التفكر فى خلق الانسان على مقتضى ما تدل عليه الآيات القرءانية

إنضم
23/08/2017
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
36
الإقامة
لبنان
التفكر فى خلق الانسان على مقتضى ما تدل عليه الآيات القرءانية(١)[١]
قَبَساتٌ من فوائد الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن جاب الله
كان حيًا سنة ١٣١٧هـ رحمه الله تعالى​
بسم الله الرحمن الرحيم​
الحمد لله ربّ العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى ءاله وصحبه وسلم أما بعد فقد قال تعالى فى سورة طه (قَال) أىْ موسى عليه السلام (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ) من الأشياء (خَلْقَهُ) الذى هو عليه متميزًا به عن غيره أىّ صورتَهُ وشكله اللائق بما نِيطَ به من الخواصّ والمنافع أو أعطَى مخلوقاتِهِ كلَّ شىءٍ تحتاج هى إليه وترتفق به (ثُمَّ هَدَى) أى إلى طريق الانتفاع والارتفاق بما أعطاه وعَرَّفَهُ كيف يتوصل إلى بقائه وكماله إما اختيارًا كما فِى الحيوانات أو اضطرارًا كما فِى الجمادات والقوَى النباتية والحيوانية ولَمَّا كان الخلق الذى هو عبارة عن تركيب الأجزاء وتسوية الأجسام متقدمًا على الهداية التِى هِىَ عبارةٌ عن إبداعِ القُوَى المحركة والمدركة فِى تلك الأجسام وَسَّطَ بينهما كلمة التراخِى [أى ثم].قال الإمام فخر الدين والشروع فى بيان عجائب حكمة الله تعالى فى الخلق والهداية شروعٌ فى بحرٍ لا ساحل له ولنذكرْ منه أمثلةً قريبة إلى الأفهام.أحدها أن الطبيعِىّ يقول الثقيل هابط والخفيف صاعد وأشد الأشياء ثقلًا الأرض ثم الماء وأشدها خفة النار ثم الهواء فلذلك وجب أن تكون النار أعلى العنصريات والأرض أسفلها ثم إنه سبحانه قَلَبَ هذا الترتيبَ فى خِلقة الإنسان فجعل أعلى الأشياء منه العظم والشعر وهما أيبس ما فى البدن وهما بمنزلة الأرض ثم جعل تحته الدماغ الذِى هو بمنزلة الماء وجعل تحته النَّفَسَ الذِى هو بمنزلة الهواء وجعل تحته الحرارة الغريزية التِى فِى القلب التِى هِىَ بمنزلة النار فجعل مكان الأرض من البدن الأعلى وجعل مكان النار من البدن الأسفل لِيُعْرَفَ أن ذلك بتدبير القادر الحكيم الرحيم لا باقتضاء العلة والطبيعة.

أكمل القراءة على موقع صوت العلماء
١٩- التفكر فى خلق الانسان على مقتضى ما تدل عليه الآيات القرءانية (١)
 
بارك الله بك أخي السمراوي. لدي تعليق على هذه الفقرة:
أحدها أن الطبيعِىّ يقول الثقيل هابط والخفيف صاعد وأشد الأشياء ثقلًا الأرض ثم الماء وأشدها خفة النار ثم الهواء فلذلك وجب أن تكون النار أعلى العنصريات والأرض أسفلها ثم إنه سبحانه قَلَبَ هذا الترتيبَ فى خِلقة الإنسان فجعل أعلى الأشياء منه العظم والشعر وهما أيبس ما فى البدن وهما بمنزلة الأرض ثم جعل تحته الدماغ الذِى هو بمنزلة الماء وجعل تحته النَّفَسَ الذِى هو بمنزلة الهواء وجعل تحته الحرارة الغريزية التِى فِى القلب التِى هِىَ بمنزلة النار فجعل مكان الأرض من البدن الأعلى وجعل مكان النار من البدن الأسفل
أظن أن هذا كلام غير صحيح في ضوء المعرفة الحديثة (طبيعة الجاذبية وخواص العناصر) فوجب تجديده دون القطيعة مع هذا الجزء المهم من التراث (الكلام الدقيق أو دقيق الكلام = اللاهوت الطبيعي) وذلك يكون بالإنتفاع من المنطلقات التي أطرت لمنهج الخوض في دقائق الكلام، وإن كان الإحتجاج بحرفه في وقته سليما وصحيحا لأن العبرة في التواصل إنما هو بأفق المعرفة الذي يشكل معالم المرجعية التواصلية، وهذه سنة مؤكدة في التواصل رغم أنها دفعت ببعض تلاميذ العقلانية الوضعية من بعض المسلمين إلى تطبيقها على النص القرءاني (القصص القرءاني نموذجا) ، فهو إذا كلام تاريخي. وقوله (لِيُعْرَفَ أن ذلك بتدبير القادر الحكيم الرحيم لا باقتضاء العلة والطبيعة) قول صاغه بعبارة قد تثير جدلا كلاميا معروفا يتعلق بالشرك الخفي والسببية والإقترانية .. والإختلاف في ذلك معروف، بل إن مثل هذا الكلام هو الذي دفع ويدفع بالدهرية المعاصرة إلى تأكيدهم على معادلة مشهورة بينهم ومفادها أن تطور أي إتساع العلوم الطبيعية يؤدي حتما إلى التضييق على الدائرة الدينية فيما يتعلق بالنظر بأبعاده الثلاثة (النفس) و (الآفاق) و (التاريخ). والله أعلم.

ما رأيك وما خلاصتك للمحاضرة؟
 
عودة
أعلى