الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد ،
فمن المنظومات المطولة في تفسير القرآن الكريم منظومة التيسير العجيب في تفسير الغريب لناصر الدين أبي العباس أحمد بن محمد المالكي الاسكندراني المعروف بابن المنير وهي منظومة طويلة تصل إلى 2482 بيتاً ـ كما ذكر ذلك محققها ـ .
ونظير هذه المنظومة منظومة الشيخ عبد العزيز الديريني وهي مطولة كذلك بل لعلها أطول من هذه وهما يشتركان في أن نظمهما على ترتيب السور في القرآن الكريم وبذلك يختلفان عن منظومة العراقي في غريب القرآن والتي رتبت على المواد الغريبة ألفبائياً .
وقد عزمت على القيام بضبط هذه المنظومات ـ وأسأل الله العون والسداد ـ لتيسيرها على الراغبين .
وجعلت هذا الموضوع خاصاً بنقل منظومة ابن المنير على عدة مشاركات حتى إذا ما تمت ـ والله المستعان ـ جمعتها في ملف وورد لتكون في متناول من شاء من الدارسين .
وسيكون اعتمادي إن شاء الله تعالى على طبعة دار الغرب الإسلامي والتي صدرت عام 1994 بتحقيق سليمان ملا إبراهيم أوغلو .
وهذا أوان الشروع في المراد وأسأل العون والتوفيق من رب العباد .
بسم الله الرحمن الرحيم
قال سيدنا القاضي الفقيه الإمام العالم العامل الأوحد* الصدر الكبير الفاضل الحبر العلامة الكامل المحقق المفيد علم العلماء أوحد الفضلاء* تاج البلغاء فخر الخطباء ناصر الدين مفتي المسلمين لسان المتكلمين سيف المناظرين شمس الشريعة محي السنة بقية السلف الصالح أبو العباس أحمد بن القاضي الأجل الفقيه المحدث الثقة الأمين وجيه الدين أبي المعالي محمد المالكي رضي الله تعالى عنه وأرضاه وجعل الجنة مثواه .
" الحمد لله " على الكمال = والشكر لله على الإفضال
" وربنا " مالكنا والسيد = بملكه ممدح ممجد
" والعالمون " المحدثات جمع = علامة يعرف منها المبدع
وقيل ما العالم غير العالم = من ملك وجنة وآدمي
ولم يسم الخلق " بالرحمن " = لأنه وصف عظيم الشان
والمسلمون " منعم عليهم " = ببعث سيد الورى إليهم
يهود " مغضوب عليهم حتما " = " وضل " سائر النصارى جزما
تفسير غريب سورة البقرة
الأحرف التي أوائل السور = أسماء أعلام بهن تشتهر
أو قسم أظهر فيه الشرفا = إذ الكلام الحق منها ائتلفا
أو هي من أسمائه جل اسمه = مأخوذة أخذاً يلوح فهمه
كالكاف من كاف وهاء من هاد = وصادق مأخوذة منه الصاد
معنى " يقيمون الصلاة " يوفون = حقوقها من واجب ومسنون
" والختم " طبع " والغشاوة " الغطا = وذو الضلال في ظلام خبطا
" يخادعون الله " أي يطوونا = عن خلقه الغدر الذي ينوونا
كذاك أخفى الله عنهم وستر = مآلهم إلى العذاب المدخر
" والمرض " النفاق في الضمائر = فهي إذاً ضعيفة المرائر
" والسفهاء " عنوا الجهالا = عدوا الرشاد منهم ضلالا
معنى " شياطينهم " سادتهم = اعتذروا جرياً على عادتهم
" استوقد النار " بمعنى أوقدا = أو طلب النار بأن توقدا
" كصيب " أي مثل أهل صيب = وصيب صائب ماء السحب
" والرعد " قيل الملك السواق = للسحب والبرق له مخراق
معنى" الفراش " ههنا المهاد = وموضع استوائها يراد
وسقفت بقبة السماء = وهو الذي يعنيه " بالبناء "
وقيل في " الحجارة " الكبريت = أو وثن وتلكم الطاغوت
" تشابه " الثمار في الجنان = تشابه في الشكل والألوان
فهي إذاً في شكلها تتفق = وفي مذاق طعمها تفترق
وقيل بل تشابهت في النبل = وافترقت في طعمها والشكل
وقيل محمول على المماثله = لثمر الدنيا مع المفاضلة
معنى " اسجدوا لآدم " أي انحنوا = كانت تحية إذاً تستحسن
" ورغداً " موسعاً ميسرا = ليس مقدراً ولا مقترا
" والصبر " للصوم " وعدل " أي فدا = هيهات يفدى كافر قد خلدا
معنى " يسومونكم " يولونكم = وأصله في الوضع يطلبونكم
معنى " ويستحيون " يستبقونا = " نساءكم " بناتكم يقونا
وقيل بل أراد يكشفونا = عن كل حي يحمل الجنينا
فلفظة النساء لا تؤول = بمقتضى هذا ولا تحول
" وفاقتلوا أنفسكم " ليقتل = بريئكم سقيمكم لا يأتل
" وحطة " حط الذنوب حطه = " فبدلوا القول " وقالوا حنطه
" تعثوا " من العثي وذاك أشنع = جنس الفساد كله وأبشع
و " واحد " أي دائم ملتزم = أدركهم منه ملال السأم
" وفومها " الخبز وقيل الثوم = وقيل فيه الحمص المعلوم
" ومصراً " المراد مصر شائع = أو التي تعهد وهو الواقع
" إن الذين آمنوا " بمن مضى = إن آمنوا بك فقد حازوا الرضا
" والصابئبن " الخارجين مطلقا = عن كل دين قبلهم قد سبقا
وقيل للأفلاك يعبدونا = وقيل بل للشمس يسجدونا
" الفارض " المسنة الكبيره = " والبكر " بعد لم تلد صغيره
أما " عوان " فالمراد نصف = أي وسط في سنها لا طرف
" صفراء " بالظاهر أو سوداء = " وفاقع " وناصع سواء
" ولا ذلول " وهي لم تذلل = بالحرث والسقي ولم تستعمل
وقيل بل من شأنها تثير = لكنها في السقي لا تدور
" لا شية " لا لون فيها غير ما = شمل جلدها معاً وعمما
فقيل حتى ظلفها وقرنها = كجلدها لم يخرجا عن لونها
معنى " تدارأتم " تدافعتم وما = أقر من قتله تأثما
" ببعضها " قيل أي اللسان = وقيل غيره من الأركان
وقيل كل حجر إذا هبط = فإنما " من خشية الله " سقط
" إذا لقوا " الضمير للمنافق = حين يلاقي للمحق الصادق
" وإن خلا " المنافقون حذروا = من بصفات المصطفى يخبر
خشية " أن يحاججوا " في الآخره = بأنهم كانوا على المكابره
معنى " يسرون " أي الكفرانا = " ويعلنون " الحق والإيمانا
وسمي " الأمي " من لا يكتب = كأنه لأمه ينتسب
" أمنية " تلاوة تقدر = أو كذب مقدر يزور
" والظن " أصل وضعه التردد = وهو المراد ههنا والمقصد
" سيئة " شركاً إلى الممات = " أحاط " أي منع من نجاة
يريد " بالقربى " قرابة النسب = وحقها في كل ملة وجب
" حسناً " يريد صفة الرسول = من غير تحريف ولا تبديل
لفظ " وإن يأتوكم " قدمه = لقوله " ديارهم " تفهمه
فإنه بقية الميثاق = والقلب يستحلى كالاتساق
" غلف " على وجه جماع أغلفا = أي حيل بينهم وبين المصطفى
أو غلف أوعية للعلم = ادعوا العلم بغير فهم
" واستفتحوا " يستنصرون بالنبي = فحين جاء نكصوا للعقب
ويطلق " اشترى " بمعنى باعا = وهو المراد ههنا إجماعا
" بغياً " يريد حسداً " وباءوا " = أي رجعوا بالسوء إذ أساءوا
" وراعنا " احفظ لكن اليهود = سبوا بها وخبثهم شديد
اغتنموها فرصة في الكلمه = لأنها في وضعهم مذممه
وأطلقوه لعنوا منونا = ينوون راعناً بمعنى أرعنا
" ننسخ " نبدل " ننسها " أي نأمر = بتركها فتلك لا تغير
وإن همزت الفعل فاحمله على = تأخيرها كما ذكرت أولا
معنى " بخير " أي بأوفى أجرا = وقيل بل أكثر منها يسرا
" فاعفوا " بمعنى أذهبوا الذنوبا = وامحوا كأن لم تلج القلوبا
وهكذا " اصفحوا " بمعنى أعرضوا = وقدروا الذنوب نسياً وافرضوا
" بأمره " أي يقتال من كفر = وأخذهم بما مضى وما غبر
" مساجد الله " يريد إيليا = هدد من منعه تعديا
وقيل إنما أراد الكعبه = إذ منعوا منها النبي وصحبه
" وخربوها " منعوا أن تعمرا = بالذكر لله كما قد أمرا
" والخزي " في االدنيا يريد الجزيه = وحسبها لكافرين خزيه
وقيل إنما أراد القتل = ويتبع القتل الفظيع الذل
" فثم وجه الله " أي وجهته = والقبلة التي اقتضت حكمته
ونزلت في المخطىء المجتهد = ومقتضاها أنه لا يعد
" وواسع " في الجود أو في العلم = أو واسع الرخصة سهل الحكم
" وقانت " أي قائم أو طائع = أو ساكت أو راغب أو خاشع
" والابتلاء " الاختبار " والكلم " = أي سنن عشر بهن قد حكم
فطرة الإسلام فمنها خمس = يجمعهن كلهن الراس *
قص من الشارب والرأس افرق = واستك ومضمض ثم بعد استنشق
والخمس في البدن تقليم الظفر = ثم استطابة بماء أو حجر
ونتف إبط وحلاق عانه = والطفل بادر** واغتنم ختانه
" ولا ينال عهدي " المعني = أن لا يكون ظالماً نبي
" مثابة " أي مرجع الأنام = للحج والعمرة كل عام
أو لا يزال من يراه شيقا = إليه والقلب به معلقا
إذ هو بيت للثواب موجب = والحج للثواب نعم السبب
" للطائفين " الغرباء الأوطان = " والعاكفين " أهله والقطان
" ومنسك " أي حيث نقضي العملا = وأصله المذبح ثم نقلا
" رسولا ً " المراد منه المصطفى = دعوة إبراهيم خير من وفى
معنى " يزكيهم " بأمر جازم = بالصدقات طهرة المآثم
أو أمره بملة الإسلام = طهراً لهم من وضر الأصنام
أو هو من تزكية المعدل = حين شهاداتهم للرسل
" ونفسه " نصب على التشبيه = وهو لعمري أحسن التوجيه
أو حذف الحرف فعدى الفعلا = أو ضمن الفعل فعدى الأصلا
" أسلمت " أي فوضت بالضمير = ليس كإسلام ذوي الغرور
أوصى بها بملة الإسلام = وصية محكمة الإبرام
وسمي العم أباً بالتقريب = لأن إسماعيل عم يعقوب
" حنيفاً " أي مال عن الأصنام = وعبد الحق على الإسلام
وقيل " الأسباط " بنو إسرائيل = مثل القبائل بنو إسماعيل
" الصبغة " الدين أو الختان = مصطبغ بدمه الصبيان
أو قاله مقابلاً والمقصود = بطلان قولهم بماء المعمود
........
ــــــ
* قال المحقق : الراس ، غير مهموز لضرورة الوزن . أهـ قلت : ولعل الأصوب بالهمز ولا تأثير على الوزن في ذلك لكن الظاهر أنها هكذا في المخطوط .
** في االقصيدة : بارد ولعله خطأ مطبعي .
.......
" ووسطاً" عدلاً خياراً يشهد = لكم بتعديل الرضا محمد
" وما جعلنا القبلة " المراد = تحويلها والحذف مستجاد
أو " كنت " مثل أنت والمعني = القبلة التي ارتضى النبي
معنى " وإن كانت " أي التحويله = أو المراد القبلة الجليله
" والشطر " للنحو أن النصف فقط = وكعبة المسجد منه في الوسط
" ووجهة " أي قبلة تستقبل = " والله ولاها " وذاك أمثل
وقيل بل كل تولي قبلته = إما بجهل أو بعلم أثبته
وكان في التوراة سمي المصطفى = ذا القبلتين بهما تعرفا
فحين حولت فصارت عددا = انقطعت حجة من ترددا
" إلا مقال ظالم " يخيل = يقول إن شأنه التبدل
" ولأتم نعمتي " بالقبله = كما بدأت أي بأصل القبله
ملة إبراهيم ثم قبلته = فبهما قد استجيبت دعوته
" وذكرنا له " بأن ننيبا = " وذكره لنا " بأن يثيبا *
" بالخوف " بالحرب " وبالجوع " المحل = " والنقص " بالأمراض والموت يحل
وقيل بالخوف من العلام = " والجوع " أي في زمن الصيام
" ونقص " الأموال من الزكاة = ونقص " الأنفس " من العلات
" والثمرات " أي بموت الأولاد = لأنهم من ثمرات الأكباد
وقيل في " الشعائر " المعالم = يعلم فيها الفرض واللوازم
" فلا جناح " رفع وهم وجدا = من صنمين ثم كان عهدا
" اللاعنون " منهم البهائم = إذ بالمعاصي تحبس الغمائم
وقيل من لعن غير مستحق = رد على اليهود لعنه بحق
وقيل إن كل ريح صرفا = فإنما صرف يشفي مدنفا
معنى " كحب الله " حب المؤمن = لله لكن حبنا لم يهن
إذ حبهم في شدة الأمر بطل = وحبنا لله حب اتصل
أو حبهم للجبت مثل حبهم = لله حين أشركوا بربهم
" أعمالهم " في الزعم كانت صالحه = فحسروا لما رأوها طالحه
" ومثل الكفار " عند الذكر = كمثل الأنعام عند الزجر
أو مثل الواعظ للكفار = كمثل الناعق بالأثوار
أو مثل الراغب للأصنام = كمثل الناعق بالأنعام
أو دعوة الكفار ما إن تنجع = مثل الصدى من جبل قد يسمع
وللقريب استعملوا " الدعاء " = وللبعيد استعملوا " النداء "
" أهل " أي ما ذبحوا للأوثان = أو رفعوا الصوت لغير الرحمن
" وغير باغ " أي على الأئمه = " وعاد " أي على عموم الأمه
أو غير مشته بخبث الخلق = وغير عاد فوق سد الرمق
" أخبرهم " أبقاهم للأبد = وليس صبرهم بمعنى الجلد
والشدة الشديدة " البأساء " = والمرض المبرح " الضراء "
معنى " وحين البأس " حين الحرب = والصبر ثم من مراضي الرب
" وخاف " أي علم والميل " الجنف " = " والصلح " بعد موته بين الخلف**
" هن لباس لكم " الملابسه = وقت المباشرة والملامسه
" بالباطل " الأخذ مع الجحود = " تدلوا " بتوريك*** عن المقصود
وقيل تدلوا بالرشا ليأكلوا = ببذلها أكثر مما بذلوا
واسم " الهلال " لثلاث يستمر = وبعدها يدعى الهلال بالقمر
" والفتنة " المراد قول الكفر = وليس بعد شره من شر
معنى " أتموا " سنة الشعار = " والهدي " مشعر بنقص جار
أو أفردوا لكل نسك سفرا = أكثر أجراً لكم وأوفرا
" أحصرتم " منعتم بمرض = أو بعدو حائل معترض
ومحمل المحصر عند ملك = على الممرض لدى المناسك
فحكمه أن لا يحل أبدا = حتى يحل البيت منه العقدا
أما الذي من العدو حصرا = فذلك المحصور ليس المحصرا
يحل عند يأسه لا ينتظر = إذ عذره يقوم حين يعتذر
" إذا أمنتم " ابتدا كلام = علم فيه متعة الإحرام
" الرفث " النكاح أو صريح = من لفظه وهو إذاً قبيح
" تزودوا " قيل المراد التقوى = أي اتقوا الذنب بدار البلوى
وقيل بل تزود الحجاج = زاداً يقي الذلة عند الحاج
معنى " أفيضوا " ادفعوا بكثره = لا تدفعوا الزمرة بعد الزمره
" خلاق " أي نصيب أو ثواب = وأصله التقدير بالحساب
معنى " اذكروا الله " هنا أي كبروا = في دبر الصلاة وهو الأظهر
" معدودة " عنى بها قليلا = سهلها عليهم تسهيلا
" تعجل " النافر دون القوم = عاد إلى مكة ثاني يوم
" ألد " أي أشد ما يكون = عند الخصام مفصح مبين
معنى " تولى " ههنا انصرف = أو ولي الأمر وبئس ما اقترف
" ويهلك الحرث " يريد حرقا = وقتل " النفس " وما ترفقا
أو قحطت بشومه**** المواضع = فهلك الراتع والمراتع
" في السلم " في الإسلام يعني قاطبه = لم يبق في العالم من لا خاطبه
أو يرجع الحال إلى الإسلام = أي ادخلوا في سائر الأحكام
أصل " الغمام " أبيض السحائب = يغم ما وارى من الجوانب
" وسخروا " من فقراء الأمه = فشغلوا عنهم بكل وصمه
فقيل " هم فوقكم " في الجنه = إذ أنتم أسفل دار المحنه
"وأمة واحدة " مجتمعه = في فطرة الإسلام لا مبتدعه
أو أمة واحدة مضلله = زمن إبراهيم حين أرسله
و " أمة " لفظ له معاني = مجموعة تبلغ للثماني
جماعة أو جامع للفضل = أو ملة أو تبع للرسل
أو ناسك منفرد بالدين = أو مدة هي بمعنى الحين
أو قامة في شكلها معتدله = أو هي الأم لغة مستعمله
" الكُره " ما حملته اختيارا = " والكَره " ما حملته اضطرارا
" الإثم " ما تفضي له من الأثر = " والنفع " في أثمانها لمن تجر
وهكذا القمار نفع حاضر = يلزمه السفه والتهاتر
" العفو " ما فضل عن كفاف = أو هو خالص حلال صاف
أو هو ما سهل في النفوس = من غير تقطيب ولا تعبيس
كانوا تشأموا بمال " الأيتام " = فباعدوها بعدهم للآثام
فقيل من خالطهم ليصلحا = فقد أتى على الرضا وأفلحا
" درجة " أي عوض الصداق = وعوض القيام بالإنفاق
معنى " يخافا " ههنا أي يعلما = ورب شر في القلوب استحكما
" العضل " أن يمنعها النكاحا = لا قاصداً خيراً ولا إصلاحا
وأصله عسر مخاض الحامل = ومن هناك أخذ اسم العاضل
" إذا تراضوا بينهم بالمعروف " = أي بنكاح بالشروط محفوف
" أزكى لكم " من مأثم وأطهر = من أيمة إلى الزنى تصير
" الوارث " المراد منه الولد = يقوم بالشيخين حين الفند
أو وارث الطفل يريد العاصبا = يقوم باليتيم حقاً واجبا
لكنه قد نسخ الوجوب = وصار فضلاً فعله مندوب
" العشر " تاريخ فأنث العدد = أو حمل الأمر على عشر مدد
وزيدت العشر لنفخ الروح = علامة للحبل الصحيح
" عرض " أي أتى به عن عرض = مورياً عن قصد نفس الغرض
" سراً " زنى أو عدة صريحه = كلتاهما مقالة صحيحه
وقيل في " الوسطى " وجوه عشره = وكلها منقولة محرره
فخمسة من عرضها محسوبه = قيلت بوفق عدد المكتوبه
وقيل إنها جميع العد = والفرض أزكى قربات العبد
وقيل إنها لفرض الجمعه = حج المساكين لفضل أودعه
وقيل للصلاة في الجماعه = والجمع أزكى لثواب الطاعه
وقيل للصبح وللعصر معا = وذاك للفضل الذي قد جمعا
وقيل بل مبهمة في الذكر = كليلة القدر خلال العشر
" وقانتين " للدعاء نقلا = أو للسكوت أو قيام طولا
وقيل في " الألوف " جمع ألف = معدودة وقيل جمع إلف
" وحذر الموت " أي الجهاد = أو لوباء كان في البلاد
" الملأ " الأشراف والأعيان = يملأ من شخصهم العيان
" سكينة " كما يقول أثر = تسكن نفس من به يستنصر
مثل عصا موسى وبعض الألواح = ونحوها مما إليه يرتاح
" شرب " أي كرعاً بفيه فيه = وهو الذي عن نفسه ينفيه
كأنها علامة على الشره = وذلك الوصف هو الذي كره
وكان من كوع يزداد ظما = ومن تقنع ارتوى وأنعما
وهو لعمري مثل للدنيا = أعطشهم أشرههم في السقيا
" والظن " لليقين أيضاً وردا = وهو الذي بلا خلاف قصدا
" والدفع " قيل الذب بالأئمه = عن أن تضام ضعفاء الأمه
وقيل دفعه بأهل الطاعه = عن العصاة وذوي الإضاعه
وحاف من نظم في معناه = فقال يستحلي الذي انتحاه
لولا عباد للإله ركع = وصبية من اليتامى رضع
ومهملات في الفلاة رتع = صب عليكم العذاب الأوجع
فحمل الأنعام لفظ الناس = من غير ما نقل ولا قياس
......
ــــــــــ
* قلت : فيه تفسير ذكر الله بالثواب ولا يخفى ما فيه .
** في المنظومة بالقاف ولعله خطأ مطبعي .
*** كذا وقال المحقق : درك : بمعنى عدل راجع لسان العرب ـ ( درك ) 10 / 512 . أهـ ولعل ما في الأبيات خطأ مطبعي . والله أعلم .
**** كذا ، والأولى : بشؤمه
......
" وبعضهم " يعني به محمداً = بعثه للثقلين مرشدا
" اقتتلوا " اختلفوا اختلافا = والخلف أمر يوجب التلافا
" الخلة " الصحبة " والشفاعة " = وسيلة يعني بها اتباعه
" الحي " ذو الحياة و " القيوم " = بخلقه ورزقهم يقوم
أو دائم أو قائم على الورى = بكسبهم إذ وجدوه محضرا
" كرسيه " * أي علمه أو ملكه = أو عرشه فكل خلق ملكه
" ولا يؤؤده " ولا يثقله = يحمل عرشه ومن يحمله
ورب مسلم بسيف جردا = فلا تقل أكره حتى وحدا
أو بعد عقد العهد لا إكراها = فنأخذ الجزي ولا نأباها
أو كان هذا الحكم ثم نسخا = بآية السيف فقد تأرخا
أو ليس باللازم عقد المكره = وهي مقالة الإمام المدره
" والعروة " التي بها يستعصم = عقدة دين شزرها مستحكم
وأصلها شجرة لا تهلك = في المحل بل رمقها مستمسك
من قولهم عروته ألممت به = تعلقت آمالهم بسببه
" لم يتسنه " يتغير بالسنه = عن حاله مع توالي الأزمنه
والهاء والواو تعاقبان = والحذف والإثبات جائزان
وإن أخذته من المسنون = فالياء أصلها على التعيين
لكن تكون الهاء هاء السكت = ليس لها في وصلها من ثبت
وفيهم مثبتها في الوصل = ورب حرف خارج عن أصل
" ننشرها " بالضم أي نحييها = والفتح ضد قوله نطويها
ننشزها بالزاي أي نرفعها = حتى على أوضاعها نرجعها
" وصاره " أماله إليه = والصور المائل في عينيه
وهكذا مع انكسار الصاد = الأصل واحد بلا تعداد
إلا من الصر فقل في الكسر = من المصراة وصرف تدري
وقيل بل أراد قطعهنه = وقيل بل مراده اجمعهنه
والصر للشيء هو التجميع = كذا صوار من مها ً قطيع
" صفوان " اسم الجمع والصفوانه = مفرده كقولك السعدانه
" تركه صلداً " يريد أملسا = أزال ما كان به تلبسا
" تثبيتاً " أي تصديقاً أو توثقا = بالخلف الذي ينال المنفقا
" بربوة " أي بمكان عال = وريعها أكثر في المكيال
والسيل لا ينالها بآفه = ولا ينال أهلها مخافه
" ضعفين " مثلي جنة الوهاد = أاو حملها في العام ذو تعداد
"والوابل " الشديد والكثير = " والطل " غيث دونه يسير
يريد " بالإعصار " ريحاً ثائرا = تلتف بالترب التفافاً ظاهرا
مشبها بالثوب حين تعصره = وهكذا بعض الرياح تبصره
ضرب للممتن هذا مثلا = والمن قول يفسد التفضلا
" تيمموا الخبيث " تقصدوا الردي = تعطونه للسائل المسترفد
وليس يرتضيه من مديانه = " إلا مغمض " على نقصانه
" الحكمة " التفسير للمعاني = يعني به تدبر القرآن
وأصله حكمة اللجام = ترد للرشاد كالزمام
منهم من استحب في الزكاة = " إبداءها " لعدم الآفات
أما سواها فالرياء آفه = فيه " فإن أخفى " فلا مخافه
وظاهر الكتاب أن السرا = " أافضل " في الكل وأوفى أجرا
" ما تنفقون " النفي فيه نهي = ورب نهي جاء وهو نفي
وقيل معناه فلا تمنون = إن كنتم وجه الكريم تبغون
" وأحصروا " عاداهم الأحزاب = فضيقت عليهم الأسباب
وقيل بل صاروا من الجراح = زمنى بلا سعي ولا براح
" وعف " أي كف فما تصدى = ولا أباح سره وأبدى
" الملحف " المشتمل العزائم = على وجوه الطلب الملازم
معنى " الربا " كما تقول فاضل = ليس له من عوض يقابل
وهكذا ربا النساء قد فضل = لا في المقادير ولكن في الأجل
" وفأذنوا " أي فاعلموا بالحرب = أي بخلافكم لأمر الرب
وقيل بل يقال للمرابي = عند اجتماع الخلق في المآب
خذ السلاح يا أخا الرباء = إن كنت قادراً على المراء
عقوبة له على جداله = وشقوة نالته في مقاله
معنى " السفيه " ههنا المبذر = أما " الضعيف " فالغني الغنثر
" وكسبت " في الخير أما " اكتسبت " = فالشر هكذا المعاني رتبت
والافتعال الانكماش والبشر = منكمش بطبعه في كل شر
" إصراً " هو العهد الثقيل المجحف = كقتلهم أنفسهم إذ كلفوا
وقيل فيما " لا يطاق " الوسواس = أو غلمة توقعه في الأدناس
" ناصرنا " في كل ما عرانا = الله وهو القصد من " مولانا "
تفسير غريب سورة آل عمران
الأصل في " التوراة " عمن يرتضى = ورويه من وري الزند أضا
وهكذا " الإنجيل " أصل الحكم = والنجل الأصل في مجاري الكلم
وسمي القرآن " بالفرقان " = لفرقه الحق من البهتان
" ومحكمات " بينات الكلم = كآخر الأنعام فاتل تفهم
" والمتشابهات " أحرف الهجا = لم تهتد اليهود فيها المنهجا
إذ زعموها نحسات الجمل = تومي لميقات المعاد المجمل
وذاك أمر مبهم المآل = لا يعلمونه بالاستدلال
" سيغلبون " أي ببدر فصدق = فيهم وعيد الحق والوعد حق
وكان ذاك قبلها بعامين = فحققوا الأمر بها رأي العين
" يرونهم مثليهم " وكانوا = ثلاثة الأمثال لكن بانوا
أقل كي تجتريء القلوب = عليهم وينفذ المكتوب
ويطلق " القنطار " للمستكثر = وأكد القنطار بالمقنطر
معنى " المسومة " أي معلمه = وقيل بل حسنة مطهمه
وقيل إنما عنى السوائما = ترعى فلا تكلف المغارما
" الصابر " النبي ثم أربعه = للخلفاء بعده مرصعه
" شهادة الله " المراد علمه = بالحق أوتبيينه أو حكمه
أو خلقه في كل شيء شاهد = يدل أنه إله واحد
" بغياً " بغوا أن كان من إسماعيل = وآثروه من بني إسرائيل
وتعرف العرب " بالأميين " = وهم أراد ههنا بالتعيين
" أوتوا نصيباً " ليس فيهم جامع = كل بتقصير الهوينا قانع
" دعوا " إلى حد الزنا فأعرضوا = وكتموا ما عندهم ومرضوا
واستبعدوا انتزاع ملك الروم = وفارس بوعده المعلوم
فنزلت رداً على المستبعد = ثم أراهم بعد صدق الموعد
" ويخرج الحي " يصور الولد = من نطفة مقذوفة مثل الزبد
أو مؤمن من كافر وكافر = من مؤمن والأمر فيه ظاهر
" محرراً " أي مخلصاً أو معتقا = كل على المنذور وصف صدقا
" رزقاً " فواكهاً لغير الإبان = أنزلها من الجنان الرحمن
معنى " الحصور " لا يميل للنسا = مشتغلاً بربه مستأنسا
" رمزاً " إشارة بغمز الطرف = أو نحو إشمام ببعض الحرف
" أقلامهم " سهامهم يقترع = بها إذاً أامر عليه أجمعوا
كلامه في " المهد " كان خارق = " وكهلاً " أي بالوحي والحقائق
" أخلق " أي أهيئ المصورا = والله وحده هو الذي يرى
" الأكمه " المولود ليس يبصر = وأن يعيد بصيراً أندر
" أحس عيسى " علم الإشراكا = حين أرادوا قتله انتهاكا
معنى " التوفي " ههنا الاستيفاء = مسلماً يحرزه السماء
أو قصد الوفاة بعد رفعه = ورب لفظ حائل عن لفظه
معنى " الذين اتبعوك " حقا = تعلو مقاديرهم وترقى
" أنفسنا " قيل بني العمومه = كعادة العرب في الخصومه
" ونبتهل " نضرع وقيل نلتعن = فنكص الأسقف عنها ووهن
وقال إنها وجوه لو دعا = داعيهم في جبل لانقلعا
معنى " سواء " نصف وعدل = يرضى بها المنصف عند الفصل
" دمت عليه قائماً " ملازما = ومن هنالك حبسنا الظالما
وظنت اليهود أموال العرب = حلاً لهم وذلك الظن كذب
" ولا يزكيهم " بعفو ماحي = لسالف الذنب والاجتراح
" يلوون " أي يحرفون الكلما = عن وضعه ينتهكون الحرما
والعالم الناصح " رباني " = كقولهم في الكث لحياني
وقيل بل منتسب لربه = بعلمه ونفسه وقلبه
" أخذتم إصري " قبلتم عهدي = لتشهدوا بالحق عند الجحد
.....
....
" حرم إسرائيل " يعني الإبلا = ألبانها ولحمها المخردلا
يقال موضع الطواف " بكه " = وقيل إن بكة كمكة
" وبكة " من ازدحام الجمع = " ومكة " من مك ما في الضرع
" مقامه " من جملة الآيات = يأمن من دخله من الآفات
" ويعتصم " أي يمتنع " وحبله " = كتابه أو عهده وأصله
للسبب الذي به نتصل = بفضله وهو الجواد المفضل
" كنتم " يشير للدوام في الخلق * = لو قال أنتم خص ذلك السلف
" إلا أذى " أي بلسان لا بيد = قدرة عاجز يمضه الحسد
" حبل من الله " أي الإيمان = وهو من الناس أي الأمان
ألزم بالإيمان أو بالجزيه = فحسبهم ذلاً بها وخزيه
" وأمة " قابلها بأمه = ليست لهم في الصالحات همه
جزالة مع بيان القصد = ورب ضد مجزيء عن ضد
" لن تكفروا " لن تحرموا ثوابه = وعداً من الله على الإنابه
" صر " صرير لهب أو برد = والبرد قد يهلك إذ يشتد
" بطانة " يعني أناساً دخلا = قد أظهروا ودادكم تعملا
فالقوم " لا يألونكم خبالا " = لا يقصرون فيكم إضلالا
" ودوا " أحبوا " العنة " * المشقة = تلحقكم ضلالة وفرقه
" قد بدت البغضاء " من أقوالهم = فاعترفوا بعد اكتتام حالهم
أو عرفت منهم بلحن الأقوال = ورب فلتة مناط استدلال
" أولا " إشارة إلى من حذرا = منهم وما بعد اجعلنه الخبرا
ثم كلاهما جميعاً خبر = عن " أنتم " فهو الصواب الأظهر
" أن تفشلا " أن تجبنا وتخذلا = فثبت الله ولما تفعلا
" أذلة " قليلة الأعداد = كانوا على الثلث من الأعادي
" من فورهم" قيل من ابتدارهم = وقيل من غضبهم ونارهم
واختلفوا في عدد النجدات = حسب اختلاف ظاهر الآيات
إما ثلاثة الألوف الوافيه = أو خمسة الآلاف أو ثمانيه
" وقطعه لطرف " أي هدمه = للركن من أركانهم وقصمه
" وعرضها " سعتها تمثيلا = لا عرضها الذي يوازي الطولا
وأنفقوا في اليسر " في السراء = وأنفقوا في العسر " في الضراء "
" الكاظمين " الحابسين الغيظا = والكاظم الحليم ليس الفظا
" القرح " للجرح على ما يفهم = " والقرح " بالضم يقال الألم
وقيل بل هما معاً للجرح = بالضم إن ذكرته والفتح
معنى " يمحص الذين آمنوا " = طهرهم فليس فيهم درن
من محص الحبل ومعنى محصا = ذهب عنه وبر فأملصا
" ويمحق الكفار " أي يذهبهم = وبعد إذهابهم عذبهم
المفرد الربي " والربيون " = جماعة جماعة معنيون
" المسرف " المجاوز الحدود = يخاف من مغبة الوعيد
" الحس " قتل مع الاستئصال = من غير ما بقيا ولا إهمال
" إذ تصعدون " تأخذون في المفر = وأصل وضعه ابتداء في السفر
معنى " ولا تلوون " لا تقيمون = " تدعون " في أخراكم لا تثنون
" أثابكم " جازاكم " غماً بغم " = أي مع غم الفوت غم المنهزم
أو عوضًا عن غمهم ببدر = غمكم في أحد بالفر
أو قد غممتم النبي المصطفى = فغمكم ذلك قرضاً بوفا
" ما فاتكم " يعني به الغنيمه = " أصابكم " جراحة أليمه
" مضجع القوم " ههنا انكشافها = حتى تبين في الرضا أوصافها
كأنه أذهب ما يحجبها = حتى تبين سلمها أو حربها
" غزى " بوزن فعل وغازي = مفردها شرحاً على الإيجاز
" شاورهم " إما لرفع الأقدار = أو لتكون سنة للأغيار
ثم " التوكل " على الرحمن = ليس على الآراء والأعوان
معنى " يغل " ههنا يخون = وذاك في النبي لا يكون
" هم درجات " أي ذوو مراتب = بحسب الأعمال والمواهب
" أو ادفعوا " أي كثروا السوادا = ولا نريد منكم جلادا
معنى " استجاب " ههنا أجاب = " والقرح " جرح لهم أصابا
" خوف أولياءه " أي عظما = حتى يخاف منهم من أسلما
أو إنما يخوف المرتابا = ومن تولاه ومن أصابا
" ما أنتم عليه " من تلبس = الطيبين بالخبيث الدنس
" يطوقون " الكنز مثل الأفعى = جزاء حق حبسوه منعا
" عهد " أوصى زعموا " والقربان " = ذبح تقربوا به للرحمن
" والزبر " الكتب وكل مسطور = مكتتب يقال فيه مزبور
" مفازة " يعنى بها منجاة = وما لكافر إذاً نجاة
مراد " ما خلقت هذا باطلا " = أي قد جعلته لنا دلائلا
" من تدخل النار فقد أخزيته " = إن كنت بالخلود قد جزيته
" وبعضكم من بعض " أي في الحكم = أنتم تساوون بغير ظلم
" والنزل " المعد للرفاق = وقيل بل رزق على الإطلاق
" وخاشعين " متواضعينا = لله ذي العزة خاضعينا
معنى " اصبروا " أي اثبتوا لا تنكصوا = عن دينكم لشدة تنغص
" وصابروا " أعداءكم تجلدا = لا يكن العدو منكم أجلدا
" ورابطوا " أي اربطوا الجيادا = مقاتلين للعدى استعدادا
.....