الترحم على العلماء في كتب التفسير

إنضم
16/11/2009
المشاركات
1,296
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
العمر
72
الإقامة
تارودانت-المغرب
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
بعض الأساتذة ينصحون طلابهم بالترحم على العلماء أثناء تحرير بحوثهم المتعلقة بالتفسير وعلوم القرآن . مثال ذلك : ابن تيمية - رحمه الله -
فماذا نعني بالعلماء تحديدا ؟ بصيغة أخرى ، ونحن نعرِّج على الأعلام من العلماء والمفسرين ، فمن نترحم عليه في البحث ومن لا نفعل ذلك معه .

مع فائق التقدير والاحترام
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا مذكور في آداب العالم والمتعلم
أنك تتفاعل مع النص المقروء
فتكون حاضراً ذهنياً مع ما تقرأ.

فإذا مررت بلفظ الجلالة سبّحته ومجّدته جل جلاله
وإذا قرأت اسم نبي صليت عليه
وصحابي : ترضيت عنه
وعالم : طلبت له الرحمة (وغالباً ما تشتد العناية بالترحم على المتوفى منهم)
وجنة : سألتَ الله نعيمها... الخ

وفي هذا حضور للذهن وابتعاد عن الشرود والغفلة؛ فيثبت الحفظ والفهم.

أما عن الترحم ـ بقصد ـ على بعض المتوفين من أهل العلم والفضل وترك بعضهم فهذا من الغلو في اتباع المذهب، لا ينبغي لطالب العلم سلوك طريقه.
 
الترحم المقصود في السؤال هو : كتابة الجملة الاعتراضية : (رحمه الله) . وذلك في البحث كله . فهل يجوز في البحث الأكاديمي أن نكتب هذه الجملة عند كل علم من الأعلام في مجال التفسير وعلوم القرآن .
فالله سبحانه وتعالى أو جل جلاله ، والرسول صلى الله عليه وسلم ، والصحابي رضي الله عنه .
ثم يأتي العلماء : المفسرون والفقهاء وغيرهم . فمن منهم نكتب أمامه - رحمه الله - في بحث يكثر فيه ذكر أسماء المفسرين وغيرهم ممن له علاقة بالتفسير الموضوعي .

مع فائق التقدير والاحترام
 
أذكر في بحث علمي محكّم التزمت به للجميع؛ لأن ظرف البحث اقتضى ذلك.
وفي بحوث أخرى لم أكتب لأي منهم،
ولم ينتقدني أحد من المحكمين في أي منها.
المهم: التزام منهجية موحدة في كل البحث.
أما الانتقائية في الترحُّم فممقوتة ذوقاً، وتعد من عدم الاتزام بالموضوعية العلمية المنهجية.
 
أخي عبدالرحيم ، جزاك الله خيرا وأحسن إليك .
" التزام منهجية واحدة في كل البحث " وهذا الجواب بالضبط هو ما أريد أن أتعرف عليه .

مع فائق التقدير والاحترام
 
نعم يا أخي،
أنت بالخيار (من الناحية العلمية المنهجية)
فتستطيع الترحم على كل من ابن حزم وابن تيمية والنووي كلما ذكرت أي واحد منهم،
وتستطيع عدم الترحم على أي منهم..
لن يعيبك أحد إن سلكت الأول، ولن يعيبك أحد إن سلكت المسلك الثاني.
لكن الذي سيُعاب هو إن ترحمت على أحدهم كلما ذكرتَ اسمه، ولم تترحم على غيره.
 
والعمل غالباً على ترك الترحم في الكتب والأبحاث العلمية اختصاراً إلا لسبب، كأن يُذكر اسم العاِلم ثم يتكرر ذلك قريباً فالأنسب أن يقال مثلاً : وقال أو ذكر أو بيّن -رحمه الله- بدلاً من تكرار اسمه، وهكذا عند ذكر وفاته يترحم عليه، ومَن التزم ذلك في جميع البحث فلاتثريب عليه كما أفاد د. عبد الرحيم.
أما الترضي عن الأصحاب فلاينبغي تركه لمكانتهم وفضلهم رضي الله عنهم.
 
وإذا نشطت للترحم على الجميع فهذا خير،

قال النووي:
" يستحب لكاتب الحديث إذا مرَّ بذكر الله عز وجل أن يكتب(عز وجل) أو(تعالى) أو (سبحانه وتعالى) أو (تبارك وتعالى) أو (جل ذكره) أو (تبارك اسمه) أو (جلت عظمته) أو ما أشبه ذلك.

وكذلك يكتب عند ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بكمالها لا رامزاً إليها [ يقصد: ص، صلعم،.. ] ولا مقتصراً على أحدهما.

وكذلك يقول في الصحابي (رضي الله عنه) فإن كان صحابياً ابن صحابي قال (رضي الله عنهما).

وكذلك يترضى ويترحم على سائر العلماء والأخيار.

ويكتب كل هذا [في الشرح أو نقل المخطوط] إن لم يكن مكتوباً في الأصل الذي نقل منه؛ فإن هذا ليس رواية وإنما هو دعاء.

وينبغي للقارىء أن يقرأ كل هذا وإن لم يكن مذكوراً في الأصل الذي يقرأ منه، ولا يسأم من تكرر ذلك ومَن أغفل هذا حرم خيراً عظيماً، وفوت فضلاً جسيماً ".

* ص٤٤ من مقدمة شرح النووي على صحيح مسلم، طبعة دار المنار.
 
عودة
أعلى