هدى بنت محمد
Moderator
اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله
من المسائل العلمية التي تُناقش في أصول التفسير مسألة التفسير بالرأي - المحمود منه والمذموم - ، ومن أهم فروع المسألة توجيه قول السلف في التحذير من التفسير بالرأي .
وبغض النظر عن ما تؤول إليه نتيجة تلك المسألة ، إلا أن وراء الأكمة في التحذير ماوراءها ؛ذلكم أن الأرض قد زويت لهم ، ففتحوها بالقرآن والسنان ، فدخل الناس في دين الله أفواجا ، وأقبلوا على كتاب ربهم ، فانصرفوا إلى العناية به تلاوة ، وحفظا ، وإقراء ، وتفسيرا ، وتدبرا ، وكان لا بد من ضبط ذلك وخصوصا ما يتعلق بالتفسير الذي هو فهم المعنى فضلا عن التدبر الذي هو فرع عنه .
عندها تنادى علماؤهم وساداتهم في الناس أن اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله ، وهو نداء يحمل في طياته أن القرآن ميسور الفهم ، سهل التناول ، قريب المأخذ لمن ملك آلته ، وسار على جادته ، وضبط أصوله .
وأزعم أن زماننا أولى بهذا النداء ، فقد فتح الباب فيه على مصراعيه ، ودخله الدخلاء ممن لا يفهم معاني مفرداته في العربية فضلا عن تراكيب جمله وأساليبه ، مرورا بما يحتف بآيه من أحوال وقرائن ونحو ذلك .
كل ذلك بحجة التدبر ، فلا والله ماهو بتدبر إنما هو تجاسر على كتاب الله ، حتى أضحى كل واحد يهرف بما لا يعرف ، ويتقول على الله بغير هدى ولا كتاب منير ، فأوردوا أنفسهم العطب - وبئس الورد المورود - .
كيف يقال للناشئة في حلقات التحفيظ ودوره ، ولغيرهم من أصحاب التخصصات غير الشرعية ممن ينطبق عليه ما وصفنا دونكم كتاب الله فتدبروه ؟!
إن من النصيحة لكتاب الله أن يُعلّم أولئك ، وأن يؤخذ على أيديهم ، وأن يقوم طلبة العلم بواجبهم ، وأن تخط لهم الطرق ، وتوضع لهم المناهج .
وفق الله الجميع لمراضيه .
د. سامي الجعيد
https://t.me/samij11
من المسائل العلمية التي تُناقش في أصول التفسير مسألة التفسير بالرأي - المحمود منه والمذموم - ، ومن أهم فروع المسألة توجيه قول السلف في التحذير من التفسير بالرأي .
وبغض النظر عن ما تؤول إليه نتيجة تلك المسألة ، إلا أن وراء الأكمة في التحذير ماوراءها ؛ذلكم أن الأرض قد زويت لهم ، ففتحوها بالقرآن والسنان ، فدخل الناس في دين الله أفواجا ، وأقبلوا على كتاب ربهم ، فانصرفوا إلى العناية به تلاوة ، وحفظا ، وإقراء ، وتفسيرا ، وتدبرا ، وكان لا بد من ضبط ذلك وخصوصا ما يتعلق بالتفسير الذي هو فهم المعنى فضلا عن التدبر الذي هو فرع عنه .
عندها تنادى علماؤهم وساداتهم في الناس أن اتقوا التفسير فإنما هو الرواية عن الله ، وهو نداء يحمل في طياته أن القرآن ميسور الفهم ، سهل التناول ، قريب المأخذ لمن ملك آلته ، وسار على جادته ، وضبط أصوله .
وأزعم أن زماننا أولى بهذا النداء ، فقد فتح الباب فيه على مصراعيه ، ودخله الدخلاء ممن لا يفهم معاني مفرداته في العربية فضلا عن تراكيب جمله وأساليبه ، مرورا بما يحتف بآيه من أحوال وقرائن ونحو ذلك .
كل ذلك بحجة التدبر ، فلا والله ماهو بتدبر إنما هو تجاسر على كتاب الله ، حتى أضحى كل واحد يهرف بما لا يعرف ، ويتقول على الله بغير هدى ولا كتاب منير ، فأوردوا أنفسهم العطب - وبئس الورد المورود - .
كيف يقال للناشئة في حلقات التحفيظ ودوره ، ولغيرهم من أصحاب التخصصات غير الشرعية ممن ينطبق عليه ما وصفنا دونكم كتاب الله فتدبروه ؟!
إن من النصيحة لكتاب الله أن يُعلّم أولئك ، وأن يؤخذ على أيديهم ، وأن يقوم طلبة العلم بواجبهم ، وأن تخط لهم الطرق ، وتوضع لهم المناهج .
وفق الله الجميع لمراضيه .
د. سامي الجعيد
https://t.me/samij11