التوحيد

إنضم
11 يناير 2012
المشاركات
3,868
مستوى التفاعل
10
النقاط
38
العمر
67
الإقامة
الدوحة - قطر
قال الإمام ابنُ القَيِّم - رحمه الله تعالى : ليس التَّوحيدُ مجرَّدَ إقرارِ العَبدِ بأنَّه لا خالِقَ إلَّا اللهُ ، وأنَّ اللهَ ربُّ كلِّ شيءٍ ومليكه ، كما كان عبَّادُ الأصنامِ مُقرِّين بذلك وهم مُشرِكون ، بل التَّوحيدُ يتضمَّنُ من محبَّة اللهِ ، والخُضوعِ له ، والذُّلِّ له ، وكمالِ الإنقيادِ لطاعته ، وإخلاصِ العبادةِ له ، وإرادةِ وَجْهِه الأعلى بجَميعِ الأقوالِ والأعمال ، والمنعِ والعَطاءِ ، والحبِّ والبُغضِ ؛ ما يحولُ بين صاحِبِه وبين الأسبابِ الدَّاعيةِ إلى المعاصي والإصرارِ عليها .
ومَن عَرَف هذا عَرَف قولَ النبيِّ - صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " إنَّ اللهَ حرَّم على النَّارِ من قال : لا إلهَ إلَّا اللهُ، يبتغي بذلك وَجْهَ اللهِ " ، وما جاء من هذا الضَّربِ مِن الأحاديثِ التي أَشكَلت على كثيرٍ من النَّاسِ ، حتى ظنَّها بعضُهم منسوخةً ، وظنَّها بعضُهم قيلَت قَبلَ وُرودِ الأوامِرِ والنَّواهي واستِقرارِ الشَّرعِ ، وحمَلَها بعضُهم على نارِ المشركينِ والكفَّارِ ، وأوَّلَ بعضُهم الدُّخولَ بالخُلودِ ، وقال : المعنى لا يدخُلُها خالدًا ، ونحو ذلك من التَّأويلاتِ المُستَكرَهةِ .
والشَّارعُ -صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه - لم يجعَلْ ذلك حاصلًا بمجرَّدِ قَولِ اللِّسانِ فقط ، فإنَّ هذا خلافُ المعلومِ بالاضطرارِ مِن دينِ الإسلامِ ؛ فإنَّ المنافقينَ يقولونَها بألسِنَتِهم ، وهم تحتَ الجاحِدينَ لها ؛ في الدَّركِ الأسفَلِ من النَّارِ ، فلا بدَّ من : قَولِ القلبِ ، وقَولِ اللِّسانِ .... ( مدارج السالكين : ١ /٣٣٩ ) .
 
عودة
أعلى