محمد العبادي
مشارك فعال
- إنضم
- 30/09/2003
- المشاركات
- 2,157
- مستوى التفاعل
- 2
- النقاط
- 38
- الإقامة
- الخُبر
- الموقع الالكتروني
- www.tafsir.net
تطور علم تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك في القرن العشرين
مع قائمة من المؤلَّفات المختارة
د. ألمير فاتيتش
الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو
مع قائمة من المؤلَّفات المختارة
د. ألمير فاتيتش
الأستاذ المساعد في كلية الدراسات الإسلامية بجامعة سراييفو
ينقسم تاريخ تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك إلى عهدين: العهد التقليدي والعهد الحديث. ويُشاطِرُني هذا الرأي الأستاذ الدكتور أنس كاريتش، أستاذ مادة التفسير في كلية الدراسات الإسلامية في سراييفو، وأفضلُ العارفين بتاريخ تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك، إذ يقول:
"إن أفضل الطرق – على ما أعلم - لبيان مدى الاهتمام بتفسير القرآن الكريم في البوسنة، هو طريقة الاستعراض التاريخي، ولا سيما إذا عَلِمنا أنّ تفسيرَ القرآن الكريم في البوسنة قد مر عبر عَهدَين مُختلفين: العهد التقليدي والعهد الحديث".
فالعهد التقليدي استمر حتى عام 1878 م، عندما أصبحت البوسنة جزءا من الإمبراطورية النمساوية الهنغارية، ليبدأ منذ ذلك العام ما يسمى بالعهد الحديث في تفسير كتاب الله تعالى في البوسنة والهرسك.وإن اهتمامنا في هذه الدراسة سيكون مُتَّجِها نحو العهد الثاني لتفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك، والذي سُمِّيَ كما رأينا بالعهد الحديث. وبما أن عنوان هذه الورقة قد حَصَرَها في القرن العشرين، فإننا لن نتعرض في بحثنا إلى العقدين الأولَين من هذا العهد، ولكننا سنقدِّمُ فيه أهم الإنجازات التفسيرية التي ظهرت في البوسنة والهرسك في بداية القرن الحادي والعشرين.
لقد شهد القرن العشرين في البوسنة والهرسك تطورا كبيرا لعلم التفسير على تنوع أشكاله، ولا سيما في النصف الثاني من ذلك القرن. ولقد سجّلت أدبيات التفسير في ذلك القرن نموا ملحوظا يمكننا معه القول أنها حققت ازدهارا مَهَّدَتْ له القرونُ السابقة. ولذا فإننا نعتبر علم التفسير أحد أكثر العلوم الإسلامية إن لم يكن أكثرَها تطورا في البوسنة والهرسك. وهذا ما جعلنا نختار دراسةً كهذه نقدم من خلالها وفي صورةِ مُلَخصٍ تطور علم تفسير القرآن الكريم في البوسنة والهرسك في القرن العشرين، وذلك بِتَتَبُّعِ الأدبيات المعتمدة التي نشأت على الأرض البوسنية أي التي اكتسَت بِحُلَّةٍ من اللغة البوسنية. وبذلك يتحقق لنا الاطلاع على حجم المادة التفسيرية المكتوبة باللغة البوسنية، وعلى المؤلفات الأساسية للأدبيات التفسيرية في بلدنا، وأخيرا على فنون علم التفسير التي حظيت بالرعاية الأكبر عندنا. إن هدفا كهذا يتطلب استعراضا لكافة الأعمال التفسيرية، وهذا ما سنقوم به جزئيا في هذه الدراسة بتقديم بعض المختارات من الأعمال المكتوبة في هذا العلم باللغة البوسنية. وبذلك تكون طموحات هذا العمل مقيدة، أي أننا لن نخوض في تحليلات أعمقَ للفكر التفسيري في البوسنة والهرسك في القرن العشرين، ولن نبحث عن التقاليد التفسيرية والآراء والتأثيرات السائدة التي حددت وأثرت بشكل كبير على أي من الآراء التفسيرية أو التوجهات في شرح كلام الله. فمثل هذه التحليلات ستكون وظيفة دراسة أخرى، ولكننا سوف نشير إلى بعض الدراسات أو الكتب التي تصدت لمثل تلك الوظيفة.
يتبع