ناصر عبد الغفور
Member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمده سبحانه على توفيقه و تمكيني من الانضمام إلى أعضاء هذا الملتقى المبارك راجبا من الله تعالى أن يضل منبرا للتواصل و المناقشة البناءة و الهادفة.
و لما كان اسم هذا الملتقى " ملتقى أهل التفسير" أحببت أن تكون أول مشاركة لي حول التفسير، هذا العلم الذي يعتبر من أجل العلوم و أشرفها، و كيف لا يكون كذلك و موضوعه كلام رب العالمين جل في علام و عظم في سماه.
و مشاركتي تتضمن نقطتين: الأولى حول تعريف التفسير، و الثانيه تتعلق بأهميته.
تعريف التفسير: التفسير لغة مشتق من الفسر بمعنى الكشف و البيان، و قيل هو مقلوب السفر نقول أسفر الصبح إذا أضاء، و سفرت المرأة سفورا إذا ألقت خمارها عن وجها، و سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أحوال و صفات الرجال.
أما من الناحية الاصطلاحية فقد تعددت تعريفات أهل العلم له:
1- فقد عرفه صاحب البحر المحيط أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة745هـ بقوله:"علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن و مدلولاتها و أحكامها الإفرادية و التركيبية و معانيها التي تحمل عليها حال التركيب و تتمات ذلك".
2- و عرفه الإمام الزركشي بقوله: "علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و بيان معانيه و استخراج أحكامه و حكمه و استمداد ذلك من علم اللغة و النحو و التصريف و البيان و أصول الفقه و القراءات، و يحتاج إلى معرفة أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ".
3- و عرفه الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني بقوله:"علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية". - مناهل العرفان في علوم القرآن-
أهميت التفسير: يعتبر علم التفسير من أعظم العلوم و أجلها، و كيف لا يكون كذلك و هو الوسيلة لتدبر كلام الله جل و علا، يقول تعالى:" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب"-ص29-، ففي هذه الآية ذكر الله تعالى الحكمة من إنزال القرآن العظيم: التدبر و التذكر و الاتعاظ، و لا يمكن أن يحصل ذلك دون فهمه، فكيف يتدبر الإنسان القرآن الكريم و يتعظ به و هو لا يفهم المراد من ألفاظه، و لذلك ذم الله تعالى من لا يتدبر كلامه و يتأمله، فقال تعالى:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"-محمد:24-.
و رحم الله الإمام ابن جرير إذ يقول:" إني لأعجب ممن قرأ القرآن و لم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته".
و كيف لا يكون علم التفسير من أجل العلوم و شرف العلم كما يقال بشرف المعلوم، و معلوم هذا العلم إنما هو كلام الله تعالى الذي هو أجل الكلام، و الذي فضله على كلام الخلق كفضل الله تعالى على سائر الخلق.
و قد نقل الإمام السيوطي عن الإمام الأصبهاني رحمه الله تعالى قوله:" أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن، بيان ذلك أن شرف الصناعة إما بشرف موضوعها..و إما بشرف غرضها..و إما بشدة الحاجة إليها..أما من جهة الموضوع فلأن موضوعه كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة و معدن كل فضيلة فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم لا يخلق على كثرة الرد و لا تنقضي عجائبه.
و أما من جهة الغرض فلأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى و الوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى.
و أما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية و المعارف الدينية و هي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى."اهـ - مقدمة الدر المنثور في التفسير بالمأثور:8/1-دار الكتب العلمية-.
أشير إلى أن قول الأصبهاني:" فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم لا يخلق على كثرة الرد و لا تنقضي عجائبه" هو جزء من حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم من طريق علي رضي الله عنه، لكنه لا يصح فقد حكم عليه كثير من أهل العلم بالضعف، منهم الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فقد ضعفه في الجامع الصغير-ح رقم74و2081- و في سنن الترمذي بل قال عنه في مشكاة المصابيح: ضعيف جدا، لكن الحديث و إن كان ضعيفا من حيث المبنى فإنه صحيح من حيث المعنى.
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، أحمده سبحانه على توفيقه و تمكيني من الانضمام إلى أعضاء هذا الملتقى المبارك راجبا من الله تعالى أن يضل منبرا للتواصل و المناقشة البناءة و الهادفة.
و لما كان اسم هذا الملتقى " ملتقى أهل التفسير" أحببت أن تكون أول مشاركة لي حول التفسير، هذا العلم الذي يعتبر من أجل العلوم و أشرفها، و كيف لا يكون كذلك و موضوعه كلام رب العالمين جل في علام و عظم في سماه.
و مشاركتي تتضمن نقطتين: الأولى حول تعريف التفسير، و الثانيه تتعلق بأهميته.
تعريف التفسير: التفسير لغة مشتق من الفسر بمعنى الكشف و البيان، و قيل هو مقلوب السفر نقول أسفر الصبح إذا أضاء، و سفرت المرأة سفورا إذا ألقت خمارها عن وجها، و سمي السفر سفرا لأنه يسفر عن أحوال و صفات الرجال.
أما من الناحية الاصطلاحية فقد تعددت تعريفات أهل العلم له:
1- فقد عرفه صاحب البحر المحيط أبو حيان الأندلسي المتوفى سنة745هـ بقوله:"علم يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن و مدلولاتها و أحكامها الإفرادية و التركيبية و معانيها التي تحمل عليها حال التركيب و تتمات ذلك".
2- و عرفه الإمام الزركشي بقوله: "علم يفهم به كتاب الله المنزل على نبيه محمد صلى الله عليه و سلم و بيان معانيه و استخراج أحكامه و حكمه و استمداد ذلك من علم اللغة و النحو و التصريف و البيان و أصول الفقه و القراءات، و يحتاج إلى معرفة أسباب النزول و الناسخ و المنسوخ".
3- و عرفه الشيخ محمد عبد العظيم الزرقاني بقوله:"علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى بقدر الطاقة البشرية". - مناهل العرفان في علوم القرآن-
أهميت التفسير: يعتبر علم التفسير من أعظم العلوم و أجلها، و كيف لا يكون كذلك و هو الوسيلة لتدبر كلام الله جل و علا، يقول تعالى:" كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته و ليتذكر أولوا الألباب"-ص29-، ففي هذه الآية ذكر الله تعالى الحكمة من إنزال القرآن العظيم: التدبر و التذكر و الاتعاظ، و لا يمكن أن يحصل ذلك دون فهمه، فكيف يتدبر الإنسان القرآن الكريم و يتعظ به و هو لا يفهم المراد من ألفاظه، و لذلك ذم الله تعالى من لا يتدبر كلامه و يتأمله، فقال تعالى:" أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها"-محمد:24-.
و رحم الله الإمام ابن جرير إذ يقول:" إني لأعجب ممن قرأ القرآن و لم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته".
و كيف لا يكون علم التفسير من أجل العلوم و شرف العلم كما يقال بشرف المعلوم، و معلوم هذا العلم إنما هو كلام الله تعالى الذي هو أجل الكلام، و الذي فضله على كلام الخلق كفضل الله تعالى على سائر الخلق.
و قد نقل الإمام السيوطي عن الإمام الأصبهاني رحمه الله تعالى قوله:" أشرف صناعة يتعاطاها الإنسان تفسير القرآن، بيان ذلك أن شرف الصناعة إما بشرف موضوعها..و إما بشرف غرضها..و إما بشدة الحاجة إليها..أما من جهة الموضوع فلأن موضوعه كلام الله تعالى الذي هو ينبوع كل حكمة و معدن كل فضيلة فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم لا يخلق على كثرة الرد و لا تنقضي عجائبه.
و أما من جهة الغرض فلأن الغرض منه هو الاعتصام بالعروة الوثقى و الوصول إلى السعادة الحقيقية التي لا تفنى.
و أما من جهة شدة الحاجة فلأن كل كمال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى العلوم الشرعية و المعارف الدينية و هي متوقفة على العلم بكتاب الله تعالى."اهـ - مقدمة الدر المنثور في التفسير بالمأثور:8/1-دار الكتب العلمية-.
أشير إلى أن قول الأصبهاني:" فيه نبأ ما قبلكم و خبر ما بعدكم و حكم ما بينكم لا يخلق على كثرة الرد و لا تنقضي عجائبه" هو جزء من حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم من طريق علي رضي الله عنه، لكنه لا يصح فقد حكم عليه كثير من أهل العلم بالضعف، منهم الشيخ الألباني رحمه الله تعالى فقد ضعفه في الجامع الصغير-ح رقم74و2081- و في سنن الترمذي بل قال عنه في مشكاة المصابيح: ضعيف جدا، لكن الحديث و إن كان ضعيفا من حيث المبنى فإنه صحيح من حيث المعنى.