جمال بن محمد
New member
بسم1
مقدمة:
إن عادة أهل العلم البدء بمقدمات يجعلونها أصولا لفنهم، يتمكن منها الطالب تصور هذا العلم والإحاطة بمسائله، وهي منظومة في أبيات:
إن مبادي كل علــــم عشرة الحـــــد والموضوع ثم الثمرة
ونسبة وفضله والواضــــع الاسم الاستمداد حكم الشــــارع
مســائل والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشـــرفا[1]
1-الحد: فتعريف التجويد لغة: هو مصدر من جوّد يجود تجويدًا، أي تحسينا وإتقانا، فتقول جوّدت الشيء أي أحسنته وأتقنته.
* وفي الاصطلاح: هو تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته بترتيل الحروف ومعرفة الوقوف وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه من المخارج والصفات اللازمة والعارضة[2].
- فقولنا تلاوة القرآن الكريم حق التلاوة أي تجويد الحروف بطريقة موافقة للأصول المعهودة بعيدة عن الرداءة واللحن في القراءة، ويشترك في ذلك اللسان القويم والسليم، وحضور القلب لتدبر كلام الله جل وعلا، قال سبحانه: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"[3]، ثم يأتي دور الجوارح في اتباع الخطاب الإلهي وهو المعنى من الترتيل، فحظّ اللسان القراءة والترتيل، وحظّ القلب التدبر والاتعاظ، وحظّ الجوارح المتابعة والعمل[4]، فيزيدنا هذا إيمانا لقول الحق جل وعلا:" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا"[5].
2- الموضوع: علم التجويد يختص بالكلمات القرآنية التي هي من كلام الله تعالى الذي قال فيه:" ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله"[6] وذلك من حيث النطق بها، وحتى يتقوم اللسان من الاعوجاج.
3- ثمرة علم التجويد: هي امتثال أمر الله تعالى في قوله:" ورتل القرآن ترتيلا"[7]، مع نيل الأجر العظيم والثواب الجزيل الموصلان إلى الله تعالى ودار كرامته، مع صون وحفظ اللسان عن الخطأ واللحن في ترتيل آي الكتاب والميل بها عن الصواب الذي تلقته الأمة جيلا بعد جيل إلى النبي ﷺ.
* وينقسم اللحن الى قسمين:
1-اللحن الجلي: هو الخطأ الظاهر الواضح يطرأ على الحرف فيُبدَّل أو تُغيَّر حركتُه أو يُزاد عن المرسوم، ويشترك في معرفته وتمييزه أهل القراءات واللغة.
2-اللحن الخفي: هو الخطأ المستتر غير الظاهر يطرأ على الحرف في مخالفة عُرف القراءة وأصول التلاوة كقصر الممدود، أو تفخيم المرقق، أو ترك الغنن في مواضعها، وغير ذلك من قواعد التجويد، فلا يميزه إلا من كان من أهل الاختصاص.
4-نسبته: ينسب هذا العلم إلى علوم القرآن الكريم.
5- فضله: يعتبر هذا العلم من أفضل وأشرف العلوم قدرا ومنزلة لتعلقه المباشر بكلام رب العالمين، فشرف العلم من شرف المعلوم.
6-الواضع: من الناحية العملية التطبيقية هو خير البشرية نبينا محمد ﷺ فجوّده أحسن تجويد وتلاه حق تلاوته كما أمره ربه جل وعلا، فكم من مشرك أسلم لسماع القرآن الحكيم يتلوه الرسول الكريم ﷺ.
* ومن الناحية العلمية النظرية فقيل: أولهم الخليل بن أحمد الفراهيدي[8] في كتابه العين وقيل أبو عبيد القاسم بن سلام[9] وقيل غير ذلك من الأئمة، وقيل: أول من صنف فيه نثرا أبو عمر حفص الدوري[10]، وأول من صنف فيه نظما أبو مزاحم الخاقاني[11] المشهورة برائية أبي مزاحم الخاقاني، وذلك في أواخر القرن الثالث الهجري وهي تعتبر أقدم قصيدة نُظِمَت في علم التجويد[12].
7- الاسم: يعرف هذا العلم بعلم التجويد.
8-الاستمداد: يستمد هذا العلم ويؤخذ مشافهة بالتلقي من أفواه المشايخ المجازين بالسند المتصل إلى النبي ﷺ كما قال تعالى: " وإنك لتقى القرآن من لدن حكيم عليم"[13] وجاء في حديث موسى بن يزيد الكندي -رضي الله عنه- قال: كان ابن مسعود -رضي الله عنه- يُقرئ رجلا فقرأ الرجل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} مرسلة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله ﷺ، فقال الرجل: وكيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أقرأنيها هكذا: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} ومدَّها[14].
ولهذا قيل:
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يكن عن الزّيغ والتّصحيف في حرم
ومن يكن آخذا للعلم من صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم
فعلم التجويد علم توقيفي لا مجال للقياس فيه كما قال الشاطبي[15]:
وما لقياس في القراءة مدخل فدونك ما فيه الرضا متكفلا
ولما كان القرآن العظيم إنما يتلقى بالمشافهة فيرويه جيل من أعيان القراء الضابطين عن شيوخهم ويتسلسل السند إلي النبي ﷺ كان أول شرط من شروط صحة القراءة تواتر سندها إلي الرسول ﷺ، ولكي لا يقع القارئ فيما اتفق الصحابة على إطراحه وتركه من الأحرف السبعة ويخرج على إجماعهم فإنهم اشترطوا أيضا الموافقة لخط المصاحف العثمانية ورسمها ولو تقديرا واشترطوا شرطا ثالثا هو أن توافق القراءة وجها من العربية، فإذا تأملت هذه الشروط، فاعلم أن كل قراءة من القراءات العشر قد توفرت فيها تلك الشروط فكلها صحيحة ثابتة عن النبي ﷺ ، وهي مما تضمنه مصحف عثمان وأجمع عليه الصحابة، فيقرأ بها القرآن بلا خلاف، ولا يجوز إنكارها أو ردّها.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى[16]:
فكلّ ما وافق وجه نحوي وكان للرّسم احتمالا يحوي
وصحّ إسنادا هو القرآن فهذه الثّلاثة الأركان
وحيثما يختلّ ركن أثبت شذوذه لو أنّه في السّبعة
9- حكم الشارع: من الناحية العلمية النظرية فهو فرض كفاية، أما من الناحية العملية التطبيقية فذهب علماء القراءات إلى الوجوب يقول الإمام ابن الباذش: "اعلم أن القراء مجمعون على إلزام التجويد؛ وهو إقامة مخارج الحروف وصفاتها"[17] ، وذكر السخاوي قول ابن ذكوان أنه قال: "يجب على قارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وترسل وتدبر وأن يُزِّين قراءته بلسانه ويحسّنها بصوته، ويعرف مخارج الحروف في مواضعها"،[18] وقال ابن الجزري:"ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، متعبدون بتصحيح ألفاظه، وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها، ولا العدول عنها إلى غيرها" إلى أن قال: قال نصر الشيرازي: "حسن الأداء فرض في القراءة ويجب على القارئ أن يتلوَ القرآن حق تلاوته"[19]،
ويقول الشيخ محمد مكي نصر: "أما إجماع الأمة فقد اجتمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي ﷺ إلى زماننا، ولم يختلف في ذلك أحد منهم"[20].
وقالوا أنّ اللحن في القراءة وترك التجويد آثم كله، قال ابن الجزري في المقدمة[21]:
والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القران آثم
وبعضهم فصل، فقال من غيَّر المعنى وحرَّف المبنى يأثم، وأما دون ذلك فلا، وهذا الذي تدل عليه الأدلة وهو قول الفقهاء الذين نصوا على استحباب تحسين اللفظ بالقرآن مع خلو اللحن الجلي فيه قال النووي:" أجمع العلماء من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن، ما لم يخرج عن حد القراءة، فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام "[22].
10-مسائله: هي القواعد والأصول في التلاوة التي ستأتيك مفصلة في مواضعها بإذن الله تعالى كأحكام النون السكنة والتنوين، أحكام المد، الإدغام وغيرها.
[1]-وهذا النظم منسوب للشيخ محمد بن علي الصبان، أبو العرفان، المصري، المتوفى في القاهرة سنة 1206هـ، وهو صاحب الحاشية على شرح الأشموني في النحو منهج المسالك
[2]-ستأتيك بإذن الله مفصلة في ابوابها
[3] -سورة ص :29
3- هذا هو تعريف الايمان انه اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
[5] -سورة الأنفال: 02
[6] سورة لقمان: 28
[7] سورة المزمل: 04
[8]-هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري توفي سنة 170ه
[9] -هو أبو عبيد القاسم بن سلام فقيه محدّث ونحويّ على مذهب الكوفيين، ومن علماء القراءات. ولد بهراة سنة 150ه وتوفي بمكة سنة 224ه
[10] -هو أبو عمر حفص بن عمر الأزدي الدوري الضرير نسبة إلى الدور موضع ببغداد بالجانب الشرقي توفي سنة 246ه.
[11] -المتوفى سنة: 325 هـ
[12]- شرح قصيدة الخاقانية للدكتور عبد العزيز القارئ ص92.
[13] - سورة النمل: 06
[14]- قال السيوطي في الدر المنثور 3/250: "أخرجه سعيد بن منصور والطبراني وابن مَرْدَوَيه، وذكره ابن الجزري في النشر وقال: "هذا حديث حجة ونَصٌ في باب المدِّ. وقال: رجاله ثقات، كما قال: رواه الطبراني في معجمه.
[15] -الشاطبية: في باب مذاهبهم في الراءات.
[16] - طبية النشر في القراءات العشر.
[17] -الإقناع 1/ 552.
[18]- جمال القراء 2/ 526
[19] -النشر 1/211
[20] - الميزان في أحكام تجويد القرآن 1/31
[21] - المقدمة فيما على قارِئ القرآن أن يعلمه المعروفة بالجزرية
[22] - التبيان 51
مقدمة:
إن عادة أهل العلم البدء بمقدمات يجعلونها أصولا لفنهم، يتمكن منها الطالب تصور هذا العلم والإحاطة بمسائله، وهي منظومة في أبيات:
إن مبادي كل علــــم عشرة الحـــــد والموضوع ثم الثمرة
ونسبة وفضله والواضــــع الاسم الاستمداد حكم الشــــارع
مســائل والبعض بالبعض اكتفى ومن درى الجميع حاز الشـــرفا[1]
1-الحد: فتعريف التجويد لغة: هو مصدر من جوّد يجود تجويدًا، أي تحسينا وإتقانا، فتقول جوّدت الشيء أي أحسنته وأتقنته.
* وفي الاصطلاح: هو تلاوة القرآن الكريم حق تلاوته بترتيل الحروف ومعرفة الوقوف وإعطاء كل حرف حقه ومستحقه من المخارج والصفات اللازمة والعارضة[2].
- فقولنا تلاوة القرآن الكريم حق التلاوة أي تجويد الحروف بطريقة موافقة للأصول المعهودة بعيدة عن الرداءة واللحن في القراءة، ويشترك في ذلك اللسان القويم والسليم، وحضور القلب لتدبر كلام الله جل وعلا، قال سبحانه: "كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب"[3]، ثم يأتي دور الجوارح في اتباع الخطاب الإلهي وهو المعنى من الترتيل، فحظّ اللسان القراءة والترتيل، وحظّ القلب التدبر والاتعاظ، وحظّ الجوارح المتابعة والعمل[4]، فيزيدنا هذا إيمانا لقول الحق جل وعلا:" إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا"[5].
2- الموضوع: علم التجويد يختص بالكلمات القرآنية التي هي من كلام الله تعالى الذي قال فيه:" ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله"[6] وذلك من حيث النطق بها، وحتى يتقوم اللسان من الاعوجاج.
3- ثمرة علم التجويد: هي امتثال أمر الله تعالى في قوله:" ورتل القرآن ترتيلا"[7]، مع نيل الأجر العظيم والثواب الجزيل الموصلان إلى الله تعالى ودار كرامته، مع صون وحفظ اللسان عن الخطأ واللحن في ترتيل آي الكتاب والميل بها عن الصواب الذي تلقته الأمة جيلا بعد جيل إلى النبي ﷺ.
* وينقسم اللحن الى قسمين:
1-اللحن الجلي: هو الخطأ الظاهر الواضح يطرأ على الحرف فيُبدَّل أو تُغيَّر حركتُه أو يُزاد عن المرسوم، ويشترك في معرفته وتمييزه أهل القراءات واللغة.
2-اللحن الخفي: هو الخطأ المستتر غير الظاهر يطرأ على الحرف في مخالفة عُرف القراءة وأصول التلاوة كقصر الممدود، أو تفخيم المرقق، أو ترك الغنن في مواضعها، وغير ذلك من قواعد التجويد، فلا يميزه إلا من كان من أهل الاختصاص.
4-نسبته: ينسب هذا العلم إلى علوم القرآن الكريم.
5- فضله: يعتبر هذا العلم من أفضل وأشرف العلوم قدرا ومنزلة لتعلقه المباشر بكلام رب العالمين، فشرف العلم من شرف المعلوم.
6-الواضع: من الناحية العملية التطبيقية هو خير البشرية نبينا محمد ﷺ فجوّده أحسن تجويد وتلاه حق تلاوته كما أمره ربه جل وعلا، فكم من مشرك أسلم لسماع القرآن الحكيم يتلوه الرسول الكريم ﷺ.
* ومن الناحية العلمية النظرية فقيل: أولهم الخليل بن أحمد الفراهيدي[8] في كتابه العين وقيل أبو عبيد القاسم بن سلام[9] وقيل غير ذلك من الأئمة، وقيل: أول من صنف فيه نثرا أبو عمر حفص الدوري[10]، وأول من صنف فيه نظما أبو مزاحم الخاقاني[11] المشهورة برائية أبي مزاحم الخاقاني، وذلك في أواخر القرن الثالث الهجري وهي تعتبر أقدم قصيدة نُظِمَت في علم التجويد[12].
7- الاسم: يعرف هذا العلم بعلم التجويد.
8-الاستمداد: يستمد هذا العلم ويؤخذ مشافهة بالتلقي من أفواه المشايخ المجازين بالسند المتصل إلى النبي ﷺ كما قال تعالى: " وإنك لتقى القرآن من لدن حكيم عليم"[13] وجاء في حديث موسى بن يزيد الكندي -رضي الله عنه- قال: كان ابن مسعود -رضي الله عنه- يُقرئ رجلا فقرأ الرجل: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} مرسلة، فقال ابن مسعود: ما هكذا أقرأنيها رسول الله ﷺ، فقال الرجل: وكيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أقرأنيها هكذا: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ} ومدَّها[14].
ولهذا قيل:
من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة يكن عن الزّيغ والتّصحيف في حرم
ومن يكن آخذا للعلم من صحف فعلمه عند أهل العلم كالعدم
فعلم التجويد علم توقيفي لا مجال للقياس فيه كما قال الشاطبي[15]:
وما لقياس في القراءة مدخل فدونك ما فيه الرضا متكفلا
ولما كان القرآن العظيم إنما يتلقى بالمشافهة فيرويه جيل من أعيان القراء الضابطين عن شيوخهم ويتسلسل السند إلي النبي ﷺ كان أول شرط من شروط صحة القراءة تواتر سندها إلي الرسول ﷺ، ولكي لا يقع القارئ فيما اتفق الصحابة على إطراحه وتركه من الأحرف السبعة ويخرج على إجماعهم فإنهم اشترطوا أيضا الموافقة لخط المصاحف العثمانية ورسمها ولو تقديرا واشترطوا شرطا ثالثا هو أن توافق القراءة وجها من العربية، فإذا تأملت هذه الشروط، فاعلم أن كل قراءة من القراءات العشر قد توفرت فيها تلك الشروط فكلها صحيحة ثابتة عن النبي ﷺ ، وهي مما تضمنه مصحف عثمان وأجمع عليه الصحابة، فيقرأ بها القرآن بلا خلاف، ولا يجوز إنكارها أو ردّها.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى[16]:
فكلّ ما وافق وجه نحوي وكان للرّسم احتمالا يحوي
وصحّ إسنادا هو القرآن فهذه الثّلاثة الأركان
وحيثما يختلّ ركن أثبت شذوذه لو أنّه في السّبعة
9- حكم الشارع: من الناحية العلمية النظرية فهو فرض كفاية، أما من الناحية العملية التطبيقية فذهب علماء القراءات إلى الوجوب يقول الإمام ابن الباذش: "اعلم أن القراء مجمعون على إلزام التجويد؛ وهو إقامة مخارج الحروف وصفاتها"[17] ، وذكر السخاوي قول ابن ذكوان أنه قال: "يجب على قارئ القرآن أن يقرأ بترتيل وترسل وتدبر وأن يُزِّين قراءته بلسانه ويحسّنها بصوته، ويعرف مخارج الحروف في مواضعها"،[18] وقال ابن الجزري:"ولا شك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معاني القرآن وإقامة حدوده، متعبدون بتصحيح ألفاظه، وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التي لا تجوز مخالفتها، ولا العدول عنها إلى غيرها" إلى أن قال: قال نصر الشيرازي: "حسن الأداء فرض في القراءة ويجب على القارئ أن يتلوَ القرآن حق تلاوته"[19]،
ويقول الشيخ محمد مكي نصر: "أما إجماع الأمة فقد اجتمعت الأمة المعصومة من الخطأ على وجوب التجويد من زمن النبي ﷺ إلى زماننا، ولم يختلف في ذلك أحد منهم"[20].
وقالوا أنّ اللحن في القراءة وترك التجويد آثم كله، قال ابن الجزري في المقدمة[21]:
والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القران آثم
وبعضهم فصل، فقال من غيَّر المعنى وحرَّف المبنى يأثم، وأما دون ذلك فلا، وهذا الذي تدل عليه الأدلة وهو قول الفقهاء الذين نصوا على استحباب تحسين اللفظ بالقرآن مع خلو اللحن الجلي فيه قال النووي:" أجمع العلماء من السلف والخلف من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من أئمة المسلمين على استحباب تحسين الصوت بالقرآن، ما لم يخرج عن حد القراءة، فإن أفرط حتى زاد حرفا أو أخفاه فهو حرام "[22].
10-مسائله: هي القواعد والأصول في التلاوة التي ستأتيك مفصلة في مواضعها بإذن الله تعالى كأحكام النون السكنة والتنوين، أحكام المد، الإدغام وغيرها.
[1]-وهذا النظم منسوب للشيخ محمد بن علي الصبان، أبو العرفان، المصري، المتوفى في القاهرة سنة 1206هـ، وهو صاحب الحاشية على شرح الأشموني في النحو منهج المسالك
[2]-ستأتيك بإذن الله مفصلة في ابوابها
[3] -سورة ص :29
3- هذا هو تعريف الايمان انه اعتقاد بالقلب وقول باللسان وعمل بالجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
[5] -سورة الأنفال: 02
[6] سورة لقمان: 28
[7] سورة المزمل: 04
[8]-هو أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري توفي سنة 170ه
[9] -هو أبو عبيد القاسم بن سلام فقيه محدّث ونحويّ على مذهب الكوفيين، ومن علماء القراءات. ولد بهراة سنة 150ه وتوفي بمكة سنة 224ه
[10] -هو أبو عمر حفص بن عمر الأزدي الدوري الضرير نسبة إلى الدور موضع ببغداد بالجانب الشرقي توفي سنة 246ه.
[11] -المتوفى سنة: 325 هـ
[12]- شرح قصيدة الخاقانية للدكتور عبد العزيز القارئ ص92.
[13] - سورة النمل: 06
[14]- قال السيوطي في الدر المنثور 3/250: "أخرجه سعيد بن منصور والطبراني وابن مَرْدَوَيه، وذكره ابن الجزري في النشر وقال: "هذا حديث حجة ونَصٌ في باب المدِّ. وقال: رجاله ثقات، كما قال: رواه الطبراني في معجمه.
[15] -الشاطبية: في باب مذاهبهم في الراءات.
[16] - طبية النشر في القراءات العشر.
[17] -الإقناع 1/ 552.
[18]- جمال القراء 2/ 526
[19] -النشر 1/211
[20] - الميزان في أحكام تجويد القرآن 1/31
[21] - المقدمة فيما على قارِئ القرآن أن يعلمه المعروفة بالجزرية
[22] - التبيان 51