محمد محمود إبراهيم عطية
Member
في التلبية ( شعار الحج ) توحيد رب العالمين ؛ فتوحيد الله وإفراده بالعبادة دون ما سواه هو أساس الدين ، وقطب رحاه الذي تدور عليه جميع العبادات والأعمال .
فمن أجل التوحيد خلق الله الخلق فقال سبحانه : ] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [ [ الذاريات : 56 ] ، قال ابن عباس : أي : ليوحدون .
ومن أجل التوحيد بعث الله الرسل وأنزل الكتب ، قال سبحانه : ] وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [ [ النحل : 36 ] .
ومن أجل التوحيد جردت سيوف الجهاد ، وانقسم الناس إلى سعيد وشقي ، وبر وفاجر .
ولذلك جاءت نصوص الشرع بتعظيم أمر التوحيد ، والتحذير من أي شائبة تشوبه ، أو تخدش جنابه .
ومن أهم القضايا التي جاء الحج ليعمقها في القلوب ، ويغرسها في النفوس : قضية توحيد الله U ؛ بل ما شرع الحج ، وما أمر الله ببناء البيت إلا من أجل توحيده تبارك في علاه ؛ قال Y : ] وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [ [ الحج : 26 ] .
وحذَّر سبحانه في ثنايا آيات الحج من الشرك ورجسه ، فقال U : ] فَاجْتَنِبُواالرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ . حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ [ [ الحج : 30 ، 31 ] .
ولو تأملت أعمال الحج لوجدت العناية بالتوحيد ظاهرة جلية ، فالتلبية - التي هي شعار الحج - تضمنت إعلان التوحيد ، وإفراد الله وحده بالعبادة والتوجه والقصد ، على خلاف ما كان يفعله أهل الجاهلية حين كانوا يعلنون الشرك ويجاهرون به في تلبيتهم ، فيقولون : ( لبيك لا شريك لك ، إلا شريكًا هو لك ، تملكه وما ملك ) ؛ ففي صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ : لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ ؛ قَالَ : فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ e : " وَيْلَكُمْ ، قَدْ ، قَدْ " ، فَيَقُولُونَ : إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ ؛ يَقُولُونَ هَذَا وَهُمْ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ [SUP][1] [/SUP]. ومعنى : " قَدْ ، قَدْ " : كفاكم هذا الكلام ، فاقتصروا عليه ولا تزيدوا .
وفي صحيح مسلم - أيضًا - من حديث جابر t في صفة حجة النبي e : فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ e فِي الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ ، نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِى بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ e بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ ، وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ ، وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ ، فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ : " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لاَ شَرِيكَ لَكَ " [SUP][2] [/SUP].
[1] مسلم ( 1185 ) .
[2] مسلم ( 1218 ) .
فمن أجل التوحيد خلق الله الخلق فقال سبحانه : ] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [ [ الذاريات : 56 ] ، قال ابن عباس : أي : ليوحدون .
ومن أجل التوحيد بعث الله الرسل وأنزل الكتب ، قال سبحانه : ] وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ [ [ النحل : 36 ] .
ومن أجل التوحيد جردت سيوف الجهاد ، وانقسم الناس إلى سعيد وشقي ، وبر وفاجر .
ولذلك جاءت نصوص الشرع بتعظيم أمر التوحيد ، والتحذير من أي شائبة تشوبه ، أو تخدش جنابه .
ومن أهم القضايا التي جاء الحج ليعمقها في القلوب ، ويغرسها في النفوس : قضية توحيد الله U ؛ بل ما شرع الحج ، وما أمر الله ببناء البيت إلا من أجل توحيده تبارك في علاه ؛ قال Y : ] وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ [ [ الحج : 26 ] .
وحذَّر سبحانه في ثنايا آيات الحج من الشرك ورجسه ، فقال U : ] فَاجْتَنِبُواالرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ . حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ [ [ الحج : 30 ، 31 ] .
ولو تأملت أعمال الحج لوجدت العناية بالتوحيد ظاهرة جلية ، فالتلبية - التي هي شعار الحج - تضمنت إعلان التوحيد ، وإفراد الله وحده بالعبادة والتوجه والقصد ، على خلاف ما كان يفعله أهل الجاهلية حين كانوا يعلنون الشرك ويجاهرون به في تلبيتهم ، فيقولون : ( لبيك لا شريك لك ، إلا شريكًا هو لك ، تملكه وما ملك ) ؛ ففي صحيح مسلم عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما - قَالَ : كَانَ الْمُشْرِكُونَ يَقُولُونَ : لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ ؛ قَالَ : فَيَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ e : " وَيْلَكُمْ ، قَدْ ، قَدْ " ، فَيَقُولُونَ : إِلاَّ شَرِيكًا هُوَ لَكَ ، تَمْلِكُهُ وَمَا مَلَكَ ؛ يَقُولُونَ هَذَا وَهُمْ يَطُوفُونَ بِالْبَيْتِ [SUP][1] [/SUP]. ومعنى : " قَدْ ، قَدْ " : كفاكم هذا الكلام ، فاقتصروا عليه ولا تزيدوا .
وفي صحيح مسلم - أيضًا - من حديث جابر t في صفة حجة النبي e : فَصَلَّى رَسُولُ اللَّهِ e فِي الْمَسْجِدِ ، ثُمَّ رَكِبَ الْقَصْوَاءَ حَتَّى إِذَا اسْتَوَتْ بِهِ نَاقَتُهُ عَلَى الْبَيْدَاءِ ، نَظَرْتُ إِلَى مَدِّ بَصَرِى بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ رَاكِبٍ وَمَاشٍ ، وَعَنْ يَمِينِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَعَنْ يَسَارِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَمِنْ خَلْفِهِ مِثْلَ ذَلِكَ ، وَرَسُولُ اللَّهِ e بَيْنَ أَظْهُرِنَا ، وَعَلَيْهِ يَنْزِلُ الْقُرْآنُ ، وَهُوَ يَعْرِفُ تَأْوِيلَهُ ، وَمَا عَمِلَ بِهِ مِنْ شَيْءٍ عَمِلْنَا بِهِ ، فَأَهَلَّ بِالتَّوْحِيدِ : " لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ ، لَبَّيْكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ لَبَّيْكَ ، إِنَّ الْحَمْدَ وَالنِّعْمَةَ لَكَ وَالْمُلْكَ ، لاَ شَرِيكَ لَكَ " [SUP][2] [/SUP].
[1] مسلم ( 1185 ) .
[2] مسلم ( 1218 ) .