل الله أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قرأت لأحد المستشرقين الغربيين وهو أيضا باحث أكاديمي في التراث اليوناني والروماني القديم كلاما عن الاسلام أراد به أن يثبت أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يستحق لقب (دين الكتاب) بالمعنى الدقيق فهذا الدين هو الدين الوحيد الذي إستطاع بناء حضارة النص والانفتاح على ثقافات وحضارات الآخرين بالنص ويبني فلسفة خاصة به موضوعة في مناهج العلوم الاسلامية بالنص و يبنى عقلا بالنص و منطقا لغويا بالنص و إمبراطورية بالنص و فنا خاصا به بالنص أيضا و غير ذلك من الأشياء كلها بالنص أو على أساس النص الذي يلعب إما الدور الوحيد أو الدور الأهم، وفي نظره هذه الحقيقة التاريخية والواقعية هي التي دفعت بالمستشرقين وطلاب العلوم الاسلامية من غير المسلمين إلى تغيير النظرة الى الاسلام وبالتالي تبعا لذلك المنهجية في التعامل معه.
هذا التغيير عبارة عن نقلة من دراسة تاريخ ما قبل القرآن للبحث عن جذوره المحتملة التي تأثر بها في الأديان السابقة إلى دراسة القرآن بعد "ظهوره" ثم دراسته كنص وهي نقلة تطورية أحدثت تقليصا للهوة بين العلماء أي المفسرين والمستشرقين أي الدارسين الغربيين للاسلام من غير المسلمين، إلى جانب هذه النقلة من "قبل القرآن" إلى "بعد القرآن" و "نص القرآن" يعتبر رموزا معينة مشكلة للجسر في هذا التقارب ذكر منهم أبو زيد ناصر، الجابري و حسن حنفي.
يرى الباحث ان النهج القديم الذي امتد منذ مطلع القرن التاسع عشر الى وقت قريب والذي تأسس على محاولات لاكتشاف عناصر التشابه، وهو مبحث ضمن فقه اللغة المقارن، بين القرآن و النصوص الأخرى يهودية، مانوية، نصرانية وغيرها هو نهج يبدو اليوم من خلال الدراسات الادبية و النصية شيئا غريبا. بالنسبة للنصوص الإلياذة، الأناجيل، وغيرها من النصوص: ليس هناك اليوم شعور لدينا بأن حل اشكالية تأليفها يعني أيضا حلا للاشكالية الحقيقية المتمثلة في تفهم كامل لمعاني تلك النصوص. وبالنسبة للقرآن الأمر مختلف: "لا يزال هناك ايمان بأن تاريخ تشكيل النص القرآني يعد مفتاحا للوصول الى المعنى النهائي له." (Stefan Wild 1996).
يمكن القول بأن التجديد في الرؤية و النهج بدأ في العقد الأخير من القرن العشرين بعد إن اتضحت معالم التحول في الاهتمامات المتعلقة بالدراسات القرآنية والتي كشف الستار عنها مؤتمر بون 1993 الذي اجتمع فيه باحثون متخصصون من المسلمين و غير المسلمين، وهو تحول حمل ويلد على طرح النموذج الفكري الجديد الذي يتخلى عن دراسة ماذا أثر في القرآن و اشكالية مصدريته ليركز على الاهتمام الجديد الذي يعتبر القرآن وثيقة نصية لأن النص هو الذي يشكل وشكل قناعات المسلمين وهو الذي شكل ويشكل اطار الثقافات الاسلامية وعليه وجب الانتقال من (التأليف) و (المؤثرات) إلى (الوثيقة) و (القراءة) لدراسة النص كما هو في إيحاء عام يفرضه أيضا طبيعة النص القرآني نفسه إذ ليس هناك نصا مقدسا مماثلا يشير بكثره الى طبيعته كنص ويتدبر بتدخل مستمر مصدريته الالهية (Stefan Wild 1996).
في نظرك، ما حقيقة عكس هذه الطفرة المنهجية لسد الفجوة بين العلماء والمستشرقين؟
السؤال التالي حول حقيقة أهمية أبو زيد ناصر، الجابري و حسن حنفي في تكوين الجسرية سأطرحه بعد عرض موجز للاشارات التي أقحمها هذا الباحث في تحليلاته.
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
قرأت لأحد المستشرقين الغربيين وهو أيضا باحث أكاديمي في التراث اليوناني والروماني القديم كلاما عن الاسلام أراد به أن يثبت أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يستحق لقب (دين الكتاب) بالمعنى الدقيق فهذا الدين هو الدين الوحيد الذي إستطاع بناء حضارة النص والانفتاح على ثقافات وحضارات الآخرين بالنص ويبني فلسفة خاصة به موضوعة في مناهج العلوم الاسلامية بالنص و يبنى عقلا بالنص و منطقا لغويا بالنص و إمبراطورية بالنص و فنا خاصا به بالنص أيضا و غير ذلك من الأشياء كلها بالنص أو على أساس النص الذي يلعب إما الدور الوحيد أو الدور الأهم، وفي نظره هذه الحقيقة التاريخية والواقعية هي التي دفعت بالمستشرقين وطلاب العلوم الاسلامية من غير المسلمين إلى تغيير النظرة الى الاسلام وبالتالي تبعا لذلك المنهجية في التعامل معه.
هذا التغيير عبارة عن نقلة من دراسة تاريخ ما قبل القرآن للبحث عن جذوره المحتملة التي تأثر بها في الأديان السابقة إلى دراسة القرآن بعد "ظهوره" ثم دراسته كنص وهي نقلة تطورية أحدثت تقليصا للهوة بين العلماء أي المفسرين والمستشرقين أي الدارسين الغربيين للاسلام من غير المسلمين، إلى جانب هذه النقلة من "قبل القرآن" إلى "بعد القرآن" و "نص القرآن" يعتبر رموزا معينة مشكلة للجسر في هذا التقارب ذكر منهم أبو زيد ناصر، الجابري و حسن حنفي.
يرى الباحث ان النهج القديم الذي امتد منذ مطلع القرن التاسع عشر الى وقت قريب والذي تأسس على محاولات لاكتشاف عناصر التشابه، وهو مبحث ضمن فقه اللغة المقارن، بين القرآن و النصوص الأخرى يهودية، مانوية، نصرانية وغيرها هو نهج يبدو اليوم من خلال الدراسات الادبية و النصية شيئا غريبا. بالنسبة للنصوص الإلياذة، الأناجيل، وغيرها من النصوص: ليس هناك اليوم شعور لدينا بأن حل اشكالية تأليفها يعني أيضا حلا للاشكالية الحقيقية المتمثلة في تفهم كامل لمعاني تلك النصوص. وبالنسبة للقرآن الأمر مختلف: "لا يزال هناك ايمان بأن تاريخ تشكيل النص القرآني يعد مفتاحا للوصول الى المعنى النهائي له." (Stefan Wild 1996).
يمكن القول بأن التجديد في الرؤية و النهج بدأ في العقد الأخير من القرن العشرين بعد إن اتضحت معالم التحول في الاهتمامات المتعلقة بالدراسات القرآنية والتي كشف الستار عنها مؤتمر بون 1993 الذي اجتمع فيه باحثون متخصصون من المسلمين و غير المسلمين، وهو تحول حمل ويلد على طرح النموذج الفكري الجديد الذي يتخلى عن دراسة ماذا أثر في القرآن و اشكالية مصدريته ليركز على الاهتمام الجديد الذي يعتبر القرآن وثيقة نصية لأن النص هو الذي يشكل وشكل قناعات المسلمين وهو الذي شكل ويشكل اطار الثقافات الاسلامية وعليه وجب الانتقال من (التأليف) و (المؤثرات) إلى (الوثيقة) و (القراءة) لدراسة النص كما هو في إيحاء عام يفرضه أيضا طبيعة النص القرآني نفسه إذ ليس هناك نصا مقدسا مماثلا يشير بكثره الى طبيعته كنص ويتدبر بتدخل مستمر مصدريته الالهية (Stefan Wild 1996).
في نظرك، ما حقيقة عكس هذه الطفرة المنهجية لسد الفجوة بين العلماء والمستشرقين؟
السؤال التالي حول حقيقة أهمية أبو زيد ناصر، الجابري و حسن حنفي في تكوين الجسرية سأطرحه بعد عرض موجز للاشارات التي أقحمها هذا الباحث في تحليلاته.
التعديل الأخير: