التوفيق بين الآيات الثلاثة التى تذكر خلق السماوات والأرض

إنضم
16/01/2013
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
باكستان
بسم1​
أريد التوفيق بين قول الله عزوجل في سورة البقرة:{هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَٰتٖۚ وَهُوَ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ } وبين قول الله عزوجل في سورة النازعات{ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا ٢٧ رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا ٢٨وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا ٢٩ وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ ٣٠ } من غير أن يقحم في الموضوع العلوم الكونية .
ما هو القول الراجح في الجمع بين الآيتين مع ملاحظة آية حم السجدة : قُلۡ أَئِنَّكُمۡ لَتَكۡفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلۡأَرۡضَ فِي يَوۡمَيۡنِ وَتَجۡعَلُونَ لَهُۥٓأَندَادٗاۚ ذَٰلِكَ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٩ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَٰسِيَ مِن فَوۡقِهَا وَبَٰرَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَآ أَقۡوَٰتَهَا فِيٓ أَرۡبَعَةِ أَيَّامٖ سَوَآءٗ لِّلسَّآئِلِينَ ١٠ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ وَهِيَ دُخَانٞ فَقَالَ لَهَا وَلِلۡأَرۡضِ ٱئۡتِيَا طَوۡعًا أَوۡ كَرۡهٗا قَالَتَآ أَتَيۡنَاطَآئِعِينَ ١١ فَقَضَىٰهُنَّ سَبۡعَ سَمَٰوَاتٖ فِي يَوۡمَيۡنِ وَأَوۡحَىٰ فِي كُلِّ سَمَآءٍأَمۡرَهَاۚ
وَزَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَحِفۡظٗاۚ ذَٰلِكَ تَقۡدِيرُٱلۡعَزِيزِ ٱلۡعَلِيمِ
 
التوفيق بين الآيات الثلاثة التى تذكر خلق السماوات والأرض

جاء في بحث علمي محكم مقبول للنشر قبل حوالي عام ونصف في مجلة جامعة القصيم، وعنوانه:

(دراسة نقدية لرد ابن حزم على ابن النغريلة اليهودي)

ما يلي:

الشبهة الثانية:
دعوى اختلاف ترتيب أولية خلق السماء والأرض بين قوله تعالى في سورة النازعات: " أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا (27) سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا (28) وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا (29) وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) "، اختلافها مع قوله تعالى في سورة البقرة: " هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ.. (29) ".

عرض رد ابن حزم:[SUP]([1])[/SUP]
يرى ابن حزم أن هذه الشبهة كسابقتها يكفي الرد عليها بإمرار المَوضعين على العقل لمرة واحدة والأخذ بظاهر كل منها ليتبين لك الحق، فالله تعالى ذكر في سورة النازعات أنه بنى السماء ورفع سمكها، وأنه بعد ذلك أخرج ماء الأرض ومرعاها وأرسى الجبال فيها. ثم ذكر تبارك وتعالى في سورة البقرة تسويته للسماوات سبعاً، وأن ذلك كان بعد خلقه كل ما في الأرض.
وقع التناقض عند الذي لم يفرق بين أن الله تعالى سوَّى السماء ورفعِ سمكها، وبين أنه سوّاهن سبع سماوات، فإنما أخبر تعالى أن تسوية السماء جملة واختراعها كان قبل دحو الأرض، وأن دحوه الأرض كان قبل تقسيم السماء إلى سبع طبقات.
ثم ذكر تناقض التوراة مع العقل في خلق الإنسان مختلفاً عن الرب بالعلم والخلود، ثم يخاف الرب من أن يأكل من الشجرة فيكون عالماً خالداً.

نقد رد ابن حزم:
هذا الرد منطقي واضح حاسم لا إشكال فيه، وقد سبق ابن عباس رضي الله عنها الرد به على نافع بن الأزرق[SUP]([2])[/SUP] في حديث طويل[SUP]([SUP][3][/SUP][/SUP])، والرد به ذكره أكثر العلماء.[SUP]([4])[/SUP]
" فالآيتان ترشدان إلى أن الله تعالى خلق الأرض أولاً ثم خلق السماوات بعد ذلك، ثم عاد إلى الأرض فمهدها ودحاها.. ثم فسر التمهيد بما لا بد منه في تأتي سكناها من أمر المآكل والمشارب، وإمكان القرار عليها فقال: " أَخْرَجَ مِنْها ماءَها وَمَرْعاهَا " أي: فجّر منها العيون والينابيع والأنهار، وأنبت فيها النبات سواء أكان قوتاً لبني آدم كالحب والثمر، أم قوتاً للأنعام والماشية كالعشب والحشيش ".[SUP]([/SUP][SUP][SUP][5][/SUP][/SUP][SUP])[/SUP]

وتلخيص ذلك أن الله تبارك وتعالى شاء وقدَّر أن يخلق الكون؛ فتمَّ خلقه على مراحل:
المرحلة الأولى: خلقُ الأرض.
المرحلة الثانية: بناء السماء ورفع سمكِها.
المرحلة الثالثة: دحو الأرض (تهيئتها بجعلها صالحة للمعاش).
المرحلة الرابعة: الاستواء إلى السماء وتقسيمها إلى سبع طبقات.
فاكتمال خلق الأرض وتسويتها كان قبل اكتمال بناء وتسوية السماوات سبعاً.

إلا أن الباحث يرى أن ما ذكره ابن حزم بعد دفعه الشبهة الثانية - من تناقض للتوراة في خوف الرب من خلود الإنسان رغم أنه ابتداءً حين خلقه جعله ليس بخالدٍ - ليس في مكانه، بل الأصح والأليق بمقتضى السياق أن يذكر تناقضها في ابتداء خلق الكون.

فقصة بدء الخلق في الإصحاح الأول من سفر التكوين، تتناقض مع الرواية الورادة في الإصحاح الثاني منه في مواضع عدة، منها:
1. يُفهم من الإصحاح الأول (1/25-27) أن خلق الدواب متقدم على خلق الإنسان، بينما الإصحاح الثاني (2/7-19) يضع خلق الإنسان قبل الدواب؛ فالرب خلق العشب بعد خلقه الإنسان.
2. يفهم من الإصحاح الأول (1/21-25) أن خلق الطيور سابق لخلق الحيوانات؛ حيث خلقت الطيور في اليوم الخامس والحيوانات في اليوم السادس. بينما يُفهم من الإصحاح الثاني (2/19) أنهما خلقا معاً في الوقت ذاته.
3. يفهم من الإصحاح الأول (1/27) أن آدم وحواء خلقا معاً في الوقت نفسه، بينما يفهم من الإصحاح الثاني (2/20-22) أن آدم خلِق قبلها.
4. يُفهم من الإصحاح الأول (1/10) أن الأرض في بداية الخلق كانت مغطاة بالمياه، بينما الإصحاح الثاني (2/ 17) يشير إلى أن الأرض كانت جافة.

بل إنك تجد التناقض في الإصحاح الأول ذاته من سفر التكوين في مواضع شتى، مثلاً: عند الحديث عما خلق الرب في اليوم الأول (1/3) " وقال الله: ليكن نوراً، فكان نور ". ثم نقرأ عما خلق الرب في اليوم الخامس (1/14) " وقال الله لتكن أنوارٌ في جَلَد السماء ". فهل خلق الشمس والنجوم في اليوم الأول أم الخامس؟


([1]) وقع عرض ابن حزم للشبهة الثانية والرد عليها في صفحة واحدة. من ص(46) إلى ص(47).

([2]) هو نافع بن الأزرق الحروري: من رؤوس الخوارج.. وإليه تنسب طائفة الأزارقة، وكان قد خرج في أواخر دولة يزيد بن معاوية.. وكان إمام سوق الأهواز، ويعترض الناس بما يحير العقل في الناس.. كان يطلب العلم وله أسئلة ومناظرات مع ابن عباس - رضي الله عنهما -. قتل سنة 65 هـ. انظر: لسان الميزان، ابن حجر6/144 (506).

([3]) انظر الحديث الذي رواه البخاري في تفسير القرآن أول سورة حم السجدة [أي: فصلت] معلقاً. ووصله ابن حجر في تغليق التعليق4/301 وفتح الباري8/559، وحكم بصحته. وذكره عبد الرزاق الصنعاني بسنده في تفسيره 1/160-161 والطبري في تفسيره 4/96-97، والحاكم في المستدرك2/494-495 (3938) وقال: على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

([4]) انظر: تفاسير الخازن (4/393) وابن كثير (7/107) والشوكاني (5/458) والرازي (31/46) والقرطبي (19/204). وكتب الانتصار للقرآن للباقلاني (2/568) وتأويل مشكل القرآن لابن قتيبة، ص(48)، والبرهان للزركشي (2/62) ودفع إيهام الاضطراب للشنقيطي، ص (252).

([5]) تفسير المراغي (30 / 31).
 
الموضوع جميل ولكن
لما تذكرون التوراة ؟ما عالقته بالأمر ؟
 
الرد المذكور في مشاركة رقم (٢) كان جزءاً من نقد كتيب عنوانه: (الرد على ابن النغريلة اليهودي) لابن حزم.

وابن حزم كان يرد على شبهات الوزير اليهودي الإشبيلي: ابن النغريلة
وبعد الرد على شبهته كان يذكر أن في العهد القديم - أو التوراة (التي يؤمن بها ذاك اليهودي) - خطأ أشد.

وهذا منهج جيد في الانتصار للقرآن الكريم، وهو: إشغال الخصم بالتفكر في أخطاء كتابه المقدس، في مقابل إعجاز صحة كتابنا.
 
وهذا منهج جيد في الانتصار للقرآن الكريم، وهو: إشغال الخصم بالتفكر في أخطاء كتابه المقدس، في مقابل إعجاز صحة كتابنا.
جميل ،، بارك الله فيك دكتور عبد الرحيم ، وللاخ السائل ما عليك سوي ملاحظة (ثم) في البقرة ، وفصلت .. فقد تأتي بغير ما نعلمه عنها .. ففي السورتين للتراخي والترتيب الاخباري كقوله تعالى (فَقَالُوا أَرِنَا اللهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ ) (سورة النساء 153) ، إتخاذهم العجل كان قبل الصاعقة ...

والله اعلم
 
التوهم يقع من الغلط في معرفة العطف في لغة العرب ؛ فالعطف في سورة فصلت أتى على التراخي وليس التعقيب الفوري ؛ ولذا عبر عنه (بالواو) { وبارك فيها } الآيه

وجعلها في يومين مستقلين عن اليومين الاولين ولذا سمى يومين ثم سمى اربعة ايام سواء للسائلين

وفي علمي القاصر ان ابن حزم وهم في رده رحمه الله ؛

فترتيب الخلق في ظاهر القرآن حسب علمي القاصر هو :
١- خلق الارض جميعا في يومين - ومعنى جميعا لأن المرعى والماء والجبال كانت فيها ولكن لم تُدح بعد ؛ فكان خلق الارض جامعا لموادها في يومين .

٢- {ثم استوى الى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعا او كرها قالتا اتينا طائعين فقضاهن سبع سماوات في يومين } فسوى السموات سبعا مع السماء الدنيا دفعة واحدة ؛ وهنا ينزل قوله تعالى { بناها رفع سمكها فسواها } الآيات

تنبيه : قوله للأرض {ائتيا} دال على انه سبحانه لم يفرغ منها بعد

-٣ ثم الأرض بعد ذلك { دحاها أخرج منها مائها ومرعاها والجبال ارساها } في يومين وهنا ينزل قوله تعالى { وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها }

فتمت ستة ايام كل يوم بألف سنة
 
والتوهم كذلك وقع في قوله {جميعا} مما اضطرهم للقول بأن السماء الدنيا خلقت منفصلة عن بقية السموات لأنه اخبر انه دحا الارض بعد السماء وكان قد قال انه خلقها جميعا ثم استوى الى السماء


والحق كما اسلفنا انه خلق الارض جميعا بمائها ومرعاها وجبالها ؛ ولكن كان في باطنها لم يخرج بعد

فكان الخلق جميعا ومكتملا بهذا المعنى ثم بعد خلق السموات ؛ دحى الارض فأخرج ما كان مخلوقا فيها من قبل
 
والتوهم كذلك وقع في قوله {جميعا} في سورة البقرة مما اضطرهم للقول بأن السماء الدنيا خلقت منفصلة عن بقية السموات لأنه اخبر انه دحا الارض بعد السماء وكان قد قال انه خلقها جميعا ثم استوى الى السماء


والحق كما اسلفنا انه خلق الارض جميعا بمائها ومرعاها وجبالها ؛ ولكن كان في باطنها لم يخرج بعد

فكان الخلق جميعا ومكتملا بهذا المعنى ثم بعد خلق السموات ؛ دحى الارض فأخرج ما كان مخلوقا فيها من قبل
 
اختلاف العلماء في ترتيب خلق الأرض والسماء يدل عندي كأن الله سبحانه وتعالى لا يريد أن يبينه هذا التبيين القاطع للنزاع، وليس هو من المسائل التي نحتاج إليها في ديننا أو دنيانا ، والله أعلم.
 
الكلام أخي المكرم هنا في دفع استشكال يُظن منه حدوث تناقض بين آيات القرآن الكريم،
وهذا يدخل في صميم علم الانتصار للقرآن الكريم.
 
القصد من كلامي هو أن من يرى في كتب التفسير هذا الاختلاف في حل هذا الإشكال بطريق وأخرى ثم ما أحدث من مباحث إعجاز القرآن والكلام حول خلق الأرض والسماء والكلام حول قول الله سبحانه وتعالى: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ} حتى وجدت من الإخوة من يقول إن الأرض والسماء خلقا معا في وقت واحد من أجل هذه الآية فحل الإشكال شيء وزيادة إشكالات شيء آخر !! والله أعلم.
هل كلامي واضح وأو أشرحه أكثر.
 
لا بأس أخي المكرم
كلنا واجهتنا الحيرة في الترجيح بين الأقوال
بل تجدنا أنفسنا نغيِّر رأينا في الترجيح كثيراً

لأن الأقوال تابعة للفهم
والفهم يتأثر بعوامل خارجية كالثقافة السائدة ونمط التعليم والأدلة التي وصلتك..
وعوامل داخلية كسرعة البديهة وتمكن الحفظ واستحضار الأدلة..

لذا فلا يمكن أن تجد شخصين في الدنيا اتفقا في كل شيء.

الجميل في موضوع الانتصار للقرآن الكريم أنه يجعلك تنظر إلى خلافات العلماء على أنها دليل إضافي على إعجاز القرآن الكريم؛ لأن كل ما سوى القطعي الثبوت والدلالة فإنك ستجد فيه اختلافاً كبيراً.
 
عودة
أعلى