التفسير في البوسنة في القرن العشرين بقلم : د. ألمير فاتيتش

محمد العبادي

مشارك فعال
إنضم
30/09/2003
المشاركات
2,157
مستوى التفاعل
2
النقاط
38
الإقامة
الخُبر
الموقع الالكتروني
www.tafsir.net
تطور علم تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك في القرن العشرين
مع قائمة من المؤلَّفات المختارة


د. ألمير فاتيتش
الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو




ينقسم تاريخ تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك إلى عهدين: العهد التقليدي والعهد الحديث. ويُشاطِرُني هذا الرأي الأستاذ الدكتور أنس كاريتش، أستاذ مادة التفسير في كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو، وأفضلُ العارفين بتاريخ تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك، إذ يقول:
"إن أفضل الطرق – على ما أعلم - لبيان مدى الاهتمام بتفسير القرآن الكريم في البوسنة، هو طريقة الاستعراض التاريخي، ولا سيما إذا عَلِمنا أنّ تفسيرَ القرآن الكريم في البوسنة قد مر عبر عَهدَين مُختلفين: العهد التقليدي والعهد الحديث".
فالعهد التقليدي استمر حتى عام 1878 م، عندما أصبحت البوسنة جزءا من الإمبراطورية النمساوية الهنغارية، ليبدأ منذ ذلك العام ما يسمى بالعهد الحديث في تفسير كتاب الله تعالى في البوسنة والهرسك.
وإن اهتمامنا في هذه الدراسة سيكون مُتَّجِها نحو العهد الثاني لتفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك، والذي سُمِّيَ كما رأينا بالعهد الحديث. وبما أن عنوان هذه الورقة قد حَصَرَها في القرن العشرين، فإننا لن نتعرض في بحثنا إلى العقدين الأولَين من هذا العهد، ولكننا سنقدِّمُ فيه أهم الإنجازات التفسيرية التي ظهرت في البوسنة والهرسك في بداية القرن الحادي والعشرين.

لقد شهد القرن العشرين في البوسنة والهرسك تطورا كبيرا لعلم التفسير على تنوع أشكاله، ولا سيما في النصف الثاني من ذلك القرن. ولقد سجّلت أدبيات التفسير في ذلك القرن نموا ملحوظا يمكننا معه القول أنها حققت ازدهارا مَهَّدَتْ له القرونُ السابقة. ولذا فإننا نعتبر علم التفسير أحد أكثر العلوم الإسلامية إن لم يكن أكثرَها تطورا في البوسنة والهرسك. وهذا ما جعلنا نختار دراسةً كهذه نقدم من خلالها وفي صورةِ مُلَخصٍ تطور علم تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك في القرن العشرين، وذلك بِتَتَبُّعِ الأدبيات المعتمدة التي نشأت على الأرض البوسنية أي التي اكتسَت بِحُلَّةٍ من اللغة البوسنية. وبذلك يتحقق لنا الاطلاع على حجم المادة التفسيرية المكتوبة باللغة البوسنية، وعلى المؤلفات الأساسية للأدبيات التفسيرية في بلدنا، وأخيرا على فنون علم التفسير التي حظيت بالرعاية الأكبر عندنا. إن هدفا كهذا يتطلب استعراضا لكافة الأعمال التفسيرية، وهذا ما سنقوم به جزئيا في هذه الدراسة بتقديم بعض المختارات من الأعمال المكتوبة في هذا العلم باللغة البوسنية. وبذلك تكون طموحات هذا العمل مقيدة، أي أننا لن نخوض في تحليلات أعمقَ للفكر التفسيري في البوسنة والهرسك في القرن العشرين، ولن نبحث عن التقاليد التفسيرية والآراء والتأثيرات السائدة التي حددت وأثرت بشكل كبير على أي من الآراء التفسيرية أو التوجهات في شرح كلام الله. فمثل هذه التحليلات ستكون وظيفة دراسة أخرى، ولكننا سوف نشير إلى بعض الدراسات أو الكتب التي تصدت لمثل تلك الوظيفة.

يتبع
 
(2)

(2)

استنادا إلى المصادر التي تتحدث عن الأعمال التفسيرية في البوسنة والهرسك بما فيها آخر كتاب صدر بهذا الشأن بعنوان "القرآن وعلوم التفسير عند البوشناق" لمصطفى تشِمان، يمكن استنتاج أنه في الفترة من عام 1878 إلى عام 1950، تم تأليف ونشر عدد قليل من الأعمال عن القرآن والتفسير، مكتوبة بأقلام بوشناقية باللغة البوسنية أو العربية أو غيرهما من اللغات.
يرى الأستاذ كاريتش أنه في العقود الأولى من القرن العشرين يجدر ذكر الأعمال الصغيرة عن القرآن لمحمد سيد سرداريفيتش، وكذلك "القرآن والدراسة المقارنة للأديان" و "أول الترجمات لمعاني القرآن في العالم وعندنا" لمصطفى بوصولاجيتش، ومن ثَمَّ سلسلة أعمال محمد توفو بعنوان "أصول التفسير"، ومناظرة إبراهيم تْرِبينياتس بعنوان "انتقاد كاثوليكي للقرآن".

ومن المؤكد أن أعمال محمد الخانجي في التفسير والحديث مثل "مقدمة التفسير والحديث" التي نشرتها في البداية مجلة (بهار) سنتي 1937 و 1938، ثم تم نشرها في كتاب مستقل تحت نفس العنوان، قد بشَّرت ببداية عصر النهضة في الدراسات القرآنية في البوسنة، وكانت في مجملها ثمرة طيبة نمت ونضجت من التربة التي أعدّها جمال الدين تشاوشيفيتش بكل جِدٍّ ونشاط.

ويجدر بنا أن نذكر شكري آلاغيتش (توفي سنة 1936) الذي قدم زَخْما كبيرا لتطور الدراسات القرآنية، حيث انه كان سَبَّاقا إلى ترجمة تفسير المنار لمحمد عبده ورشيد رضا، ولقد ترجم شكري آلاغيتش ونشر الكتب الآتية من ذلك التفسير المعروف في بداية القرن العشرين:
- تفسير القرآن الكريم، سراييفو، سنة 1926،
- تفسير القرآن الحكيم، سراييفو، 1927،
- القرآن الحكيم، توزلا، بدون سنة الإصدار،
- القرآن الحكيم، سراييفو، 1931،
- تفسير جزء عمّ، سراييفو، 1933،
- القرآن مع الشرح، دِرفِنتا، 1934.
لقد كان ذلك إسهاما ضخما من شكري آلاغيتش على صعيد علوم القرآن باللغة البوسنية، ولقد قوبل بالمديح والاستهجان على حَدٍّ سواء. ومهما يكن من أمر فإن آلاغيتش قد شق طريق جيدا ومهده أمام الدراسة اللاحقة وتفسير القرآن الكريم بِلُغَتِنا.

ولقد تَمَيَّزَ العقد الرابع من القرن العشرين بجهود ملحوظة في مجال تفسير القرآن الكريم وترجمة معاني كلماته.
ويعود فضل إحياء علوم القرآن في البوسنة والهرسك في العقد الرابع من القرن العشرين إلى العالم البوشناقي الكبير الحاج محمد الخانجي (توفي سنة 1944). وتعتبر أعماله التفسيرية التي كتبها في ذلك الوقت أساسا لعلوم التفسير في بلادنا، وقد تميزت أعماله بالجدية القصوى والدقة في التعبير واستخدام المصطلحات وبالأساس العلمي الصحيح. وسنذكر هنا بعضا من أعماله التفسيرية التي كتبها في ذلك الوقت:
- تفسير سورة الغاشية – غلاسنيق، الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية، 1934
- تفسير سورة الماعون – غلاسنيق، الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية، 1936
- مقدمة التفسير – (نوفي بهار)، 1937
- مقدمة التفسير والحديث – سراييفو، 197
وتجدر الإشارة هنا إلى مخطوطتين غير منشورتين للخانجي مكتوبتين بالعربية وهما:
- تفسير آيات الأحكام من سورة النساء (غير كاملة ومجهولة التاريخ).
- تفسير آيات الأحكام من سورة البقرة.
ومن دواعي سرورنا أن هاتين المخطوطتين قد تُرجِمتا ونشرتا باللغة البوسنية في "مجموعة الأعمال لمحمد الخانجي"، الكتاب الرابع، 1999 م.

يتبع
 
(3)

(3)

ويبدو لنا أنه من الأهمية بمكان أن نشير إلى سنة 1937، والتي تمثل منعطفا مهما في البوسنة والهرسك في مجال الدراسات والأبحاث القرآنية والعمل على ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة البوسنية. ومما يؤكد هذه الحقيقة ظهور ترجمتين لمعاني القرآن الكريم في تلك السنة، وكان ذلك بمثابة حدَثَيْن ثقافيين كبيرين في البوسنة والهرسك.
ففي عام 1937 م، رأت النورَ في سراييفو ترجمة لمعاني القرآن الكريم بعنوان "القرآن الكريم، ترجمة وشرح" من إعداد الحافظ محمد بانجا والشيخ جمال الدين تشاوشيفيتش، وفي موستار ظهرت ترجمة أخرى لمعاني القرآن الكريم بعنوان "القرآن" وقد قام بهذه الترجمة من العربية الحاج علي رضا قرابيك.
لقد أثار ظهور هاتين الترجمتين لمعاني القرآن الكريم اللتين قام بهما مسلمون من البوسنة والهرسك، جدالا ومناقشات كثيرة، ولم تحظَيا بتأييد العلماء وخاصة المُلتَفِّين منهم حول جمعية "الهداية" العلمية.

يتبع
 
(4)

(4)

ولكن النصف الثاني من القرن العشرين يعتبر بحق في البوسنة والهرسك عصر النهضة في علم التفسير وترجمة الأعمال ذات الصلة المباشرة أو غير المباشرة بعلوم التفسير، من اللغتين العربية والإنكليزية واللغات الأوربية الأخرى. وقد حصل في تلك الفترة العديد من فنون علم التفسير على مكان مهم، فظهرت مؤلفات تبحث في أسس علم التفسير وتفتح أمامنا آفاقا جديدة في هذا المجال.
ويوجد تشابه كبير بين الخمسينيات من القرن العشرين وبداية القرن نفسه من حيث الاشتغال في تفسير القرآن، إذ يلاحظ وجود شيء من الغموض والتعتيم في الأعمال التي كُتبت في هذا المجال، وهذا ما يمكن تبريره بالأوضاع الصعبة التي رافقت الحرب العالمية الثانية والسنوات التي تلتها، ولكن المواضيع المتعلقة بالتفسير وجدت طريقها إلى الناس عبر صفحات الصحف والمجلات الإسلامية التي كانت تصدر في تلك الفترة، ولا سيما مجلة "غلاسنيق – الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية".
ومع بداية الستينيات حدث تقدم ملحوظ في مجال تفسير القرآن الكريم، وذلك على يد العالم الكبير حسين جوزو (ت 1982) الذي وضع بصماته الثابتة في علم التفسير في البوسنة والهرسك خلال العقدين السادس والسابع من القرن الماضي. لقد نشر هذا العالم في الفترة من 1962 – 1966 اثنتين وعشرين حلقة بعنوان "تفسير القرآن" على صفحات مجلة "غلاسنيق – الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية". وفي عامي 1966 و 1967 صَدَرَ لهذا العالِم الكراسات الثلاث الآتية:
- "ترجمة معاني القرآن مع الشرح" – الجزء الأول، سراييفو، 1966 م.
- "ترجمة معاني القرآن مع الشرح" – الجزء الثاني، سراييفو، 1966 م.
- "ترجمة معاني القرآن مع الشرح" – الجزء الثالث، سراييفو، 1967 م.
- أما الكراسة الرابعة (الجزء الرابع) من هذه الترجمة فقد بقيت على صفحات مجلة "غلاسنيق – الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية" (1974-1976).
ومن أعمال حسين جوزو عن القرآن وتفسيره نذكر:
- حسين جوزو، "الذكرى الأربعمائة بعد الألف لنزول القرآن"، مجلة "غلاسنيق – الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية"، العددان 11-12، 1967 م.
- حسين جوزو، "القرآن الكريم: ، مجلة "غلاسنيق – الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية"، العددان 1-2، 1970 م.
- حسين جوزو، "العقل والقلب في القرآن"، مجلة "غلاسنيق – الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية"، العدد 5، 1976 م.
- حسين جوزو، "الإسلام في الزمن" سراييفو، 1976 م. (فصل خاص عن القرآن).

ولقد ظهر في تلك الفترة كتابان قيّمان جدا ومفيدان ومشَجِّعان عن القرآن الكريم وهما:
- عثمان نوري حاجيتش، "محمد عليه السلام والقرآن – التاريخ الثقافي للإسلام"، سراييفو، 1968 م.
- نَرْكَز سماعيلاغيتش، "مقدمة في القرآن"، زاغرب، 1975م.
وفي السبعينيات من القرن العشرين نُشِر عدد كبير من الدراسات والمقالات التي تتحدث عن مواضيع في التفسير.

يتبع
 
(5)

(5)

وبلغت الجهود في ميدان ترجمة معاني القرآن وتفسيره في البوسنة والهرسك ذُروَتَها بإصدار "ترجمة معاني القرآن الكريم" للأستاذ بسيم كوكوت، وكان ذلك في سنة 1977 م، بإصدار معهد البحوث الشرقية في سراييفو. وكتب الكثير من النقاد والباحثين عن هذه الترجمة سواء من داخل المشيخة الإسلامية أو من خارجها، وأعيد طبعها مرات كثيرة.
ويؤكد الدكتور يوسف راميتش، أستاذ اللغة العربية والأدب في كلية الدراسات الإسلامية:
"كان بسيم كوركوت الرجل الوحيد الذي ترجم معاني القرآن الكريم إلى اللغة البوسنية من الأصل العربي، أما الآخرون فقد ترجموا من اللغة الفرنسية أو الروسية أو التركية، أو أنهم أعادوا صياغة ترجمات معاني القرآن الكريم بلغتنا. ولذلك تستحق ترجمة كوركوت هذه المكانة المركزية بين تلك الترجمات. ويستحق كوركوت هذه المكانة أيضا لما قام به من جهد في تقنين المصطلحات بلغتنا البوسنية، فقد كان متمكنا من لغتنا ومن اللغة العربية على حَدٍّ سواء. فبينما نجد الجملة في ترجمات الآخرين غيرَ متناسقةٍ و "عربية" وغيرَ طبيعيةٍ ومصحوبةً بالكثير من الأقواس المحشوة بالتوضيح والبيان إلخ، فإن الجملة عند بسيم كوركوت، مؤلفة في لغتنا وسلسة وواضحة وطبيعية وتامّة ...".​
ولقد شهدت الطبعات المتأخرة من ترجمة كوركوت والتي أشرفت عليها المشيخة الإسلامية إلى بعض التعديلات والتصويبات، وهذا موضوع يحتاج لدراسة مستقلة.

وعرفت الثمانينيات من القرن العشرين في البوسنة والهرسك جهودا متميزة في مجال تفسير القرآن الكريم، وتمثلت هذه الجهود في كتابة وترجمة أعمال كثيرة. فظهرت كتب ودراسات مستقلة تعالِج مواضيع تفسيرية متنوعة، وأُصدرت مؤلفات كثيرة تتحدث عن أسس التفسير، وتقدّم تعريفا بالتفاسير المختلفة والمفسرين. وبذلك أتيحت للقارئ البوسني فرصة التعرف على النص القرآني بمختلف الجوانب. وكان الأستاذ قاسم حاجيتش من أكثر الكتّاب إنتاجا عن القرآن وتفسيره في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات من القرن العشرين.

وبناء على ما استعرضناه من أعمال في التفسير في البوسنة والهرسك في الثمانينيات، يمكننا القول بأن تلك السنوات كانت مثمرة جدا وأنجبت عددا كبيرا من المؤلَّفات والأبحاث العلمية والكتب القيّمة. ومن الملاحظ أيضا أن القرّاء البوسنيين في تلك السنوات قد تعرّفوا على مواقف المستشرقين وآرائهم حول القرآن والعلوم التي تخدمه بشكل مباشر. كما نُوقِشَت بعض المسائل التفسيرية بالاستناد إلى المصادر التي تحتوي على الآراء التفسيرية الأصيلة، فكان منها أعمال بحثت في أسباب النزول، وقضية ترجمة القرآن الكريم إلى اللغات الأجنبية، وما يسمى بعلم اللغة الجامد وغيره.

يتبع
 
(6)

(6)

ولقد أيقظ العقد الأخير من القرن العشرين الكثير من الآفاق التفسيرية، وأشار إلى جوانب جديدة في إعجاز القرآن، وكمال أسلوبه، كما استمر الاهتمام بالنص القرآني من مختلف الجوانب والزوايا. ومن الأعمال التي ظهرت في التسعينيات من القرن الماضي نذكر:
- مُرتضى مُختاري، "فهم تَفَرُّدِ القرآن"، (مجلة الفكر الإسلامي)، العدد: 140، 1990 م.
- محمد طيب أوكيتش، "أسلوب القرآن الكريم وتلاوته"، (مجلة الفكر الإسلامي)، العدد: 144، 1990 م، ترجمته من الإنكليزية: سمراء هندا.
- راغب إصفهاني، "المفردات الفريدة في الإعجاز اللغوي في القرآن"، (مجلة الفكر الإسلامي)، العدد 136، ترجمه من العربية: جمال الدين لاتيتش.
- فؤاد مِتسو، "تحدي القرآن للعلم الحديث"، سراييفو، 1990 م.
- العلامة سيد محمد طبطبائي، "القرآن في الإسلام"، بلغراد، 1991 م، ترجمه: أنس كاريتش ونُصرَت تشانتشار.
- أنس كاريتش، "تفسير القرآن"، زاغرب، 1990 م. "معظم نصوص هذا الكتاب تمثل مجموع ما جاء في رسالة الدكتوراه بعنوان (المشاكل التفسيرية في ترجمة المعاني القرآن إلى اللغة الصربوكرواتية) والتي تم الدفاع عنها في كلية الفلسفة في بلغراد، بتاريخ 17/3/1989 م ..."، هذا ما ورد في الملاحظة عن هذه النصوص في هذا الكتاب، ص: 259.
- أنس كاريتش (إعداد)، "التفاسير الأيديولوجية الحديث للقرآن والإسلام"، زاغرب، 1990 م.
- يوسف راميتش، "ابن جرير الطبري، كمفسر للقرآن"، (مجلة الفكر الإسلامي)، العددان: 147-148، 1991 م.
- يوسف راميتش، "التفسير التقليدي للقرآن"، (مجلة الفكر الإسلامي)، العددان: 151-152، 1991 م.
- يوسف راميتش، "التفاسير العقلية للقرآن – العهد الحديث"، (مجلة الفكر الإسلامي)، العدد: 154، 1991 م.
- محمد حميد الله، "مقدمة التفسير"، (مجلة الفكر الإسلامي)، العددان: 151-152، 1991 م.
- سيد قطب، "طبيعة الأسلوب القرآني"، (مجلة الفكر الإسلامي)، الأعداد: 151-154، ترجمه من العربية: مصطفى برلياتشا.
- صالح تشولاكوفيتش، "أسلوب القرآن في عرض التاريخ ودراسته"، (التقويم)، 1991 م.
- يوسف راميتش، "التفسير في عهد الصحابة"، (التقويم)، 1991 م.
- أنس كاريتش، "مدح محمد عبده للإنسان"، مجلة "غلاسنيق – الجريدة الرسمية للجمعية الدينية الإسلامية"، العدد: 2، 1991 م.
- يوسف راميتش، "التفسير العقلاني للقرآن"، (التقويم)، 1992 م.

في عام 1994 م، ظهرت في البوسنة والهرسك ترجمة جديد لمعاني القرآن الكريم، بعنوان "ترجمة القرآن" للسيد مصطفى مْلِيفو، من بوغوينو. ولم تُثِر هذه الترجمة أية نقاشات أو جدل، كما كانت العادة عند ظهر أي ترجمة جديدة لمعاني القرآن الكريم إلى لغتنا البوسنية، حتى أن الدكتور يوسف راميتش في كتابه "التفسير ـ تاريخه ومنهجه" لم يُعلِّق أبدا على هذه الترجمة، رغم أنه تحدث عن جميع الترجمات إلى اللغة البوسنية وقدم تقييمه النقدي عنها. إذن يُنتَظَرُ من علم التفسير في البوسنة والهرسك أن يضع هذه الترجمة على جَدْوَل أعماله ويقول رأيه فيه.

وبعد مرور عام على ظهور ترجمة مليفو لمعاني القرآن الكريم، ظهرت في البوسنة والهرسك ترجمة جديدة أخرى، ولكن هذه المرة بتوقيع الأستاذ الدكتور أنس كاريتش. وكانت الترجمة بعنوان "القرآن الكريم مع ترجمة معانيه إلى اللغة البوسنية"، وقد صدرت عن دار بوسانسكا كنيِيغا في سراييفو سنة 1995 م. ويعتبر الأديبان علي إيساكوفيتش وتْفرتكو كولينوفيتش أن هذه الترجمة، هي أفضل ترجمات القرآن عندنا.
ومن المؤكد أن ترجمة كاريتش لمعاني القرآن الكريم ستشد اهتمام الباحثين الحاليين واللاحقين في تاريخ ترجمة القرآن الكريم باللغة البوسنية. ونحن ما زلنا بانتظار التقييم التام لترجمة كاريتش هذه. ونضيف أيضا بأن الجديد في ترجمة كاريتش لمعاني القرآن الكريم أنّه ألحق بها كتابا في التفسير أسماه "التفسير – مقدمة في علم التفسير".

يتبع
 
(7)

(7)

ولعله من المفيد أن نذكر فيما يلي أهم الأعمال في مجال علوم التفسير والتي ظهرت في أواخر القرن العشرين في البوسنة والهرسك:
- سيد قطب، "في ظلال القرآن"، الكتاب الأول، كلية الدراسات الإسلامية، 1996، وقام بترجمته من العربية كل من الأستاذ الدكتور عمر ناكيتشيفشتش والأستاذ الدكتور يوسف راميتش والأستاذ الماجستير مسعود حافظوفيتش. إذن ظهر في عام 1996 م، الكتاب الأول من تفسير سيد قطب باللغة البوسنية، وفي السنوات الخمس التالية أصدرت كلية الدراسات الإسلامية 30 كتابا من هذا التفسير أي الترجمة الكاملة لتفسير "في ظلال القرآن". ويعتبر هذا التفسير من أشهر التفاسير التي كُتِبَت في القرن العشرين. وبترجمته إلى اللغة البوسنية على يد أساتذة كلية الدراسات الإسلامية المذكورين والذين انضمّ إليهم فيما بعد الأستاذ أنس ليفاكوفيتش، فقد عرفت البوسنة والهرسك أول ترجمة كاملة لأحد التفاسير من اللغة العربية. ولذلك نُصنِّفُه على أنه عمل جامع عظيم في التفسير في نهاية القرن العشرين في بلدنا.
- أبو حامد محمد الغزالي، "أسرار تلاوة القرآن"، ترجمة الحافظ جمايل إبرانوفيتش، ترافنيك، 1997 م.
- زياد ليفاكوفيتش، "تحليل تركيبة النص القرآني"، (التقويم)، 1997 م.
- أنس كاريتش (إعداد)، "القرآن في العصر الحديث، 1 و 2"، سراييفو، 1997 م.
- يوسف راميتش، "التفسير، شرح القرآن وفهمه"، توزلا، 1997 م. يقول المؤلف في مقدمة هذا الكتاب بأنه "يستند على القرآن وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة. والكتاب يتكون من مقالات نشرت على التسلسل خلال أربع سنوات، نشرت جميعها في صحيفة "النهضة" في باب (في ظلال القرآن) الذي افتتحته إدارة تحرير الصحيفة. ولقد أعيد نشر هذه المقالات في هذا الكتاب مع شيء من التعديل والتَّوَسّع".
- زياد ليفاكوفيتش، "أهمية الأسلوب المتكامل في شرح القرآن الكريم وتفسيره"، (التقويم)، 1998 م.
- الإمام النووي، "التبيان في آداب حَمَلة القرآن"، ترجمه من العربية حسين عمرسباهيتش، سراييفو، 1998 م.
- أنس كاريتش (إعداد)، "دلاللات القرآن"، سراييفو، 1998 م.
- أسعد دوراكوفيتش، "حول بعض الأخطاء الكبيرة في الترجمة"، (التقويم)، 1998 م.
- أنس كاريتش، "الشعر في تفسير القرآن"، (التقويم)، 1999 م.
- صالح تشولاكوفيتش، "يس"، موستار، المركز الإسلامي، 1999 م.

إن هذا الاستعراض الجزئي للأعمال المكتوبة في التفسير والدراسات القرآنية يقدم لنا الدليل على أن التفسير يعتبر أكثر العلوم الإسلامية تطورا في البوسنة والهرسك. ويكشف لنا هذا الاستعراضُ المواضيع والطرق والمذاهب التفسيرية الأكثر سيادة في المؤلفات باللغة البوسنية. ويكشف أيضا عن أيضا أسماء المؤلفين والمفسرين الذين قدموا خدمات جليلة في علم التفسير في البوسنة والهرسك، ابتداء من شكري آلاغيتش وانتهاء بأنس كاريتش. وعلى الباحثين الحاليين واللاحقين في الفكر التفسيري في البوسنة والهرسك أن يتصدوا للمهمة الكبيرة المتمثلة في تقديم التقييم والنظرة النقدية على الفكر التفسيري في البوسنة والهرسك.ونأمل أن نكون بهذه الورقة وهذا الاستعراض قد قدمنا مساعدتنا على هذا الطريق، وأن تكون ورقتنا هذه مفيدة للمهتمين بتاريخ الفكر التفسيري في البوسنة والهرسك. وعلى أقل تقدير فإن هذا الاستعراض للمؤلفات سيقدم لنا صورة قريبة عن تطور علم تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك في القرن العشرين.

يتبع
 
(8/8)

(8/8)

وبما أننا قد أشرنا في بداية هذا البحث، إلى أننا سوف نستعرض أهم الإنجازات التفسيرية التي تحققت في بداية القرن الحادي والعشرين، فسنختم البحث باستعراض أهم الأعمال التفسيرية التي ظهرت في تلك الفترة.

- أسعد دوراكوفيتش، "الجنة في المَجاز القرآني" (التقويم)، 2000 م.
- جمال الدين لاتيتش، "شخصيات القرآن"، (التقويم)، 2000 م.
- د. محمد عبد الله دراز، "النبأ العظيم – أفكار جديدة حول القرآن"، ترجمه من العربية هاسو بوبارا، سراييفو، 2000 م.
- زياد ليفاكوفيتش، "التفسير 1 و 2 – كتاب مدرسي"، سراييفو، 2000 م. لقد ملأت هذه الكتب المدرسية في التفسير الفراغ الكبير الذي كان موجودا ولفترات طويلة في المدارس الثانوية الإسلامية عندنا في هذا المجال.
- ابن كثير، "التفسير / طبعة مختصرة"، (اختصرها واختار صحيحها محمد نسيب الرفاعي)، ترجمة مجموعة من المترجمين، 1420 هـ/2000 م. وعنوان الأصل: "تيسير العلي القدير لاختصار تفسير ابن كثير".
- يوسف راميتش، "التفسير – تاريخه ومنهجه"، سراييفو، 2001 م.
- أسعد دوراكوفيتش، "القِيَمُ البلاغية في سورة الرحمن"، (التقويم)، 2001 م.
- "ترجمة معاني القرآن مع التفسير والشرح باللغة البوسنية"، ترجمة الدكتور رامو أتايتش، سراييفو، 2001 م، خمسة مجلدات.
- جمال الدين لاتيتش، "اسلوب التعبير القرآني"، سراييفو، 2000 م. رسالة دكتوراه تم الدفاع عنها في كلية الدراسات الإسلامية في 8 من ديسمبر 1999 م.
- أنس كاريتش، "تفسير القرآن وأيديولوجيات القرن العشرين"، أعده وكتب مقدمته وزوده بالنصوص العربية وترجمه أنس كاريتش ومساعدوه، سراييفو، 2002 م؟
- الشيخ محمد الغزالي، "التفسير الموضوعي لسور القرآن"، ترجمه من العربية د. جمال الدين لاتيتش والأستاذ زاهد مويكانوفيتش، سراييفو، 2003 م.
- محمد أسد، "رسالة القرآن"، ترجمه من الإنكليزية حيلمو تشريموفيتش، سراييفو، 2004 م.
- د. صفوت خليلوفيتش، "أسس التفسير"، زينيتسا، 2005 م.

وتجدر الإشارة إلى رسائل الماجستير والدكتوراه في علم تفسير القرآن، والتي تم الدفاع عنها في كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو أو في الجامعات الإسلامية في العالم العربي أو في الدول الأخرى.

في عام 2001 م، دافع الدكتور صفوت خليلوفيتش عن رسالة الدكتوراه في جامعة الزهر الشريف وكانت بعنوان "الإمام أبو بكر الرازي الجصاص ومنهجه في التفسير". وهو أول بوشناقي حاز على درجة الدكتوراه في التفسير من جامعة الأزهر، وقد ترجمت هذه الرسالة إلى اللغة البوسنية.

ومنذ تأسيس قسم الدراسات العليا في كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو سنة 1996 م، أعارت هذه الكلية اهتماما كبيرا بدراسة علم التفسير، ولقد تأكد ذلك من خلال العديد من الرسائل التي تم الدفاع عنها لنيل شهادة الماجستير في علم التفسير وهي:
- إبراهيم جافيتش، "تعليق إبراهيم أوبياتش على تفسير البيضاوي".
- سِعاد سِليوباتس، "المستوى الدلالي للمنهج اللغوي في تعليق علاّامَك على تفسير الشِّرواني لسورة الفتح".
- فريد داوتوفيتش، "شكري آلاغيتش وخدمته للعلوم الإسلامية مع الإشارة إلى التفسير".
- أحمد عاديلوفيتش، "مخطوطة محمد الخانجي ’تفسير آيات الأحكام من سورة النساء’".
- أيوب داوتوفيتش، "تحليل فكر جوزو التفسيري في تفسير القرآن (ثلاثة أجزاء)".
وحسب المعلومات المتاحة لدينا فإن أيا من هذا الرسائل لم يطُبع حتى اليوم.
ويلاحظ من عناوين رسائل الماجستير المذكورة أن البحث العلمي عند أصحابها كان مُرَكَّزا على الفكر التفسيري البوسني البوسني، سواء كان تقليديا أو حديثا.

إن الإنجازات التي تحققت في بداية القرن الحادي والعشرين في مجال ترجمة معاني القرآن وتفسيره تَعِدُ بمستقبل مشرق لهذا العلم في بلادنا.
___​
 
في ختام عرض هذه الورقة القيّمة حول مسيرة خدمة التفسير وعلوم القرآن في بلاد البوشناق الشقيقة =يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر لكلٍ من الدكتور الفاضل: ألمير فاتيتش، وفضيلة الشيخ مجد مكي، لحرصهما على نشر هذه الورقة التي يتشرف ملتقى أهل التفسير بعرضها.
وتسعدنا مشاركتهم في الملتقى بما يحقق أهدافنا جميعًا في التعريف بجهود خدمة القرآن الكريم وأهله في كل زمان ومكان.
والشكر موصول لفضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري لحرصه على نشر هذه الورقة.
 
بارك الله فيك شيخنا العبّادي وبارك الله بالأساتذة الكرام ألمير فاتيتش، وفضيلة الشيخ مجد مكي وفضيلة الشيخ عبد الرحمن الشهري.

فتحت نافذة على تاريخ وواقع الدراسات القرآنية في البوسنة، وإنها لنفيسة، لا تحرّمنا من مثيلاتها.

هل الأستاذ ألمير فاتيتش مشارك أو سيشارك معنا في الملتقى المبارك؟
 
بارك الله فيك أخي شايب، وأسعد دومًا بمشاركاتك وما تنم عنه من أدب.
والتواصل مع المختصين هدف من أهداف الملتقى ولا شك، ونسعى إليه بوسائل مختلفة، وقد راسلت الشيخين الفاضلين على البريد الخاص بكل منهما، وطلبت منهما التسجيل، ورحبت بهما مقدما، وأخبرتهما بعرض الموضوع في الملتقى،، ولعلنا نرى بوادر هذا قريبَا بإذن الله.​
 
جزاك الله خيرا أستاذنا العبادي،
نحن دائما سعداء بإنضمام أهل العلم لنسفيد منهم، ونحن أكثر سعادة عندما تتدفق إلينا رسالات ومشاركات في الدراسات القرآنية من أمصار مختلفة، وأتمنى أن يتواصل الإتصال بهم ويصبح هذا من الأولويات للإرتقاء المستمر بملتقانا المبارك.
 
عودة
أعلى