التفسيروكتب البرامج والمشيخات

إنضم
03/02/2005
المشاركات
100
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الأحساء
التفسير وكتب البرامج والمشيخات

لاحظت على بعض الدارسين والباحثين أنهم إذا أرادوا أن يتناولوا كتاباً في الدراسات القرآنية (تفسير, علوم القرآن, أحكام القرآن, تجويد..ونحو ذلك), بالبحث والتنقيب عن بياناته فإنهم يعمدون إلى المصادر الآتية:
(1) النظر في الكتاب نفسه وخاصة المقدمة.
(2) النظر في مؤلفات المُصنِّف الأُخرى.
(3) النظر في كتب التراجم التي ترجمت لصاحب هذا الكتاب.
(4) النظر في الكتب التي اهتمت ببيلوغرافيا الكتب والمؤلفات نحو الفهرست لابن النديم, وكشف الظنون لحاجي خليفة ونحو ذلك.
إلاَّ أنَّ هناك مصدراً مُهِماً قد غَفَلَ عنه الكثير من الباحثين, وهو النظر في كتب البرامج والمشيخات[1] وهي عبارةٌ عن الكتاب الذي يجمع فيه الشيخ شيوخه وأساتذته وما يتعلق بذلك[2].
وتختلف طريقة التقسيم والتبويب فيها من كتابٍ لآخر, فبعضهم يُراعي في ترتيبه الكتب التي قرآها صاحب البرنامج وقدمها حسب موضوعاتها, مثل فهرسة ابن خير الإشبيلي, وبعضهم يُراعي في ترتيبه الشيوخ الذين قرأ عليهم المُؤلف بحيث يُترجم لهم ويذكر ما رُوي عنهم, وهذا المسلك هو الذي سَلَكه ابن عطية في فهرسه, وأبو الحسن الرعيني في برنامجه, والقاضي عياض في الغُنية, وبعضهم يمزج بين الطريقتين السالفتين كما فعل ابن جابر الوادي آشي في برنامجه[3].
والخلاصة أنَّ كتب البرامج والمشيخات تُعتبر مرجعاً مُهماً في معرفة بعض البيانات التي يحتاجها الباحث للوصول إلى بعض الحقائق والتساؤلات التي تدور حول كتابه الذي يعْنَى بدراسته.
وإليكم- معاشر الباحثين والدارسين- بعض الفوائد المُستقاة من النظر في هذا النوع من الكُتب والتي قد لا يجدها المرء في غيرها:
(1) اسم المؤلف, وزمن ولادته ووفاته.
(2) اسم الكتاب, ونسبته لمؤلفه, وعدد الأجزاء التي يقع فيها.
(3) معرفة زمن تدوين الكتاب, وقصة تأليفه.
(4) معرفة مدى مكانة الكتاب وشهرته في الأقطار.
(5) معرفة أسماء بعض العلماء والتلاميذ الذين دَرَسوا الكتاب وقرآوه.
(6) معرفة الزمان والمكان الذي تمَّت فيه مُدارسة ذلك الكتاب.
(7) معرفة ما كان مُتداولاً في ذلك الزمن أو القطر من الكتب.
(8) معرفة صيغ التحمل (سماعاً, مُشافهةً, وجادةً, قراءةً, إجازة بخط اليد ونحو ذلك) التي أخذ بها التلميذ دراسته للكتاب.
(9) معرفة عدد المرَّات التي قُرِئ فيها الكتاب.
ومن الأمثلة على ذلك ما ذكره ابن خير الإشبيلي في فهرسه عندما ذكر كتاب تفسير القرآن ليحي بن سلام.
حيث أورد أسانيده التي رواها عن شيوخه لهذا التفسير ومنها قوله: "حدثني به شيخنا الخطيب أبو الحسن شريح بن محمد المقرئ رحمه الله, قراءةً عليه وأنا أسمع من أوله إلى أول سورة يونس, وناولني جميعه في أصل كتابه, قال: حدثني به أبي رحمه الله سماعاً من لفظه بقراءته عليّ, قال: سمعته على أبي العباس أحمد بن سعيد بن أحمد بن نفيس المُقرئ في مسجده بزقاق الطحّانين من فسطاط مصر سنة (434هـ), قال: أخبرنا به أبو القاسم هبة الله بن سلامة بن نصر بن علي الضرير البغدادي المُفَسِّر, عن أبي القاسم عبيد الله بن يحي المعروف بابن خشفى, عن علي بن محمد البصري الواعظ, عن الحسن بن علي عن محمد بن يحي بن سلام عن أبيه يحي بن سلام مؤلفه رحمه الله..."[4].
فهذا النص مليءٌ بالفوائد لمن يتأمله ويُمعن النظر فيه مرةً بعد أُخرى, ويستطيع الباحث أن يُجيب على بعض التساؤلات التي في ذهنه, ويجمع خيوط الحقيقة فيكونها حُلَّةً قشيبةً مُتماسكة.
وختاماً. فإني أقترح بأن يتصدى أحد الباحثين بجمع كتب البرامج والمشيخات المطبوعة والمخطوطة -إن أمكن-, فيقوم بصنع ببيلوغرافيا لكتب الدراسات القرآنية الواردة فيها, وما تتضمنه من المعلومات والفوائد التي تنفع الدارسين, وبالله التوفيق.

...............................................

ليلة الأربعاء 28/12/1425هـ


[1] / يُسمي المشارقة هذا النوع من الكتب بالثَبَت أو المُعجم أوالمشيخة, وأمَّا المغاربة فإنه يُطلقون عليه لفظ الفهرس أو البرنامج.
[2] / فهرس الفهارس للكتاني (1/40).
[3] / تُنظر مقدمة الدكتور محمد أبو الأجفان في تحقيقه لكتاب فهرس ابن عطية (ص:40)
[4] / فهرسة ابن خير الإشبيلي (1/73).



تنبيه : تم تكبير الخط حتى تسهل علينا قراءة الموضوع ، وأعتذر أخي عبدالعزيز عن التدخل في تحرير موضوعك .[أبومجاهد]
 
الجدير بالذكر أن ابن حجر العسقلاني قد اعتمد في روياته لكيثر من كتب المشارقة على روايات الاندلسيين
كما يتبين ذلك الآن من خلال كتابه المسمى بالمعجم المفهرس ( بفتح الراء ! وليس كما جاء في التحقيق) أو بــ(فهرست مرويات شيخنا....ابن حجر) كما جاء في مخطوط برلين الذي لم يعتمد عليه المحقق . وكان للعلماء الأندلسيين حلقات في الاسكندرية بمكتباتهم الخاصة بهم .
منها : التفسير لعبد بن حميد
تفسير يحيى بن سلام
شفاء الصدور في التفسير لأبي بكر النقاش
أحكام القرآن للقاضي اسماعيل بن اسحاق
الناسخ والمنسوخ للقاسم بن سلام
مجاز القرآن لمعمر بن المثنى
وأجزاء من تفسير الطبري

وغيرها من كتب الحديث والعلوم الأخرى .
 
أخي الكريم عبد العزيز
هذا التدقيق الذي تدعو إليه ـ بوجود نفائس من الفوائد في سلسة أسانيد بعض الكتب مما يخفى على الدارسين ، وهي مهمة جدًّا كما تقول ، بل فيها فوائد ونفائس متعددة ، فانظر مثلاً ( بزقاق الطحّانين من فسطاط مصر سنة (434هـ) ) ، من سيكتب في المِهن في العالم الإسلامي في ذلك العصر ألا تفيده مثل هذه العبارة ؟!
و كما ترى فإأن هذا السند وأمثاله ليس من مظنة البحث عن المِهن .
وما ذكرته من أسماء هذا النوع من التصنيف ( يُسمي المشارقة هذا النوع من الكتب بالثَبَت أو المُعجم أوالمشيخة, وأمَّا المغاربة فإنه يُطلقون عليه لفظ الفهرس أو البرنامج ) فإني أوافقك أن فيها نفائس تتعلق بالتراجم والكتب لا يستغني عنها طالب العلم ، ولعل أحدنا في هذا الملتقى يقوم بذكر فوائد أحد هذه المشيخات ، ويخرج فوائدها ، على غرار ما ذكره أخونا فهد الوهبي في ليلته الماتعة مع طبقات السييوطي .
( تجده على هذا الرابط http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=2879)
 
عودٌ على بدءٍ
فوائد من كتب (المشيخة والبرامج والفهارس )
إن من الكتب المهمة التي يحسن بطالب العلم أن يعتني بها ، وان يقوم بجردها ، والاستفادة مما فيها من المعلومات المتنوعة كتب (المشيخة والبرامج والفهارس ) ، وهي كتب يذكر فيها العلماء شيوخهم ومروياتهم التي أسندوها عنهم من الكتب أو غيرها ، وهي تتضمن فوائد عديدة لا تخفى على من يطلع عليها ، منها :
1 ـ ذكر كثير من الكتب بأسمائها ، مع ذكر طريق تلقيها عند المؤلف .
2 ـ ذكر كثير من الأعلام العلماء ، والترجمة لبعضهم ، وذكر شيء من مناقبهم ، ونوادر من أخبارهم وأحوالهم .
3 ـ ذكر بعض النوادر والفوائد المتعلقة بالكتب أو بالعلماء ( للاستزادة : ينظر ما ذكره الدكتور عامر حسن صبري في مقدمة تحقيقة لمشيخة الإمام سراج الدين القزويني ) .
وسأذكر بعض الكتب التي ذكرها سراج الدين القزويني المتوفى سنة 750 في مشيخته ، وقد طبع تحت عنوان ( مشيخة الإمام سراج الدين عمر بن علي القزويني ).
1 ـ ( ص : 149 ) كتاب التجريد والمدخل إلى علم القراءات بالتجويد لأبي عمر يوسف بن عبد الله المعروف بابن عبد البر ( ت : 463 ) .
وهذا العنوان مفيد في التفريق بين علم القراءات وعلم التجويد ، وأن القراءات لا تصلح بلا تجويد .
2 ـ ذكر بعض كتب الوقف والابتداء ضمن كتب القراءات ففي ( ص : 156 ) ذكر كتاب الوقف والابتداء لابن الأنباري ( ت : 328 ) ، وفي ( ص : 158 ) ذكر كتاب الوقف والابتداء لابن جني ( ت : 392 ) ، وهذا يدل على أن هذا العلم من علوم القراءات عنده .
3 ـ ( ص : 370 ) معاني القرآن للوزير أبي الحسن علي بن عيسى الجراح ( ت : 334 ) ؛ أعانه على تأليفه أبو بكر بن مجاهد وأبو بكر الخزَّاز النحوي .
وفي هذه المعلومة حرص بعض الأكابر المشغولين بأمور الدولة على التأليف ، وفيها الاشتراك في التأليف ، فالإعانة عليه نوع من المشاركة فيه .
وقد ذكر للوزير أيضًا كتاب بعنوان ( تاريخ القرآن العزيز ) ، وهذا العنوان من العناوين العزيزة .
4 ـ ( ص : 372 ) الشهادات في القرآن لأبي عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة المعروف بنفطوية ( ت : 323 ) . وهذا العنوان يشير إلى المؤلف سار على الموضوعات فجمع ما يتعلق بالشهادات في القرآن وذكرها ، وهذا يدخل في ( التفسير الموضوعي ) الذي كثرت العناية به عند المعاصرين .
فائدة : إذا ورد في كتب اللغة : قال ابن عرفة ، فالمراد به نفطوية ، وقد رأيته يلتبس على بعض طلبة العلم بابن عرفة الفقيه المالكي المتأخر ( ت : 803 ) ، مع ما بين وفاتهما من البون الشاسع مما يجعل المرء يتنبه إلى أن ابن عرفة المالكي لا يمكن أن يكون هو المراد لورود هذه الكنية في كتب سابقة لعصره مما يدل على أن المراد غيره .
5 ـ ( ص : 373 ) كتاب الشواهد ، لأبي عبيد القاسم بن سلام ، وهو كتاب في شواهد القرآن كما ذكر ابن خير في فهرسته ( ص : 71 ) .
والكتابة المستقلة في هذا الباب قليلة في كتب المتقدمين ، وإن كان الاستشهاد في كتبهم كثيرًا .
6 ـ ( ص : 374 ) المنخول في أسباب النزول ، لأبي العباس أحمد بن محمد القطيعي الحنبلي ( ت : 563 ) ، ويظهر من اسمه أنه يميز في أسباب النزول بين الصحيح والضعيف ، ولم أجد من ذكره ممن كتب في ثبت كتب أسباب النزول .
7 ـ ( ص : 375 ) سجود القرآن المجيد ، لأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي ، قال القزويني : ( يحتوي على كل سجدة في القرآن ، ومن سجد ببعضها ومن لم يسجد من الصحابة والتابعين ) .
وهذا الموضوع مع طرافته فإنك لا تجد فيه كتابات مستقلة ، وغالب ما يوجد في كتب الفقه عند الحديث عن السجود وأنواعه .
وبعد ، فهذه بعض الكتب الطريفة التي أسندها القزويني إلى مؤلفيها ، وفي الكتاب من الفوائد المتعلقة بكتي التفسير وعلوم القرآن وبغيرها ما يحسن الرجوع إليه وقراءته والاستفادة منه .
 
الدكتور مساعد: مع التحية .

أشكرك على هذه المداخلة الماتعة , وأفيدك بأني قد اقتنيت مشيخة القزويني مؤخراً , وقمت بقراءته فاستخرجت منه فوائد ونقاط لم أجد من أشار إليها , وقد أفادتني كثيراً في بعض البحوث والدراسات التي أقوم بتحريرها !!
ولهذا فإني أدعوا المهتمين بكتب البرامج والمشيخات أن يذكروا لنا بقية الكتب المخطوطة منها وأماكن وجودها , حتى يتسنى لنا مراجعتها والاستفادة منها , وبالله التوفيق .
 
عودة
أعلى