التفاسير المجموعة ؟ وجهة نظر .

إنضم
22/02/2011
المشاركات
2
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم​

لقد قيض الله لدينه أئمة من أهل العلم , يدعون من ضل إلى الهدى , ويحيون بكتاب الله الموتى , ويُبصرون بنور الله أهل العمى , ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين , وانتحال المبطلين , وتأويل الجاهلين , فبارك الله لهم فيما قالوه وما كتبوه , وتلقت الأمة ذلك عنهم بالقبول .
ولما كان الأمر كذلك ,عكف طلبة العلم على موروثهم , فتنوعت طرقهم في التعامل مع هذا الإرث , ما بين شارح , ومختصر , ومحشٍ , وجامع لمنثور كلامهم , وكلهم محسن موفق , يشكر على ما قدمه , ولا يُنكِر فضله وجهده إلا جاهل أو مكابر .
ولما كان عمل البشر عرضة للخل والتقصير , والتقويم والتسديد , أحببت أن أبدي وجهة نظرٍ تتعلق بما يسمى بـ ( التفاسير المجموعة ) , والتي قصد بها جامعوها تتبع كلام أهل العلم في تفسير القرآن الكريم , من خلال سبر مؤلفاتهم .
ولا أشك أن هذا العمل عمل جليل , تضعف دونه كثير من الهمم , غير أن لي مع مثل هذه الأعمال بعض الملحوظات التي أرجو أن أوفق لإخلاص والصواب فيها , وأن أستفيد من أهل العلم وطلبته في هذا الملتقى في تدارسها .
وهذه الملحوظات تتلخص في اثنتين :
الأولى تتعلق بالكلام المجموع :
فالكلام المجموع في تفسير آية من الآيات , إما أ، يكون قائله قصد به التفسير – وهذا قليل بالنسبة إلى غيره - فهذا لا إشكال فيه , وإما أن يورده للاستشهاد به على أمر ما , أو لتقرير مسألة من المسائل , أو لترجيح قول من الأقوال في المسألة التي هو بصدد الحديث عنها , أور رد قول فيها , أو نحو ذلك [1], فهذا لا يعد تفسيرا للآية بمعنى التفسير الذي هو بيان معاني الآية . لاسيما إن كان معنى الآية يتوقف على ما قبلها وما بعدها من الآيات .
والغالب في هذا الكلام إنما هو من قبيل المُلح .
الثانية : تتعلق بالجامع :
قد يقف الجامع عل كلام طويل للمجموع له في تفسير الآية , مما يجعله مترددا بين أمرين :
إما أن يثبت هذا الكلام الطويل برمته حتى يفهم القارئ معنى الكلام , وإما أن يختصره ويقتصر على موضع الشاهد ويحذف ما سواه . وفي كلا الأمرين إشكال .
ففي الأول إيراد لكلام ليس من قبيل التفسير , يصير حشوا أثقل به الجمع كاهل الكتاب المجموع ,
وفي الثاني : بتر للكلام من سياقه الذي يفهم به , مما يحدو بالقارئ الرجوع إلى المصدر الأم الذي نقل منه الجامع , فيقف الجامع متحرجا بن أمرين أحلاهما مر .
الثاني : قد يأتي الجامع بكلام في تفسير الآية ليس له صلة بالتفسير لا من قريب ولا من بعيد , وإنما ساق المجموع له الاية للاستشهاد فحسب, فظن الجامع أن هذا تفسيرا للآية , وهذا كثير في التفسير المجموع من كلام ابن رجب – رحمه الله - .
فهل يمكن أن تكون مثل هذه التفاسير أصلا في التفسير ومرجعا رئيسا في فيه ؟ وهل يمكن أن نحكم من خلالها على منهج المجموع له في التفسير ؟

[1] أحيانا قد يقتصر على قول من الأقوال في تفسير الآية ؛ لأنه المناسب للقول الذي اختاره في تقرير مسألة من المسائل .
 
بارك الله فيكم على هذا التنبيه ، وأتفق معك فيما تفضلت به .
بعض الباحثين يتمحل في إدخال كلام بعض المؤلفين ضمن التفسير رغبة في تكثير مواضع تفسير هذا المؤلف أو ذاك ، ولو لم يكن تفسيراً له ، أحياناً لإقناع اللجان بأهمية الموضوع ، وجدارته بأن يكون موضوعا لرسالة علمية ، ويظهر التكلف في هذا كثيراً وقد مرَّ علي الكثير من النماذج في ذلك . وعبثاً تحاول إقناع الطالب بعدم مناسبة هذا الموضوع ، وللأسف أن كثيراً من هذه الموضوعات قبلت وأصبحت رسائل علمية منجزة أو كتبا مطبوعة في الوقت الذي لا يصدق عليها أو أكثرها أنها تفسير للمجموع كلامه . ولعل عنونتها بـ (جهود فلان في التفسير) أخف وطئاً من تسميتها (تفسير فلان) .
وعلى كل حال فإن المنتفع بها من طلبة العلم غالباً الذين يعرفنون كيف ينتفعون بهذه الرسائل والمؤلفات ويضعون الكلام المنقول في موضعه الصحيح دون لبس ، ولكن التنبيه على الأمر مهم فجزاك الله خيراً .
 
عودة
أعلى