التعريف بكتاب: "التعليق على صحيح مسلم" للشيخ محمد ابن عثيمين. للدكتور/ عمر المقبل

إنضم
28/10/2007
المشاركات
564
مستوى التفاعل
4
النقاط
18
الإقامة
المملكة العربية
الموقع الالكتروني
www.ahlalhdeeth.com
التعريف بكتاب: "التعليق على صحيح مسلم" للشيخ محمد ابن عثيمين. للدكتور/ عمر المقبل

.


التعريف بكتاب: "التعليق على صحيح مسلم" للشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله .. المبتدأ والخبر
للشيخ/ د. عمر بن عبدالله المقبل


في عام 1416هـ جمَعني لقاءٌ بشيخنا العلامة محمد ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وكان الشيخ وقتها قد مضى على تعليقه على صحيح الإمام مسلم رحمه الله (261هـ) نحو سنتين تقريباً، إذ كانت البداية في 17/2/1414هـ، فطلبتُ منه الإذن بإخراج تعليقِه على الكتاب؛ فوافق وهو يبتسم ـ جزاه الله عنّي خير الجزاء ـ بعد التفاهم مع أخيه د.عبدالله ـ شفاه الله ـ.


ولمّا قضى اللهُ قضاءَه بالحق، وتُوفي شيخُنا ـ رحمه الله ـ في 15/ 10/ 1421هـ، وتشكّلت المؤسسةُ الخيريةُ التي تعنى بعلم الشيخ والاستمرار في تبنّي الأعمال الخيرية التي كان يرعاها؛ بدأتُ بالعمل -بعد خطاب المؤسسة الذي أذن بالعمل- في الكتاب.


والحقيقة أن العمل كان فوق تصوري بكثير، فبدأتُ بالمقدمة وكتاب "الإيمان"، اللذان يشكّلان المجلد الأول من التعليق، وبِيْعَ في معرض الكتاب الدولي بالرياض عام 1427هـ، ووصلت الملاحظاتُ من طلاب العلم على هذا المجلد، فاستدركنا ما ظهرتْ وجاهتُه، ومِن تلك الاقتراحات أن يخرج الكتاب كاملاً، فكان ذلك في هذا الشهر ـ شوال 1435هـ ـ بعد أربعة عشر عاماً من وفاته رحمه الله.


ولما كان العملُ في الكتاب يمر بمراحلَ كثيرة، وفيها طُول عليّ كمُراجع ومُصحِّح للملازم، تم التفاهم مع المؤسسة بما يضمن تسريع العمل، مع الاحتفاظ بالشروط المعتمدة في نشر تراث الشيخ، وأن يَبقى دَوري في مراجعة الصياغة النهائية، والتأكد من سلامته من الإشكالات التي قد تَقع بسبب طبيعة التقرير الصوتي للدرس، ومراجعة المواضع التي تحتاج إلى مزيد ضبط؛ فأُسند العملُ الفنّي بتجريد النص المفرّغ من الأشرطة مما لا حاجة له، وصياغته أقرب ما يمكن إلى التحرير، مع فهرسة الفوائد ـ على نمط ما فعلتُه في المجلد الأول ـ إلى باحثٍ علمي ترتضيه المؤسسة، فتمّ ذلك بحمد الله.


لقد عتبَ كثيرٌ من محبّي علم شيخنا على تأخُّر صدور هذا التعليق، وعتبهم في محلّه، ولو تفرّغ المراجع للكتاب المسنَد إليه؛ لم يحتج لكل هذه السنين! لكن من أهمّ أسباب هذا التأخر المتعلقة بالمُراجع: أنه غير متفرغ!


وأتذكرُ جيداً أن المجلد الأول أُحيل إليّ وأنا في أواخر مرحلة الدكتوراه، مع التدريس في الجامعة، وغيرها من الارتباطات العلمية، هذا فضلاً عن بقية الأعذار التي تتعلق ببقية الأطراف ذات الصلة بنشر الكتاب وطبْعه، وهذا كلّه يُقال لتوضيح السبب، وليس لتبرير التقصير الذي وقع في التأخير، وأنا أستغفر الله من ذلك.


أما أهم مزايا تعليق شيخنا على صحيح مسلم، فيمكن إجمالها في الآتي:
1) أنه اعتنى بتوضيح المعنى الخاص بكل حديث.
2) اهتمامه بفقه الحديث، وذكر فوائده، وقد تَكثُر هذه الفوائد، فتصل إلى أكثر من عشرين فائدة على الحديث الواحد، وهي تزيد وتنقص بحسب طول المتن وقِصَره، يُنظر مثلاً تعليقُه على حديث المجامع في نهار رمضان (5/353-362)، وقصة إيلائه صلى الله عليه وسلم من نسائه (7/ 303-317)، وقصة بيع جمل جابر (8/204 - 222).
3) تعليقه على تبويبات النووي ـ أحياناً ـ موافقةً أو اعتراضاً، وبيان وجه ذلك.
4) عنايته بمُشكِل الحديث ومُخْتَلِفِ الحديث ـ وبينهما فرقٌ معروف عند أهل العلم ـ،وأرى أن هذه من أبرز مزايا الشرح، وهي طِلْبةُ الباحثين من طلاب العلم في كتب الشروح، وأمثلة هذا كثيرة بحمد الله.
5) التنبيه على الأمثلة التطبيقية للعلوم الأخرى، كعلوم القرآن وأصول الفقه، ومصطلح الحديث، يُنظر مثلاً: تعليقه على مقدمة مسلم، و تعليقه على الأحاديث: (715، 1145، 1452، 1572، 1691).
6) اهتمامه باللفتات التربوية التي تتضمنها الأحاديثُ أو تشير إليها، فلقد كان شيخنا عالماً ربانياً، يربي بصغار العلم قَبل كباره، وكان ينقل بعضَ ما مرّ به من تجارب، قد لا توجد إلا في هذا الكتاب، مثل قوله: "ولقد أوصاني رجلٌ من عامة الناس فقال لي: يا بُني! احرص على نشر العلم حتى في المجالس، كمجالس القهوة، أو الغداء، أو ما أشبه ذلك، ولا تترك مجلساً واحداً إلا وأهديتَ إلى الجالسين ولو مسألة واحدة! أوصاني بذلك، وأنا أوصيكم بذلك؛ لأنها وصية نافعة"ا.هـ، ويُنظر تعليقه على الأحاديث: (152، 1147، 1154).
ومثل: رأيه في قسمة المال على الورثة قبل الوفاة، فقد أبدى فيها رأياً تربوياً، وكذلك: وصيته لمن يَشعر بالعُجب في بداية طلبه للعلم، وأمثال هذه الوصايا كثيرة ومبثوثة في الشرح.
وهذه ميزة الشرح في الكتب الجوامع، بخلاف كتب الأحكام ـ أحاديث الحلال والحرام ـ والتي تقتصر غالباً على موضع الحديث الذي يخدم التبويب الذي قَصَده مصنفُ الكتاب.
7) ربطه ما يشرح من أحاديث بالواقع وما يتصل به من مسائل معاصرة، مثل: حكم المشاركة في البرلمانات، ومثل تفصيله في حكم الأناشيد، حكم العرائس المعاصرة للأطفال، وحكم إجابة دعوة العرس التي تأتي عن طريق بطاقة، وغيرها.
8) أن تعليقات الشيخ تتسم بالوضوح، وعمق المعلومة، كما هو شأنه في بقية كتبه.


هذه من أبرز المزايا التي تميز بها تعليق شيخنا رحمه الله تعالى، ومخبَر الكتاب أبلغُ مما رقمتُ، وخيرٌ مما سطرتُ، والكتاب مشحون بالفوائد، ولا يمكن لباحث يريد استقراء منهج شيخنا في مختلف الحديث ومُشْكِله دون قراءة هذا السِّفر المبارك.


وكم تمنيت ـ كغيري من طلاب العلم ـ أن الله تعالى فسحَ في أجل الشيخ ـ رحمه الله ـ ليتم تعليقه عليه، إذْ لم يكمله الشيخ، بل اخترمته المنيّةُ قبل إكماله، وكان آخر حديث وقف عليه الشيخ حديث: "إياكم والجلوس في الطرقات"، ومجموع ما علّق عليه الشيخ يبلغ نحو ثلثي الكتاب، في ليلة 29/2/1421هـ، أي قبل وفاته بسبعة أشهر ونصف تقريباً.


أسأل الله تعالى أن يجزي شيخنا عنا خير الجزاء، وأن يجمعنا به في دار الكرامة، إنه وليّ ذلك والقادر عليه.


المصدر: ...بـــث تجريبي لموقع الدكتور عمر المقبل...


.
 
وفقك الله يا شيخ وبارك فيك
هل الكتاب مطبوع الآن وإلا مازال .. وأين نجده إن كان قد طبع ..؟؟



[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
عودة
أعلى