التنبيه إلى خطأ وقع فيه ابن عثيمين في قوله تعالى:مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ .. الآية

محمد براء

New member
إنضم
12/03/2006
المشاركات
375
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
بسم الله الرحمن الرحيم
التنبيه إلى خطأ وقع فيه العلامة ابن عثيمين في قوله تعالى : " مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ "​
قال العلامة محمد الصالح بن العثيمين رحمه الله تعالى في شرح العقيدة السفارينية ، عند قول السفاريني :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ففعلنا نحو الركوع محدث=وكل قرآن قديم فابحثوا [/poem]
" ( وكل قرآن قديم ) : والصحيح أن القرآن حادث ؛ يتكلم الله به حين إنزاله ، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....
وهذا في القرآن صريح ، قال تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2) .
وقد أَوَّلَ من يقول إن القرآن قديم. قوله : (مُحْدَثٍ) بأنه محدث إنزاله ، وهذا تحريف ؛ لأن ( محدث ) اسم مفعول ، ونائب الفاعل فيه يعود على الذكر لا على الإنزال ، فقوله تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) هو : أي الذكر ، فصرفُ الضمير إلى غير الذكر تحريف " . ا.هـ كلامه بلفظه .
قال مقيده عفا الله عنه : تفسير الحدوث هنا بحدوث الإنزال ، أو حدوث علم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن ، هو تفسير أئمة أهل السنة ، من أئمة الفقه واللغة والحديث والتفسير .
1)قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في رده على استدلال الجهمية بهذه الآية على أن القرآن مخلوق : " " فوجدنا دلالة من قول الله مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم فعلمه الله فلما علمه الله كان ذلك محدثا إلى النبي صلى الله عليه وسلم " (1 ) .
2)وقال الإمام الحافظ الفقيه اللغوي أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في رده عليهم : " وأما تحريفهم : (مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لما علَّمهُ الله ما لم يكن يعلم " (2 ) .
3)وقال حرب الكرماني : سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني بن راهويه عن قوله تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) : " قديم من رب العزة محدث إلى الأرض " (3 ).
4)وقال الإمام اللغوي الأديب أبو محمد بن قتيبة الدينوري رحمه الله تعالى : "المحدث ليس هو في موضوع بمعنى : مخلوق ، فإن أنكروا ذلك فليقولوا في قول الله: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] أنه يخلق، وكذلك: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113] أي: يحدث لهم القرآن ذكراً، والمعنى: يجدد عندهم ما لم يكن، وكذلك قوله: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ} [الشعراء: 5] أي: ذكر حدث عندهم لم يكن قبل ذلك " (4 ).
5)وقال إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية : " يقول تعالى ذكره: ما يحدث الله من تنزيل شيء من هذا القرآن للناس، ويذكرهم به ويعظهم إلا استمعوه، وهم يلعبون لاهية قلوبهم.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله : ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ). .. الآية، يقول: ما ينزل عليهم من شيء من القرآن إلا استمعوه وهم يلعبون " .
6)وقال الإمام الفقيه المحدث محي السنة البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره : " يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به " .
7)وقال الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى : " أي: جديد إنزاله " .
8)وقال العلامة الفقيه محمد سالم ولد عدود الشنقيطي رحمه الله تعالى في عقيدته التي صدر بها نظم مختصر خليل :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يُحْدِثُ مَا يَشَاءُ مِنْ خَلْقٍ وَمِنْ = ذِكْرٍ ، فَمَا أَحَدَثَ مِن ذِكْرٍ يُقِنْ
أنْ لَيسَ مَخْلُوقَاً لأنَّ الُمحْدَثَ الـ= إنزَالُ، أمَّا الذِّكرُ فَهُو لَمْ يَزَلْ (5 )[/poem]
فهذه تفاسير أئمة السنة ، ليس فيهم مبتدع يفسر كلام الله تعالى بمذهبه ، ولا جاهل باللغة أُتِي من قبل العُجمَةِ .
فقول الشيخ عن هذا التفسير : إنه تحريف ، خطأ عظيم .
أما ما فسر الشيخ به الآية ، وهو أن القرآن حادث ، يتكلم الله به حين إنزاله ، وهو معنى أن الله يحدثه الله في ذاته ، فلم أجد أحداً من السلف فسر الآية به ، لا في كتاب تفسير ولا في كتاب اعتقاد .
حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، الذي يقول بأن القرآن أحدثه الله تعالى في ذاته ، ويستدل بهذه الآية على ذلك – في مواضع – لم ينكر هذا التفسير ، ولم يجعله تحريفاً ! .
قال : " الْمُحْدَثَ فِي الْآيَةِ لَيْسَ هُوَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي يَقُولُهُ الجهمي ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي أُنْزِلَ جَدِيدًا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ يُنَزِّلُ الْقُرْآنَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فَالْمُنَزَّلُ أَوَّلًا هُوَ قَدِيمٌ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُنَزَّلِ آخِرًا " (6 ) .
والله تعالى أعلم .

ـــــــــــــــ
(1) الرد على الزنادقة والجهمية .
(2) خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل للبخاري (2/62) .
(3) أخرجه الهروي في الفاروق بسنده إلى حرب ، كما في فتح الباري .
(4) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص234-235 .
(5)http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82562
( 6 ) مجموع الفتاوى (12/522) .
 
يا أستأذ محمد براء

سؤال أرجو أن تجيب عليه بما تعتقده أنت لا بما تنقله:

هل الله تعالى يتكلم بما شاء متى شاء؟
 
الأخ : محمد براء وفقه الله تعالى .
أولا : هذا الطرح الذي تفضلت به هو الطرح العلمي الرصين ، وهو الذي كنا نرجو ونأمل من الأخ أبي حسان .
فنقل كلام الشيخ جميل ، ونقل كلام السلف مفيد .
ثانيا : أخي الكريم : لا أرى تعارضا بين ما نقلت عن الشيخ وما نقلت عن السلف ؛ فكلاهما يصب في نفس المعنى .
ومربط الفرس في المسألة أن كثيرا من الناس يجعل كلمة : محدث ، مرادفة لكلمة مخلوق .وهذا غير صحيح في اللغة ولا في كلام السلف رحمهم الله تعالى .
وإذا تحررت من هذا التصور عن الترادف بين الكلمتين ، وراجعت الكلام الذي نقلت عن الشيخ وعن السلف وجدتهما بنفس المعنى .
والله تعالى أعلم .
 
هذا الطرح وإن كان يتسم بالعلمية فهو ينقصه شيء من اللياقة الأدبية

فالأخ الفاضل محمد براء حفظه الله تعالى بالنسبة لي ولكثير من طلبة العلم أمثالي مجهول الحال وهذا لا ينقص من قدره ، فإذا استفتح كلامه بهذا العنوان:
"التنبيه إلى خطأ وقع فيه ابن عثيمين في قوله تعالى:مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ .. الآية"

فهو أمر لا يليق في عرف العلم والعلماء.

ولو أنه طرح الموضوع واستفتحه بقوله:
"قال العلامة محمد الصالح بن العثيمين رحمه الله تعالى في شرح العقيدة السفارينية ، عند قول السفاريني :.........." دون ذلك العنوان الضخم ، ثم بعد ذلك وصل إلى النتيجة وقدمها بأسلوب طالب العلم الذي يختار بين الأقوال ويرجحه بما يراه من الأدلة لكان مقبولاً.
لكن أرى أن الأخ الفاضل محمد بدأ وأنهى مشاركته بما لا يليق.

"التنبيه إلى خطأ وقع فيه ابن عثيمين في قوله تعالى:مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ .. الآية"
"فقول الشيخ عن هذا التفسير : إنه تحريف ، خطأ عظيم .
 
لا شك أن مراعاة الأدب مع أهل العلم عامة ، والمشهود لهم بالخير خاصة ، أمر مطلوب ..
ولكن كان عندنا الأخ أبو حسان وأسلوبه الذي يطلق فيه الدعاوى بدون برهان ، وبدون طرح علمي .
وعندما جاءنا الأخ محمد براء فرحنا به كثيرا ، ولم ننتبه لما أشرت إليه ، وإن كان في محله ..
ولكن يغفر له ذلك في طرحه العلمي ، ونقله الجيد ..
 
الصحابة يقولون في ردودهم على بعض:
"كذب فلان" يعنون صحابي آخر رضوان الله عليهم جميعاً
فماذا يعني هذا عند جهابذة الغلو والتقديس
 
يا ابا حسان....هاكها ....
الكلام الذي ذكرت تراجع عنه الشيخ ابن عثيمين في شرحه الاخير على الاربعين النووية
فلا يحل لك بعد الان .ان تنقل كلامه القديم؟؟؟؟
وآمل ان يكون عندك وقت لسماع هذه المحاضرة التي بين فيها الشيخ رسلان هذا الامر كما عندك وقت ل....
http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=2542
وسماها تراجع تراجعٌ كريم من عالِمٍ عظيم
فدع عنك التعالى وارجع الى الصواب
 
الصحابة يقولون في ردودهم على بعض:
"كذب فلان" يعنون صحابي آخر رضوان الله عليهم جميعاً
فماذا يعني هذا عند جهابذة الغلو والتقديس

كذب بمعنى أخطأ وراجع كلام اهل العلم تعرف الحق في المسألة ، ثم "إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم فقد أمرنا بتوقير الكبير ولو كان جاهلا فكيف بالعلماء الذين هم ورثة الأنبياء.
أبا حسان لا خير في أمة لا تعرف لعلمائها قدرا و لا تقيم لهم وزنا.
أمة محمد صلى الله عليه وسلم خير أمة أخرجت للناس وهي أبر الأمم بعلمائها فإن كنت من هذه الأمة فاعرف للعلماء قدرهم واحفظ لهم مكانتهم في نفوس الناس فإن العالم إذا تُنقص قلة ثقة الناس به ، فكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر.

ثم انظر في سير العلماء من السلف الذين تزعم أنك تأخذ عنهم وتسير على طريقتهم وكيف كانوا مع من أخذوا عنهم العلم.
 
الصحابة يقولون في ردودهم على بعض:
"كذب فلان" يعنون صحابي آخر رضوان الله عليهم جميعاً
فماذا يعني هذا عند جهابذة الغلو والتقديس
وإذا قال الصحابي لصحابي مثله, أو عالم لعالم مثله, فلا يسوغ هذا لمن هو أقل منهم أن يتكلم معهم بما يسوغ لهم فيما بينهم, والله أعلم.
 
وفقكم الله جميعاً لكل خير .
أشكر أخي محمد براء وأشكر جميع المعلقين على الموضوع .
الفائدةُ العلميَّةُ حصلَت ، وقد ذكر الأخ أبو المنذر ما يفيد باستدراك الشيخ على نفسه، والمسألة فيها سعة من هذا الجانب .
وما تمت الإشارة إليه من الزميل أبي سعد الغامدي والبقية من ضرورة مراعاة العبارات واختيار أحسنها، وأدلِّها على المقصود أدبٌ أدعو إليه منذ بدأ هذا الملتقى وسأظل أذكر به دوماً، فنقرن بين العلم والأدب، ونتعلم هذا وهذا معاً . وهذا موضع يتعلم فيه كل واحد منا الأمرين معاً، وقد سبق لي أن تذاكرت مع أخي محمد براء في ذلك، ولا أظن أنه ينقص من قدر الموضوع علمياً أن يطرح طرحاً هادئاً مؤدباً، فإن ذلك يشرح الصدر لقبوله، ويرد المعاند للحق، ويربي القراء المبتدئين على حسن الأدب ، وانتقاء العبارة الأولى .
وينبغي أن نكون قدوة أيها الأحباب في اختيار العبارات ، والتأمل في أفضلها، وهذا معنى : (يقولوا التي هي أحسن) وليس مثلي من يعلم أمثالكم أيها الفضلاء .
أسأل الله أن يجمَّلنا بالتقوى، وأن يهدينا للتي هي أقوم في ما نقول ونكتب ونعمل .
 
الرأي الأول للشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو الصواب

الرأي الأول للشيخ ابن عثيمين رحمه الله هو الصواب

بسم الله الرحمن الرحيم
التنبيه إلى خطأ وقع فيه العلامة ابن عثيمين في قوله تعالى : " مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ "​
قال العلامة محمد الصالح بن العثيمين رحمه الله تعالى في شرح العقيدة السفارينية ، عند قول السفاريني :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
ففعلنا نحو الركوع محدث=وكل قرآن قديم فابحثوا [/poem]
" ( وكل قرآن قديم ) : والصحيح أن القرآن حادث ؛ يتكلم الله به حين إنزاله ، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....
وهذا في القرآن صريح ، قال تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2) .
وقد أَوَّلَ من يقول إن القرآن قديم. قوله : (مُحْدَثٍ) بأنه محدث إنزاله ، وهذا تحريف ؛ لأن ( محدث ) اسم مفعول ، ونائب الفاعل فيه يعود على الذكر لا على الإنزال ، فقوله تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) هو : أي الذكر ، فصرفُ الضمير إلى غير الذكر تحريف " . ا.هـ كلامه بلفظه .
قال مقيده عفا الله عنه : تفسير الحدوث هنا بحدوث الإنزال ، أو حدوث علم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن ، هو تفسير أئمة أهل السنة ، من أئمة الفقه واللغة والحديث والتفسير .
1)قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى في رده على استدلال الجهمية بهذه الآية على أن القرآن مخلوق : " " فوجدنا دلالة من قول الله مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إلىعبا النبي صلى الله عليه وسلم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يعلم فعلمه الله فلما علمه الله كان ذلك محدثا إلى النبي صلى الله عليه وسلم " (1 ) .
2)وقال الإمام الحافظ الفقيه اللغوي أبو عبيد القاسم بن سلام رحمه الله تعالى في رده عليهم : " وأما تحريفهم : (مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه لما علَّمهُ الله ما لم يكن يعلم " (2 ) .
3)وقال حرب الكرماني : سألت إسحاق بن إبراهيم الحنظلي يعني بن راهويه عن قوله تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ) : " قديم من رب العزة محدث إلى الأرض " (3 ).
4)وقال الإمام اللغوي الأديب أبو محمد بن قتيبة الدينوري رحمه الله تعالى : "المحدث ليس هو في موضوع بمعنى : مخلوق ، فإن أنكروا ذلك فليقولوا في قول الله: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا} [الطلاق: 1] أنه يخلق، وكذلك: {لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا} [طه: 113] أي: يحدث لهم القرآن ذكراً، والمعنى: يجدد عندهم ما لم يكن، وكذلك قوله: {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ} [الشعراء: 5] أي: ذكر حدث عندهم لم يكن قبل ذلك " (4 ).
5)وقال إمام المفسرين محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية : " يقول تعالى ذكره: ما يحدث الله من تنزيل شيء من هذا القرآن للناس، ويذكرهم به ويعظهم إلا استمعوه، وهم يلعبون لاهية قلوبهم.
وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله : ( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ ). .. الآية، يقول: ما ينزل عليهم من شيء من القرآن إلا استمعوه وهم يلعبون " .
6)وقال الإمام الفقيه المحدث محي السنة البغوي رحمه الله تعالى في تفسيره : " يعني ما يحدث الله من تنزيل شيء من القرآن يذكرهم ويعظهم به " .
7)وقال الإمام أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى : " أي: جديد إنزاله " .
8)وقال العلامة الفقيه محمد سالم ولد عدود الشنقيطي رحمه الله تعالى في عقيدته التي صدر بها نظم مختصر خليل :
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يُحْدِثُ مَا يَشَاءُ مِنْ خَلْقٍ وَمِنْ = ذِكْرٍ ، فَمَا أَحَدَثَ مِن ذِكْرٍ يُقِنْ
أنْ لَيسَ مَخْلُوقَاً لأنَّ الُمحْدَثَ الـ= إنزَالُ، أمَّا الذِّكرُ فَهُو لَمْ يَزَلْ (5 )[/poem]
فهذه تفاسير أئمة السنة ، ليس فيهم مبتدع يفسر كلام الله تعالى بمذهبه ، ولا جاهل باللغة أُتِي من قبل العُجمَةِ .
فقول الشيخ عن هذا التفسير : إنه تحريف ، خطأ عظيم .
أما ما فسر الشيخ به الآية ، وهو أن القرآن حادث ، يتكلم الله به حين إنزاله ، وهو معنى أن الله يحدثه الله في ذاته ، فلم أجد أحداً من السلف فسر الآية به ، لا في كتاب تفسير ولا في كتاب اعتقاد .
حتى إن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ، الذي يقول بأن القرآن أحدثه الله تعالى في ذاته ، ويستدل بهذه الآية على ذلك – في مواضع – لم ينكر هذا التفسير ، ولم يجعله تحريفاً ! .
قال : " الْمُحْدَثَ فِي الْآيَةِ لَيْسَ هُوَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي يَقُولُهُ الجهمي ، وَلَكِنَّهُ الَّذِي أُنْزِلَ جَدِيدًا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ يُنَزِّلُ الْقُرْآنَ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ فَالْمُنَزَّلُ أَوَّلًا هُوَ قَدِيمٌ بِالنِّسْبَةِ إلَى الْمُنَزَّلِ آخِرًا " (6 ) .
والله تعالى أعلم .

ـــــــــــــــ
(1) الرد على الزنادقة والجهمية .
(2) خلق أفعال العباد والرد على الجهمية وأصحاب التعطيل للبخاري (2/62) .
(3) أخرجه الهروي في الفاروق بسنده إلى حرب ، كما في فتح الباري .
(4) الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة ص234-235 .
(5)http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82562
( 6 ) مجموع الفتاوى (12/522) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أحببت أن أزاحم بركبتي هذا النفر من الفضلاء فأضيف تعليقا على موضوع قد فكرت فيه من قبل. وأجدني ملزما أولا أن
أشكر الأخ مورد الموضوع وإن كان قد جانف الصواب فأيّد ما ورثه عن آبائه وغفل عما فتحه الله تعالى على الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ،
كما أشكر الإخوة الذين أثروه بتعليقاتهم النافعة وإيرادهم أنّ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى قد رجع عن بعض قوله.
والصواب أن الشيخ رحمه الله قد رجع عن شيء واحد فقط وهو أنه كان يعتقد أن ذكر القرآن فقط - لا القرآن كله- هو المكتوب في اللوح المحفوظ
ثم رجع إلى ما قرره شيخ الإسلام من أن القرآن كله مكتوب في اللوح المحفوظ.
وبقي الشيخ متحررا من بدعة فهم "غير مخلوق" على خلاف ما تعنيه حقيقة وهي
أنها تعني فقط "ولا يوصف بمخلوق"

ويظل كلام الشيخ في شرحه على السفاريني صوابا لا غبار عليه.

ذلكم أنه قد حصل سوء فهم لدى من جاء بعد أحمد بن حنبل كأبي الحسن الأشعري وغيره، حيث أن الإمام أحمد قد أنكر أن يوصف القرآن
بـ"ـمخلوق" لأنه وصف لم يرد لكتاب الله تعالى في قرآن ولا سنة. ففهم كثير ممن جاء بعده منذ القرن الثالث الهجري أن القرآن "قديم"
وأن غير مخلوق تعني أكثر مما "لا يوصف بمخلوق"!!!. واحتدت المسألة في المئة الرابعة حتى قرر الخليفة القادر في مطلع المئة الخامسة
"من قال بخلق القرآن فهو حلال الدم". وبدّع بعضُ الناس من "توقف في القرآن" فقال لا أقول مخلوق ولا غير مخلوق. ظنا منهم أن تقرير أنه
"قديم لازم من كون الكلام صفة المتكلم". وهذا القول قد امتص طاقات الأمة لألف سنة وهو في الواقع بدعة مقابلة لبدعة من وصف القرآت بما لم
يصفه به الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
لكن البدعة في استخدام لفظ صحيح المعنى هي أدنى من تخيُّل معنى لم يرد عن الله

تعالى ولا رسوله ويخالف الذوق الفطري وصريح النظر.

لكننا اليوم نسأل الله العفو عن كل من زلت قدمه في المسألة ونعوذ به أن نقفو ما ليس لنا به علم.

فقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
"والصحيح أن القرآن حادث ؛ يتكلم الله به حين إنزاله ، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....

وهذا في القرآن صريح ، قال تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2) .

وقد أَوَّلَ من يقول إن القرآن قديم. قوله : (مُحْدَثٍ) بأنه محدث إنزاله ، وهذا تحريف ؛ لأن ( محدث ) اسم مفعول ، ونائب الفاعل فيه يعود
على الذكر لا على الإنزال ، فقوله تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ) هو : أي الذكر ، فصرفُ الضمير إلى غير الذكر تحريف "

كلام من ذهب يعيد الأمور إلى نصابها ويخلّص الناس من وهم كبير استمر ألف سنة.

أما إيراد الأخ محمد براء للنصوص أعلاه فلا ردّ فيها على كلام الشيخ لما يأتي

- أنها متأوَّلة لا قطعية في مخالفة المعنى
- أن بعضها ظني الثبوت
وكثير من الأقوال في كتب أهل المئة الرابعة والخامسة ظنية وكثير منها منحول
فقد نسب الأشعري إلى ابن عباس تفسير قوله تعالى "غير ذي عوج" قال غير مخلوق!!
وقد وجِد من يصدق مثل هذا!!!

- أن كون كثير من العلماء قد توهم ما توهمه شيوخه أمر معروف لا ينكر، ولكن لا حجة فيه. لأن شدة المعارضة للتيار القائل بأنه مخلوق
قد جعلت الناس تصفق على قول لا يعلمون حقيقته، فهو أشبه بمرض "هستيريا الجموع" لكنها ههنا ثقافية لا سياسية.
- القرآن نص لغوي تنزيل من رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين بلسان عربي مبين
ولو ثبت أنه مكتوب في اللوح المحفوظ فهل اللوح المحفوظ قديم؟!
فالقول الصواب في القرآن أنه كلام الله تعالى وأنه لا يجوز وصفه بمخلوق لأنه وصف لم يرد به نص/ كما لا يجوز اعتقاد أنه "غير مخلوق"
لأنه "قفوٌ لما ليس للقائل به علم" ولأنه ينافي صريح المعقول، فكيف يكون اسم زيد (ولما قضى زيد منها وطرا) أزليا قديما؟؟! وكيف تكون
كنية (أبي لهب) أزلية قديمة . وكيف تكون العربية غير مخلوقة ونحن نعلم أن اللغات كلها مخلوقة. والله تعالى قد نهى المؤمن أن يقفو ما ليس له به علم.
إنّ السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا.

أقول : صدور مثل هذا الكلام من شيخ كابن عثيمين رحمه الله دليل على أن في الأمة علماء قد نبذوا التقليد وتمسكوا بما يعتقدون أنه الحق
/ والحمد لله على نعمائه. لأن تطاول الزمان قد أكسب الوهم قوة ، جعلت حتى مترجمي القرآن إلى اللغات الأخرى يضعون كلمة "NOT CREATED"
في تعريفه رغم أنها (لفظ بلا معنى) أو (بمعنى لا سلطان فيه من الله). ولا يبين الصواب فيها إلا من اتبع المعصوم على بصيرة
كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى.

ولله الحمد والمنة.

وقد سبق لأقلهم بضاعة أن بين في هذا المنتدى المبارك ما يعوذ بالله من خلافه ، هنا

ورب قائل يقول ما فائدة إزالة الغبار عن هذه المسألة اليوم!
فالجواب أن في ذلك خيرا عظيما هو كالتالي

- أن فهم المسألة على حقيقتها خصوصا بعد إدراك الأسباب التاريخية للفتنة يجعل المسلم يتصالح مع كثير من العلماء الذين اتهموا بالاعتزال لتبنيهم خلاف
ما شاع بين الناس لفترة من الزمن.
- إن فهم المسألة يردم الهوة بين الزيدية وبين أهل السنة لأن المسألة ما تزال تتسبب في إراقة حبر كثير.
- إن فهم المسألة يحرر المسلم من التعصب للآراء لمجرد التعصب ، ولعل كثبرا من المسائل التي يشتجر فيها الناس إنما هي تاريخية لا غير.
- تفيدنا المصالحة مع التاريخ في أن نكتسب قوة إزاء أهل الأهواء الحقيقيين الذين استقلوا عن الأمة منذ القرن الرابع الهجري ولاذوا بتراجيديا الحسين
ليعبروا عن كره من أسقط دولة الفرس وطردهم من التاريخ.
-إن بيان الحق واجب على من اعتقده على أن لا يفرط في حقوق المسلمين عليه ، مما نعوذ بالله منه.

والله الموفق
 
إن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه:
( إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ) سورة النحل(40)
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)سورة يس (82)
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) سورة الأعراف(54)

والآيات واضحة في الفرق بين الأمر وهو "كلام الله" والخلق الذي هو أثر كلامه.

وليس هناك إلا مخلوق أو غير مخلوق ولا واسطة بينهما.

وأما وصف محدث في آية سورة الأنبياء فهو وصف للذكر وليس وصفا للنزول لأن النزول لا أحد يستمع إليه وإنما يستمع للذكر الذي تكلم الله به وسمعه منه جبريل عليه السلام وقام جبريل بتبليغه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وجبريل عليه السلام لا ينزل إلا بأمر الله تعالى:
(وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) سورة مريم (64) .
 
الأخوة الفضلاء :
ليتكم قبل أن تعقبوا قرأتم المقال جيداً حتى لا تعلقوا بشيء لا صلة له بالموضوع .
وتعقيباتكم هذه ذكرتني بمقال لبعض الفضلاء عنوانه : " هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟ " .

ومرادي باختصار : أن الشيخ أخطأ في موضعين :
- في جعله تفسير الحدوث بحدوث الإنزال تحريفاً مع أنه قول أئمة كبار مضى ذكر كلامهم .
- وفي تفسيره الحدوث بأن الله يحدث الكلام في نفسه ، وهذا لم أجد له سنداً عن أحد من السلف .

فقول الأخ الحسني : " ومربط الفرس في المسألة أن كثيرا من الناس يجعل كلمة : محدث ، مرادفة لكلمة مخلوق " .
أقول : هذا ليس مربط الفرس هنا ولا مربط الشاة ، ولا صلة لهذه المسألة بالانتقاد الذي انتقدته ! .

وقول الأخ أبي المنذر إن الشيخ تراجع عن كلامه ، فتراجعه عن قضية أخرى وهي معنى كتابة القرآن في اللوح المحفوظ لا صلة لها بالانتقاد الذي انتقدته ! .

أما الدكتور عبد الرحمن الشهري فإنني أشك أنه قرأ المقال .

أما كلام الدكتور عبد الرحمن الصالح فهو كلام من لم يفهم مذهب الشيخ ، ففرح به وظنه موافقاً لرأيه في أن القرآن مخلوق ! ، مع أن الشيخ برىء من هذا المذهب البدعي براءة الذئب من دم يوسف .. وإن شئت أن ترى كلامه في ذلك فراجع كتبه .
ودفاعك عن القول بخلق القرآن أعرفه سابقاً ، فلا داعي لإعادته هنا .

أما قولك إن الأقوال التي نقلتها ظنية الثبوت ، فهو كلام من لم ينظر في مصادرها .
أما أنها قابلة للتاويل فأقول : أولها إن استطعت !! .

أما " اللياقة الأدبية " التي تكلم عنها الغامدي ، فأقول : الذي لا يليق في عرف العلم والعلماء (!!) وصفه بالخطأ هو المعصوم ، وإن كان لا يليق وصف كلام الشيخ ابن عثيمين بالخطأ فمعنى ذلك أن الشيخ معصوم ، وهذا غلو قبيح لا يرضاه الشيخ نفسه .
 
الأخ الكريم : محمد براء .
ما دام أن المشاركين في هذا الموضوع على قسمين حسب رأيك :
القسم الأول : قرأ مقالك لكنه لم يفهمه .
القسم الثاني : لم يقرأه أصلا .
فلماذا لا تصلح ما استطعت ؛ فتوضح ما تريد للذين لم يفهموا مرادك .
الذي فهمت من مقالك أنك تنتقد على الشيخ قوله إن القرآن حادث لكنه غير مخلوق .
وأن تفسيره لقوله تعالى : "محدث" أنها تعود على القرآن نفسه لا على الإنزال مخالف لما عليه السلف .
فإن كان هذا ما تعنيه ؛ أو جزء مما تعنيه فقد أجبتك ، وبينت لك أن مربط الفرس والشاة والجمل في الموضوع هو جعل بعض أهل العلم كلمة "محدث" و"مخلوق" في قسم الترادف ، وقد بين ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أتم بيان .
وإن كنت تعني غير هذا فبينه لعلنا نستفيد منه .
وفق الله الجميع للعلم النافع .
 
الذي فهمت من مقالك أنك تنتقد على الشيخ قوله إن القرآن حادث لكنه غير مخلوق .

وهذا هو مربط الفرس والشاة والجمل في غلطك عليَّ .
فأنا لم أنتقد قول الشيخ إن القرآن حادث وليس مخلوقاً ، وهذا هو الذي قرره شيخ الإسلام ، وهو سالم من كثير من الاعتراضات التي لم يسلم منها لا مذهب الكلابية ولا السالمية ولا الكرامية ولا المعتزلة الجهمية .
وإنما الذي انتقدته هو تفسير الحدوث المذكور في الآية بهذا المعنى ( أن الله يحدث الكلام في ذاته ) ، وبين الأمرين فرق واضح .
والانتقاد الأهم : أن الشيخ جعل قول من فسر الحدوث بحدوث الإنزال تحريفاً !
 
وهذا هو مربط الفرس والشاة والجمل في غلطك عليَّ .
فأنا لم أنتقد قول الشيخ إن القرآن حادث وليس مخلوقاً ، وهذا هو الذي قرره شيخ الإسلام ، وهو سالم من كثير من الاعتراضات التي لم يسلم منها لا مذهب الكلابية ولا السالمية ولا الكرامية ولا المعتزلة الجهمية .
وإنما الذي انتقدته هو تفسير الحدوث المذكور في الآية بهذا المعنى ( أن الله يحدث الكلام في ذاته ) ، وبين الأمرين فرق واضح .
والانتقاد الأهم : أن الشيخ جعل قول من فسر الحدوث بحدوث الإنزال تحريفاً !
وهذا هو الخلط الذي لم يتضح بعد ؛ ما إذا كان مربط فأر حتى .
فأنت قلت في كلامك في موضوعك ما يلي : قال مقيده عفا الله عنه : تفسير الحدوث هنا بحدوث الإنزال ، أو حدوث علم النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة بالقرآن ، هو تفسير أئمة أهل السنة ، من أئمة الفقه واللغة والحديث والتفسير .
وهذا غير صحيح ؛ فإن النقول التي تفضلت بها لا تدل على هذا ألبتة ؛ فأعد قراءتها مرات عديدة حتى يتضح لك معنى كلامهم هذا أولا .
ثانيا : كلام الشيخ في كلمة "محدث" أنها بمعنى حادث لا يدل على ما ذهبت إليه لا لغة ولا شرعا .
ومسألة قيام الحوادث في ذاته تعالى مسألة أخرى لا يستلزمها القول بأن القرآن حادث أو محدث ؛ فضلا عن أن يكون هو مذهب القائلين بها .
ثالثا : كلمة "محدث" لا يمكن أن تكون لها علاقة من ناحية اللغة والإعراب بالفعل : "يأتي" حتى تكون تدل على الإنزال ؛ فهي في النحو مرتبطة بكلمة "من ذكر" سواء حذفت "من" ورفعت ذكر أو تركتها على حالها ، أو اعتبرت "من" زائدة قبل الفاعل ؛ بل حتى لو نصبت "محدثا" .
هذا من ناحية اللغة ، أما كلام السلف فارجع إليه باحثا عن الحق مجانب للجدل ، واحذر من الغضب في الحوار ، ومن الكلام الذي لا يفيد فيه ؛ بل اعرض ما عندك من الأدلة على المسألة ولا تتعصب .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
ليتكم قبل أن تعقبوا قرأتم المقال جيداً

فأعد قراءتها مرات عديدة حتى يتضح لك معنى كلامهم

هذه الظاهرة من الأمور الطريفة حقاً ، وقد لاحظتها في أكثر من حوار ، ذلك أنني أجد بعض من يحاورني عندما لا تكون لديه بضاعة يطرحها في الحوار يتأثر بأسلوبي ، فيأخذ كلامي ( أو بضاعتي ) ويخاطبني به !! .
والعجيب : أنك في أول مشاركة لك وصفت كلامي بـ"الطرح العلمي الرصين " .. والآن : قلبتَ الموازين !! .
فنصيحتي لك أخي الحبيب : أن لا تتسرع في التعقيب ، حتى لا تتقلب في رأيك هذا التقليب ! .

ومسألة قيام الحوادث في ذاته تعالى مسألة أخرى لا يستلزمها القول بأن القرآن حادث أو محدث ؛ فضلا عن أن يكون هو مذهب القائلين بها .

هل أنت متأكد مما تقول ؟!
سأترك لك المجال لتراجع نفسك بنفسك ليتبين لك خطؤك الذي ما كنت أتوقعه منك .

ثالثا : كلمة "محدث" لا يمكن أن تكون لها علاقة من ناحية اللغة والإعراب بالفعل : "يأتي" حتى تكون تدل على الإنزال ؛ فهي في النحو مرتبطة بكلمة "من ذكر" سواء حذفت "من" ورفعت ذكر أو تركتها على حالها ، أو اعتبرت "من" زائدة قبل الفاعل ؛ بل حتى لو نصبت "محدثا" .

لا أحد يقول : إن " محدث " ليست نعتاً لـ " ذكر " ، حتى تذكر هذه الاحتمالات الأخرى وتردها !
 
لماذا جاء الوصف "محدث" في الآية؟

ما هي فائدته؟

أليس قوله "من ذكر" يصدق على جميع الذكر السابق واللاحق؟
 
هذه الظاهرة من الأمور الطريفة حقاً ، وقد لاحظتها في أكثر من حوار ، ذلك أنني أجد بعض من يحاورني عندما لا تكون لديه بضاعة يطرحها في الحوار يتأثر بأسلوبي ، فيأخذ كلامي ( أو بضاعتي ) ويخاطبني به !! .
والعجيب : أنك في أول مشاركة لك وصفت كلامي بـ"الطرح العلمي الرصين " .. والآن : قلبتَ الموازين !! .
فنصيحتي لك أخي الحبيب : أن لا تتسرع في التعقيب ، حتى لا تتقلب في رأيك هذا التقليب ! .



هل أنت متأكد مما تقول ؟!
سأترك لك المجال لتراجع نفسك بنفسك ليتبين لك خطؤك الذي ما كنت أتوقعه منك .



لا أحد يقول : إن " محدث " ليست نعتاً لـ " ذكر " ، حتى تذكر هذه الاحتمالات الأخرى وتردها !

الأخ الكريم : على التسليم بما تسمن به أفكارك ؛ فلا عيب في الأمرين معا :
1 - لا عيب في الاستفادة منك إن كنت أهلا لذلك .
2 - لا عيب في التقلب على حسب المعطيات ؛ وإنما العيب في التحجر على رأي واحد لا يتزحزح بعرض الأدلة ومناقشتها .
أما الأسلوب الساخر الذي ملأت به مداخلتك فقد كنت أرفع عندي منه ، وقد أعجبت بطرحك في أول مشاركة لك في هذا الموضوع ، ولا زلت أقول إن طرحك فيها علمي ورصين ، ولكن العبرة بالخواتيم .
والسخرية يتقنها كل أمي لا يقرأ ولا يكتب ؛ ولكن لا فائدة منها ، وأنصحك - وإن كنت لست أهلا لأقدم لأمثالكم من المتخصصين النصح - أن تتركها ، وتركز على ما عندك من أدلة على أن فهم الشيخ لقوله تعالى "محدث" مخالف لما عليه السلف .
هذا هو الموضوع الذي طرقت ؛ فإن كانت عندك عليه أدلة غير ما ذكرت فاعرضها حتى نستفيد منك ، وإلا فذكر الله تعالى أفضل لي ولك .
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
الأخوة الفضلاء :
ليتكم قبل أن تعقبوا قرأتم المقال جيداً حتى لا تعلقوا بشيء لا صلة له بالموضوع .
وتعقيباتكم هذه ذكرتني بمقال لبعض الفضلاء عنوانه : " هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟ " .

أما كلام الدكتور عبد الرحمن الصالح فهو كلام من لم يفهم مذهب الشيخ ، ففرح به وظنه موافقاً لرأيه في أن القرآن مخلوق ! ، مع أن الشيخ برىء من هذا المذهب البدعي براءة الذئب من دم يوسف .. وإن شئت أن ترى كلامه في ذلك فراجع كتبه .
ودفاعك عن القول بخلق القرآن أعرفه سابقاً ، فلا داعي لإعادته هنا .

أما قولك إن الأقوال التي نقلتها ظنية الثبوت ، فهو كلام من لم ينظر في مصادرها .
أما أنها قابلة للتاويل فأقول : أولها إن استطعت !! .

السيد محمد براء المحترم
[align=center]
نحن هنا ضيوف على موضوعك ولم يسبق لي أن حاورتك من قبل

ولكن ما يجب قوله هنا للقراء لكيلا يظنوا أن لديك فهما ليس لدى من علق على موضوعك.

وجهة نظري في بدعة خلق القرآن التي امتصت طاقات الأمة لألف سنة أنها مسألة قامت على سوء فهم ، وأن من قال (مخلوق) فقد ابتدع في اللفظ فوصف القرآن بما لم يرد عن الله تعالى ولا رسوله.
ومن قال "غير مخلوق" كما نسبوا إلى الإمام أحمد وغيره فهو إنما يعني "لا يوصف بمخلوق". وهذا مقتضى تفكيره رحمه الله فهو أورع من أن يخوض في ما ليس له به علم.
وإذا راجعت مسائله وجدته يُسأل عن المسألة من أحكام الطهارة فيقول "لا أجرؤ عليه"
وهذا يُرجح ما ذهبت إليه في معنى ما نُسب إليه من قول. وأقول (ما نُسب إليه) لأني لم أر له مثل هذا القول في كل ما قرأت له.
وأما ما شاع منذ الأشعري لدى الجم الغفير من الأمة حتى لدى خصوم الأشعري فهو بدعة مقابلة سببها سوء فهم مصطلح "غير مخلوق" الذي كان لا يعني أكثر من
"ولا يوصف بمخلوق"

فمذهبي في القرآن لا يزيد شعيرة عن قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
"والصحيح أن القرآن حادث ؛ يتكلم الله به حين إنزاله ، فيتلقاه جبريل فيأتي به النبي صلى الله عليه وسلم ....

وهذا في القرآن صريح ، قال تعالى : (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ)"

فإن كنت وجدت سوى ذلك فهذه مقالاتي في هذا المنتدى المبارك.
وأنا أعوذ بالله أن أصف القرآن بوصف لم يرد عن الله تعالى ولا عن رسوله بأن أقول (هو مخلوق) أو أقول (هو غير مخلوق). لكني أدين الله تعالى بأن "من قال القرآن مخلوق فهو مبتدع" ومن قال "غير مخلوق" فإن كان يعني "لا يوصف بمخلوق" فهو مصيب. وإن كان يعني غير ذلك فقد أبعد النجعة وقفا ما ليس له به علم وابتدع بدعة هي أعظم من البدعة التي أنكرها، ونسأل الله تعالى أن يغفر للمسلمين ما جرحوا، ونعوذ بالله من الخذلان.

والله أعلى وأعلم

[/align]
 
الدكتور الفاضل عبد الرحمن :
أرجو منك أن تتأنى قليلاً في الحكم في مثل هذه المسألة العظيمة التي اضطربت فيها أقوال أهل الأرض ، فكلامك يدل على تقصير في النظر في كلام أحمد وغيره من أئمة السنة .
فالنقل عن الإمام أحمد في تكفير من قال بخلق القرآن مشهور عنه ، فانظر إن شئت في ذلك كتاب السنة لابنه عبد الله أو كتاب السنة للخلال أو شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للالكائي ، وليست المسألة مجرد مسألة لفظية كما تفضلت ، وإلا فلماذا يعرض نفسه للسجن والأذى من أجل مسألة لفظية ؟!
لكن ليس هذا موضع مناقشة رأيك ، فأرجو منك إن أردت أن تطرح رأيك أن تكتبه في موضوع آخر ، إنما المقصود هنا فقط : أن الشيخ ابن عثيمين بريء من القول بخلق القرآن بل يضلل من قال بذلك ، فأين كلامه من كلامك ؟!

قال رحمه الله في شرحه على الواسطية (1/427-428) : " وعقيدة أهل السنة والجماعة في القرآن ؛ يقولون : إن القرآن كلام الله ، منزل ، غير مخلوق منه بدأ ، وإليه يعود.
- قولهم " كلام الله " : دليله : قوله تعالى هنا : { فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } [ التوبة : 6 ]، وبما يأتي من الآيات.
- وقولهم : "منزل" : دليلة قوله تعالى : { شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ } [ البقرة:185 ] ، وقوله : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ } [ القدر : 1 ] ، وقوله : { وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا } [ الإسراء:106] .
- وقولهم : " غير مخلوق " : دليله : قوله تعالى : { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ } [ الأعراف:54 ] ؛ فجعل الخلق شيئا والأمر شيئا آخر؛ لأن العطف يقتضي المغايرة ، والقرآن من الأمر؛ بدليل قوله تعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا } [ الشورى:52] ؛ فإذا كان القرآن أمرا ، وهو قسيم للخلق؛ صار غير مخلوق ؛ لأنه لو كان مخلوقا؛ ما صح التقسيم. وهذا دليل سمعي.
أما الدليل العقلي؛ فنقول : القرآن كلام الله ، والكلام ليس عينا قائمة بنفسها حتى يكون بائنا من الله ، ولو كان عينا قائمة بنفسها بائنة من الله ؛ لقلنا : إنه مخلوق ، لكن الكلام صفة للمتكلم به ، فإذا كان صفة للمتكلم به ، وكان من الله؛ كان غير مخلوق؛ لأن صفات الله عز وجل كلها غير مخلوقة .
وأيضا ؛ لو كان مخلوقا ؛ لبطل مدلول الأمر والنهي والخبر والاستخبار ؛ لأن هذه الصيغ لو كانت مخلوقة. لكانت مجرد أشكال خلقت على هذه الصورة لا دلالة لها على معناها؛ كما يكون شكل النجوم والشمس والقمر ونحوها " اهـ المقصود من كلامه .

و في فتاوى الشيخ في برنامج نور على الدرب :
جزاكم الله خيراً هذه السائلة دعاء م. ع من جمهورية مصر العربية البحيرة تقول في هذا السؤال: قرأت في كتاب بأن أهل السنة والجماعة قالوا بأن من قال: إن القرآن محدث فهو كافر، وإن القرآن ليس مخلوقاً. فما معنى أن القرآن ليس محدثاً وليس مخلوقاً؟
فأجاب رحمه الله تعالى: أما من قال: إن القرآن مخلوق، فهو مبتدع ضال؛ لأن القرآن كلام الله عز وجل، و كلام الله من صفاته، وصفات الخالق غير مخلوقة، وقد أنكر أئمة أهل السنة على من قال ذلك- أي: على من قال: إن القرآن مخلوق- إنكاراً شديداً، وحصلت بذلك الفتنة المشهورة التي جرت في زمن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله، حتى إن بعضهم- أي: بعض الأئمة- أطلق الكفر على من قال: إن القرآن مخلوق، ولا شك أن من قال: إن القرآن مخلوق، فقد أبطل الأمر والنهي؛ لأنه إذا كان مخلوقاً فمعناه أنه شيء خلق على هذه الصورة المعينة، فهو كالنقوش في الجدران والورق وشبهها لا يفيد شيئاً، إذ ليس أمراً ولا نهياً ولا خبراً ولا استخباراً. وأما من قال: إن القرآن محدث، فليس بمبتدع وليس بضال، بل قد قال الله تعالى:( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ). نعم لو كان المخاطب لا يفهم من كلمة محدث إلا أنه مخلوق فهنا لا نخاطبه بذلك، ولا نقول: إنه محدث، خشية أن يتوهم ما ليس بجائز " .

فهل توافق الشيخ على كلامه ؟! .
إن كان : نعم ، فالحمد لله فليس بيننا خلاف .
وإن كان لا ، فأرجو منك أن تكتب رأيك في المسألة في غير هذا الموضع ، وأناقشك فيه هناك إن شاء الله ، لأن هذا الموضوع لمناقشة كلام الشيخ ابن عثيمين في تفسير قوله تعالى : " مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ " ، وليس لعرض آراء أعضاء الملتقى في مسألة خلق القرآن .

أما الأخ إبراهيم ، فليس مرادي من مشاركتي السابقة السخرية كما ظننت ، وليس هذا لي بخلق ، وإن كنت طلبت الفائدة من العبد الفقير، فهذا من كريم خلقك وحسن ظنك ، فأبشر بذلك ، ولعلني أكتب مزيد شرح لموضع الانتقاد من كلام الشيخ رحمه الله إن شاء الله تعالى .
 
و في فتاوى الشيخ في برنامج نور على الدرب :
جزاكم الله خيراً هذه السائلة دعاء م. ع من جمهورية مصر العربية البحيرة تقول في هذا السؤال: قرأت في كتاب بأن أهل السنة والجماعة قالوا بأن من قال: إن القرآن محدث فهو كافر، وإن القرآن ليس مخلوقاً. فما معنى أن القرآن ليس محدثاً وليس مخلوقاً؟
فأجاب رحمه الله تعالى: أما من قال: إن القرآن مخلوق، فهو مبتدع ضال؛ لأن القرآن كلام الله عز وجل، و كلام الله من صفاته، وصفات الخالق غير مخلوقة، وقد أنكر أئمة أهل السنة على من قال ذلك- أي: على من قال: إن القرآن مخلوق- إنكاراً شديداً، وحصلت بذلك الفتنة المشهورة التي جرت في زمن إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله، حتى إن بعضهم- أي: بعض الأئمة- أطلق الكفر على من قال: إن القرآن مخلوق، ولا شك أن من قال: إن القرآن مخلوق، فقد أبطل الأمر والنهي؛ لأنه إذا كان مخلوقاً فمعناه أنه شيء خلق على هذه الصورة المعينة، فهو كالنقوش في الجدران والورق وشبهها لا يفيد شيئاً، إذ ليس أمراً ولا نهياً ولا خبراً ولا استخباراً. وأما من قال: إن القرآن محدث، فليس بمبتدع وليس بضال، بل قد قال الله تعالى:( مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ). نعم لو كان المخاطب لا يفهم من كلمة محدث إلا أنه مخلوق فهنا لا نخاطبه بذلك، ولا نقول: إنه محدث، خشية أن يتوهم ما ليس بجائز " .

.

جزاك الله خيرا على هذا البيان .
ومذهب كثير من أعضاء الملتقى الذين شاركوا في هذا الموضوع حسب ما فهمت من مشاركاتهم هو ما نقلت هنا في فتاوى نور على الدرب .
وهو يرجعنا إلى أن المسألة في تفسير قوله تعالى :"محدث" عند الشيخ رحمه الله تعالى تعود إلى التفريق بين اللفظين "مخلوق" "محدث" فيطلق على القرآن الكريم أنه محدث وحادث ، ولا يطلق عليه أنه مخلوق .
فهل هذا الفهم لكلام الشيخ صحيح ؟
 
كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله هنا قيده بقيد لم أركَ أعرته اهتماماً وهو موجه لمن يعتقد هذا الاعتقاد وهو قوله (وقد أَوَّلَ من يقول إن القرآن قديم)

وقد فسر الشيخ هذا المعنى في موضع سابق في شرحه للسفارينية فقال: (وعلى هذا يقول المؤلف - يعني السفاريني- إن القرآن كلام الله القديم يعني الأزلي أي أن القرآن قديم بقدم الله عز وجل فهو أزلي).

وقال الشيخ صالح آل الشيخ في شرحه للطحاوية: (فحاصل معتقد هذه الطوائف - الكلابية والأشاعرة والماتريدية - أن القرآن قديم وكلام الله عز وجل قديم، يعني تكلم الله به في الأزل ثم لما أراد إنزاله على محمد صلى الله عليه وسلم قام - ما تكلم به في الأزل - به معنى، فألقاه في روع جبريل فنزل به جبريل وعبر عنه). ج1 ص 302

وقال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى: ( فقد بين - في غير موضع (يعني الله سبحانه وتعالى في القرآن)- أنه - أي القرآن - منزل من الله، فمن قال: إنه منزل من بعض المخلوقات كاللوح والهواء فهو مفتر على الله مكذب لكتاب الله) 12/520

وقال في موضع آخر: (ومن قال: إن القرآن العربي لم يتكلم الله به وإنما هو كلام جبريل أو غيره عبر به عن المعنى القائم بذات الله، كما يقول ابن كلاب والأشعري ومن وافقهما فهو قول باطل من وجوه كثيرة) 12/583

فلما احتج أهل السنة على هؤلاء المبتدعة بهذه الاية (مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ) (الأنبياء: الآية2) وأن الله سبحانه وتعالى وصف ما يأتيهم من ذكر بأنه محدث تأول بعضهم - كما قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله - بأن المحدث هو النزول وحيث أن هذا التأويل صرف لكلام الله عن ظاهره بغير دليل عدّه الشيخ تحريفاً.

فقد قال الشيخ رحمه الله في شرحه للواسطية: (المعنى الثالث للتأويل: صرف اللفظ عن ظاهره وهذا النوع ينقسم إلى محمود ومذموم فإن دل عليه دليل فهو محمود ويكون من القسم الأول وهو التفسير، وإن لم يدل عليه دليل فهو مذموم ويكون من باب التحريف وليس من باب التأويل) ج1 ص89

لذا فاللذي يتضح من كلام الشيخ رحمه الله أنه يعني بكلامه فرقة من المبتدعة ترى أن الله تكلم بالقرآن في الأزل وكتبه في اللوح المحفوظ ثم أخذه جبريل عليه السلام من اللوح المحفوظ ونزل به، وحيث أنهم ينزهون الله من الحوادث بزعمهم صرفوا الحدوث في هذه الآية لنزول جبريل عليه السلام بالقرآن أو لنزول القران فقط مع أن الآية صريحة في تعلق كلمة (محدث) في الاية بكلمة (ذكر).

فالنزول هنا -في كلام المبتدعة ورد الشيخ ابن عثيمين عليهم- فيما يظهر أنه مستقل بالحدوث ويختلف عن كلام الأئمة الذين نقلتَ عنهم فهناك مصطلح النزول يختلف عن هنا فلا يكون كلام أولئك الأئمة هو تحريف للآية كما توهمت.

فكلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله صحيح، وكلامه أيضاً في التحريف صحيح وهو مذهب أهل السنة والجماعة ولم يخالف الأئمة الذين نقلت عنهم تفسير الآية مذهب أهل السنة في التأويل.

فكلام الشيخ لا ينطبق عليهم كما توهمت.

والله أعلم
 
عودة
أعلى