التعريف بنظم "علق اللبيب" للدكتور: بشير الحميري

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
بسم1
التعريف بنظم

عِلْق اللبيب
في ترجيح الخلاف بين النَّاقلين لعلم العدد عن أئمَّته

النَّاظم: د. بشير بن حسن الحميري
-حفظه الله تعالى-

من المعلوم لدى الباحثين في الدِّراسات القرآنيَّة، وخاصة منها الإقرائيَّة : أنَّ علم عد الآي من أجل العلوم التي تربطها بالقراءات والمصاحف روابط عديدة، ولذلك انبرى الأئمَّة في التصنيف فيه ضمن مصنفاتهم في القراءات، وأفرده آخرون نثرًا ونظمًا، وقلَّت العناية بهذا العلم تحريرًا وتدقيقًا، في هذه العصور المتأخرة، حتى أصبح بعض طلاب القراءات لا يعرف عنه إلا اسمه، فما بالك بغيرهم ممن لم يدرسوا علم القراءات.
وقد قسَّم شيخنا د. بشير الحميري –رفع الله قدره- هذا العلم إلى ثلاث مراتب:
الأولى: المعرفة، وهي معرفة عامة بهذا العلم، من حيث التعريف، والمؤلفات فيه ومناهجها، وهل هو اجتهادي أم توقيفي، ونحوها من القضايا، وقد كتب في هذا بعض المعاصرين فيه كتابات.
الثانية: العلم، والمقصود به الدخول في أهم مباحث هذا العلم، ومعرفة السُّور المختلف في عدِّها، والسُّور المتفق على عدِّها، وما عدَّه بعضهم، وتركه غيره، وكتب الأئمَّة كالدَّاني والشَّاطبي وغيرهما تنحو هذا المنحى.
الثالثة: المقارنة والحكم، وهذه المرتبة يصل إليها الباحث بكثرة النَّظر في المراجع المختلفة لهذا العلم، في المسائل التي اختلف فيها النَّقل عن أحدٍ من أئمَّة العدد، بين العدِّ والترك، بغية التوصل إلى الترجيح ثمَّ الحكم.
وهذه المنظومة الموسومة بـ"علق اللبيب" للمرتبة الثَّالثة من هذه المراتب، وقد تتبع فيها النَّاظم ما يقارب العشرة مصادر لهذا العلم مما ذكروا فيه اختلافًا لأحد علماء العدد، ثمَّ رجَّح فيها.
وهي منظومة تائية من بحر الطويل، بلغت أبياتها 274 بيتًا، وهي التالي:
أولًا: المقدمة: واشتملت على سبعة أبيات، ولا بأس من ذكرها هنا:
يقول بشيرُ الحميريُّ برغبةِ ** بدأتُ ببسم الله نظمي وخطبتي
وأحمدُ ربي مستعينًا مصلِّيًا ** على المصطفى والآل والصَّحب قدوتي
وبعد: فذا نظمي إليك أزُفُّه ** لذكر خلاف العدِّ بين الأئمَّةِ
وأسميتُها "عِلْقَ اللبيبِ" مظنَّةً ** بموقعها ممن له فضل فِطْنَةِ
وأسألُ ربي العونَ إنِّي إليه في ** حياتي فقيرٌ، ثمَّ من بعد بعثتي
شكوتُ ذنوبًا أثقلتني حُمُولُها ** أزيد بذي النجوى تباريح مُهجتي
فياربِّ إيمانًا ويا ربِّ رحمةً ** ويا ربِّ غفرانًا بفضلٍ ومنَّةِ
ثانيًا: ثم ذكر أنواع الترجيح، وذكر فيه ستَّةَ أبياتٍ، تشتمل على ثلاثة أنواع من أنواع الترجيح في الخلاف، وهي: الخلاف المطلق، والخلاف المرجَّح بالسَّلب، والخلاف المرجَّح بالإيجاب.
ثالثًا: ثم ذكر أنواع الخلاف، وذكر فيه ثلاثة أبيات.
رابعًا: ذكر عوامل الترجيح، وفيها ثلاثة أبيات ضمَّنها حوالي تسعة عوامل للترجيح.
خامسًا: ذكر مصادر المقارنة، وفيه خمسة أبيات، اشتملت على مصادره، وهي: البيان للداني، وفنون الأفنان لابن الجوزي، وكتاب ابن عبد الكافي، والقراءات الثمان للعماني، وعدد آي القرآن للفراء، وحسن المدد للجعبري، وجمال القراء للسخاوي، وجامع الوقوف للسجاوندي، والتلخيص لأبي معشر الطبري، والإيضاح للأندرابي، وسور القرآن وآياته وحروفه لابن شاذان.
سادسًا: ذكر أسماء رواة العدد، وفيه تسعة أبيات.
سابعًا: ثم ذكر المكي والشَّامي، في عشرة أبيات.
ثامنًا: ثم ذكر منهجه في النَّظم، واشتمل بيان المنهج على ثمانية أبيات، ومن منهجه فيه:
1) إذا أحال إلى بعض أئمة العدد بحكم، فإنَّ غيرهم خلاف ما ذكره.
2) إذا قال: عدَّ، فإنَّ غيره ترك.
3) قد ينسب الخلاف إلى النَّاقل لعلم العدد.
وغيرها مما بينَّه في منهجه.
تاسعًا: ثم ذكر الاصطلاحات، واشتمل على أربعة أبيات، وهما مصطلحان: جملة، وفرش.
عاشرًا: ثمَّ بدأ بسورة الفاتحة، وبعدها البقرة، وهكذا إلى سورة النَّاس.
الحادي عشر: الخاتمة، وذكر فيها أربعة أبيات اشتملت على معلومات عن المنظومة، عدد أبياتها (274) بيتًا، والبدء بأصلها فجر الاثنين 23/رجب/ 1428هـ، وأتمَّها ضحى الثلاثاء 1/شعبان/ 1428هـ، وأنَّه استغرق فيها أسبوعًا واحدًا وزيادة يوم، كما قال: (فزادت على الأسبوع يومًا).
الثاني عشر: تضرَّع إلى سيِّده ومولاه جلَّ جلاله، وشمل هذا على 13 بيتًا.
ثم إنَّه شرحها بشرح سمَّاه "إتحاف الحبيب بكشف مُخبَّآت عِلْقِ اللبيب" وابتدأ الشرح بعد عصر الاثنين 5/ 6/ 1429هـ، وأتمَّ شرحها بعد عصر الجمعة 16/ 6 / 1429هـ. ويقع الشرح في 130 صفحة.
وأسأل الله تعالى أن يُيسِّر لشيخنا ناظمها وشارحها –حفظه الله- من يقوم على طبعها ونشرها بين طلبة العلوم الشَّرعية عامَّة، وطلاب القراءات خاصة.
وقد يسَّر الله تعالى لي قراءتها كاملةً على ناظمها، ومناقشة بعض مسائلها، جزاه الله عنِّي خيرًا، ورغبتُ تعريف إخواني من طلبة القراءات بها، وصلَّى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه تلميذه:
أبو إسحاق، محمد بن سعيد بكران
الرياض، ليلة الجمعة: 29 شوال 1436هـ
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى