التفسير ومحاكاة الواقع...لماذا لا؟؟؟

إنضم
26/05/2010
المشاركات
26
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
حقيقة مما ينزع الدمع من المآقي ويحرق القلب ما نجده اليوم من بعض الشيوخ الذين حبسوا انفسهم داخل كتب ووأوراق كتب الحواشي ونظم المنظومات ...ولكنه لا يخرج من مكتبته أو من الكهف المظلم الذي وقع فيه ...لا زال متعلقا بالنقولات دون تنزيلها على واقعها ولا مرعاة الأحداث الراهنة بالأمة والقتل والتشريد ثم الآتين إلى حكمنا على دبابة أجيرة ...ثم تقسم دولتنا إلى دويلات ...والفساد المنتشر الذي لا يمثله إلا قول الحكيم الجليل -عز عن المثيل-:(((ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ)))والشيخ لا زال لم يخرج من دائرته التي رسمها لنفسه لم يرفع للعلياء رأسه وكأن السلف عنده ما كانوا إلا بعض الدراويش أو المتحذلقين ورحم الله الغزالي عندما لخص كثير من مقاصدي بقوله:(فأدلة الطريق هم العلماء الذين هم ورثة الأنبياء وقد شغر منهم الزمان ولم يبق إلا المترسمون وقد استحوذ على أكثرهم الشيطان واستغواهم الطغيان وأصبح كل واحد بعاجل حظه مشغوفا فصار يرى المعروف منكرا والمنكر معروفا حتى ظل علم الدين مندرسا ومنار الهدى في أقطار الأرض منطمسا ولقد خيلوا إلى الخلق أن لا علم إلا فتوى حكومة تستعين به القضاة على فصل الخصام عند تهاوش الطغام أو جدل يتدرع به طالب المباهاة إلى الغلبة والإفحام أو سجع مزخرف يتوسل به الواعظ إلى استدراج العوام إذ لم يروا ما سوى هذه الثلاثة مصيدة للحرام وشبكة للحطام)
وإنا لله وإنا إليه راجعون مما زاد على هذا أهل زماننا والقرآن فيه آيات تقطع الأكباد ولا يلتفت إليها جمع من المفسرينالمعاصرين ولا يعلمون ان أي مصنع يصنع شيئا لا يرتضي إلى كتيب التوضيح(الكتلوج) الذي وضعه ليكون هو المسير لآلته وفي فطر الناس يقولون لك لا شك أنه الخير المحض لأنها الشركة الصانعة ...أفيكون كتاب اللهالذي خلقنا ووضع منهجا لإصلاح حياتنا وجعل كل حكم غير حكمه حكم جاهلية لا يصلح ان يكون مسيرا لواقع الحياة؟؟؟ فطالما ان كتاب الله هو الحكم فهل من مشكلة في العصر واجهتنا أكبر من هذه؟؟؟وأين المفسر الذي يبني كلامه وفقا لواقعه وقضايا امته بلا مغالاة ويكون وارثا لنبوة حقيقة معلما ومزكيا ومرشدا ؟؟؟وأين التفسير الذي يبني للأمة ولصرحها ؟؟؟
وقد بلينا فيمن يفصل لناس جديدا من الدين يتلاءم مقاسه مع النمر الامريكية أو الليبرالية أو الديمقراطية ويعطي على ذلك القواطع الشرعية ويأتينا بإسلام جديد غير دين رب البرية..
 
عجيب أن لا يقوم أحد من الإخوة برد أو نقد أو نقض أو ابتكار حلول لجعل التفسير واقعيا ودخوله في واقع الحياة ...ولصياغة الشخصية الإسلامية
 
لعل الذي ينقص كثير منا تذوق القرآن لتنزيله على واقعه وينقصنا ان نعيش مع القرآن وكما قال سيد-رحمه الله-:(
الحياة في ظلال القرآن نعمة. نعمة لا يعرفها إلا من ذاقها. نعمة ترفع العمر وتباركه وتزكيه. والحمد لله.. لقد منَّ علي بالحياة في ظلال القرآن فترة من الزمان، ذقت فيها من نعمته ما لم أذق قط في حياتي. ذقت فيها هذه النعمة التي ترفع العمر وتباركه وتزكيه.
لقد عشت أسمع الله - الله - يتحدث إلي بهذا القرآن.. أنا العبد القليل الصغير.. أي تكريم للإنسان هذا التكريم العلوي الجليل ؟ أي رفعة للعمر يرفعها هذا التنزيل ؟ أي مقام كريم يتفضل به على الإنسان خالقه الكريم ؟
وعشت - في ظلال القرآن - أنظر من علو إلى الجاهلية التي تموج في الأرض، وإلى اهتمامات أهلها الصغيرة الهزيلة.. أنظر إلى تعاجب أهل هذه الجاهلية بما لديهم من معرفة الأطفال، وتصورات الأطفال، واهتمامات الأطفال.. كما ينظر الكبير إلى عبث الأطفال، ومحاولات الأطفال. ولثغة الأطفال.. وأعجب.. ما بال هذا الناس ؟! ما بالهم يرتكسون في الحمأة الوبيئة، ولا يسمعون النداء العلوي الجليل. النداء الذي يرفع العمر ويباركه ويزكيه ؟
عشت أتملى - في ظلال القرآن - ذلك التصور الكامل الشامل الرفيع النظيف للوجود.. لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني.. وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية، في شرق وغرب، وفي شمال وجنوب.. وأسأل.. كيف تعيش البشرية في المستنقع الآسن، وفي الدرك الهابط، وفي الظلام البهيم وعندها ذلك المرتع الزكي، وذلك المرتقى العالي، وذلك النور الوضيء ؟
وعشت - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله، وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله.. ثم أنظر.. فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها. وأقول في نفسي:أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم ؟ يا حسرة على العباد !!!
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الوجود أكبر بكثير من ظاهره المشهود.. أكبر في حقيقته، وأكبر في تعدد جوانبه.. إنه عالم الغيب والشهادة لا عالم الشهادة وحده. وإنه الدنيا والآخرة، لا هذه الدنيا وحدها.. والنشأة الإنسانية ممتدة في شعاب هذا المدى المتطاول كله إنما هو قسط من ذلك النصيب. وما يفوته هنا من الجزاء لا يفوته هناك. فلا ظلم ولا بخس ولا ضياع. على أن المرحلة التي يقطعها على ظهر هذا الكوكب إنما هي رحلة في كون حي مأنوس، وعالم صديق ودود. كون ذي روح تتلقى وتستجيب، وتتجه إلى الخالق الواحد الذي تتجه إليه روح المؤمن في خشوع: ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال .. تسبح له السماوات السبع والأرض ومن فيهن، وإن من شيء إلا يسبح بحمده .. أي راحة، وأي سعة وأي أنس، وأي ثقة يفيضها على القلب هذا التصور الشامل الكامل الفسيح الصحيح ؟
وعشت - في ظلال القرآن - أرى الإنسان أكرم بكثير من كل تقدير عرفته البشرية من قبل للإنسان ومن بعد.. إنه إنسان بنفخة من روح الله: فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين .. وهو بهذه النفخة مستخلف في الأرض: وإذ قال ربك للملائكة:إني جاعل في الأرض خليفة.. ومسخر له كل ما في الأرض: وسخر لكم ما في الأرض جميعا.. ولأن الإنسان بهذا القدر من الكرامة والسمو جعل الله الآصرة التي يتجمع عليها البشر هي الآصرة المستمدة من النفخة الإلهية الكريمة. جعلها آصرة العقيدة في الله.. فعقيدة المؤمن هي وطنه، وهي قومه، وهي أهله.. ومن ثم يتجمع البشر عليها وحدها، لا على أمثال ما تتجمع عليه البهائم من كلأ ومرعى وقطيع وسياج !..
والمؤمن ذو نسب عريق، ضارب في شعاب الزمان. إنه واحد من ذلك الموكب الكريم، الذي يقود خطاه ذلك الرهط الكريم:نوح وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ويعقوب ويوسف، وموسى وعيسى، ومحمد.. عليهم الصلاة والسلام.. وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون.. هذا الموكب الكريم، الممتد في شعاب الزمان من قديم، يواجه - كما يتجلى في ظلال القرآن - مواقف متشابهة، وأزمات متشابهة، وتجارب متشابهة على تطاول العصور وكر الدهور، وتغير المكان، وتعدد الأقوام. يواجه الضلال والعمى والطغيان والهوى، والاضطهاد والبغي، والتهديد والتشريد. ولكنه يمضي في طريقه ثابت الخطو، مطمئن الضمير، واثقا من نصر الله، متعلقا بالرجاء فيه، متوقعا في كل لحظة وعد الله الصادق الأكيد: وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من أرضنا أو لتعودن في ملتنا. فأوحى إليهم ربهم لنهلكن الظالمين، ولنسكننكم الأرض من بعدهم. ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد.. موقف واحد وتجربة واحدة. وتهديد واحد. ويقين واحد. ووعد واحد للموكب الكريم.. وعاقبة واحدة ينتظرها المؤمنون في نهاية المطاف. وهم يتلقون الاضطهاد والتهديد والوعيد.)
كم حري بنا تأمل هذا الكلام وان لا يغيب عنا ،ودراسة القرآن من خلاله والإحساس هو الأساس فمن لا يوجد عنده محل قابل كيف للقرآن أن يبزغ فيه ويشع نوره؟؟؟فلا بد أن يتفرغ من الأضداد والأنداد وكما قال ابن عطاء الله:(كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآتهِ،أم كيف يرحلإلى الله وهو مكبَّلٌ بشهواتهِ،أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله، وهو لم يتطهَّر من جنابةِ غفلاته، أم كيف يرجو أن يفهمدقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته)
وبتفرغه مما سبق وبمعيشته تحت القرآن وتفيئه في ظلاله يرجى ان يوجد عنا ذلك التفسير المنشود الذي يستنهض العزائم ويحرك الوجدان ويقلب الكون على صيغة القرآن.
 
الحقيقة انه من الجميل ان نجد لهذا الموضوع قراء ولكن الأجمل منه لو كتب اهل الإختاص الطرق العملية لتفسير عصري وتنزيل النصوص على وقائعها والكيفية والأسلوب الصياغي والأمثلة على ذلك وكيفية معالجة الآيات ...وواحد مثلي بضاعته مزجاة يكتب وليس في كلامه خطأ فيعقب عليه وهو يكتب في أمر مهم كهذا فعلى الأقل شيئا من التسديد والإرشاد فنريد كتاباتكم وأقلامكم لانني احب ان ادل على وجه القراءة التي تلمحك الواقع وطريقة تأديتها وأسلوبها وأريد سماع شتا وجهات النظر في هذا السياق ..أفلا يستحق الموضوع هذا؟؟؟
 
جميل كلامك اخي الحبيب ....عندي سؤال من اي البلاد انت؟ لان العبيد عشيرة من عشائر العراق المعروفة.
وهذا الكلام ...وعشت في ظلال القران ........وعشت في ظلال القران...... هل هذا كلامك ام كلام السيدرحمه الله.
 
شكرا أخي لك ونفع الله بك وجزيت خيرا أما الذي اعلمه أننا والعبيديون الذين عندكم ومن هم في الأقطار العربية يرجع كلنا نسبنا إلى القحطانيين ولكن أصلي من فلسطين ومن بلد هناك موسومة بالجهاد تدعى جنين ، وانا من سكان الأردن ،وأما الكلام وعشت في ظلال القرآن فواضح انه من كلام سيد لأنه تحت التنصيص فتأمل أخي بارك الله فيك.
 
عودة
أعلى