التسليم للاختيار القدري

إنضم
03/01/2021
المشاركات
28
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
59
الإقامة
مصر
التسليم للاختيار القدري 3dlat.com_13899022782.gif



فيديو جميل جدا لامجد سمير لكل من يعترض على اقدار الله

تاخر زواج...ضياع منصب فى العمل....خسارة صفقة...

"وربُك يخلقُ ما يشاء ويختار ماكان لهم الخيرة.."

آية جليلة مهيبة، لو سلمنا بهذه الآية فكم سترتاح نفوسنا

ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن


رابط الموضوع


https://www.facebook.com/share/v/15V3WDAxdmZ/



التسليم للاختيار القدري huy.gif



أركان التسليم

الركن الأول: تسليم القلب لكل خبر أخبر به الله عز وجل في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
الركن الثاني: تسليم القلب لكل ما أمر به الله عز وجل من الأوامر الشرعية، أو نهی عنه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم.
الركن الثالث: إخلاص العبودية لله عز وجل، وسلامة القلب من أي إرادة دنيوية، تعارض هذا الإخلاص، فلا شرك في القلب ولا رياء.
الركن الرابع: سلامة القلب من أي اعتراض يعارض قدر الله عز وجل وأمره الكوني

إن التسليم لأمر الله ورسوله مقام إيماني رفيع، يجب العمل به، فما معنى أنك مسلم؟

المسلم هو المستسلم لأمر الله تبارك وتعالى، والإسلام هو الاستسلام لله والانقياد له بالطاعة، والخلوص من الشرك

منهجنا بحمد الله واضح، فمن الله جل جلاله الرسالة، وعلى رسولنا صلى الله عليه وسلم البلاغ والبيان، وعلينا التسليم؛ ممتثلين بهذا قولَ ربنا تبارك وتعالى: ﴿ فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [النساء: 65].

ليس لأحدٍ خِيارٌ مع أمر الله تبارك وتعالى: ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36].

وقد عبَّر ابن القيم رحمه الله في حديثه عن منزلة التسليم - عن اقتران التسليم بالصِّدِّيقية التي هي أرفع مراتب العبودية، بعد الرسالة والنبوة، وأكمل الناس صديقية، أكملهم تسليمًا؛ ولذا كان الصديق صديقًا؛ لذا يجب أن يجمع المسلم في دينه بين كمال التسليم والانقياد والالتزام، بإحسان العمل، ومتابعة السنة.

يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى عند قوله تعالى: ﴿لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ۖ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [الأنعام: ١٠٣]. (الذي لطف علمه وخبرته، ودق حتى أدرك السرائر والخفايا، والخبايا والبواطن. ومن لطفه، أنه يسوق عبده إلى مصالح دينه، ويوصلها إليه بالطرق التي لا يشعر بها العبد، ولا يسعى فيها، ويوصله إلى السعادة الأبدية، والفلاح السرمدي، من حيث لا يحتسب، حتى إنه يقدر عليه الأمور، التي يكرهها العبد، ويتألم منها، ويدعو الله أن يزيلها، لعلمه أن دينه أصلح، وأن كماله متوقف عليها، فسبحان اللطيف لما يشاء، الرحيم بالمؤمنين)


عند قوله تعالى: ﴿وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة: ٢١٦].
(وهكذا يربي الإسلام الفطرة، فلا تمل التكليف، ولا تجزع عند الصدمة الأولى، ولا تخور عند المشقة البادية، ولا تخجل وتتهاوی عند انکشاف ضعفها أمام الشدة. ولكن تثبت وهي تعلم أن الله يعذرها، ويمدها بعونه ويقويها. وتصمم على المضي في وجه المحنة، فقد يكمن فيها الخير بعد الضر، واليسر بعد العسر، والراحة الكبرى بعد الضنى والعناء. ولا تتهالك على ما تحب وتلتذ. فقد تكون الحسرة كامنة وراء المتعة! وقد يكون المكروه مختبئا خلف المحبوب. وقد يكون الهلاك متربصا وراء المطمع البراق… إنه الدخول في السلم من بابه الواسع.. فما تستشعر النفس حقيقة السلام، إلا حين تستيقن أن الخيرة فيما اختاره الله .. وأن الخير في طاعة الله دون محاولة منها أن تجرب ربها، وأن تطلب منه البرهان! إن الإذعان الواثق والرجاء الهادئ والسعي المطمئن.. هي أبواب السلم الذي يدعو الله عباده الذين آمنوا ليدخلوا فيه كافة.. وهو يقودهم إليه بهذا المنهج العجيب العميق البسيط. في يسر وفي هوادة وفي رخاء.. وكل إنسان – في تجاربه الخاصة – يستطيع حين يتأمل أن يجد في حياته مکروهات كثيرة، كان من ورائها الخير العميم. ولذات كثيرة كان من ورائها الشر العظيم .

وكم من مطلوب كاد الإنسان يذهب نفسه حسرات على فوته؛ ثم تبين له بعد مدة أنه كان إنقاذا من الله أن فوت عليه هذا المطلوب في حينه. وكم من محنة تجرعها الإنسان لاهثا يكاد يتقطع لفظاعتها. ثم ينظر بعد مدة فإذا هي تنشئ له في حياته من الخير ما لم ينشئه الرخاء الطويل.

إن الإنسان لا يعلم. والله وحده يعلم. فماذا على الإنسان لو يستسلم؟ إن هذا هو المنهج التربوي الذي يأخذ القرآن به النفس البشرية. لتؤمن وتسلم وتستسلم في أمر الغيب المخبوء، بعد أن تعمل ما تستطيع في محيط السعي المكشوف..).

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في سرده للفوائد المأخوذة من قصة الخضر مع موسى عليه السلام في سورة الكهف.
(ومنها: أن هذه القضايا التي أجراها الخضر هي قدر محض، أجراها الله، وجعلها على يد هذا العبد الصالح، ليستدل العباد بذلك على ألطافه في أقضيته، وأنه يقدر على العبد أمورا يكرهها جدا، وهي صلاح دينه، كما في قضية الغلام، أو هي صلاح دنياه كما في قضية السفينة، فأراهم نموذجا من لطفه وكرمه، ليعرفوا ويرضوا غاية الرضا بأقداره المكروهة).

وإن مما يقتضيه التسليم لقدر الله عز وجل وعدم الاعتراض عليه سلامة القلب من الحسد، لأن الحسد في حقيقته اعتراض على قدر الله عز وجل في إعطاء فلان ومنع فلان.

موقع ناصحون
 
عودة
أعلى