بسم1
اشتهر ان تفسير اليقين في قوله تعالى {واعبد ربك حتى ياتيك اليقين} هو الموت، وذكره الدكتور الخضيري.
واول من صرح به بحسب اطلاعي الامام ابن القيم، وان كان وقع مجانبة الصواب منه او عليه
فنصه اولا جاء في المدارج في لزوم اياك حتى الموت فاستدل باية الحجر ثم قال وقال اهل النار {وكنا نكذب بيوم الدين حتى اتانا اليقين} قال: واليقين ههنا الموت باجماع اهل التفسير، فههنا يريد اية سورة المدثر.
اما اية سورة الحجر ففيها قولان ذكرهما الماوردي وتابعه ابن الجوزي وكذلك نص ابن عطيه على الاحتمال الثاني وهو النصر.
اما انه قول للجمهور، ورد على القائلين بسقوط العبادة بالوصول الى درجة اليقين والمعرفة، لكن ليس بدعوى الاجماع يرد عليه، وانظر قول ابن كثير بعد ان استدل على ان اليقين مراد به الموت باية المدثر وحديث ابن مطعون واستدل بهذا على تخطئتهم، قال: فالمراد باليقين الموت بما قدمنا، ولم ينص على الاجماع.
فههنا قضايا: اذا صرح باجماع في موضع هل يحمل على غيره.
وايضا: فالاجماع ينفي احتمال قبول غيره كما في مواضع ان الكتاب يراد به التوراة والقرية مكة، وهنا الامر بخلافه.
فتامل
اليقين ههنا مشاهدة الصرف اى اذا بلغت مقام المشاهدة
اليقين ههنا مشاهدة الصرف اى اذا بلغت مقام المشاهدة
الحمد لله وحده ،
روي أنه صلى الله عليه وسلم وافى مع أصحابه أذْرِعَات، فرأى سبع قوافل ليهود بني قُرَيْظَة والنَّضير، فيها أنواع البُرِّ، والطيب والجواهر، وسائر الأمتعة، فقال المسلمون: لو كانت هذه الأموال لنا لتقربنا بها، ولأنفقناها في سبيل الله، فقال لهم عليه الصلاة والسلام: " قد أعطيتم سبع آيات هي خير من هذه السبع القوافل "
ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم، تتمتع بحلاوته، وبالتجهد بتلاوته، ففيه كفايتك وغناك، فلا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أصنافاً من أهل الدنيا، الراغبين فيها، المشتغلين بها عن عبادة خالقها. قيل: لما نزلت هذه الآية ، قال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والنظر في أبناء الدنيا، فإنه يقسي القلب ويورث حب الدنيا، ولا تكثروا الجلوس مع أهل الثروة، فتميلوا لزينة الدنيا؛ فوالله لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقي الكافر منها جرعة ماء " وقال صلى الله عليه وسلم:" من تواضع لغني لأجل غناه اقترب من النار مسيرة سنة، وذهب ثلثا دينه "
فاصدع، أيها العارف الواعظ بما تُؤمر، من الأمر بالزهد، والانقطاع إلى الله، ولرفض كل ما يشغل عن الله، ولا تراقب أحداً في ذات الله، وأعرض عن المشركين، الذين أشركوا في محبة الله سواه، وشهدوا الأكوان موجودة مع الله، وهي ثابتة بإثباته، ممحوة بأحدية ذاته، فلا وجود لها في الحقيقة مع الله ، فإن استهزؤوا بك، وصغروا أمرك، فسيكفيكهم الله ، فاشتغل بالله عنهم، فلا يضيق صدرك بما فيه يخوضون (فسبح بحمد ربك) أي: نزهه عن شهود السِّوى معه، حامداً الله على ما أولاك من نعمة توحيده (وكن من الساجدين) لله شكراً، وقياماً برسم العبودية، أو: كن من الساجدين بقلبك في حضرة القدس، حتى يأتيك اليقين ، حتى يأتيك اليقين فيتحقق عندك أنك لا تحس بغير الحق ولا ترى الا الحق ولا يجاذبك الا الحق .
مما يؤيد القول باحتمال معنى النصر في تفسير {حتى ياتيك اليقين}، الاية بعد {اتى امر الله فلا تستعجلوه} على التاويل بانه االنصر والظفر، فيكون من التناسب بين السور.
مما يؤيد القول باحتمال معنى النصر في تفسير {حتى ياتيك اليقين}، الاية بعد {اتى امر الله فلا تستعجلوه} على التاويل بانه االنصر والظفر، فيكون من التناسب بين السور.
قال ابن عطية: و "اليقين" الموت بذلك فسره هنا ابن عمر ومجاهد والحسن وابن زيد ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم عند موت عثمان بن مظعون أما هو فقد رأى اليقين ويروى فقد جاءه اليقين .وليس "اليقين" من أسماء الموت وإنما العلم به يقين لا يمتري فيه عاقل فسماه هنا يقينا تجوزا أي يأتيك الأمر اليقين علمه ووقوعه وهذه الغاية معناها مدة حياتك ويحتمل أن يكون المعنى "حتى يأتيك اليقين" في النصر الذي وعدته .
وقال ابن تيمية: { وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ } وَالْيَقِينُ مَا بَعْدَ الْمَوْتِ كَمَا قَالَ { النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَقَدْ جَاءَهُ الْيَقِينُ مِنْ رَبِّهِ } وَإِلَّا فَنَفْسُ الْمَوْتِ - مُجَرَّدٌ عَمَّا بَعْده - أَمْرٌ مَشْهُورٌ لَمْ يُنَازِعْ فِيهِ أَحَدٌ حَتَّى يُسَمَّى يَقِينًا.عز وجل
اخي سمير جزاك الله خيرا
لوتفضلت بمرجع كلام ابن تيمية اذ لم اجده في مجموعه في التفسير
ولو تكرمت وبينت وجهة نظرك في المقتبس والمنقول، هل تراه نقضا للاجماع المنقول او نقضا للنقض؟
تعامل السلف مع المفردة القرآنية من باب تقريب المعنى ، فكان اختلافهم في التفسير اختلاف تنوع .
فعلى سبيل المثال : مفردة (اليقين) فُسرت بالموت ، وفُسرت بالنصر .
وكما يتبين فإن اليقين والموت أو النصر ليس من قبيل الحد المطابق للمحدود في عمومه وخصوصه ـ كما يقول ابن تيمية ـ وإنما نجد أن تفسير اليقين أتى من باب تقريب المعنى ؛ وذلك مما يلازم الموت أو النصر من يقين بما وعد الله به .
ومما يؤكد ذلك ، الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل ينادي قتلى صناديد قريش بأسماء آبائهم " ((يا فلان بن فلان ، ويا فلان بن فلان ، أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله ، فإنا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا )) " .
فاليقين ثبت بحصول الموت من جهة ، وحصول النصر من جهة أخرى .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين....اما بعد...الاخ الدكتور مخلص المحترم ارجو ان تسمح لي بهذه
المداخلة...وجزاكم الله تعالى خيرا...وباقي المشاركين الكرام...
ان تفسير اليقين بالموت لايعني ان الموت هو اليقين إنما ان الموت سيأتي باليقين...
ولهذا أشار شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى الى ذلك في قوله تعالى(وجاءت سكرة
بالموت بالحق...)( أي جاءت بما بعد الموت من ثواب اوعقاب وهو الحق الذي أخبرت
به الرسل عليهم الصلاة والسلام....)إنتهى.
اما تفسير الموت بالنصر فبعيد...وذلك لإسباب التالية-
1- للحديث الصحيح عن رسول الله اللهم صلِ عليه وآله(حديث عثمان بن مظعون).
2- لتفسير آية ق التي ذكرها شيخ الاسلام.
3- لإجماع المفسرين من الطبري ومن قبله من التابعين على هذا التفسير(فالقول لم يبدأ
من ابن القيم رحمه الله تعالى).
4- عند التفسير بأن اليقين هو النصر نقع في إستشكال وهو ربما يٌفهم ان العبادة ستكون
الى مجيء النصر فإذا جاء فاترك العبادة...وان كان عند البعض لايستلزم ذلك...
والله تعالى اعلم...اخي الكريم الدكتور عمر ان الحديث الذي ذكرته(" إياكم والنظر في أبناء الدنيا، فإنه يقسي القلب ويورث حب الدنيا، ولا تكثروا الجلوس مع أهل الثروة، فتميلوا لزينة الدنيا؛ ...) هذا الجزء منه ضعيف الا ان الجزء الاخير وهو(.... فوالله لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى الكافر منها جرعة ماء ")فهو صحيح...اما الحديث الآخر وهو( من تواضع لغني لأجل غناه اقترب من النار مسيرة سنة، وذهب ثلثا دينه ") فهو ضعيف...وأوقفه المحدث القاوقجي على ابن مسعود اللهم أرض عنه ....اما عن القوافل السبعة التي ذكرتها في بداية مشاركتك...فقد ذكرتها
انا ايضا في مشاركتي(تدبر ثم قل ما قل ودل)...ولكن تبين لي انها ضعيفة لكون الآية
(ولقد أتيناك سبعا...)مكية والرواية عن السبع قوافل انها ليهود المدينة...والله تعالى
أعلم والسلام.
اخي الكريم البهيجي
مقطع الكلام في صحة دعوى الاجماع، والذي لم يصرح به احد من المفسرين قبل ابن القيم على تاول عليه في كلامه كما بينت؛ فابن جرير نعم ذكر قول واحدا ولكن لم ينص على الاجماع ومثله ابن كثير، و ذكر القولان عند ابن عطية والماوردي وابن الجوزي، وما ذكرتم من كلام ابن تيمية فاصله عند ابن عطية من ان: اليقين ليس من اسماء الموت وانما العلم به يقين فسمي تجوزا اي ياتيك الامر اليقين علمه ووقوعه، وفيه تاييد للاحتمال.
اما اللوازم المحذورة فليست حجة للقول بالاجماع.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...اما بعد...أخي الكريم دكتور مخلص جزاكم الله تعالى خيرا..
الاجماع واضح امامك من كتب التفسير...فإن أغلب التفاسير تختار ان اليقين هو الموت
بمعنى ان اليقين سيأتي بعد الموت....وان قول ابن القيم تحصيل حاصل وان القول بإنه
-اي ابن القيم-هو الذي قال بدعوى الاجماع لا يٌغير من الامر شيء..وان التفسير المذكور
(ان اليقين هو الموت) يٌؤيده القرآن الكريم...والسنة الصحيحة..فعلينا كطلاب علم ان
نرضى به ونٌسلم له...والله أعلم.
الذي اقول انه فرق بين الاجماع وقول الجمهور، وهو الامرالواضح، ولا منازعة في صحة القول ودليله بل في دعوى الاجماع عليه.
وابن القيم لم ينص على الاجماع في اية الحجر بل في اية المدثر: حتى اتانا اليقين.
ونحن هنا في هذا الملتقى المبارك لتقرير اصول التفسير، فهل يصح في القول الاكثر والاشهر مع احتمال غيره ان يجعل اجماعا، وايضا ما ذكرت قبل من انه ان حكي الاجماع في لفظة في موضع ان يعمم وينقل الى غيره؟
وهنا سؤال في طرق معرفة الاجماع فهل حكاية قول واحد يعد اجماعا وان لم يات النص عليه، هذا مالم يقله احد بل قصاراه ان يلحق بالاجماع، وهذا تنزلا في الاستدلال لانه ذكرت من المفسرين من ذكر قولين.
والله اعلم
ليس اليقين من أسماء الموت، وإنما العلم به يقين، لا يمترى فيه ، فسمي يقينا، تجوزاً
ولما كان يحصل اليقين بعده بما كان غيباً سمي يقيناً ، والمعنى: فاعبده ما دمت حياً، ولا تُخِلّ بالعبادة لحظة اليقين هو تصديق الأمر تصديقاً مؤكداً، بحيث لا يطفو إلى الذهن لِيُناقش من جديد، بعد أن تكون قد علمته من مصادر تثق بصدق ما تَبلغك به والمؤمن يُرتِّب تصديقه وتيقّنه على ما بلغه من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقول الامام علي رضي الله عنه " ولو أن الحجاب قد انكشف عن الأمور التي حدثنا بها رسول الله غيباً ما ازددتُ يقيناً ". وقول حارثة رضي الله عنه : " كأنِّي أنظر إلى أهل الجنة في الجنة يُنعَّمون، وإلى أهل النار في النار يُعذَّبون " ، فيقول له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرفت فالزم ". وذلك هو اليقين كما آمنَ به صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله أعلم .
يقول الدكتور الشيخ مخلص البورقادي : فالإجماع ينفي احتمال قبول غيره كما في مواضع ان الكتاب يراد به التوراة والقرية مكة، وهنا الامر بخلافه. فتأمل .
هل استقرأتم وتتبعتم جميع ألفاظ الكتاب في القرآن ووجدتم أن المراد به التوراة ؟
كنت أتصور العكس تماما أن لفظ الكتاب في كل موضع جاء في القرآن يراد به التوراة والإنجيل !
لعل فضيلتكم يبسط لي الأمر
اما بسط وتبسيط الامر فالذي قلت: ان الاجماع المحكي ينفي احتمال غيره، ومثلت بالكتاب وقيدته بمواضع، كما في واذا ءاتينا موسى الكتاب، فجاء النص ان المراد التوراة باجماع المفسرين، وياتي الكتاب والمراد به القران كما في صدر ال عمران مرادا به القران باجماع، كل ذلك محكي ومستند للسياق لا الاستقراء، ولا يتصور في مثله خلاف، بخلاف المثال محل النظر.
وبعد فانا دون الذي قلت اصلحك الله
العفو منكم
أنا ذكرت جملة ( في كل مةضع ) وكان سبق لسان
وكنت أقصد في أكثر ورود كلمة الكتاب في القرآن
ومما يفهم به المعنى يفهم بالسياق لا شك
والاستقراء هو تتبع اللفظ في كل موضع وجمع دلالاته في المواضع كلها باعتبار السياق وغيره ..
فهل لا زال سؤالي قائما بعد هذا أم يرى أخي الكريم أن جوابه السابق منهي ؟
طريق الاجماع في هاته الالفاظ والمعاني النص من المفسرين المستند للسياق،
ولا مدخل هنا للاستقراء والتتبع، فالقول في موضع ان الكتاب مراد به التوراة لايعطي انه في كل موضع كذلك ولا انه ليس في كل موضع كذلك.
والذي فيه الاستقراء الكليات القرانيه من مثل: ان كل سلطان في القران مراد به الحجة، وان الخير مراد به المال، وان الرياح للرحمة والريح للعذاب، وان العباد في استعمالها ابدا في الرفعة والعبيد دونها ونظائرها.
لو تتبعنا كلمة ( الفاسقون ) في القرآن لوجدنا أنها تأتي بمعنى الكافرون وليس بمعنى الفاسق - بالمعنى الفقهي - الذي يرتكب المعصية الكبيرة وتقرر عند أهل السنة والجماعة أنه لا يكفر ..
وقد طغى تفسير (الفاسقون ) بالمعنى المقرر عند الفقهاء فغير من معناه في السياق .
والله أعلم .
هل قمت باستقراء لهذا الاطلاق؟
فالذي عندي اهل التفسير وخاصة اهل التحرير
ان الفسق في اصله هو الخروج من مكان محتو جامع ومنه فسقت الفارة اذا خرجت من جحرها، والفسق في عرف الاستعمال الشرعي الخروج من طاعة الله فقد يقع على من خرج بكفر وعلى من خرج بعصيان، بل لعل استعماله في الثاني اكثر كما في القاذف للمحصنات، وفي ان جاءكم فاسق، وفي اية الدين وان تفعلوه فانه فسوق بكم.
وياتي من الاول مقيدا فمن كفر بعد ذلك فاولئك هم الفاسقون، وما يكفر بها الا الفاسقون،او مقابلا للايمان كما في افمن كان مومنا كمن كان فاسقا، او مترتبا عليه النار فيدل على الكفر.
ومن ابين الدليل على الفرق بينهما: ولكن الله كره اليكم الكفر والفسوق والعصيان.
وبعد، فهناك نظر لاهل النظر هو اصل المسالة والفقهاء تبع فيه، وهو ان الفاسق عند اهل السنة المومن المرتكب للكبيرة، بخلاف المرجئة فيه فهو مومن كامل الايمان، والخوارج في انه كافر، والمعتزلة في انه منزلة بين المنزلتين؛ ونظرهم متركب ومترتب على التصريف الدلالي والتصرف الاستعمالي للكلمة والذي يعطي: ان الفاسق باطلاق هو الخارج عن الطاعة وقد ياتي بمعنى الكافر بقرينة.