((التفكير الحر)) و ((تعليم التفكير))

[حفيدة البخاري]

بسم الله الرحمن الرحيم

هذه بعض الوقفات التي أعجبتني كثيرا ، واستوقفتني أكثر لأعيد حساباتي وأراجع طريقة تفكيري ، وتفكير طالباتي اللاتي استأمنني الله على عقولهن ، استفدتها من شيخنا د. مساعد الطيار – سدده الله وكثر في الأمة من أمثاله – قال في إحدى دروسه العلمية :

· لابد أن تنمي التفكير الحر عندك مادمت تستطيع التفكير والوصول لنتيجة فلا ترتبط بقول فلان أو فلان .

· يؤلمني من يبرز ماعنده ليضعف ماعند الآخرين ، مثلا : في الإعجاز العلمي ، والتفسير الموضوعي وغيره ، هذا الأسلوب ليس أسلوبا صحيحا ، ولاتفتحوا علي هذا الباب لأني أصاب بانزعاج من طريقة التفكير هذه .

· مما لاحظته من طبعنا نحن البشر وهي قضية يجب أن ننتبه لها : أن الإنسان إذا كان معتنيا بشيء معين وامتلأ منه تغييب عنه المشكلات في هذا الموضوع ، بسبب زيادة اعتنائه به وعدم انتباهه للأخطاء التي توجد في المنهج أو في الطريقة ، ولهذا المناقشة والمذاكرة والمدارسة والأخذ والعطاء ، كما في هذه الدروس عندما نطرح الرأي نسمع من ينتقد أو يوجه فيجعلني أنظر في هذه الفكرة هل هي صحيحة فأفكر كيف أدافع عنها ، أو فيها مشكلة فأصوبها .. هذه القيمة في المناقشات وللأسف مفقودة عند البعض ، ولهذا أنا عندي انزعاج ممن يكتب كتابا وتستمر أفكاره ولاتتغيير لمدة عشر سنيين عشرين ، ثلاثين سنة ،وأفكاره في هذا الموضوع لم تتطور ، هذا يدل أن عنده مشكلة .. إذا لم تتطور الأفكار وتتغيير للأحسن فعندنا احتمالان :
1. إما أن يكون هذا الكلام الاجتهادي أصبح بمثابة الوحي لايتغيير ..
2. أو عندنا مشكلة في تفكير الشخص .
لاشك أن الأول ليس بصواب ، فالمشكلة في الشخص الذي لم يتطور وينظر في الاعتراضات فيجيب عنها فصار جامدا على فكرة واحدة ، لم تغير عنده هذه الفكرة ، وهذا حقيقة عيب في البحث العلمي ، وأحد أسباب ضعف البحث العلمي عندنا.

· بعض المعاصرين ينطبق عليه : فرحوا بما أوتوا من العلم ، من حيث يشعر أو لا يشعر ، بعضنا يحس أنه أوتي علما لم يُسبق إليه ، وأنه بهذا العلم بلغ شأواً كبيرا جدا ، وهذا حقيقة نقص ومن تلبيسات الشيطان ، لايعني هذا أننا نكون تقليديين نعتمد فقط على العلماء السابقيين ، نحن ندعو للتجديد والتطوير ولكن لابد أن نعرف كيف نجدد وكيف نطور مع الحفاظ على ماكتبه السابقون والاعتماد عليهم .. ليس التطوير والتجديد أن أرفض ماكتبه السابقون ؛ أنا أربي نفسي وأربي من يتعلم عندي أننا نبني على أقوال من سبق ، ولا نأتي بجديد لنهدم به السابق هذا ليس بصواب وليس من منهجية العلم عندنا ، فلننتبه لهذا المزلق ..

· عُوّدنا ألا نفكر ، وإن فكرنا وجدنا بعض الأساتذة من يؤنبنا ، نحن بحاجة لفتح باب التفكير مع الطلاب والطالبات لتنموا عندهم ملكة التفكير .. نطمح لوجود صالات نقاش وبحث وأخذ وعطاء، في قاعات الدراسات العليا ..
عندي هدفان أسعى لغرسهما في طلابي وطالباتي :
1. أن يكون قادرا على البحث .
2. أن أعطيه المنهجية العلمية في التفكير والتحليل والاستنباط والنقد وبحث الأفكار ....

أ.هـ كلامه – حفظه الله –


سؤال لنفسي قبل أن أوجهه لكل معلم ومعلمة هل فكرنا في تطوير أفكارنا ، وأفكار من تحت أيدينا ، أو أن مشاغل الدنيا صرفتنا عن التجديد والتطوير .. وجعلت عطائنا تقليديا مملا ، نطالب بتدريس نفس المقرر كل عام لأننا حفظناه ، فنكون كورق الشفاف يشف ما ذكره كل عام دون أي إضافات أو تطوير ؟!!


لنطلق الحرية لأفكارنا إن أردنا النهوض بأمتنا ..


ولمزيد فائدة حول هذا الموضوع أنصح بسماع أشرطة " تعليم التفكير من منظور إسلامي " لشيخنا أ.د. خالد الدريس – سدده الله وكثر في الأمة من أمثاله – في موقع البث الإسلامي

http://liveislam.net/archive.php?sid=&tid=1194




​