رقية خشفه
New member
????بسم الله الرحمن الرحيم ????8
الجزء الثاني ????الملخص الثامن
إضاءات وملخص الأفكارالرئيسية لسورة( الحج )مع روابط للحفظ
والتثبيت
وصلنا بعون الله الى ????التدبر بالآيات الكونية وماسخَّره الله في السموات والأرض والبحر .
وهو المتفرد بإحيائهم ومماتهم ثم إحيائم لحسابهم . ثم يوجه الخطاب مرة ثانية للنبي عليه الصلاة والسلام أن يمضي في دعوته غير ملتفت إلى نزاعهم وجدالهم والله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)
????
تُتابع الآيات دلائل التوحيد في آياته الكونية وفيها تقرير الصفات لتقودهم إلى التوحيد .فآية نزول الماء من السماء
القرطبي:????دَلِيل عَلَى كَمَال قُدْرَته ; أَيْ مَنْ قَدَرَ عَلَى هَذَا قَدَرَ عَلَى إِعَادَة الْحَيَاة بَعْد الْمَوْت ; كَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " (فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اِهْتَزَّتْ وَرَبَتْ )"في بداية السورة آية( 5)
آية من آياته العظيمة نزول الماء من السماء ، والماء مادة الحياة للإنسان والنبات والحيوان .
يَدُ من ؟؟؟ أنزل الماء وسقا التربة فأحيت الأرض واخضرَّت .
اللطيف : بما في الأرض من الحَبْ وإن صَغُرَ لايخفى عليه خافية فيوصل الماء إلى كل نبتة بالقدر الذي تحتاجه .
القرطبي:لَطِيف بِاسْتِخْرَاجِ النَّبَات مِنْ الْأَرْض , خَبِير بِحَاجَتِهِمْ وَفَاقَتهمْ
????نتأمل
ظاهرة تثير في النفس التدبر والتأمل بالخالق المبدع . كيف تحيا هذه البذرة ؟تمتد جذورها تحت الأرض . وتظهر إلى النور بساقها وأوراقها وأزهارها وثمارها، والذي يزيد جمالها تدرج النمو والإحياء فيها.
الطبري:???? والْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض وَإِنَّ اللَّه لَهُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيد } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : لَهُ مُلْك مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض مِنْ شَيْء هُمْ عَبِيده وَمَمَالِيكه وَخَلْقه , لَا شَرِيك لَهُ فِي ذَلِكَ وَلَا فِي شَيْء مِنْهُ , وَأَنَّ اللَّه هُوَ الْغَنِيّ عَنْ كُلّ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض مِنْ خَلْقه وَهُمُ الْمُحْتَاجُونَ إِلَيْهِ , الْحَمِيد عِنْد عِبَاده فِي إِفْضَاله عَلَيْهِمْ .
ثم تُتابع الآيات فضل الله ومِنّْتَهُ بما سخره الله للإنسان في الأرض والبحر
, لِعِبَاده ومَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ الدَّوَابّ وَالشَّجَر وَالْأَنْهَار . يقول البيضاوي : جعلها مُذللة لكم مُعِدة لمنافعكم .
فَذَلِكَ كُلّه لَكُمْ تَصْرِفُونَهُ فِيمَا أَرَدْتُمْ مِنْ حَوَائِجكُمْ .
{ وَالْفُلْك تَجْرِي فِي الْبَحْر بِأَمْرِهِ } يَقُول : وَسَخَّرَ لَكُمُ السُّفُن تَجْرِي فِي الْبَحْر بِأَمْرِهِ , يَعْنِي بِقُدْرَتِهِ , وَتَذْلِيله إِيَّاهَا لَكُمْ كَذَلِكَ (وَسَخَّرَ لَكُمْ )تَفَضُّلًا مِنْهُ عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ.
وَمَعْنَى قَوْله : { وَيُمْسِكُ السَّمَاءَأَنْ تَقَع } يعني :أَنْ لَا تَقَع .
{ إِنَّ اللَّه بِالنَّاسِ لَرَءُوف رَحِيم } بِمَعْنَى : أَنَّهُ بِهِمْ لَذُو رَأْفَة وَرَحْمَة ; فَمِنْ رَأْفَته بِهِمْ وَرَحْمَته لَهُمْ أَمْسَكَ السَّمَاء أَنْ تَقَع عَلَى الْأَرْض إِلَّا بِإِذْنِهِ ,, وَتَرْكه إِهْلَاكه بِإِمْسَاكِهِ السَّمَاء أَنْ تَقَع عَلَى الْأَرْض بِعِبَادَتِهِ غَيْره مِنَ الْآلِهَة وَالْأَنْدَاد , وَتَرْكه إِفْرَاده بِالْعِبَادَةِ وَإِخْلَاص التَّوْحِيد لَهُ .
????ثم تأتي آية تَفردهِ بالحياة والموت والبعث .ختاماً لتقرير الصفات بأن الله اللطيف الخبير المالك الغني الحميد الرؤوف الرحيم .
قوله (وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)
نتأمل ????ونتدبر إعجاز القرآن في هذه الآية القصيرة . التي لخصت دورة حياة الإنسان القصيرة ،بالحياة والموت والبعث للحساب .
القرطبي: ????(وهو الذي أحياكم )أَيْ بَعْد أَنْ كُنْتُمْ نُطَفًا .
فجعل لكم اجساماً أحياء (الطبري )
(ثُمَّ يُمِيتُكُمْ )عِنْد اِنْقِضَاء آجَالكُمْ .
(ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )أَيْ لِلْحِسَابِ وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب عند قيام الساعة .
ونلاحظ ????كيف ارتبطت الآيات بالحياة والموت وذلك بما سخَّره الله للإنسان للإستخلاف في الأرض للعمل في الدنيا ثم نهاية كل حي الموت المرتبط بيوم الحساب للعقاب والجزاء .
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66) أَيْ لَجَحُود لِمَا ظَهَرَ مِنْ الْآيَات الدَّالَّة عَلَى قُدْرَته وَوَحْدَانِيّته .
????وصلنا إلى الخطاب الثاني للنبي عليه الصلاة والسلام يُوجه النبي عليه الصلاة والسلام أن يمضي في دعوته ورسالته غير ملتفت إلى نزاعهم وجدالهم .
(لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)
لكل أمة ٍ جعلنا شريعة هم عاملون بها فلا ينازعُنَّكَ فيما شرع الله لأمتك ولاتشغل نفسك بمجادلتهم والجدال لايجدي نفعاً مع الضالين لأنه يُبدد الوقت ويَهُد الطاقة ، فهم لايَنقصهم الدليل وإنما يَنقصهم اليقين .
فَيَكِلهُم إلى الله لِيحكُمَ بينهم بعلمه المطلق الذي يُحصي حركاتهم وأقوالهم وأفعالهم وكل ذلك مُسجل في كتاب
الطبري:
وَأَصْل الْمَنْسَك فِي كَلَام الْعَرَب الْمَوْضِع الْمُعْتَاد الَّذِي يَعْتَادهُ الرَّجُل وَيَأْلَفهُ لِخَيْرٍ أَوْ شَرّ ;وسُمِّيَتْ مَنَاسِك الْحَجّ بِذَلِكَ , لِتَرَدُّدِ النَّاس إِلَى الْأَمَاكِن الَّتِي تُعْمَل فِيهَا أَعْمَال الْحَجّ وَالْعُمْرَة.
عُنِيَ بِذَلِكَ إِرَاقَة الدَّم أَيَّام النَّحْر بِمِنًى .
القرطبي:بِسَبَبِ جِدَال الْكُفَّار فِي أَمْر الذَّبَائِح , وَقَوْلهمْ لِلْمُؤْمِنِينَ : تَأْكُلُونَ مَا ذَبَحْتُمْ وَلَا تَأْكُلُونَ مَا ذَبَحَ اللَّه مِنْ الْمَيْتَة , فَكَانَ مَا قَتَلَ اللَّه أَحَقّ أَنْ تَأْكُلُوهُ مِمَّا قَتَلْتُمْ أَنْتُمْ بِسَكَاكِينِكُمْ ;
وَقَوْله : { وَادْعُ إِلَى رَبّك } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَادْعُ يَا مُحَمَّد مُنَازِعِيك مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ فِي نُسُكك وَذَبْحك إِلَى اتِّبَاع أَمْر رَبّك فِي ذَلِكَ بِأَنْ لَا يَأْكُلُوا إِلَّا مَا ذَبَحُوهُ بَعْد اتِّبَاعك وَبَعْد التَّصْدِيق بِمَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ عند الله , إِنَّك لَعَلَى طَرِيق مُسْتَقِيم غَيْر زَائِل عَنْ مَحَجَّة الْحَقّ وَالصَّوَاب فِي نُسُكك الَّذِي جَعَلَهُ لَك وَلِأُمَّتِك , وَهُمْ على الضلال لِمُخَالَفَتِهِمْ أَمْر اللَّه فِي ذَبَائِحهمْ وَمَطَاعِمهمْ وَعِبَادَتهمْ الْآلِهَة .
عَنْ مُجَاهِد : { وَإِنْ جَادَلُوك } قال : أَهْل الشِّرْك . { فَقُلِ اللَّه أَعْلَم بِمَا تَعْمَلُونَ } لَنَا أَعْمَالنَا وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ .
????يُقول القرطبي :هَذِهِ الْآيَة: أَدَب حَسَن عَلَّمَهُ اللَّه عِبَاده فِي الرَّدّ عَلَى مَنْ جَادَلَ تَعَنُّتًا وَمِرَاء أَلَّا يُجَاب وَلَا يُنَاظَر وَيُدْفَع بِهَذَا الْقَوْل الَّذِي عَلَّمَهُ اللَّه لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . { فَقُلِ اللَّه أَعْلَم بِمَا تَعْمَلُونَ }
الطبري:قَوْله : { اللَّه يَحْكُم بَيْنكُمْ يَوْم الْقِيَامَة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَاللَّه يَقْضِي بَيْنكُمْ يَوْم الْقِيَامَة فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ مِنْ أَمْر دِينكُمْ تَخْتَلِفُونَ , فَتَعْلَمُونَ حِينَئِذٍ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ الْمُحِقّ مِنَ الْمُبْطِل.
????وصلنا إلى كمال وتمام علمه المطلق في السموات والأرض في الملخص التاسع إن شاء الله ????
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . رقية أحمد خشفة ????????
الجزء الثاني ????الملخص الثامن
إضاءات وملخص الأفكارالرئيسية لسورة( الحج )مع روابط للحفظ
والتثبيت
وصلنا بعون الله الى ????التدبر بالآيات الكونية وماسخَّره الله في السموات والأرض والبحر .
وهو المتفرد بإحيائهم ومماتهم ثم إحيائم لحسابهم . ثم يوجه الخطاب مرة ثانية للنبي عليه الصلاة والسلام أن يمضي في دعوته غير ملتفت إلى نزاعهم وجدالهم والله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون .
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63) لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (64) أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (65) وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)
????
تُتابع الآيات دلائل التوحيد في آياته الكونية وفيها تقرير الصفات لتقودهم إلى التوحيد .فآية نزول الماء من السماء
القرطبي:????دَلِيل عَلَى كَمَال قُدْرَته ; أَيْ مَنْ قَدَرَ عَلَى هَذَا قَدَرَ عَلَى إِعَادَة الْحَيَاة بَعْد الْمَوْت ; كَمَا قَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ : " (فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اِهْتَزَّتْ وَرَبَتْ )"في بداية السورة آية( 5)
آية من آياته العظيمة نزول الماء من السماء ، والماء مادة الحياة للإنسان والنبات والحيوان .
يَدُ من ؟؟؟ أنزل الماء وسقا التربة فأحيت الأرض واخضرَّت .
اللطيف : بما في الأرض من الحَبْ وإن صَغُرَ لايخفى عليه خافية فيوصل الماء إلى كل نبتة بالقدر الذي تحتاجه .
القرطبي:لَطِيف بِاسْتِخْرَاجِ النَّبَات مِنْ الْأَرْض , خَبِير بِحَاجَتِهِمْ وَفَاقَتهمْ
????نتأمل
ظاهرة تثير في النفس التدبر والتأمل بالخالق المبدع . كيف تحيا هذه البذرة ؟تمتد جذورها تحت الأرض . وتظهر إلى النور بساقها وأوراقها وأزهارها وثمارها، والذي يزيد جمالها تدرج النمو والإحياء فيها.
الطبري:???? والْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض وَإِنَّ اللَّه لَهُوَ الْغَنِيّ الْحَمِيد } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : لَهُ مُلْك مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض مِنْ شَيْء هُمْ عَبِيده وَمَمَالِيكه وَخَلْقه , لَا شَرِيك لَهُ فِي ذَلِكَ وَلَا فِي شَيْء مِنْهُ , وَأَنَّ اللَّه هُوَ الْغَنِيّ عَنْ كُلّ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الْأَرْض مِنْ خَلْقه وَهُمُ الْمُحْتَاجُونَ إِلَيْهِ , الْحَمِيد عِنْد عِبَاده فِي إِفْضَاله عَلَيْهِمْ .
ثم تُتابع الآيات فضل الله ومِنّْتَهُ بما سخره الله للإنسان في الأرض والبحر
, لِعِبَاده ومَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ الدَّوَابّ وَالشَّجَر وَالْأَنْهَار . يقول البيضاوي : جعلها مُذللة لكم مُعِدة لمنافعكم .
فَذَلِكَ كُلّه لَكُمْ تَصْرِفُونَهُ فِيمَا أَرَدْتُمْ مِنْ حَوَائِجكُمْ .
{ وَالْفُلْك تَجْرِي فِي الْبَحْر بِأَمْرِهِ } يَقُول : وَسَخَّرَ لَكُمُ السُّفُن تَجْرِي فِي الْبَحْر بِأَمْرِهِ , يَعْنِي بِقُدْرَتِهِ , وَتَذْلِيله إِيَّاهَا لَكُمْ كَذَلِكَ (وَسَخَّرَ لَكُمْ )تَفَضُّلًا مِنْهُ عَلَيْكُمْ بِذَلِكَ.
وَمَعْنَى قَوْله : { وَيُمْسِكُ السَّمَاءَأَنْ تَقَع } يعني :أَنْ لَا تَقَع .
{ إِنَّ اللَّه بِالنَّاسِ لَرَءُوف رَحِيم } بِمَعْنَى : أَنَّهُ بِهِمْ لَذُو رَأْفَة وَرَحْمَة ; فَمِنْ رَأْفَته بِهِمْ وَرَحْمَته لَهُمْ أَمْسَكَ السَّمَاء أَنْ تَقَع عَلَى الْأَرْض إِلَّا بِإِذْنِهِ ,, وَتَرْكه إِهْلَاكه بِإِمْسَاكِهِ السَّمَاء أَنْ تَقَع عَلَى الْأَرْض بِعِبَادَتِهِ غَيْره مِنَ الْآلِهَة وَالْأَنْدَاد , وَتَرْكه إِفْرَاده بِالْعِبَادَةِ وَإِخْلَاص التَّوْحِيد لَهُ .
????ثم تأتي آية تَفردهِ بالحياة والموت والبعث .ختاماً لتقرير الصفات بأن الله اللطيف الخبير المالك الغني الحميد الرؤوف الرحيم .
قوله (وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66)
نتأمل ????ونتدبر إعجاز القرآن في هذه الآية القصيرة . التي لخصت دورة حياة الإنسان القصيرة ،بالحياة والموت والبعث للحساب .
القرطبي: ????(وهو الذي أحياكم )أَيْ بَعْد أَنْ كُنْتُمْ نُطَفًا .
فجعل لكم اجساماً أحياء (الطبري )
(ثُمَّ يُمِيتُكُمْ )عِنْد اِنْقِضَاء آجَالكُمْ .
(ثُمَّ يُحْيِيكُمْ )أَيْ لِلْحِسَابِ وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب عند قيام الساعة .
ونلاحظ ????كيف ارتبطت الآيات بالحياة والموت وذلك بما سخَّره الله للإنسان للإستخلاف في الأرض للعمل في الدنيا ثم نهاية كل حي الموت المرتبط بيوم الحساب للعقاب والجزاء .
(إِنَّ الْإِنْسَانَ لَكَفُورٌ (66) أَيْ لَجَحُود لِمَا ظَهَرَ مِنْ الْآيَات الدَّالَّة عَلَى قُدْرَته وَوَحْدَانِيّته .
????وصلنا إلى الخطاب الثاني للنبي عليه الصلاة والسلام يُوجه النبي عليه الصلاة والسلام أن يمضي في دعوته ورسالته غير ملتفت إلى نزاعهم وجدالهم .
(لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُسْتَقِيمٍ (67) وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (69) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)
لكل أمة ٍ جعلنا شريعة هم عاملون بها فلا ينازعُنَّكَ فيما شرع الله لأمتك ولاتشغل نفسك بمجادلتهم والجدال لايجدي نفعاً مع الضالين لأنه يُبدد الوقت ويَهُد الطاقة ، فهم لايَنقصهم الدليل وإنما يَنقصهم اليقين .
فَيَكِلهُم إلى الله لِيحكُمَ بينهم بعلمه المطلق الذي يُحصي حركاتهم وأقوالهم وأفعالهم وكل ذلك مُسجل في كتاب
الطبري:
وَأَصْل الْمَنْسَك فِي كَلَام الْعَرَب الْمَوْضِع الْمُعْتَاد الَّذِي يَعْتَادهُ الرَّجُل وَيَأْلَفهُ لِخَيْرٍ أَوْ شَرّ ;وسُمِّيَتْ مَنَاسِك الْحَجّ بِذَلِكَ , لِتَرَدُّدِ النَّاس إِلَى الْأَمَاكِن الَّتِي تُعْمَل فِيهَا أَعْمَال الْحَجّ وَالْعُمْرَة.
عُنِيَ بِذَلِكَ إِرَاقَة الدَّم أَيَّام النَّحْر بِمِنًى .
القرطبي:بِسَبَبِ جِدَال الْكُفَّار فِي أَمْر الذَّبَائِح , وَقَوْلهمْ لِلْمُؤْمِنِينَ : تَأْكُلُونَ مَا ذَبَحْتُمْ وَلَا تَأْكُلُونَ مَا ذَبَحَ اللَّه مِنْ الْمَيْتَة , فَكَانَ مَا قَتَلَ اللَّه أَحَقّ أَنْ تَأْكُلُوهُ مِمَّا قَتَلْتُمْ أَنْتُمْ بِسَكَاكِينِكُمْ ;
وَقَوْله : { وَادْعُ إِلَى رَبّك } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَادْعُ يَا مُحَمَّد مُنَازِعِيك مِنَ الْمُشْرِكِينَ بِاللَّهِ فِي نُسُكك وَذَبْحك إِلَى اتِّبَاع أَمْر رَبّك فِي ذَلِكَ بِأَنْ لَا يَأْكُلُوا إِلَّا مَا ذَبَحُوهُ بَعْد اتِّبَاعك وَبَعْد التَّصْدِيق بِمَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ عند الله , إِنَّك لَعَلَى طَرِيق مُسْتَقِيم غَيْر زَائِل عَنْ مَحَجَّة الْحَقّ وَالصَّوَاب فِي نُسُكك الَّذِي جَعَلَهُ لَك وَلِأُمَّتِك , وَهُمْ على الضلال لِمُخَالَفَتِهِمْ أَمْر اللَّه فِي ذَبَائِحهمْ وَمَطَاعِمهمْ وَعِبَادَتهمْ الْآلِهَة .
عَنْ مُجَاهِد : { وَإِنْ جَادَلُوك } قال : أَهْل الشِّرْك . { فَقُلِ اللَّه أَعْلَم بِمَا تَعْمَلُونَ } لَنَا أَعْمَالنَا وَلَكُمْ أَعْمَالكُمْ .
????يُقول القرطبي :هَذِهِ الْآيَة: أَدَب حَسَن عَلَّمَهُ اللَّه عِبَاده فِي الرَّدّ عَلَى مَنْ جَادَلَ تَعَنُّتًا وَمِرَاء أَلَّا يُجَاب وَلَا يُنَاظَر وَيُدْفَع بِهَذَا الْقَوْل الَّذِي عَلَّمَهُ اللَّه لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . { فَقُلِ اللَّه أَعْلَم بِمَا تَعْمَلُونَ }
الطبري:قَوْله : { اللَّه يَحْكُم بَيْنكُمْ يَوْم الْقِيَامَة } يَقُول تَعَالَى ذِكْره : وَاللَّه يَقْضِي بَيْنكُمْ يَوْم الْقِيَامَة فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ مِنْ أَمْر دِينكُمْ تَخْتَلِفُونَ , فَتَعْلَمُونَ حِينَئِذٍ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ الْمُحِقّ مِنَ الْمُبْطِل.
????وصلنا إلى كمال وتمام علمه المطلق في السموات والأرض في الملخص التاسع إن شاء الله ????
والحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وماتوفيقي الا بالله عليه توكلت وإليه أنيب . رقية أحمد خشفة ????????