العنوان السابق هورسالة جامعية للدكتور البدراوي. ناقشها بجامعة السربون بباريز.
واعد القراء انني ساقوم بالتعريف بهده الرسالة ،واقدم بعض السقطات المنهجية التي وقع فيها الباحث.لانه قارب النص القرءاني مقاربة لغوية ،وغيب البعد القصدي الديمن اجله نزل القرءان....
أحسن الله اليك...
صاحب هذه الرسالة لا يعرف القرآن ولا علم له باللغة العربية حتى يقارب "النص القرآني" لغويا،عنوان الرسالة كاملا:(سيميولوجيا سورة الأعراف:الخطاب القرآني والخطاب التفسيري القديم)،وقد نوقشت في جامعة باريس الثالثة (وهي ليست السربون القديمة التي يعرفها الناس) عام 1989م في خريف اشراف الهالك أركون على معهد الدراسات العربية هناك قبل اغلاق هذا المعهد واحالة أركون على التقاعد عام 1993م حيث تم تحويل عدد من طلبة المعهد آنذاك الى جامعة اكس قرب مارسيليا لاتمام المناقشة...
وجدير بالذكر أن توجيه هذا الطالب -البعيد عن الدراسات القرآنية- كان يهدف الى تسخيره مع غيره ممن يبحثون عن الدكتوراه لخدمة مشروع تيار استشراقي حداثي فرنسي يصطلح عليه هناك بـL Humanisme musulmane .
والمعروف أن الاستشراق القديم الفرنسي سار خلال نصف قرن الأخير في اتجاهين:
الأول- استشراق فيلولوجي أو كلاسيكي يهتم بالنصوص كالمخطوطات ...وهذا التوجه ينظر الى القرآن باعتباره (نصا) عربيا،ومنطلقه في ذلك علماني أو لائكي صرف.
الثاني- استشراق مسيحي لا يخفي خلفيته الدينية،وأبرز ممثل له (الأب الروحي لأركون المستشرق لويس غارديه L.Gardetت1986م)،فهذا التوجه انتحل لنفسه "فكر" تيار لاهوتي كاثوليكي فرنسي يدعو الى التفريق بين الأناجيل باعتبارها نصوصا،وبين الأدبيات الكنسية في فهم وتفسير الأناجيل وأبرز ممثل لهذا التيار اللاهوتي هو د.بول ريكور تـP.Ricoeur
ومنذ أواسط الستينيات جند أركون لخدمة هذا المشروع (اللقيط)،ولما ولج معهد الدراسات العربية أراد استكمال ما جند لأجله عن طريق استقطاب الطلبة لخدمته...ويطول شرح المشروع وأكتفي هنا بالاشارة الى أنه يتأسس على فرضيتين:
أ- اعتبار القرآن "نصا" متعدد الأفهام حتى ولو تناقضت،ومن هنا جاءت نظرية القراءة...
ب- اتهام المفسرين القدامى بأنهم تجنوا على هذا (النص) لما أغلقوه في فهم واحد...، ومن هنا جاء موضوع الرسالة:(سيميولوجيا سورة الأعراف:الخطاب القرآني والخطاب التفسيري القديم) أي أن الرسالة تخدم غاية واحدة هي أن خطاب القرآن ليس هو ما نجده في كتب التفسير...وهناك مسألة أخيرة تتعلق بالسيميولوجيا،فليس هناك بين المشتغلين بها في فرنسا نفسها اتفاق على أن هناك (سيميولوجيا القرآن أو سيميولوجيا الأنجيل أو سيميولوجيا الخطاب الديني...) وانما هذه عبارات يكررها أمثال هؤلاء فيما يسطرون بحثا عن الاستعلاء وتعويضا عما يعانونه من فراغ معرفي وجهل بالمجال الذي يدعون التخصص فيه،وهم في أفضل أحوال متسورون على القرآن ومنتحلون لأدوات تيار كاثوليكي فرنسي معاصر...والله المستعان.
الأستاذ هرماس وضع الأمر إلى موضعه الصحيح . والاستشراق الكلاسيكي الفيلولوجي يعاني من هذا الاتجاه ، وأضيف أيضا أن الاستشراق الكلاسيكي لا يتركز على [النصوص كالمخطوطات] فحسب ، بل يتناول نصوص الحديث والسيرة والتفسير وعلم الكلام والفقه على مذاهبه والشعر والأدب ... وهلم جرا . وذلك حسب تخصصات الباحث كفرد أو كفرقة متألفة من باحثين في مشروع بحث معين .
كتب د. موراني المحترم:
(والاسشتراق الكلاسيكي الفيلولوجي يعاني من هذا الاتجاه)...
د.موراني المحترم:
لو سمحت ارجو التكرم بذكر مثال على نوع من المعاناة التي يعاني منها الاستشراق الكلاسيكي الفيولوجي من الاتجاه المشار اليه حتى تتضح الرؤية اكثر للقارئ.
( وأضيف أيضا أن الاستشراق الكلاسيكي لا يتركز على [النصوص كالمخطوطات] فحسب ، بل يتناول نصوص الحديث والسيرة والتفسير وعلم الكلام والفقه على مذاهبه والشعر والأدب ...)
لو سمحت ارجو ذكر نموذج للأسلوب الذي يتناول به الاستشراق الكلاسيكي لنصوص التفسير حتى تتضح الفكرة اكثر للقارئ.
مع جزيل الشكر
السلام
اعترف دائماان الدكتورعبد الرزاق هرماس له تمكن من المقاربات الحداثية للنص القرءاني.وهو على اطلاع بهده الدراسات في اصلها ال\ي كتبت به.
واعد القراء انني ساطلع عليهم بتعريف شامل لهده الرسالة...
السلام
عنوان الرسالة
كما وجدته في مجلةكلية الاداب فاس حيث كان الاستاد يعمل فيها،
سمياءيةسورة الاعراف.
الخطابالقرءاني والخطاب التفسيريالقديم.
تقع الرسالةفي جزءين.
وبعد ان اخبرت المجلة برحيل الباحث الى دار البقاء قدمت تغطية شاملة على الرسالة،
وقد وعدت القراء انني انجزت تغطية على الرسالة ساقدمها لهم قريبا ان شاء الله..
عنوان هذه (الرسالة) المتسورة على القرآن في أرشيف جامعة باريس الثالثة (السربون الجديدة) بالفرنسية كالتالي:
Sémiotique de la sourate al A’raf (discours coranique et discours exégétique
وأفضل ترجمتها بالمعنى كالآتي:
(سيميولوجيا سورة الأعراف بين الخطاب القرآني والخطاب التفسيري )
ولمن يسأل عن (السيميولوجيا) من المتتبعين فهي - باختصار شديد- المصطلح الفرنسي الذي يعنى في الدراسة الأدبية بجانب(علم العلامات)،ويمكن للقراء الرجوع الى المعاجم الاصطلاحية المعتمدة عند (المجلس الدولي للغة الفرنسية CILF) في باريس وذلك من خلال الموسوعات الرقمية الموجودة على موقعه...،و(علم العلامات أو السيميولوجيا) تخصص أدبي واسع في فرنسا ارتبط تطوره الحديث بحقبة ما بعد البنيوية هناك.
لكن يهمني هنا كيف تعامل الهالك أركون والهالكون من تلاميذه مع الموضوع،فهؤلاء كما لا تهمهم العلوم المتصلة بالقرآن لا تهمهم أيضا حتى المصطلحات العلمية التي تقررها الهيئة الأكاديمية التي تحرسها وهي في فرنسا " CILF" لذلك لا يلتفت الى مثل هذه الكتابات في فرنسا سوى الفارغون من حداثيي المغرب والعالم العربي،بل في فرنسا نفسها...بعد تقاعد أركون أغلقت جامعة باريس الثالثة معهد الدراسات العربية لأنه كما أسلفت لا يمارس بحثا له اعتبار عند المستشرقين الفرنسيين(الكلاسيكيين) أنفسهم،ثم نقل تخصص الدراسات القرآنية في باريس الى قسم الفيلولوجيا من المدرسة التطبيقية للدراسات العليا EPHE التابعة لجامعة باريس الرابعة (السربون القديمة).
وهناك مسألة أخيرة وهي أن الكتابة في سيميولوجيا سورة معينة الأعراف أو غيرها عند هؤلاء الهالكين ليس أكثر من اجترار لمثل ما نقرؤه في تفاسير الباطنية قديما من ترهات وأراجيف،كما هو الحال في تخرصات ابن عربي الحاتمي ضمن الفتوحات المكية.
ثم ان جميع طلبة أركون من هؤلاء تخصصهم في الباكالوريوس هو تاريخ الفكر (الفلسفة) أو الأدب العربي،وليس الدراسات الاسلامية أو الشريعة،لأنه يستحيل على من عنده مسكة علم أن يتقبل ذلك،وقد ذكرت في مشاركات سالفة كيف أن مستشرقي فرنسا (الأكاديميين) ضاقوا بأركون،لذلك لما تقاعد قطعوا عليه الطريق للارتقاء الى مؤسساتهم البحثية المتخصصة مثل الكوليج دو فرانس التي ولجها منهم من هم في عمر تلاميذه وهذا كله باذن الله -فيما أراه-من فضح المولى عز وجل عبده الآبق حين يشمت به من يظن أنهم سينصرونه لمجرد أنهم مستشرقون (غير مسلمين )فاذا بهم انتصروا للتخصص الاستشراقي وبخاصة أن أركون - بحكم جهله للتخصص الذي يدعيه-كان يمثل في الجامعة الفرنسية تيارا استشراقيا لم يتم تكوينه علميا في الجامعات بل كل خبراته جمعها من العمل في دوائر المخابرات بالعالم العربي أيام الاستعمار،فالمستشرق جاك بيرك مثلا الذي كان يكتب عن القرآن بعد الاستغناء عن خدماته عقب استقلال المغرب صنع لنفسه (دكتوراه)،و شارل بيلا المشرف على أركون كان موظفا استعماريا في كرسيف بالمغرب أيضا،وفي خريف الحركة الاستعمارية تحول -لأنه يتهجى العربية -الى مستشرق... ثم بدأ يكتب عن الجاحظ تحت اشراف مستشرق آخر كان تلميذا للمدرسة الاستعمارية هو بلاشير...فهؤلاء لم يرتقوا الى الأستاذية في أقسام الدراسات الشرقية سوى بعد تقاعد أمثال:هنري لاووست وروبير برونشفيج ...الذين يكفيهم أنهم اشتغلوا في البحث مع أمثال د.محمد حميد الله صاحب (صحيفة همام بن منبه و الوثائق السياسية و...)