التفاسيرُ التي اعتنت بالوقف والابتداء.

إنضم
20/01/2006
المشاركات
1,245
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه , وبعد:

فإنّ من المعلوم أنَّ من أهم ما يحتاجُـهُ المفسرُ العلمَ بأركان الجملة التي تتم بها معاني الآية , وقد كنتُ ولا أزال أبحثُ عن العلمـاء الذين أولوا هذا الجانب اهتماماً كبيراً في التفسير, كالعلامة االطاهر بن عاشور رحمه الله فقد تناول هذا العلم في مباحث مقدماته وركز في ثنايا التفسير عليه كثيراً.

وأخبرني الشيخُ المقرئُ إبراهيم الأخضر - شيخ قراء المدينة - حفظه الله , وهو من أبرز المعتنين بهذا الفن من مشاهير القراء اليوم - أنَّ النيسابوري رحمه الله في كتابه (غرائب القرآن ورغائب الفرقان)
من المفسرين الذين اهتموا بالوقف والابتداء في تفاسيرهم.

فهل عند المشايخ الكرام إرشادٌ لآخرين من أهل التفسير اهتموا بهذا الفن.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه , وبعد:

فإنّ من المعلوم أنَّ من أهم ما يحتاجُـهُ المفسرُ العلمَ بأركان الجملة التي تتم بها معاني الآية , وقد كنتُ ولا أزال أبحثُ عن العلمـاء الذين أولوا هذا الجانب اهتماماً كبيراً في التفسير, كالعلامة االطاهر بن عاشور رحمه الله فقد تناول هذا العلم في مباحث مقدماته وركز في ثنايا التفسير عليه كثيراً.

وأخبرني الشيخُ المقرئُ إبراهيم الأخضر - شيخ قراء المدينة - حفظه الله , وهو من أبرز المعتنين بهذا الفن من مشاهير القراء اليوم - أنَّ النيسابوري رحمه الله في كتابه (غرائب القرآن ورغائب الفرقان)
من المفسرين الذين اهتموا بالوقف والابتداء في تفاسيرهم.

فهل عند المشايخ الكرام إرشادٌ لآخرين من أهل التفسير اهتموا بهذا الفن.

يقول السيوطي رحمه الله تعالى في الإتقان:

"في معرفة الوقف والابتداء
أفرده بالتصنيف خلائق، منهم أبوجعفر النحاس وابن الأنباري والزجاجي والداني والعماني والسجاوندي وغيرهم، وهوفن جليل به يعرف كيف أداء القراءة. والأصل فيه ما أخرجه النحاس قال: حدثنا محمد بن جعفر الانباري، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبيّ وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا عبد الله ابن عمروالزرقي عن زيد بن أبي أنيسة عن القاسم بن عوف البكري قال: سمعت عبد الله بن عمر يقول: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم القرآن اليوم ولقد رأينا اليوم رجالاً يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحته إلى خاتمته ما يدري ما أمره ولا زجره ولا ما ينبغي أن يوقف عنده منه. قال النحاس: فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتلعمون الأوقاف كما يتعلمون القرآن. وقول ابن عمر: لقد عشنا برهة من دهرنا يدل على أن ذلك إجماع من الصحابة ثابت. قلت: أخرج هذا الأثر البيهقي في سننه. وعن عليّ قوله تعالى - ورتل القرآن ترتيلا - قال: الترتيل: تجويد الحروف ومعرفة الوقف. قال ابن الأنباري: من تمام معرفة القرآن معرفة الوقف والابتداء. وقال النكزاوي: باب الوقف عظيم القدر جليل الخطر، لأنه لا يتأتى لأحد معرفة معاني القرآن ولا استنباط الأدلة الشرعية منه إلا بمعرفة الفواصل. وفي النشر لابن الجوزي: لما لم يمكن القارئ أن يقرأ السورة أوالقصة في نفس واحد ولم يجز التنفس بين كلمتين حالة الوصل، بل ذلك كالتنفس في أثناء الكلمة وجب حينئذ اختيار وقفة للتنفس والاستراحة وتعين ارتضاء ابتداء بعده، ويتحتم أن لا يكون ذلك مما يحيل المعنى ولا يخل بالفهم، إذ بذلك يظهر الإعجاز ويحصل القصد، ولذلك حض الأئمة على تعلمه ومعرفته، وفي كلامه دليل على وجوب ذلك. وفي كلام ابن عمر برهان على أن تعلمه إجماع من الصحابة، وصح بل تواتر عندنا والاعتناء به من السلف الصالح كأبي جعفر يزيد بن القعقاع أحد أعيان التابعين وصاحبه الإمام نافع وأبي عمرو ويعقوب وعاصم وغيرهم من الأئمة، وكلامهم في ذلك معروف ونصوصهم عليه مشهورة في الكتب، ومن ثم اشترط كثير من الخلف على المجيز أن لا يجيز أحداً إلا بمعرفته الوقف والابتداء "

واقول إذا كان ما ذكره السيوطي رحمه الله تعالى في حق القارئ ، بل في حق كل متعلم كما رواه بسنده عن بن عمر رضي الله عنهما ، فكيف هو في حق المفسر الذي يتصدى لبيان القرآن للناس؟

والأخ محمد حفظه الله لم يذكر لنا إلا مرجعين في التفسير عنيت بهذا الجانب ، فهل يعتبر هذا قلة عناية من المفسرين بهذا الجانب؟

أترك الإجابة لكم؟
 
السلام عليكم ورحمة الله
وبعدُ:
فقد سمعت فعلا فيما سمعت من أهل العلم أن تفسيرا ينسب إلى النيسابوري قد اعتنى بالوقف والابتداء، فإنه يورد الآية ثم ما فيها من القراءات، ثم ما فيها من الوقف والابتداء، ثم يذكر تفسيرها.
وذكروا كذلك تفسير أبي السعود الموسوم بـ"إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم" لمحمد بن محمد العمادي أبي السعود، فقد ذكروا أن له عناية بالوقف والابتداء في تفسيره والله أعلم.
 
عودة
أعلى