التضمين في القرآن الكريم
دلالته ومعناه
يطلق مصطلح التضمين في كتب التفسير وعلوم القرآن وكتب العربية إطلاقات متعددة بمعان مختلفة وذلك كالتالي:
* يطلق التضمين على معنى إعطاء الشئ معنى الشئ ، وهو يكون في الأسماء بأن يضمن اسم معنى اسم آخر ، ليفيد معنى الاسمين جميعا ، كما ضمن لفظ { حقيق } معنى : حريص في قوله تعالى : {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ } (الأعراف:105) ويكون في الأفعال أيضا ، كما ضمن لفظ { يشرب } معنى : يروى في قوله تعالى : { عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } (الإنسان:6)
ويعرف التضمين في الفعل بحرف الجر الذي عدِّي به كما عرفنا تضمين " يشرب " معنى " يروى " لتعديته بالباء دون " من " التي من عادته التعدِّي بها ، إذ الشرب يكون من العين – البئر – لا بها .
وأما التضمين في الحروف ففيه خلاف ، فبعضهم قال به ، وهم الذين يرون أن حروف الجر تتناوب ، فيقولون في مثل الآية التي معنا من سورة الإنسان: إن الباء بمعنى "من" ، ويرى آخرون أن التجوّز في مثل ذلك إنما هو في الفعل ، لا في الحرف0 بأن يكون الفعل " يشرب " قد ضمن معنى " يُروى "
* ومنه التضمين الذي هو من أنواع الإيجاز وهو حصول معنى في لفظ من غير ذكر له باسم هي عبارة منه ، وهذا النوع ذكره الباقلاني في " إعجاز القرآن " قال: وهو على وجهين:
الأول- تضمين توجيه البنية كقولنا: معلوم فإنه يوجب أنه لابد من عالم
والثاني – تضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به كما ضمن قول : " بسم الله الرحمن الرحيم " معنى تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه سبحانه على جهة التعظيم له والتبرك به0
* ومنه التضمين في الفاصلة وهو أن يكون ما بعد الفاصلة متعلقا بها ، كقوله تعالى :
{ َوَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } ( الصافات:137 ، 138) فقوله: { وَبِاللَّيْلِ } هو لتمام معنى الفاصلة قبله ، ولذلك كان تمام الوقف عليه ، وليس على الفاصلة قبله0
* ومنه التضمين الذي هو من المحسنات اللفظية وهو مما يتعلق بالفواصل أيضا، ويسمى أيضا بالالتزام ، ومعناه أن يلتزم حرف أو أكثر قبل الحرف الأخير في الفاصلة وهو حرف الرَوِيّ ومثاله قوله تعالى : { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ } ( الضحى: 9، 10 ) حيث التزم الهاء قبل الراء ومثال التزام حرفين قوله تعالى : { وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } ( الطور: 1، 2 ) حيث التزم الطاء والواو قبل الراء0 ومثال التزام ثلاثة حروف قوله تعالى : { فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } ( الأعراف: 201 ، 202 )
ويسميه أيضا علماء العربية : لزوم ما لا يلزم ، الإعنات ، والتضييق ، والتشديد0 وبدهي أن تعدد هذه الأسماء أو المصطلحات مع اتحاد مدلولها إنما هو متعلق بوصف كلام البشر الذي يضيقون على أنفسهم بالتزام ما يخرج أحيانا عن طوقهم وقدرتهم على التعبير فيقع نتيجة لذلك التكلف في الكلام مما ينتج عنه أن تتبع المعاني الألفاظ بمعنى أن يكون اللفظ هو الأصل والمعنى تابعه وهو لا شك ممقوت.
أما القرآن الكريم فلا تكلف فيه ومعانيه مقصودة لذاتها وقد صيغت في أحسن الأساليب وأقواها وأدق التعبيرات وأعلاها وأكثرها فصاحة وأوفرها بلاغة لأنه كلام رب العالمين المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
* ومنه التضمين الذي هو نوع من البديع وهو: إدراج كلام الغير في أثناء كلامه لقصد تأكيد المعنى ، أو تركيب النظم0
ومنه ما تضمنه القرآن مما هو في التوراة والإنجيل ، كقوله تعالى : { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } ( المائدة:45) أو ما هو من قبيل حكايات المخلوقين كالملائكة في قوله سبحانه: { أتجعل فيها من يفسد فيها } (البقرة:30) وكذا ما حكي من أقوال اليهود والنصارى والمنافقين والكافرين وغيرهم ، قال السيوطي في الإتقان: وكذلك ما أودع فيه من اللغات الأعجمية . ولذلك يسمي البعض ذلك " إيداعا " لا " تضمينا "
هذا ويخلط كثيرون بين الاقتباس وبين هذا النوع من التضمين والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين ، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان معا في عدم الإحالة إلى المصدر الأصل.
دلالته ومعناه
يطلق مصطلح التضمين في كتب التفسير وعلوم القرآن وكتب العربية إطلاقات متعددة بمعان مختلفة وذلك كالتالي:
* يطلق التضمين على معنى إعطاء الشئ معنى الشئ ، وهو يكون في الأسماء بأن يضمن اسم معنى اسم آخر ، ليفيد معنى الاسمين جميعا ، كما ضمن لفظ { حقيق } معنى : حريص في قوله تعالى : {حَقِيقٌ عَلَى أَن لاَّ أَقُولَ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ } (الأعراف:105) ويكون في الأفعال أيضا ، كما ضمن لفظ { يشرب } معنى : يروى في قوله تعالى : { عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ } (الإنسان:6)
ويعرف التضمين في الفعل بحرف الجر الذي عدِّي به كما عرفنا تضمين " يشرب " معنى " يروى " لتعديته بالباء دون " من " التي من عادته التعدِّي بها ، إذ الشرب يكون من العين – البئر – لا بها .
وأما التضمين في الحروف ففيه خلاف ، فبعضهم قال به ، وهم الذين يرون أن حروف الجر تتناوب ، فيقولون في مثل الآية التي معنا من سورة الإنسان: إن الباء بمعنى "من" ، ويرى آخرون أن التجوّز في مثل ذلك إنما هو في الفعل ، لا في الحرف0 بأن يكون الفعل " يشرب " قد ضمن معنى " يُروى "
* ومنه التضمين الذي هو من أنواع الإيجاز وهو حصول معنى في لفظ من غير ذكر له باسم هي عبارة منه ، وهذا النوع ذكره الباقلاني في " إعجاز القرآن " قال: وهو على وجهين:
الأول- تضمين توجيه البنية كقولنا: معلوم فإنه يوجب أنه لابد من عالم
والثاني – تضمين يوجبه معنى العبارة من حيث لا يصح إلا به كما ضمن قول : " بسم الله الرحمن الرحيم " معنى تعليم الاستفتاح في الأمور باسمه سبحانه على جهة التعظيم له والتبرك به0
* ومنه التضمين في الفاصلة وهو أن يكون ما بعد الفاصلة متعلقا بها ، كقوله تعالى :
{ َوَإِنَّكُمْ لَتَمُرُّونَ عَلَيْهِم مُّصْبِحِينَ * وَبِاللَّيْلِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } ( الصافات:137 ، 138) فقوله: { وَبِاللَّيْلِ } هو لتمام معنى الفاصلة قبله ، ولذلك كان تمام الوقف عليه ، وليس على الفاصلة قبله0
* ومنه التضمين الذي هو من المحسنات اللفظية وهو مما يتعلق بالفواصل أيضا، ويسمى أيضا بالالتزام ، ومعناه أن يلتزم حرف أو أكثر قبل الحرف الأخير في الفاصلة وهو حرف الرَوِيّ ومثاله قوله تعالى : { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ } ( الضحى: 9، 10 ) حيث التزم الهاء قبل الراء ومثال التزام حرفين قوله تعالى : { وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } ( الطور: 1، 2 ) حيث التزم الطاء والواو قبل الراء0 ومثال التزام ثلاثة حروف قوله تعالى : { فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ } ( الأعراف: 201 ، 202 )
ويسميه أيضا علماء العربية : لزوم ما لا يلزم ، الإعنات ، والتضييق ، والتشديد0 وبدهي أن تعدد هذه الأسماء أو المصطلحات مع اتحاد مدلولها إنما هو متعلق بوصف كلام البشر الذي يضيقون على أنفسهم بالتزام ما يخرج أحيانا عن طوقهم وقدرتهم على التعبير فيقع نتيجة لذلك التكلف في الكلام مما ينتج عنه أن تتبع المعاني الألفاظ بمعنى أن يكون اللفظ هو الأصل والمعنى تابعه وهو لا شك ممقوت.
أما القرآن الكريم فلا تكلف فيه ومعانيه مقصودة لذاتها وقد صيغت في أحسن الأساليب وأقواها وأدق التعبيرات وأعلاها وأكثرها فصاحة وأوفرها بلاغة لأنه كلام رب العالمين المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
* ومنه التضمين الذي هو نوع من البديع وهو: إدراج كلام الغير في أثناء كلامه لقصد تأكيد المعنى ، أو تركيب النظم0
ومنه ما تضمنه القرآن مما هو في التوراة والإنجيل ، كقوله تعالى : { وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس } ( المائدة:45) أو ما هو من قبيل حكايات المخلوقين كالملائكة في قوله سبحانه: { أتجعل فيها من يفسد فيها } (البقرة:30) وكذا ما حكي من أقوال اليهود والنصارى والمنافقين والكافرين وغيرهم ، قال السيوطي في الإتقان: وكذلك ما أودع فيه من اللغات الأعجمية . ولذلك يسمي البعض ذلك " إيداعا " لا " تضمينا "
هذا ويخلط كثيرون بين الاقتباس وبين هذا النوع من التضمين والواقع أن هناك فرقا بينه وبين التضمين ، فالاقتباس هو أخذ كلمات أو عبارات قرآنية مع التغيير فيها، أما التضمين فهو أخذ كلمات أو آيات بنصها دون التغيير فيها ويشتركان معا في عدم الإحالة إلى المصدر الأصل.