من درس في أكثر من جامعة هو من يستطيع المقارنة , وفي كل جامعة جوانب تميز , وأخرى دون ذلك , وأكثر ما يزعج الدارسين تحديد المقدار الذي يحتاجه الطالب من العلوم الأخرى غير التفسير , ففي بعض الجامعات تضخم قسم التفسير بعلوم ومواد أخرى لا علاقة لها أو لا أثر لها ذا بال في التخصص , كشرح الحديث أو الحديث الموضوعي , أو تاريخ السنة , أو توجيه القراءات .. ونحوها مما يقرب أو يبعد عن علم التفسير .
وما يفيدك إن بدأت في أي جامعة كانت أن تحدد مسارك بنفسك , وتبني نفسك بنفسك , وما وجدته مما يعينك فاحمد الله عليه , وما اعترض طريقك مما لا بد منه فأعرض عنه , ولا ينقطع بك , ولا يؤخرك عن مرادك .
أما الراسخون في علم التفسير فقليل , وأولى من هذا السؤال أن يقال :
كيف ننجح في الاستفادة من الأساتذة المتخصصين في علم التفسير في أي جامعة ؟
فإن الطالب اللبيب يجيد استخراج علوم أستاذه فيما هو بارع فيه , وهكذا مع كل أستاذ , فيتحصل له غاية كل أستاذ فيما برع فيه ودرسه وكتب فيه , وذلك يعني حسن التعرف على الأساتذة , ومعرفة آثارهم العليمة ورسائلهم الجامعية , ثم الأدب في استخراج كل ذلك برفق وحسن سؤال , فهناك تكمن الفائدة .