أحمد البهنسي
New member
الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم......التاريخ والأهداف والإشكاليات
ارتبطت الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم بشكل وثيق بالمجهودات الاستشراقية اليهودية والإسرائيلية؛ إذ أن تشويه المصادر الأساسية للإسلام والتشكيك فيها، يعد هدفا أساسيا ومحوريا من أهداف الاستشراق اليهودية والإسرائيلية؛ فقد حاول تشويه المصادر الأساسية للإسلام (القرآن الكريم، الحديث الشريف) للتشكيك في مدى مصداقيتها وصحتها؛ فالنجاح في ذلك معناه في النهاية النجاح في القضاء على الدين الإسلامي، وبالنسبة للاستشراق الإسرائيلي فقد لجأ إلى محاولة تشويه القرآن الكريم والتشكيك في مصادره، وكانت أبرز وسائله في ذلك إعداد ترجمات عبرية "غير أمينة" و"مشوه" لمعاني القرآن الكريم، وتزويدها بحواشي وهوامش ترد المادة القرآنية لمصادر يهودية ومسيحية ووثنية.
ولاشك أن إعدادترجمة عبرية حديثة لمعاني القرآن الكريم عمل ينطوي على الكثير من الأهمية العلمية والثقافية؛ وذلك لكون ترجمة القرآن الكريم تحتاج لإتقان الكثير من العلوم وتوافر العديد من الأدوات لتخرج في النهاية ترجمة صحيحة موضوعية خالية من الأخطاء والشبهات. كما أن هذا العمل ينطوي على خطورة شديدة و"حساسية" بالغة؛ وذلك نظرا لأمرين، أولهما: المكانة العظيمة التي يحتلها القرآن في نفوس كل المسلمين على مستوى أنحاء العالم بشتى مذاهبهم ومشاربهم، وثانيهما: تراث العداء والكراهية المتبادلة بين المسلمين والعرب من جانب واليهود ودولة إسرائيل ككيان سياسي من جانب آخر.
ويحاول هذا البحث تقديم رؤية "وصفية ونقدية" لتراث الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم، والذي يضرب بجذوره التاريخية إلى فترة التواجد الإسلامي في الأندلس، ثم أخذ يتطور وفق مراحل تاريخية مختلفة، ليتمخض في العصر الحديث عن أربع ترجمات عبرية كاملة لمعاني القرآن الكريم، امتلأت بالكثير من الأخطاء وأثارت إشكاليات لغوية وفكرية أكثر.
ويشتمل البحث على المحاور التالية:
أولا: تاريخ الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم:
ثانيا: أهداف ودوافع الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم:
ثالثا: إشكاليات وأخطاء الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم ( نماذج وأمثلة):
أولا: تاريخ الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم:
بدأ الاهتمام اليهودي بالتعرف على الدين الإسلامي ودراسته منذ ظهوره؛ وذلك بهدف تقويضه سواءً من الداخل عن طريق اعتناق عدد من اليهود المنافقين للإسلام، والعمل على تشويه وتحريف الصورة الحقيقية لقيمه وعقائده، أو من الخارج عن طريق التشكيك في المصادر الرئيسة للإسلام وفي مقدمتها "القرآن الكريم"؛ إذ أن النجاح في ذلك يعني في نهاية الأمر القضاء على الإسلام.
وقد وجد علماء اليهود ومفكروهم أفضل وسيلة للوصول إلى هذا الهدف في ترجمة القرآن الكريم إلى العبرية ترجمة غير أمينة، أو محرفة، وبالتالي لم يكن غريبا أن يكون تاريخ الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم يعود إلى أزمنة بعيدة للغاية، تعود إلى بداية التفكير اليهوي الممنهج لتخريب وتشويه المصادر الأساسية للقرآن الكريم.
مع ذلك لم يتمكن اليهود- في البداية- من انجاز ترجمات كاملة لمعاني القرآن الكريم، بل بدأوا بترجمات جزئية لبعض الآيات ومن ثم لعدد من قصار السور، ومع قيام دولة إسرائيل عام 1948، كان اليهود على ادراك جيد للغاية لتلك المكانة التي لا ترق إليها مكانة أخرى تنافسها للقرآن الكريم في نفوس عامة المسلمين باختلاف أطيافهم ومشاربهم وتوجهاتهم، لذلك حظى القرآن الكريم باهتمامبالغ فى إسرائيل. وساد لديهم اعتقاد بأن المواجهة مع المجتمعات العربيةتقتضى ترجمة معانى القرآن إلى العبرية، ودراستها لكى يستطيعوا من خلالهااستقراء السلوك الإسلامى والعربي واستشرافه.
أما أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فتؤكد فى تقديرات الموقف التى تصدرهاسنويا أن الخطر الحقيقى الذى يحدق بـ"إسرائيل" هو خطر الجماعات الإسلاميةالتى تسعى للسيطرة على الحكم، ومن هنا ترصد هذه الأجهزة ميزانيات ضخمةلتمويل معاهد الأبحاث المتخصصة في الشؤون الإسلامية والعربية فى إسرائيل التى تخصصت فى ترجمة معانىالقرآن، وكتب التفاسير الإسلامية.
انطلاقا مما سبق تمكن اليهود من انجاز ترجمات كاملة سواء المخطوط منها أو المطبوع للقرآن الكريم، ومنها ما صدر في داخل إسرائيل ومنها ما صدر خارجها.
ويمكن تقسيم هذه الترجمات وفقا للتسلسل التاريخي لظهورها على النحو التالي:
أ - ترجمات جزئية:
سُجلت أولى محاولات الترجمات الجزئية لمعاني القرآن الكريم، في صورة ترجمة جزئية لبعض آيات القرآن الكريم أيام حكم المسلمين للأندلس على أيدي الفيلسوف اليهودي "سعديا الفيومي"، والشاعر اليهودي "سليمان بن جبيرول"، واستخدمت هذه الترجمات ضمن كتابات الجدل الديني اليهودية للرد على الإسلام والطعن فيه[1]، وكانت أول ترجمة لمعاني سورة كاملة للعبرية تلك التي قام بها الحبر "أفراهام حسداي" من خلال ترجمته لكتاب الغزالي "ميزان العمل"[2].
كما شرع يهود العصور الوسطى، الذين عاشوا في كنف الامبراطورية العثمانية الإسلامية في ترجمة بعض آي القرآن الكريم لاستخدامها في الجدل الديني، وقد اتضحت معرفة اليهود بالقرآن الكريم من خلال مؤلفاتهم الفلسفسة والدينية، أو من خلال ترجماتهم لكتب الجدل الديني والفلسسي من العربة، خاصة أعمال الإمام أبي حامد الغزالي والفيلسوف الإسلامي ابن رشد، التي كانت تتضمن العديد من الآيات القرآنية[3].
ب- ترجمات كاملة:
لم يكتف اليهود بترجمات جزئية للقرأن الكريم، بل اتجهوا منذ وقت مبكر إلى عمل ترجمات كاملة لمعاني القرآن الكريم، والتي تنقسم إلي:
1- مخطوطة:
يرجع تاريخ أولى نسخ ترجمة معاني القرآن الكريم كاملة للعبرية، إلى العصور الوسطى أيضا لكن دون تحديد تاريخ معين لها، وكانت هذه النسخة مخطوطة بلغة عربية لكن بأحرف عبرية مع استخدام علامات تشكيل في اللغة العربية، فيما يعرف بأسلوب الكتابة العربية- اليهودية[4]، والنسخة الخطية موجودة حاليا في مكتبة جامعة أكسفورد بلندن[5]. ولم تحظ هذه الترجمة حتىالآن بالطبع والتداول،إذ مازالت مخطوطا يوجد نسخ منه في العديد من المكتبات العالمية مثل مكتبة الكونجرس الأمريكي ومكتبة المتحف البريطاني. ويتكون هذا المخطوط من ثلاثة أجزاء. تناول المترجم في الجزء الأول منها بإيجاز شديد حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامي حتى العصرالأموي،أماالجزء الثاني فيتضمن ترجمة معاني سبع وعشرين سورة،أماالجزء الثالث فاحتوى على ترجمة معاني إحدىوتسعين سورة. ويدل ماجاء في مقدمة المترجم أن هذه الترجمة لم تكن في الأصل عن العربية وإنماعن ترجمة إيطالية لمعاني القرآن الكريم.[6]
هناك كذلك ترجمة تعود للقرن الـ16 م، وهي تلك التي قام بها الحبر "يعقوب بن يسرائيل هاليفي"[7]، وهي محفوظة بقاعة الآثار الشرقية بالمتحف البريطاني، وهذه الترجمة ليست نقلا عن العربية بل عن الايطالية، وهذه الترجمة الايطالية منقوله ذاتها عن ترجمة لاتينية[8].
توجد ايضا ترجمة تعود للقرن الثامن عشر الميلادي وصاحبها غير معروف وهي محفوظة بالمكتبة البريطانية بلندن، كما أن هناك ترجمة محفوظة بمكتبة الكونجرس الأمريكي بواشنطن وتمت بتصرف عن ترجة بالهولندية ولا تتوافر أية تفاصيل أخرى عنها[9].
2- مطبوعة:
فيما يتعلق بالترجمات العبرية " المطبوعة" لمعاني القرآن الكريم، فهي أربع ترجمات، اثنتان منهما صدرتا خارج إسرائيل، وقبل قيام الدولة عام 1948، واثنتان صدرتا في إسرائيل بعد قيام الدولة.
- ترجمة "ريكندورف":
صدرت هذه الترجمة عام 1875 في مدينة ليبزج الألمانية وقام بها الحبر "حاييم هرمان ريكندروف"، وهو حاخام يهودي عمل استاذا للغات السامية في جامعة هيدلبرج بألمانيا[10]. وقد حملت عنوان ، تحت عنوانאלקוראן או המקרא נעתק מלשון ערבית ללשון עברית ומבואר(القرآن أو المقرا نقل من اللغة العربية إلى اللغة العبرية مفسراً)، وهي الترجمة العبرية الأولى التي نقلت مباشرة عن العربية وهي نادرة الوجود إذ لم يتبق منها سوى ثلاث نسخ[11].
استخدم المترجم فيها الأسلوب التوراتي الخالص، ومن يتصفح هذه الترجمة يجد أن المترجم أسقط ترجمة العديد من المفردات والآيات القرآنية بالإضافة إلى عدم إدراكه معنى العديد من معاني القرآن الكريم مما أخل بالسياق العام للنص[12].
ويلاحظ على هذه الترجمة أيضا أنها اعتمدت على مجهودات الكثير من المستشرقين الغربيين حول القرآن الكريم، ما كان له أثر سلبي خطير على على تعامل ريكندروقف مع ألفاظ القرآن الكريم، كما قسم ريكندروف القرآن وفقا للتقسيمات الاستشراقية وليس وفقا للنص القرآني، وتضمنت ترجمته هوامش عديدة أورد فيها فقرات من مصادر دينية ويهودية يزعم وجود اتفاق بينها وبن بعض الآيات القرآنية[13].
واعترف العديد من النقاد الغربيين واليهود المعنيين بالدراسات العربية والإسلامية بعدم موضوعية ريكندروف في ترجمة معاني القرآن الكريم، وبوجود العديد من الأخطاء فيها سواء في الفهم أو في الترجمة نفسها[14].
ولم تحظ هذه الترجمة بالقبول الواسع من جانبالمتلقي اليهودي في حينه، ليس لرفضه الأحكام المسبقة والمغالطات الموجودة بها بل لأن المترجم استخدم لغة العهد القديم، بكل ما فيها من غموض وصعوبة الأمر الذ جعلها غير مفهومة من جانب الكثير من يهود عصره[15].
- ترجمة "ريفلين":
صدرت هذه الترجمة في فلسطين عام 1936 وقام بها "يوسف ريفلين" [16] وجاءت تحت عنوانאלקוראן - תרגום מערבית (القرآن- ترجمة عن اللغة العربية)"، وصدرت عن دار النشر דביר بتل أبيب. ثم صدرت طبعتها الثانية عام 1963م[17]، ثم الثالثة عام 1972م، والرابعة عام 1987م[18] ، وهي الأخرى لا تخلو - بطبيعة الحال- من الأخطاء، حيث أن صاحبها حاول من خلالها إثبات التأثيرات اليهودية في القرآن الكريم من خلال الهوامش العديدة التي عرضها في كل صفحة من صفحات الترجمة.
وتعد هذه الترجمة هي النسخة العبرية المعتمدة لدى قطاع كبير من الباحثين والأكاديميين اليهود والإسرائيليين المعنيين بدراسة الإسلام، وتمثل مرحلة أكثر نضجا واتزانا في تاريخ الاستشراق اليهودي.[19]
وتوصف هذه الترجمة بأنها ترجمة حرفية بسبب محاولة صاحبها مقابلة التركيب القرآني بنظيره العربي والالتزام باساليب القرآن الكريم قدر الامكان[20]. كما أن ريفلين حاول الاقتراب من فصاحة النص القرآني وبلاغته ما أدى إلى أن تصف دائرة المعارف اليهودية هذه الترجمة بأنها الأقرب إلىالتجرمة الحرفية[21].
- ترجمة "بن شيمش":
قام بهذه الترجمة الدكتور أهارون بن شيمش، وصدرت الطبعة الأولى منها عام 1971، تحت عنوان הקוראן הקדוש תרגום חופשי( القرآن المقدس.... ترجمة حرة)، أما الطبعة الثانية فصدرت عام 1978 تحت عنوان הקוראן ספר הספרים של האשלאם תרגום מערבית(القرآن.... كتاب الإسلام الأول، ترجمة من العربية)[22].
وتختلف عن الترجمات السابقة لها في عدم تقيد المترجم بالتقسيم المعروف لآيات القرآن الكريم بل قام بترجمة كل خمس آيات مجتمعة ويجيء الترقيم في نهاية كل خمس آيات وليس في نهاية كل آية، كما أغفل في بعض الأحيان ذكر بعض فواتح السور المكونة من حروف منفصلة، معتقدا أن هذه الحروف اختصار لأسماء من أسماهم بـ"حفظة المخطوطات الأصلية للقرآن"، كما أن الترجمة بشكل عام تغلب عليها الانطباعات الشخصية[23].
وتعد هذه الترجمة من أكثر الترجمات رواجا بين بين الجمهور الإسرائيلي من غير اللمتخصصين في الدراات الإسلامية أو ممن لا يعرف اللغة العربية الفصحى[24].
وانتهج بن شيميش أسلوب ترجمة خاص به يختلف عن أسلوب الترجمات السابقة واللاحقة حيث نهج اجراء مقارنات عديدة بين النصوص اليهودية والعربية والآرامية، كما ضمن ترجمته حواشي عديدة فيها فقرات توراتية وعبارات من المشنا والتملود، ويرى أنها تشاب ما ورد في القرآن الكريم، كما اصطبغت هذه الترجمة بطابع اللغة العبرية الحديثة فجاءت لغة النص المترجم بأساليب وتركيبات بعيدة عما ورد في النص القرآني بدرجة كبيرة.
وقد قوبل نهج بن شيمش في الترجمة بالنقد من جانب العديد من المتخصصين اليهود لاستخدامه أيضا لغة عبرية مبسطة بهدف خدمة المسؤلين الإسرائيلين الراغبين في الحصول عن معلومات عن الإسلام[25]،
- ترجمة "روبين":
تعد هذه هي الترجمة العبرية الأحدث والأهم التي صدرت عن القرآن الكريم، والتي أصدرتها جامعة تل أبيب في شهر مارس عام 2005 كباكورة سلسلة أعمال مترجمة لروائع الأدب العربي إلى العبرية التي تعتزم الجامعة إصدارها، وقام بهذه الترجمة البروفيسور "أوري روبين"[26] أستاذ الدراسات الإسلامية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة تل أبيب[27]، وقد نالت هذه الترجمة أهميتها لسببين، الأول: أنها – كما يقول عنها صاحبها- جاءت تلبية للحاجة الماسة لترجمة عبرية جديدة للقرآن لتصحيح وتنقيح الترجمات السابقة لها والإضافة عليها، والثاني: أنها صدرت في ظل متغيرات سياسية ودولية متعلقة بأوضاع المسلمين في العالم خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وبروز نظريات سياسية وفكرية تتحدث عن الصراع بين الحضارات والأديان وتصادمها[28].
إلا أننا نرى أن الأهمية الأكبر لهذه الترجمة تتمثل في احتوائها على كم كبير من التعليقات والهوامش بالإضافة إلى ملحقين، تحتوي جميعها على نقد وتعليقات على الآيات القرآنية، شملت جميع سور القرآن عدا سورتي "الضحى والعصر" وبلغ عدد صفحاتها 543 صفحة[29]، لذلك فنحن أمام مجلدين عن القرآن أحدهما ترجمة لمعانيه إلى العبرية، والآخر نقد لآياته من وجهة نظر استشراقية إسرائيلية.
ويذكر روبين في مقدمة ترجمته أن الهدف من ترجمته هو وضع نسخة مقروءة لا تستوجب معرفة مسبقة باللغة العربية الفصحى، لذا حرص على الترجمة بلغة عبرية مبسطة وقريبة من القارئ العادي[30].
كما أشار البروفيسور " روبين" في المقدمة كذلك، إلى أنه قد استعان بعدد من التفاسير الإسلامية للقرآن الكريم، والتي كُتبت خلال القرون الإسلامية الأولى، وذلك بهدف إعانته على إعداد ترجمة عبرية للقرآن الكريم تعكس التفسير الأكثر قبولا لدى عامة المسلمين، إضافة إلى اعتماده على هذه التفاسير بشكل كبير في إضافة ملاحظات وتعليقات نقدية حول الآيات القرآنية في هوامش الترجمة وحواشيها، مضيفًا إنه اعتمد على أربعة تفاسير، وهي:
1- تفسير "بحر العلوم" لـ"أبي الليث السمرقندي"، المُتوفَى عام 375هـ/985م.
2- تفسير "زاد المسير" لـ"عبد الرحمن بن الجوزي"، المُتوفَى عام 597هـ/1200م.
3- تفسير "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" لـ"القاضي البيضاوي"، المُتوفَى عام 685هـ/1286م.
4- تفسير "الجلالين" لجلال الدين السيوطي، المُتوفَى عام 911هـ/1505م، وجلال الدين المحلي، المُتوفَى عام 846 هـ/1459م[31].
ثانيا: أهداف ودوافع الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم:
أ- أهداف ودوافع دينية وأيديولوجية:
تأتي الأهداف والدوافع الدينية في مقدمة ما رمت إليه الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم، وما صحبها وتبعها من مجهودات استشراقية يهودية وإسرائيلية مختلفة؛ إذ أن هناك اتفاق تام بين الباحثين في مجال الاستشراق اليهودي والإسرائيلي على أن الدافع الديني هو الدافع الأكثر قدما واصالة، والهدف الأبرز من بين أهداف الاستشراق اليهودي والإسرائيلي المختلفة.
برزت تلك الأهداف والدوافع الدينية والأيديولوجية في محاولة تشكيك المسلمين في دينهم وعقائدهم الأساسية، إضافة إلى وقف المد الإسلامي على أتباع الديانات الأخرى، ومحاولة الرد على النقد الإسلامي الموجه للانحرافات التي شهدتها الدينات الأخرى على أيدي أصحابها[32]؛ فقد كان الدفاع عن العقائد اليهودية التي كانت موضعا للنقد القرآني والهجوم على الاسلام في حد ذاته، ومحاولة اثبات صلته العقائدية باليهودية من أهم هذه الدوافع[33]. والادعاء أن الدين الإسلامي ما هو إلا مجموعة من معتقدات وتشريعات يهودية.
وكان إعداد ترجمات عبرية "غير أمينة" و"مشوه" لمعاني القرآن الكريم، وتزويدها بحواشي وهوامش ترد المادة القرآنية لمصادر يهودية ومسيحية ووثنية، أفضل الوسائل التي وجدها المسترقين اليهود لتنفيذ أهدافهم، وكان أبرز مثال عليها ما امتلأت به ترجمة أوري ربوين من حواشي وهوامش نقدية على الآيات القرآنية تمحورت جميعها إلى رد محتوى الآي القرآني إلى مصادر يهودية[34].
كما نجد في مقدمة ريكندروف لترجمة للقرآن إلى العبرية يقول في معرض استعراضه للأهداف والدوافع التي وقفت وراء اعداده لهذه الترجمة: "إنه حينما يقرأ المرء شرائع توراتنا المقدسة، وشرائع القرآن، والقصص الجميلة والبلاغة السامية الورادة ف قصص العهد القدم، ويقارنها بالأباطيل الورادة في القرآن، فسوف يدرك ويميز بين ما هو مقدس وغير مقدس، وبين ما هو طاهر وبين ما هو دنس، وسترتفع في عينيه مكانة ايماننا الطاهر[35]".
في حين نجد أن بن شيمش يقول في مقدمة ترجمته لمعاني القرآن، " ليس في الإسلام بوجه عام مبادئ متعراضة مع العقائد اليهودية، لذلك يعبتر العديد من المستشرقين الإسلام كيهودية مهيأة لتتلائم مع مفاهيم القبائل العربية ووجهات نظرهم[36]".
وارتبط بهذا الدافع أيضا، دافع آخر يتعلق بمحاولة تشويه الدين الإسلامي سواء كدين أو كحضارة، من خلال الغزو الفكري اليهودي للدين الإسلامي، وقد اتخذ ذلك عدة وسائل منها ادخال عناصر أجنبية غير أصيلة على التراث الإسلامي تمثلت في الإسرائيليات قديما، التي هي عبارة عن عناصر فكرية ودينية مأخوذة من كتب دينية وتراثية يهودية دخلت إلى بعض الكتب التفسيرية والتراثية الإسلامية القديمة[37]، ونجد هذا واضحا أيضا في محاولة كل الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم اسقاط رؤية يهودية معينة على النص القرآني المترجم حينا، وفي أحيان أخرى تضمينها حواشي وهوامش الترجمة.
كما تبدى واضحا ايضا هدفا دينيا آخر يتمثل في اثبات بشرية النص القرآني ورده إلى شخص واحد قام بتأليفه وهو النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فعلى سبيل المثال نجد أن معظم مقدمات الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم تنسب إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) بشكل مباشر تأليف كتاب القرآن، فعلى سبيل المثال نجد أن روبين استخدم في مقدمة ترجمته ما يدل على أن القرآن من عمل محمد ، فقد ذكر روبين صراحة في مقدمة ترجمته: "إنه على خلاف التوراة والانجيل فإن القرآن الكرم من انتاج شخص واحد وهو النبي محمد[38]".
كما يورد بن شيمش في مقدمة ترجمته: "يعود النبي محمد ويعلن ف يالقرآن أنه أرسل كي يمنح قومه- عبدة الأوثان- توراة موسى في كتاب يقرأ= قرآن، بلغتهم العربية[39]".
وقد ارتبط بهذا الهدف الديني هدف أيديولوجي آخر، تمثل في محاولة تحقيق الأطماع اليهودية والصهيونية في أرض فلسطين، من خلال اثبات حق تاريخي وديني في فلسطين وفي القدس تحديدا؛ فقد بدا واضحا أن الترجمات المشوه وغير الأمينة للقرآن الكريم إلى العبرية حاولت بشكل مباشر العمل على استعادة المكانة التي كانت لليهود في بلاد العرب وفي فلسطين بالذات قبل الإسلام، فقد اعتبر اليهود ان ظهرو الإسلام سببا رئيسيا لفقدانهم المكانة السياسية والاقتصادية والدينية التي تمتعوا بها،في بعض مناطق الشرق الأدنى القديم، خاصة فلسطينوشبه الجزيرة العربية.[40] ويرتبط بذلك بشكل مباشر محاولة اثبات الادعاءات الصهوينية المؤسسة على ديباجات دينية يهودية في أن لليهود حق في أرض فلسطين، وهذا الحق تثبته المصادر الأساسية للإسلام وفي مقدمتها القرآن الكريم، الذي تم ترجمته بشكل مشوه وغير آمين إلى العبرية.
فعلى سبيل المثال نجد أن روبين في ترجمته يعلق على الآيات الأولى من سورة الإسراء بالإشارة إلى أن وصف القرآن إلى المعبد بأنه مسجد في منطقة جبل الهيكل دليل على اعترف القرآن بقدسية هذا المكان الذي أقيم عليه المسجد الأقصى بعد الاحتلال الإسلامي لمدينة القدس، وبعد خراب الهيكل[41].
وقد استفاد اليهود فائدة عظيمة من الصلة التي ظهرت بين الاستشراق عامة وحركة الاستعمار العالمي فاتجه المسترشقون اليهود واصحاب الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم إلى توظيف انتاجهم الفكري وانتاجهم في مجال تجرمة المصادر الساسية للإسلام وفي مقدمتها القرآن لخدمة الهدف الصهويني الأكبر، وهو انشاء ما يمسى بوطن قومي لليهود، وبالتالي فإن العمل الاستشراق اليهودي تركز على اثارة دعاوى بأحقية اليهود بأرض فلسطين[42].
ب- أهداف ودوافع علمية وسياسية:
يرى بعض أصحاب الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم أن هناك دوافع علمية تقف وراء اعدادهم لهذه الترجمات، فعل سبيل المثال نجد أن روبين يضع الهدف اللغوي كأحد الأهداف المهمة لاعداد ترجمته، فقد ذكر في مقدمة ترجمته أنه سعى إلى بلورة صياغة عبرية يمكنها استيعاب التفاسير المتعراف عليها بين المفسرين المسلمين لمعاني القرآن الكريم، وإلى تعريف المتلقي الإسرائيلي للترجمة بالصورة الخاصة للقرأن كما يراها أتباعه[43].
وفي محاولة منه للتغلب على معضلة عجز اللغة العبرية عن استيعاب النصالقرآني وعن توفير الألفاظ العبرية القادرة على التعبير عن العديد منمعانيه، عمل روبين _كما ذكر دكتور يوسف سدان ـ على بلورة رداء لغوي عبري يوازن عنطريقه بين الحاجة إلى استخدام لغة عبرية تناسب القارئ المعاصر وبين الحاجةإلى الحفاظ على قدر من روح النص القرآني المقدس، ثم وجد نفسه في نهايةالمطاف يستخدم أسلوباًً يبتعد عن رونق البلاغة القرآنية, ويلتزم بصورة أكبربصيغ تتمشى مع اللغة العبرية العصرية السائدة لدى المتلقي.أي إن حاجةالمتلقي إلى من يخاطبه بمستوى أسلوبي معين, هو الذي أملى علي المترجماختيار النهج الذي سلكه في ترجمته مما أدَّى إلى الابتعاد عن بلاغة النصالقرآني وسحر بيانه[44].
كما تهدف الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم أياض إلى تقديم خدمات "علمية" للاستراق اليهودي والإسرائيلي، الذي يهدف إلى اثارة دعاوى تخدم أهداف سياسية إسرائيلية وصهوينية تصب جميعها في خانة محاولة اثبات الحق التاريخي والسياي لليهود في فلسطين.
فقد كان من المعروف أن ترجمة بن شيميش على سبيل المثال قوبلت بالنقد نظراا لاستخدامه أيضا لغة عبرية مبسطة بهدف خدمة المسؤلين الإسرائيلين الراغبين في الحصول عن معلومات عن الإسلام[45]، وهنا يتضح أن بن شيميش لم يراع الجوانب العلمية بقدر ماراع جوانب أخرى هدفت إلى تقديم خدمات سياسية وعلمية للباحثين والمسؤولين افسرائيلية المهتيمن بدراسة الإسلام بشكل يخدمهم في إدارة الصراع مع العرب.
وفي هذا الصدد لم يكن غريبا أن الترجمة العبرية الأحدث والأهم لمعاني القرآن الكريم،وهي ترجة روبين قد صدرت كباكورة أعمال عن الإسلام وتراثه تصدرها جامعة تل أبيبي المعروفة بأنها تتضمن عدد من المراكز والمعاهد البحثية التي تعمل على تقيدم خدمات علمية للمستويين السياسي والمخابراتي في إسرائيل فيما يتعلق بجمع وتحليل الكثير من المعلومات حول الإسلام والمسلمين للمساعدة في اتخاذ القرارت السياسية المتعلقة بالصراع مع العرب[46].
فمن المعروف أن الاستشراق اليهودي والإسرائيلي هو الجناح العلمي لحركات الاستعمار، وإسرائيل ما هي إلا شكل استعماري جديد من أشكال الاستعمار الأوروبي القديمة؛ لذلك فإن الاستشراق يمثل بالنسبة لإسرائيل صمام أمان استراتيجي وسياسي لا غنى لها عنه نظرا لقيامه بتقديم المجهودات العلمية والأكاديمية لصناع القرار الإسرائيليين حول القضايا المختلفة المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي، وما يتربط بذلك من ترجمة القرآن الكريم إلى الغلة العبرية.، علاوة على تقديمه كم هائل من المعلومات حول جميع الشؤون العربية والإسلامية، الأمر الذي يمثل إفادة كبيرة بالنسبة لإسرائيل للتعرف عن قرب على البلدان العربية والإسلامية. لذلك فلا عجب أن ينظر للمجهودات الاستشراقية داخل إسرائيل على أنها مجهودات ذات بعد قومي أمني استراتيجي[47].
ثالثا: إشكاليات وأخطاء الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم ( نماذج وأمثلة):
امتلأت الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم بالكثير من الأخطاء سواء المقصود منها أو غير المقصود، وهي الأخطاء التي ارتبطت بعدد من الاشكاليات سواء التي تتعلق بالترجمة أو بفهم النص القرآني أو حتى تتعلق بفهم الظروف التاريحية والدينية المتعلقة بالنص، غضافة إلى الأخطاء في ترقيم الايات القرآنية.
ويمكن تقسيم هذه الأخطاء في مجملها، مع ذكر أمثلة ونماذج لها، على النحو التالي:
أ- أخطاء الترقيم:
أبرز الأمثلة المتعلقة بالخطأ في الترقيم، هو ما ورد في ترجمة روبين، حيث يلاحظ أنه وضع رقم الآية في مقدمتها وليس في نهايتها[48]، وهو ما لم يفعله المترجمون السابقون له لمعاني القرآن الكريم، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن ترقيم روبين لم يشهد خلطا أوتقديما أو تأخيرا أو اسقاطا لأي رقم من أرقام الآيات القرآنية.
أما بن شيمش فقد وقع في خطأ فادح يتعلق بترقيم آي القرآن، وذلك حينما وضع للآية ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) رقم 60 من السورة رقم 3[49]، أي سورة آل عمران، إلا أن الآية المقصودة هي الـ66 من سورة آل عمران.
وفيما يتعلق بخطأ الترقيم ايضا فقد رأى بن شيميش أن تقسيم القرآن إلى أجزاء فإنما يتمثل في تساوي عدد الآيات بكل جزء[50]، وهذا ما لم يتوافق مع عدد الأجزاء وعدد الآيات القرآنية.
في حين نجد أن المستشرق اليهودي – الفرنسي، شالوم زاوي، صاحب كتاب مصادر يهويدة بالقرآن الصادر بالقدس عان 1983، قام بتقسيم الآية السابعة والأخيرة من الفاتحة إلى آيتين ووضع لكل منها رقم منفصل، وذلك في مؤلفه حول القرآن[51]. كما وضع للآية رقم 65 من سورة البقرة رقم 61[52]، وفي سورة التوبة وضع للآية رقم 84، رقما آخر وهو 85[53].
كما وضع زاوي للآية رقم 60 من سورة البقرة رقم آخر وهو 57، ووضع للآية 65 من نفس السورة رقم 61[54].
ب- أخطاء لفظية:
تمثلت أبرز الأخطاء اللفظية في ترجمة أسماء سور القرآن الكريم في الترجمات العبرية، على سبيل المثال نجد أن روبين اختار لفظ ההצהרה أي "البيان" لسورة "التوبة"[55].
أما سورة المائدة فقد اختار روبين مقابلاً لكلمةالمائدة مصطلحاً دينياً معروفاً في الكتابات الدينية اليهودية وهو שולחן ערוך هو (المائدةالمعدَّة أو الجاهزة). ولكن حدث أن تَقَمَّص هذا المصطلح بعدا دينياً خاصاباليهود فقط حين أطلقه الحاخام اليهودي (يوسف كارو) في عام 1565م اسماً علىكتاب له وضعه في حينه وجمع فيه جميع الفرائض والفتاوى الدينية اليهودية. وعند ذكر هذا المصطلح بين اليهود يكون المقصود به هو كتاب يوسف كارو. [56]
كما استخدم روبين مصطلح בני ביזנטיון أي أبناء بيزنطة أو البيزنطيون، لسورة الروم،
ورغم وجود المقابل العبري المباشر لكلمة فاطر وهو בוראأيالخالق أو المبدع للكون, وهي كلمة وردت في الإصحاح الأول من سفر التكوين عنخلق الله للكون, فإن روبين ترجم الكلمة إلى الكلمة العبرية היוצרبمعنى المنتج للشيء المادي أو الفني ولا تصلح لخلق الكونوالبشر, وترجمها ريفلين إلى كلمة המלאכים بالعبرية أي ملائكة, واستخدم بن شمش الكلمة نفسها מלאכים عنوانا رئيساً للسورة معإضافة عنوان بديل لها وهو הבורא أي الخالق من الفعل العبري ברא أي خلق[57].
وبالنسبة للفظ (الرحمن) فلم يلتزم ركندورف بالمقابل المباشر هنا بل أتى بالمقابل הןרחוםאלהיכם (إنه رحيم إلهكم) وهو يدل على الرحيم وليس الرحمن. كما لم يلتزم المترجم بنسق الأصل في تقديم لفظ الرب على لفظ الرحمن بل عكس هذا الترتيب הןרחוםאלהיכםوكأنه يصف الله تعالى بأنه رحيم، رغم أن لفظ ربكم هو إشارة للمستحق بالعبادة يتلوه وصفه تعالى بأنه الرحمن إشارة لرحمته وعفوه، بما يضيع جزءاً آخر من معنى الآية وبلاغتها، ومن ثم جاءت ترجمته قاصرة عن أداء المعنى فاقدة لكمٍّ كبير من بلاغة الآية[58].
كما نجد أن ريكندروف ترجم كلمة سورة إلى חזון العبرية التي تعني رؤية، عن الفعلחזה رأى، وهو فعل مستخدم بكثرة في سفر حزقيال بالعهد القديم[59]. كما ترجم اسم أم النبي إلى " أمينة"[60] والمعروف أن اسمها "آمنه".
وبالنسبة لزاوي فقد برزت أيضا أخطاؤه في ترجمة عدة ألفاظ من أسماء سور القرآن الكريم، فقد ترجم سورة الواقعة إلى החלה[61]، وذلك باستخدام صيغة اسم الفاعل المفردة المؤنثة من الفعل حال، بمعنى حل أو وقع بينما لامقصود بالوقاعة هنا يوم القيامة، وكذلك ترجم سورة الكوثرة بسورة الكثرة[62]، وفي الالآية رقم 249 من سورة البقرة ( فلما فصل طالوت بالجنود) نراه يترجم طالوت بشاؤول[63] وهو شخصية مقرائية ورادة في نصوص العهد القدسيم، ولم يرد لهذا الاسم أي ذكر في القرآن الكريم.
ج- أخطاء نصية:
اتضحت الأخطاء النصية بشكل قوي من خلال ادخال زيادات على النص وعدم التقيد بما جاء فيه، أو الحذف من النص القرآني بما يخدم أهداف المترجم وأيديولوجياته، فعلى سبيل المثال نجد أن ترجمة الحاخام "أفراهام برحسداى" لسورة الفاتحة، يقول فيها: (الإله الواحد، الأب الرحمن، ملك يومالدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين عطفتعليهم، لا الذين غضبت عليهم إنهم المحتارون"،
ونلاحظ عند النظر لهذه الترجمة أن المترجم بدأ بالآية الثانية من سورةالفاتحة مباشرة، ولم يلتزم بالنص القرآنى بل تعمد الإضافة إليه والحذفمنه، فعلى سبيل المثال نجده فى الآية الأولى لديه وهى مقابل قوله تعالى"الرحمن الرحيم" يضيف كلمات "الإله- الواحد- الأب"، وهى لم ترد فى الأصل[64].
وأراد المترجم هنا جذب انتباه القارئ اليهودى نحو العقيدة المسيحية،والادعاء أن الإسلام والمسيحية يصفان الله تعالى بأنه (الأب)، وذلك لإثارةالشعور بمزيد من العداء تجاه الإسلام والقرآن، استنادا للعداء اليهودىالقديم للمسيحية بوصفها خروجا على اليهودية الأم.
كما استخدم المترجم ألفاظا عبرية لا تفى بالمعنى العربى، فيستخدم لفظة «الإله» محل اسم الجلالة «الله» فى الوقت الذى استقرت فيه «أدبيات علمالترجمة» على أن اسم الذات لا يترجم.[65]
نموذج ثان مهم لكتابات المستشرقين المتضمنة لترجمة بعض آيات القرآن، نجدهفى مقال "مدخل لدراسة القرآن"، تأليف زهافا كيستر؛ حيث تترجم معانى سورةالضحى كاملة، ولكن الآية (٧) عند قوله تعالى: "ووجدك ضالا فهدى" تترجمهاعلى النحو التالى: (وجدك ضالا «كنت تعبد الأصنام» فهداك إلى الصراطالمستقيم .وأخطر ما فى هذه الترجمة هو الإشارة التفسيرية بين الهلالين، والتى تعبرعن فهم المترجمة الخاطئ لمعنى (ضالا). فهى تعتقد أنه يعنى «عابداللأصنام». ذلك على الرغم من أن المفسرين المسلمين أشاروا إلى العديد منالمعانى حول كلمة «ضالا» هنا، منها: أنها تعنى غافلا عن أمر النبوة، أوأنها تعنى لا تدرى القرآن والشرائع، أو أنها تعنى، وجدك فى قوم ضلالفهداهم بك[66].
ولاشك أن إعدادترجمة عبرية حديثة لمعاني القرآن الكريم عمل ينطوي على الكثير من الأهمية العلمية والثقافية؛ وذلك لكون ترجمة القرآن الكريم تحتاج لإتقان الكثير من العلوم وتوافر العديد من الأدوات لتخرج في النهاية ترجمة صحيحة موضوعية خالية من الأخطاء والشبهات. كما أن هذا العمل ينطوي على خطورة شديدة و"حساسية" بالغة؛ وذلك نظرا لأمرين، أولهما: المكانة العظيمة التي يحتلها القرآن في نفوس كل المسلمين على مستوى أنحاء العالم بشتى مذاهبهم ومشاربهم، وثانيهما: تراث العداء والكراهية المتبادلة بين المسلمين والعرب من جانب واليهود ودولة إسرائيل ككيان سياسي من جانب آخر.
ويحاول هذا البحث تقديم رؤية "وصفية ونقدية" لتراث الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم، والذي يضرب بجذوره التاريخية إلى فترة التواجد الإسلامي في الأندلس، ثم أخذ يتطور وفق مراحل تاريخية مختلفة، ليتمخض في العصر الحديث عن أربع ترجمات عبرية كاملة لمعاني القرآن الكريم، امتلأت بالكثير من الأخطاء وأثارت إشكاليات لغوية وفكرية أكثر.
ويشتمل البحث على المحاور التالية:
أولا: تاريخ الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم:
ثانيا: أهداف ودوافع الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم:
ثالثا: إشكاليات وأخطاء الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم ( نماذج وأمثلة):
أولا: تاريخ الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم:
بدأ الاهتمام اليهودي بالتعرف على الدين الإسلامي ودراسته منذ ظهوره؛ وذلك بهدف تقويضه سواءً من الداخل عن طريق اعتناق عدد من اليهود المنافقين للإسلام، والعمل على تشويه وتحريف الصورة الحقيقية لقيمه وعقائده، أو من الخارج عن طريق التشكيك في المصادر الرئيسة للإسلام وفي مقدمتها "القرآن الكريم"؛ إذ أن النجاح في ذلك يعني في نهاية الأمر القضاء على الإسلام.
وقد وجد علماء اليهود ومفكروهم أفضل وسيلة للوصول إلى هذا الهدف في ترجمة القرآن الكريم إلى العبرية ترجمة غير أمينة، أو محرفة، وبالتالي لم يكن غريبا أن يكون تاريخ الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم يعود إلى أزمنة بعيدة للغاية، تعود إلى بداية التفكير اليهوي الممنهج لتخريب وتشويه المصادر الأساسية للقرآن الكريم.
مع ذلك لم يتمكن اليهود- في البداية- من انجاز ترجمات كاملة لمعاني القرآن الكريم، بل بدأوا بترجمات جزئية لبعض الآيات ومن ثم لعدد من قصار السور، ومع قيام دولة إسرائيل عام 1948، كان اليهود على ادراك جيد للغاية لتلك المكانة التي لا ترق إليها مكانة أخرى تنافسها للقرآن الكريم في نفوس عامة المسلمين باختلاف أطيافهم ومشاربهم وتوجهاتهم، لذلك حظى القرآن الكريم باهتمامبالغ فى إسرائيل. وساد لديهم اعتقاد بأن المواجهة مع المجتمعات العربيةتقتضى ترجمة معانى القرآن إلى العبرية، ودراستها لكى يستطيعوا من خلالهااستقراء السلوك الإسلامى والعربي واستشرافه.
أما أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، فتؤكد فى تقديرات الموقف التى تصدرهاسنويا أن الخطر الحقيقى الذى يحدق بـ"إسرائيل" هو خطر الجماعات الإسلاميةالتى تسعى للسيطرة على الحكم، ومن هنا ترصد هذه الأجهزة ميزانيات ضخمةلتمويل معاهد الأبحاث المتخصصة في الشؤون الإسلامية والعربية فى إسرائيل التى تخصصت فى ترجمة معانىالقرآن، وكتب التفاسير الإسلامية.
انطلاقا مما سبق تمكن اليهود من انجاز ترجمات كاملة سواء المخطوط منها أو المطبوع للقرآن الكريم، ومنها ما صدر في داخل إسرائيل ومنها ما صدر خارجها.
ويمكن تقسيم هذه الترجمات وفقا للتسلسل التاريخي لظهورها على النحو التالي:
أ - ترجمات جزئية:
سُجلت أولى محاولات الترجمات الجزئية لمعاني القرآن الكريم، في صورة ترجمة جزئية لبعض آيات القرآن الكريم أيام حكم المسلمين للأندلس على أيدي الفيلسوف اليهودي "سعديا الفيومي"، والشاعر اليهودي "سليمان بن جبيرول"، واستخدمت هذه الترجمات ضمن كتابات الجدل الديني اليهودية للرد على الإسلام والطعن فيه[1]، وكانت أول ترجمة لمعاني سورة كاملة للعبرية تلك التي قام بها الحبر "أفراهام حسداي" من خلال ترجمته لكتاب الغزالي "ميزان العمل"[2].
كما شرع يهود العصور الوسطى، الذين عاشوا في كنف الامبراطورية العثمانية الإسلامية في ترجمة بعض آي القرآن الكريم لاستخدامها في الجدل الديني، وقد اتضحت معرفة اليهود بالقرآن الكريم من خلال مؤلفاتهم الفلسفسة والدينية، أو من خلال ترجماتهم لكتب الجدل الديني والفلسسي من العربة، خاصة أعمال الإمام أبي حامد الغزالي والفيلسوف الإسلامي ابن رشد، التي كانت تتضمن العديد من الآيات القرآنية[3].
ب- ترجمات كاملة:
لم يكتف اليهود بترجمات جزئية للقرأن الكريم، بل اتجهوا منذ وقت مبكر إلى عمل ترجمات كاملة لمعاني القرآن الكريم، والتي تنقسم إلي:
1- مخطوطة:
يرجع تاريخ أولى نسخ ترجمة معاني القرآن الكريم كاملة للعبرية، إلى العصور الوسطى أيضا لكن دون تحديد تاريخ معين لها، وكانت هذه النسخة مخطوطة بلغة عربية لكن بأحرف عبرية مع استخدام علامات تشكيل في اللغة العربية، فيما يعرف بأسلوب الكتابة العربية- اليهودية[4]، والنسخة الخطية موجودة حاليا في مكتبة جامعة أكسفورد بلندن[5]. ولم تحظ هذه الترجمة حتىالآن بالطبع والتداول،إذ مازالت مخطوطا يوجد نسخ منه في العديد من المكتبات العالمية مثل مكتبة الكونجرس الأمريكي ومكتبة المتحف البريطاني. ويتكون هذا المخطوط من ثلاثة أجزاء. تناول المترجم في الجزء الأول منها بإيجاز شديد حياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والتاريخ الإسلامي حتى العصرالأموي،أماالجزء الثاني فيتضمن ترجمة معاني سبع وعشرين سورة،أماالجزء الثالث فاحتوى على ترجمة معاني إحدىوتسعين سورة. ويدل ماجاء في مقدمة المترجم أن هذه الترجمة لم تكن في الأصل عن العربية وإنماعن ترجمة إيطالية لمعاني القرآن الكريم.[6]
هناك كذلك ترجمة تعود للقرن الـ16 م، وهي تلك التي قام بها الحبر "يعقوب بن يسرائيل هاليفي"[7]، وهي محفوظة بقاعة الآثار الشرقية بالمتحف البريطاني، وهذه الترجمة ليست نقلا عن العربية بل عن الايطالية، وهذه الترجمة الايطالية منقوله ذاتها عن ترجمة لاتينية[8].
توجد ايضا ترجمة تعود للقرن الثامن عشر الميلادي وصاحبها غير معروف وهي محفوظة بالمكتبة البريطانية بلندن، كما أن هناك ترجمة محفوظة بمكتبة الكونجرس الأمريكي بواشنطن وتمت بتصرف عن ترجة بالهولندية ولا تتوافر أية تفاصيل أخرى عنها[9].
2- مطبوعة:
فيما يتعلق بالترجمات العبرية " المطبوعة" لمعاني القرآن الكريم، فهي أربع ترجمات، اثنتان منهما صدرتا خارج إسرائيل، وقبل قيام الدولة عام 1948، واثنتان صدرتا في إسرائيل بعد قيام الدولة.
- ترجمة "ريكندورف":
صدرت هذه الترجمة عام 1875 في مدينة ليبزج الألمانية وقام بها الحبر "حاييم هرمان ريكندروف"، وهو حاخام يهودي عمل استاذا للغات السامية في جامعة هيدلبرج بألمانيا[10]. وقد حملت عنوان ، تحت عنوانאלקוראן או המקרא נעתק מלשון ערבית ללשון עברית ומבואר(القرآن أو المقرا نقل من اللغة العربية إلى اللغة العبرية مفسراً)، وهي الترجمة العبرية الأولى التي نقلت مباشرة عن العربية وهي نادرة الوجود إذ لم يتبق منها سوى ثلاث نسخ[11].
استخدم المترجم فيها الأسلوب التوراتي الخالص، ومن يتصفح هذه الترجمة يجد أن المترجم أسقط ترجمة العديد من المفردات والآيات القرآنية بالإضافة إلى عدم إدراكه معنى العديد من معاني القرآن الكريم مما أخل بالسياق العام للنص[12].
ويلاحظ على هذه الترجمة أيضا أنها اعتمدت على مجهودات الكثير من المستشرقين الغربيين حول القرآن الكريم، ما كان له أثر سلبي خطير على على تعامل ريكندروقف مع ألفاظ القرآن الكريم، كما قسم ريكندروف القرآن وفقا للتقسيمات الاستشراقية وليس وفقا للنص القرآني، وتضمنت ترجمته هوامش عديدة أورد فيها فقرات من مصادر دينية ويهودية يزعم وجود اتفاق بينها وبن بعض الآيات القرآنية[13].
واعترف العديد من النقاد الغربيين واليهود المعنيين بالدراسات العربية والإسلامية بعدم موضوعية ريكندروف في ترجمة معاني القرآن الكريم، وبوجود العديد من الأخطاء فيها سواء في الفهم أو في الترجمة نفسها[14].
ولم تحظ هذه الترجمة بالقبول الواسع من جانبالمتلقي اليهودي في حينه، ليس لرفضه الأحكام المسبقة والمغالطات الموجودة بها بل لأن المترجم استخدم لغة العهد القديم، بكل ما فيها من غموض وصعوبة الأمر الذ جعلها غير مفهومة من جانب الكثير من يهود عصره[15].
- ترجمة "ريفلين":
صدرت هذه الترجمة في فلسطين عام 1936 وقام بها "يوسف ريفلين" [16] وجاءت تحت عنوانאלקוראן - תרגום מערבית (القرآن- ترجمة عن اللغة العربية)"، وصدرت عن دار النشر דביר بتل أبيب. ثم صدرت طبعتها الثانية عام 1963م[17]، ثم الثالثة عام 1972م، والرابعة عام 1987م[18] ، وهي الأخرى لا تخلو - بطبيعة الحال- من الأخطاء، حيث أن صاحبها حاول من خلالها إثبات التأثيرات اليهودية في القرآن الكريم من خلال الهوامش العديدة التي عرضها في كل صفحة من صفحات الترجمة.
وتعد هذه الترجمة هي النسخة العبرية المعتمدة لدى قطاع كبير من الباحثين والأكاديميين اليهود والإسرائيليين المعنيين بدراسة الإسلام، وتمثل مرحلة أكثر نضجا واتزانا في تاريخ الاستشراق اليهودي.[19]
وتوصف هذه الترجمة بأنها ترجمة حرفية بسبب محاولة صاحبها مقابلة التركيب القرآني بنظيره العربي والالتزام باساليب القرآن الكريم قدر الامكان[20]. كما أن ريفلين حاول الاقتراب من فصاحة النص القرآني وبلاغته ما أدى إلى أن تصف دائرة المعارف اليهودية هذه الترجمة بأنها الأقرب إلىالتجرمة الحرفية[21].
- ترجمة "بن شيمش":
قام بهذه الترجمة الدكتور أهارون بن شيمش، وصدرت الطبعة الأولى منها عام 1971، تحت عنوان הקוראן הקדוש תרגום חופשי( القرآن المقدس.... ترجمة حرة)، أما الطبعة الثانية فصدرت عام 1978 تحت عنوان הקוראן ספר הספרים של האשלאם תרגום מערבית(القرآن.... كتاب الإسلام الأول، ترجمة من العربية)[22].
وتختلف عن الترجمات السابقة لها في عدم تقيد المترجم بالتقسيم المعروف لآيات القرآن الكريم بل قام بترجمة كل خمس آيات مجتمعة ويجيء الترقيم في نهاية كل خمس آيات وليس في نهاية كل آية، كما أغفل في بعض الأحيان ذكر بعض فواتح السور المكونة من حروف منفصلة، معتقدا أن هذه الحروف اختصار لأسماء من أسماهم بـ"حفظة المخطوطات الأصلية للقرآن"، كما أن الترجمة بشكل عام تغلب عليها الانطباعات الشخصية[23].
وتعد هذه الترجمة من أكثر الترجمات رواجا بين بين الجمهور الإسرائيلي من غير اللمتخصصين في الدراات الإسلامية أو ممن لا يعرف اللغة العربية الفصحى[24].
وانتهج بن شيميش أسلوب ترجمة خاص به يختلف عن أسلوب الترجمات السابقة واللاحقة حيث نهج اجراء مقارنات عديدة بين النصوص اليهودية والعربية والآرامية، كما ضمن ترجمته حواشي عديدة فيها فقرات توراتية وعبارات من المشنا والتملود، ويرى أنها تشاب ما ورد في القرآن الكريم، كما اصطبغت هذه الترجمة بطابع اللغة العبرية الحديثة فجاءت لغة النص المترجم بأساليب وتركيبات بعيدة عما ورد في النص القرآني بدرجة كبيرة.
وقد قوبل نهج بن شيمش في الترجمة بالنقد من جانب العديد من المتخصصين اليهود لاستخدامه أيضا لغة عبرية مبسطة بهدف خدمة المسؤلين الإسرائيلين الراغبين في الحصول عن معلومات عن الإسلام[25]،
- ترجمة "روبين":
تعد هذه هي الترجمة العبرية الأحدث والأهم التي صدرت عن القرآن الكريم، والتي أصدرتها جامعة تل أبيب في شهر مارس عام 2005 كباكورة سلسلة أعمال مترجمة لروائع الأدب العربي إلى العبرية التي تعتزم الجامعة إصدارها، وقام بهذه الترجمة البروفيسور "أوري روبين"[26] أستاذ الدراسات الإسلامية بقسم اللغة العربية بكلية الآداب – جامعة تل أبيب[27]، وقد نالت هذه الترجمة أهميتها لسببين، الأول: أنها – كما يقول عنها صاحبها- جاءت تلبية للحاجة الماسة لترجمة عبرية جديدة للقرآن لتصحيح وتنقيح الترجمات السابقة لها والإضافة عليها، والثاني: أنها صدرت في ظل متغيرات سياسية ودولية متعلقة بأوضاع المسلمين في العالم خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، وبروز نظريات سياسية وفكرية تتحدث عن الصراع بين الحضارات والأديان وتصادمها[28].
إلا أننا نرى أن الأهمية الأكبر لهذه الترجمة تتمثل في احتوائها على كم كبير من التعليقات والهوامش بالإضافة إلى ملحقين، تحتوي جميعها على نقد وتعليقات على الآيات القرآنية، شملت جميع سور القرآن عدا سورتي "الضحى والعصر" وبلغ عدد صفحاتها 543 صفحة[29]، لذلك فنحن أمام مجلدين عن القرآن أحدهما ترجمة لمعانيه إلى العبرية، والآخر نقد لآياته من وجهة نظر استشراقية إسرائيلية.
ويذكر روبين في مقدمة ترجمته أن الهدف من ترجمته هو وضع نسخة مقروءة لا تستوجب معرفة مسبقة باللغة العربية الفصحى، لذا حرص على الترجمة بلغة عبرية مبسطة وقريبة من القارئ العادي[30].
كما أشار البروفيسور " روبين" في المقدمة كذلك، إلى أنه قد استعان بعدد من التفاسير الإسلامية للقرآن الكريم، والتي كُتبت خلال القرون الإسلامية الأولى، وذلك بهدف إعانته على إعداد ترجمة عبرية للقرآن الكريم تعكس التفسير الأكثر قبولا لدى عامة المسلمين، إضافة إلى اعتماده على هذه التفاسير بشكل كبير في إضافة ملاحظات وتعليقات نقدية حول الآيات القرآنية في هوامش الترجمة وحواشيها، مضيفًا إنه اعتمد على أربعة تفاسير، وهي:
1- تفسير "بحر العلوم" لـ"أبي الليث السمرقندي"، المُتوفَى عام 375هـ/985م.
2- تفسير "زاد المسير" لـ"عبد الرحمن بن الجوزي"، المُتوفَى عام 597هـ/1200م.
3- تفسير "أنوار التنزيل وأسرار التأويل" لـ"القاضي البيضاوي"، المُتوفَى عام 685هـ/1286م.
4- تفسير "الجلالين" لجلال الدين السيوطي، المُتوفَى عام 911هـ/1505م، وجلال الدين المحلي، المُتوفَى عام 846 هـ/1459م[31].
ثانيا: أهداف ودوافع الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم:
أ- أهداف ودوافع دينية وأيديولوجية:
تأتي الأهداف والدوافع الدينية في مقدمة ما رمت إليه الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم، وما صحبها وتبعها من مجهودات استشراقية يهودية وإسرائيلية مختلفة؛ إذ أن هناك اتفاق تام بين الباحثين في مجال الاستشراق اليهودي والإسرائيلي على أن الدافع الديني هو الدافع الأكثر قدما واصالة، والهدف الأبرز من بين أهداف الاستشراق اليهودي والإسرائيلي المختلفة.
برزت تلك الأهداف والدوافع الدينية والأيديولوجية في محاولة تشكيك المسلمين في دينهم وعقائدهم الأساسية، إضافة إلى وقف المد الإسلامي على أتباع الديانات الأخرى، ومحاولة الرد على النقد الإسلامي الموجه للانحرافات التي شهدتها الدينات الأخرى على أيدي أصحابها[32]؛ فقد كان الدفاع عن العقائد اليهودية التي كانت موضعا للنقد القرآني والهجوم على الاسلام في حد ذاته، ومحاولة اثبات صلته العقائدية باليهودية من أهم هذه الدوافع[33]. والادعاء أن الدين الإسلامي ما هو إلا مجموعة من معتقدات وتشريعات يهودية.
وكان إعداد ترجمات عبرية "غير أمينة" و"مشوه" لمعاني القرآن الكريم، وتزويدها بحواشي وهوامش ترد المادة القرآنية لمصادر يهودية ومسيحية ووثنية، أفضل الوسائل التي وجدها المسترقين اليهود لتنفيذ أهدافهم، وكان أبرز مثال عليها ما امتلأت به ترجمة أوري ربوين من حواشي وهوامش نقدية على الآيات القرآنية تمحورت جميعها إلى رد محتوى الآي القرآني إلى مصادر يهودية[34].
كما نجد في مقدمة ريكندروف لترجمة للقرآن إلى العبرية يقول في معرض استعراضه للأهداف والدوافع التي وقفت وراء اعداده لهذه الترجمة: "إنه حينما يقرأ المرء شرائع توراتنا المقدسة، وشرائع القرآن، والقصص الجميلة والبلاغة السامية الورادة ف قصص العهد القدم، ويقارنها بالأباطيل الورادة في القرآن، فسوف يدرك ويميز بين ما هو مقدس وغير مقدس، وبين ما هو طاهر وبين ما هو دنس، وسترتفع في عينيه مكانة ايماننا الطاهر[35]".
في حين نجد أن بن شيمش يقول في مقدمة ترجمته لمعاني القرآن، " ليس في الإسلام بوجه عام مبادئ متعراضة مع العقائد اليهودية، لذلك يعبتر العديد من المستشرقين الإسلام كيهودية مهيأة لتتلائم مع مفاهيم القبائل العربية ووجهات نظرهم[36]".
وارتبط بهذا الدافع أيضا، دافع آخر يتعلق بمحاولة تشويه الدين الإسلامي سواء كدين أو كحضارة، من خلال الغزو الفكري اليهودي للدين الإسلامي، وقد اتخذ ذلك عدة وسائل منها ادخال عناصر أجنبية غير أصيلة على التراث الإسلامي تمثلت في الإسرائيليات قديما، التي هي عبارة عن عناصر فكرية ودينية مأخوذة من كتب دينية وتراثية يهودية دخلت إلى بعض الكتب التفسيرية والتراثية الإسلامية القديمة[37]، ونجد هذا واضحا أيضا في محاولة كل الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم اسقاط رؤية يهودية معينة على النص القرآني المترجم حينا، وفي أحيان أخرى تضمينها حواشي وهوامش الترجمة.
كما تبدى واضحا ايضا هدفا دينيا آخر يتمثل في اثبات بشرية النص القرآني ورده إلى شخص واحد قام بتأليفه وهو النبي محمد عليه الصلاة والسلام، فعلى سبيل المثال نجد أن معظم مقدمات الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم تنسب إلى محمد (صلى الله عليه وسلم) بشكل مباشر تأليف كتاب القرآن، فعلى سبيل المثال نجد أن روبين استخدم في مقدمة ترجمته ما يدل على أن القرآن من عمل محمد ، فقد ذكر روبين صراحة في مقدمة ترجمته: "إنه على خلاف التوراة والانجيل فإن القرآن الكرم من انتاج شخص واحد وهو النبي محمد[38]".
كما يورد بن شيمش في مقدمة ترجمته: "يعود النبي محمد ويعلن ف يالقرآن أنه أرسل كي يمنح قومه- عبدة الأوثان- توراة موسى في كتاب يقرأ= قرآن، بلغتهم العربية[39]".
وقد ارتبط بهذا الهدف الديني هدف أيديولوجي آخر، تمثل في محاولة تحقيق الأطماع اليهودية والصهيونية في أرض فلسطين، من خلال اثبات حق تاريخي وديني في فلسطين وفي القدس تحديدا؛ فقد بدا واضحا أن الترجمات المشوه وغير الأمينة للقرآن الكريم إلى العبرية حاولت بشكل مباشر العمل على استعادة المكانة التي كانت لليهود في بلاد العرب وفي فلسطين بالذات قبل الإسلام، فقد اعتبر اليهود ان ظهرو الإسلام سببا رئيسيا لفقدانهم المكانة السياسية والاقتصادية والدينية التي تمتعوا بها،في بعض مناطق الشرق الأدنى القديم، خاصة فلسطينوشبه الجزيرة العربية.[40] ويرتبط بذلك بشكل مباشر محاولة اثبات الادعاءات الصهوينية المؤسسة على ديباجات دينية يهودية في أن لليهود حق في أرض فلسطين، وهذا الحق تثبته المصادر الأساسية للإسلام وفي مقدمتها القرآن الكريم، الذي تم ترجمته بشكل مشوه وغير آمين إلى العبرية.
فعلى سبيل المثال نجد أن روبين في ترجمته يعلق على الآيات الأولى من سورة الإسراء بالإشارة إلى أن وصف القرآن إلى المعبد بأنه مسجد في منطقة جبل الهيكل دليل على اعترف القرآن بقدسية هذا المكان الذي أقيم عليه المسجد الأقصى بعد الاحتلال الإسلامي لمدينة القدس، وبعد خراب الهيكل[41].
وقد استفاد اليهود فائدة عظيمة من الصلة التي ظهرت بين الاستشراق عامة وحركة الاستعمار العالمي فاتجه المسترشقون اليهود واصحاب الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم إلى توظيف انتاجهم الفكري وانتاجهم في مجال تجرمة المصادر الساسية للإسلام وفي مقدمتها القرآن لخدمة الهدف الصهويني الأكبر، وهو انشاء ما يمسى بوطن قومي لليهود، وبالتالي فإن العمل الاستشراق اليهودي تركز على اثارة دعاوى بأحقية اليهود بأرض فلسطين[42].
ب- أهداف ودوافع علمية وسياسية:
يرى بعض أصحاب الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم أن هناك دوافع علمية تقف وراء اعدادهم لهذه الترجمات، فعل سبيل المثال نجد أن روبين يضع الهدف اللغوي كأحد الأهداف المهمة لاعداد ترجمته، فقد ذكر في مقدمة ترجمته أنه سعى إلى بلورة صياغة عبرية يمكنها استيعاب التفاسير المتعراف عليها بين المفسرين المسلمين لمعاني القرآن الكريم، وإلى تعريف المتلقي الإسرائيلي للترجمة بالصورة الخاصة للقرأن كما يراها أتباعه[43].
وفي محاولة منه للتغلب على معضلة عجز اللغة العبرية عن استيعاب النصالقرآني وعن توفير الألفاظ العبرية القادرة على التعبير عن العديد منمعانيه، عمل روبين _كما ذكر دكتور يوسف سدان ـ على بلورة رداء لغوي عبري يوازن عنطريقه بين الحاجة إلى استخدام لغة عبرية تناسب القارئ المعاصر وبين الحاجةإلى الحفاظ على قدر من روح النص القرآني المقدس، ثم وجد نفسه في نهايةالمطاف يستخدم أسلوباًً يبتعد عن رونق البلاغة القرآنية, ويلتزم بصورة أكبربصيغ تتمشى مع اللغة العبرية العصرية السائدة لدى المتلقي.أي إن حاجةالمتلقي إلى من يخاطبه بمستوى أسلوبي معين, هو الذي أملى علي المترجماختيار النهج الذي سلكه في ترجمته مما أدَّى إلى الابتعاد عن بلاغة النصالقرآني وسحر بيانه[44].
كما تهدف الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم أياض إلى تقديم خدمات "علمية" للاستراق اليهودي والإسرائيلي، الذي يهدف إلى اثارة دعاوى تخدم أهداف سياسية إسرائيلية وصهوينية تصب جميعها في خانة محاولة اثبات الحق التاريخي والسياي لليهود في فلسطين.
فقد كان من المعروف أن ترجمة بن شيميش على سبيل المثال قوبلت بالنقد نظراا لاستخدامه أيضا لغة عبرية مبسطة بهدف خدمة المسؤلين الإسرائيلين الراغبين في الحصول عن معلومات عن الإسلام[45]، وهنا يتضح أن بن شيميش لم يراع الجوانب العلمية بقدر ماراع جوانب أخرى هدفت إلى تقديم خدمات سياسية وعلمية للباحثين والمسؤولين افسرائيلية المهتيمن بدراسة الإسلام بشكل يخدمهم في إدارة الصراع مع العرب.
وفي هذا الصدد لم يكن غريبا أن الترجمة العبرية الأحدث والأهم لمعاني القرآن الكريم،وهي ترجة روبين قد صدرت كباكورة أعمال عن الإسلام وتراثه تصدرها جامعة تل أبيبي المعروفة بأنها تتضمن عدد من المراكز والمعاهد البحثية التي تعمل على تقيدم خدمات علمية للمستويين السياسي والمخابراتي في إسرائيل فيما يتعلق بجمع وتحليل الكثير من المعلومات حول الإسلام والمسلمين للمساعدة في اتخاذ القرارت السياسية المتعلقة بالصراع مع العرب[46].
فمن المعروف أن الاستشراق اليهودي والإسرائيلي هو الجناح العلمي لحركات الاستعمار، وإسرائيل ما هي إلا شكل استعماري جديد من أشكال الاستعمار الأوروبي القديمة؛ لذلك فإن الاستشراق يمثل بالنسبة لإسرائيل صمام أمان استراتيجي وسياسي لا غنى لها عنه نظرا لقيامه بتقديم المجهودات العلمية والأكاديمية لصناع القرار الإسرائيليين حول القضايا المختلفة المرتبطة بالصراع العربي الإسرائيلي، وما يتربط بذلك من ترجمة القرآن الكريم إلى الغلة العبرية.، علاوة على تقديمه كم هائل من المعلومات حول جميع الشؤون العربية والإسلامية، الأمر الذي يمثل إفادة كبيرة بالنسبة لإسرائيل للتعرف عن قرب على البلدان العربية والإسلامية. لذلك فلا عجب أن ينظر للمجهودات الاستشراقية داخل إسرائيل على أنها مجهودات ذات بعد قومي أمني استراتيجي[47].
ثالثا: إشكاليات وأخطاء الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم ( نماذج وأمثلة):
امتلأت الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم بالكثير من الأخطاء سواء المقصود منها أو غير المقصود، وهي الأخطاء التي ارتبطت بعدد من الاشكاليات سواء التي تتعلق بالترجمة أو بفهم النص القرآني أو حتى تتعلق بفهم الظروف التاريحية والدينية المتعلقة بالنص، غضافة إلى الأخطاء في ترقيم الايات القرآنية.
ويمكن تقسيم هذه الأخطاء في مجملها، مع ذكر أمثلة ونماذج لها، على النحو التالي:
أ- أخطاء الترقيم:
أبرز الأمثلة المتعلقة بالخطأ في الترقيم، هو ما ورد في ترجمة روبين، حيث يلاحظ أنه وضع رقم الآية في مقدمتها وليس في نهايتها[48]، وهو ما لم يفعله المترجمون السابقون له لمعاني القرآن الكريم، ومع ذلك تجدر الإشارة إلى أن ترقيم روبين لم يشهد خلطا أوتقديما أو تأخيرا أو اسقاطا لأي رقم من أرقام الآيات القرآنية.
أما بن شيمش فقد وقع في خطأ فادح يتعلق بترقيم آي القرآن، وذلك حينما وضع للآية ( ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا) رقم 60 من السورة رقم 3[49]، أي سورة آل عمران، إلا أن الآية المقصودة هي الـ66 من سورة آل عمران.
وفيما يتعلق بخطأ الترقيم ايضا فقد رأى بن شيميش أن تقسيم القرآن إلى أجزاء فإنما يتمثل في تساوي عدد الآيات بكل جزء[50]، وهذا ما لم يتوافق مع عدد الأجزاء وعدد الآيات القرآنية.
في حين نجد أن المستشرق اليهودي – الفرنسي، شالوم زاوي، صاحب كتاب مصادر يهويدة بالقرآن الصادر بالقدس عان 1983، قام بتقسيم الآية السابعة والأخيرة من الفاتحة إلى آيتين ووضع لكل منها رقم منفصل، وذلك في مؤلفه حول القرآن[51]. كما وضع للآية رقم 65 من سورة البقرة رقم 61[52]، وفي سورة التوبة وضع للآية رقم 84، رقما آخر وهو 85[53].
كما وضع زاوي للآية رقم 60 من سورة البقرة رقم آخر وهو 57، ووضع للآية 65 من نفس السورة رقم 61[54].
ب- أخطاء لفظية:
تمثلت أبرز الأخطاء اللفظية في ترجمة أسماء سور القرآن الكريم في الترجمات العبرية، على سبيل المثال نجد أن روبين اختار لفظ ההצהרה أي "البيان" لسورة "التوبة"[55].
أما سورة المائدة فقد اختار روبين مقابلاً لكلمةالمائدة مصطلحاً دينياً معروفاً في الكتابات الدينية اليهودية وهو שולחן ערוך هو (المائدةالمعدَّة أو الجاهزة). ولكن حدث أن تَقَمَّص هذا المصطلح بعدا دينياً خاصاباليهود فقط حين أطلقه الحاخام اليهودي (يوسف كارو) في عام 1565م اسماً علىكتاب له وضعه في حينه وجمع فيه جميع الفرائض والفتاوى الدينية اليهودية. وعند ذكر هذا المصطلح بين اليهود يكون المقصود به هو كتاب يوسف كارو. [56]
كما استخدم روبين مصطلح בני ביזנטיון أي أبناء بيزنطة أو البيزنطيون، لسورة الروم،
ورغم وجود المقابل العبري المباشر لكلمة فاطر وهو בוראأيالخالق أو المبدع للكون, وهي كلمة وردت في الإصحاح الأول من سفر التكوين عنخلق الله للكون, فإن روبين ترجم الكلمة إلى الكلمة العبرية היוצרبمعنى المنتج للشيء المادي أو الفني ولا تصلح لخلق الكونوالبشر, وترجمها ريفلين إلى كلمة המלאכים بالعبرية أي ملائكة, واستخدم بن شمش الكلمة نفسها מלאכים عنوانا رئيساً للسورة معإضافة عنوان بديل لها وهو הבורא أي الخالق من الفعل العبري ברא أي خلق[57].
وبالنسبة للفظ (الرحمن) فلم يلتزم ركندورف بالمقابل المباشر هنا بل أتى بالمقابل הןרחוםאלהיכם (إنه رحيم إلهكم) وهو يدل على الرحيم وليس الرحمن. كما لم يلتزم المترجم بنسق الأصل في تقديم لفظ الرب على لفظ الرحمن بل عكس هذا الترتيب הןרחוםאלהיכםوكأنه يصف الله تعالى بأنه رحيم، رغم أن لفظ ربكم هو إشارة للمستحق بالعبادة يتلوه وصفه تعالى بأنه الرحمن إشارة لرحمته وعفوه، بما يضيع جزءاً آخر من معنى الآية وبلاغتها، ومن ثم جاءت ترجمته قاصرة عن أداء المعنى فاقدة لكمٍّ كبير من بلاغة الآية[58].
كما نجد أن ريكندروف ترجم كلمة سورة إلى חזון العبرية التي تعني رؤية، عن الفعلחזה رأى، وهو فعل مستخدم بكثرة في سفر حزقيال بالعهد القديم[59]. كما ترجم اسم أم النبي إلى " أمينة"[60] والمعروف أن اسمها "آمنه".
وبالنسبة لزاوي فقد برزت أيضا أخطاؤه في ترجمة عدة ألفاظ من أسماء سور القرآن الكريم، فقد ترجم سورة الواقعة إلى החלה[61]، وذلك باستخدام صيغة اسم الفاعل المفردة المؤنثة من الفعل حال، بمعنى حل أو وقع بينما لامقصود بالوقاعة هنا يوم القيامة، وكذلك ترجم سورة الكوثرة بسورة الكثرة[62]، وفي الالآية رقم 249 من سورة البقرة ( فلما فصل طالوت بالجنود) نراه يترجم طالوت بشاؤول[63] وهو شخصية مقرائية ورادة في نصوص العهد القدسيم، ولم يرد لهذا الاسم أي ذكر في القرآن الكريم.
ج- أخطاء نصية:
اتضحت الأخطاء النصية بشكل قوي من خلال ادخال زيادات على النص وعدم التقيد بما جاء فيه، أو الحذف من النص القرآني بما يخدم أهداف المترجم وأيديولوجياته، فعلى سبيل المثال نجد أن ترجمة الحاخام "أفراهام برحسداى" لسورة الفاتحة، يقول فيها: (الإله الواحد، الأب الرحمن، ملك يومالدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين عطفتعليهم، لا الذين غضبت عليهم إنهم المحتارون"،
ونلاحظ عند النظر لهذه الترجمة أن المترجم بدأ بالآية الثانية من سورةالفاتحة مباشرة، ولم يلتزم بالنص القرآنى بل تعمد الإضافة إليه والحذفمنه، فعلى سبيل المثال نجده فى الآية الأولى لديه وهى مقابل قوله تعالى"الرحمن الرحيم" يضيف كلمات "الإله- الواحد- الأب"، وهى لم ترد فى الأصل[64].
وأراد المترجم هنا جذب انتباه القارئ اليهودى نحو العقيدة المسيحية،والادعاء أن الإسلام والمسيحية يصفان الله تعالى بأنه (الأب)، وذلك لإثارةالشعور بمزيد من العداء تجاه الإسلام والقرآن، استنادا للعداء اليهودىالقديم للمسيحية بوصفها خروجا على اليهودية الأم.
كما استخدم المترجم ألفاظا عبرية لا تفى بالمعنى العربى، فيستخدم لفظة «الإله» محل اسم الجلالة «الله» فى الوقت الذى استقرت فيه «أدبيات علمالترجمة» على أن اسم الذات لا يترجم.[65]
نموذج ثان مهم لكتابات المستشرقين المتضمنة لترجمة بعض آيات القرآن، نجدهفى مقال "مدخل لدراسة القرآن"، تأليف زهافا كيستر؛ حيث تترجم معانى سورةالضحى كاملة، ولكن الآية (٧) عند قوله تعالى: "ووجدك ضالا فهدى" تترجمهاعلى النحو التالى: (وجدك ضالا «كنت تعبد الأصنام» فهداك إلى الصراطالمستقيم .وأخطر ما فى هذه الترجمة هو الإشارة التفسيرية بين الهلالين، والتى تعبرعن فهم المترجمة الخاطئ لمعنى (ضالا). فهى تعتقد أنه يعنى «عابداللأصنام». ذلك على الرغم من أن المفسرين المسلمين أشاروا إلى العديد منالمعانى حول كلمة «ضالا» هنا، منها: أنها تعنى غافلا عن أمر النبوة، أوأنها تعنى لا تدرى القرآن والشرائع، أو أنها تعنى، وجدك فى قوم ضلالفهداهم بك[66].
التوصيات
وفي نهاية هذه الدراسة نرى أنه من الضروري، طرح عدد من التوصيات، تتمثل في:
- ضروة الاهتمام على المستوى العلمي والأكاديمي بدراسة ونقد الترجمات العبرية التي تصدر لمعاني القرآن الكريم، والوقوف على ما بها من أخطاء وتشويهات، والرد عليها.
- ضروة الاهتمام على المستوى العلمي والأكاديمي وعلى مستوى الجهات المسؤولة، بإعداد ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم يقوم بها فريق من علماء المسلمين المتخصصين، لسد النقص في مجال دراسات الترجمة من العبرية للعربية على أساس أن إسرائيل تترجم كل منتج في العالم، والعرب يترجمون أقل من 1% مما يترجمه العالم للغات الأخرى، غضافة إلى ضرورة عرض القرآن الكريم بشكل يؤكد صلاحية الكتاب لكل زمان ومكان، وأنه كتاب أصيل، وليس مقتبسا من كتب سابقة عليه مثل التوراة أو الإنجيل.
- زيادة الاهتمام بالدراسات الدينية المقارنة في الجامعات العربية والإسلامية، بشكل يساعد على تخريج جيل من المتخصصين في كيفية الرد على الشبهات الاستشراقية التي تنسب إلى الإسلام.
- دعم الدراسات القرآنية في الجامعات الغربية وذلك من خلال تمويل إنشاء الكراسي المتخصصة في الدراسات القرآنية في أهم الجامعات الغربية.
- العمل على تشجيع رصد وترجمة الأعمال الاستشراقية الغربية والإسرائيلية المعتدلة عن الإسلام ومصادره الأساسية وفي مقدمتها القرآن الكريم.
- تشجيع إقامة المؤتمرات، والندوات العلمية الدولية حول القرآن الكريم في داخل العالم الإسلامي وخارجه للتعريف بالقرآن الكريم ومفاهيمه، وذلك بالاتفاق والتنسيق مع الجامعات الإسلامية والعالمية ومن خلال الاتفاقيات العلمية المعترف بها بين الجامعات وكذلك بين مراكز البحوث المتخصصة في الدراسات الإسلامية.
- تشجيع التواصل بين الجهات البحثية والأكاديمة المهتمة بالدراسات القرآنية في العالم الإسلامي والجهات الإعلامية في هذه الدول، في محاولة لنشر الوعي والفهم بين عموم الجماهير الإسلامية والإعلامية حول حقيقة الترجمات العبرية والغربية لمعاني القرآن الكريم.
- ضروة الاهتمام على المستوى العلمي والأكاديمي بدراسة ونقد الترجمات العبرية التي تصدر لمعاني القرآن الكريم، والوقوف على ما بها من أخطاء وتشويهات، والرد عليها.
- ضروة الاهتمام على المستوى العلمي والأكاديمي وعلى مستوى الجهات المسؤولة، بإعداد ترجمة عبرية لمعاني القرآن الكريم يقوم بها فريق من علماء المسلمين المتخصصين، لسد النقص في مجال دراسات الترجمة من العبرية للعربية على أساس أن إسرائيل تترجم كل منتج في العالم، والعرب يترجمون أقل من 1% مما يترجمه العالم للغات الأخرى، غضافة إلى ضرورة عرض القرآن الكريم بشكل يؤكد صلاحية الكتاب لكل زمان ومكان، وأنه كتاب أصيل، وليس مقتبسا من كتب سابقة عليه مثل التوراة أو الإنجيل.
- زيادة الاهتمام بالدراسات الدينية المقارنة في الجامعات العربية والإسلامية، بشكل يساعد على تخريج جيل من المتخصصين في كيفية الرد على الشبهات الاستشراقية التي تنسب إلى الإسلام.
- دعم الدراسات القرآنية في الجامعات الغربية وذلك من خلال تمويل إنشاء الكراسي المتخصصة في الدراسات القرآنية في أهم الجامعات الغربية.
- العمل على تشجيع رصد وترجمة الأعمال الاستشراقية الغربية والإسرائيلية المعتدلة عن الإسلام ومصادره الأساسية وفي مقدمتها القرآن الكريم.
- تشجيع إقامة المؤتمرات، والندوات العلمية الدولية حول القرآن الكريم في داخل العالم الإسلامي وخارجه للتعريف بالقرآن الكريم ومفاهيمه، وذلك بالاتفاق والتنسيق مع الجامعات الإسلامية والعالمية ومن خلال الاتفاقيات العلمية المعترف بها بين الجامعات وكذلك بين مراكز البحوث المتخصصة في الدراسات الإسلامية.
- تشجيع التواصل بين الجهات البحثية والأكاديمة المهتمة بالدراسات القرآنية في العالم الإسلامي والجهات الإعلامية في هذه الدول، في محاولة لنشر الوعي والفهم بين عموم الجماهير الإسلامية والإعلامية حول حقيقة الترجمات العبرية والغربية لمعاني القرآن الكريم.
قائمة المصادر والمراجع
أولا: المصادر والمراجع العربية:
(أ) المصادر
- القرآن الكريم
- العهد القديم
(ب) المراجع
الكتب:
- إبراهيم عبد الكريم، الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل، دار الجليل للنشر والتوزيع، عمان 1992.
- محمد جلاء ادريس( د)، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرةة، 2003.
الرسائل العلمية:
- سمير فرحات شحاته، ترجمة بن شيمش العبرية لمعاني سورة آل عمران، دراسة نقدية، رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة القاهرة، 2003.
الأبحاث العلمية:
- أحمد صلاح البهنسي، الاستشراق الإسرائيلي، الإشكالية والسمات والأهداف، مجلة الدراسات الشارقية، مركز الدراسات الشرقية، القاهرة، يناير 2007.
- جمال أحمد الرفاعي (د)، دراسة في مشكلات ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية، القاهرة، كلية الآلسن، 1994.
- محمد خليفة حسن (د): المدرسة اليهودية في الاستشراق، مجلة رسالة المشرق، الأعداد 1-4، المجلد 12، القاهرة 2003.
- محمد محمود أبو غدير( د)، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم في ضوء الترجمات العبرية السابقة، مجلة لوجوس، مركز اللغات والترجمة المتخصصة،جامعة القاهرة، العدد الأول، يوليو 2005
- محمد محمود أبو غدير( د)، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم بالعبرية ( عرض وتقويم)، بحث ألقي في ندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية، المدينة المنورة، 2006.
المجلات والدوريات:
- أحمد الشحات هيكل(د)، الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم... أهداف سياسية ودينية، مجلة القدس، العدد 94، أكتوبر 2006،
- حسن عزوزي( د)، آليات المنهج الاستشراقي في دراسة مصنفات علوم القرآن، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 396، الكويت، ديسمبر 1998.
ثانيا: المصادر والمراجع العبرية:
(أ)المصادر
- צבי חיים הרמן רקנדורף،אלקוראן או המקרא נעתק מלשון ערבית ללשון עברית ומבואר،ליפציג 1857.
- יוסף יואל ריבלין: אלקוראן, הוצאת דביר, תל- אביב, 1963.
- אהרון בן שמש: הקוראן, ספר הספרים של האשלאם, תרגום מערבית, הוצאת ספרים קרני, תל - אביב 1978 .
- אורי רובין، הקוראן תרגם מערבית، מוסיף לו הערות، אוניברסיטת תל אביב، מרץ 2005.
( ب) المراجع
الكتب:
- שלום זאוי، מקורות יהודים בקוראן، ירושלים، 1983.
دوائر المعارف:
- קולברג איתן: קוראן، האנציקלופדיה העברית כללית יהודית וארץ ישראלית، חברה להוצאת אנציקלופדיות، ירושלים 1974، כרך 4.
الصحف:
- מירב יודילוביץ'، הקוראן: פעם רביעית ،ידיעות אחרונות، 31/3/2005.
ثالثا: المصادر والمراجع الأجنبية:
الكتب:(أ) المصادر
- القرآن الكريم
- العهد القديم
(ب) المراجع
الكتب:
- إبراهيم عبد الكريم، الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل، دار الجليل للنشر والتوزيع، عمان 1992.
- محمد جلاء ادريس( د)، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرةة، 2003.
الرسائل العلمية:
- سمير فرحات شحاته، ترجمة بن شيمش العبرية لمعاني سورة آل عمران، دراسة نقدية، رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة القاهرة، 2003.
الأبحاث العلمية:
- أحمد صلاح البهنسي، الاستشراق الإسرائيلي، الإشكالية والسمات والأهداف، مجلة الدراسات الشارقية، مركز الدراسات الشرقية، القاهرة، يناير 2007.
- جمال أحمد الرفاعي (د)، دراسة في مشكلات ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية، القاهرة، كلية الآلسن، 1994.
- محمد خليفة حسن (د): المدرسة اليهودية في الاستشراق، مجلة رسالة المشرق، الأعداد 1-4، المجلد 12، القاهرة 2003.
- محمد محمود أبو غدير( د)، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم في ضوء الترجمات العبرية السابقة، مجلة لوجوس، مركز اللغات والترجمة المتخصصة،جامعة القاهرة، العدد الأول، يوليو 2005
- محمد محمود أبو غدير( د)، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم بالعبرية ( عرض وتقويم)، بحث ألقي في ندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية، المدينة المنورة، 2006.
المجلات والدوريات:
- أحمد الشحات هيكل(د)، الترجمات العبرية لمعاني القرآن الكريم... أهداف سياسية ودينية، مجلة القدس، العدد 94، أكتوبر 2006،
- حسن عزوزي( د)، آليات المنهج الاستشراقي في دراسة مصنفات علوم القرآن، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 396، الكويت، ديسمبر 1998.
ثانيا: المصادر والمراجع العبرية:
(أ)المصادر
- צבי חיים הרמן רקנדורף،אלקוראן או המקרא נעתק מלשון ערבית ללשון עברית ומבואר،ליפציג 1857.
- יוסף יואל ריבלין: אלקוראן, הוצאת דביר, תל- אביב, 1963.
- אהרון בן שמש: הקוראן, ספר הספרים של האשלאם, תרגום מערבית, הוצאת ספרים קרני, תל - אביב 1978 .
- אורי רובין، הקוראן תרגם מערבית، מוסיף לו הערות، אוניברסיטת תל אביב، מרץ 2005.
( ب) المراجع
الكتب:
- שלום זאוי، מקורות יהודים בקוראן، ירושלים، 1983.
دوائر المعارف:
- קולברג איתן: קוראן، האנציקלופדיה העברית כללית יהודית וארץ ישראלית، חברה להוצאת אנציקלופדיות، ירושלים 1974، כרך 4.
الصحف:
- מירב יודילוביץ'، הקוראן: פעם רביעית ،ידיעות אחרונות، 31/3/2005.
ثالثا: المصادر والمراجع الأجنبية:
-- Hava Lazaras yafeh: intertwind worlds, Princeton University New Jersey, 1992.
-Myron. M. Weinstein, Washington D.C: Hebrew Quran Manuscript, in studies in Bibliography and booklore, Jewish institute of Religion N.G. vol x. Winter, 1971.
دوائر المعارف:
- Ency. Judaica Encyclopedia Judaica, 2-nd printing, Jerusalem, 1973
, vol 11, P .83.
رابعا: المواقع الالكترونية:
عبث اليهود بالترجمة العبرية لمعاني القرآن الكريم
Interviews
الهوامش المرجعية
[1] Hava Lazaras yafeh: intertwind worlds, Princeton University New Jersey, 1992 P. 149. Myron. M. Weinstein, Washington D.C Hebrew Quran Manuscript, in studies in Bibliography and booklore, Jewish institute of Religion N.G. vol x. Winter, 1971.. vol x, P 40
[2] محمد محمود أبو غدير، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم في ضوء الترجمات العبرية السابقة، مجلة لوجوس، مركز اللغات والترجمة المتخصصة،جامعة القاهرة، العدد الأول، يوليو 2005، ص 105.
[3]أحمد الشحات هيكل(د)، الترجمات العبرية لمعاين القرآن الكريم... أهداف سياسية ودينية، مجلة القدس، العدد 94، أكتوبر 2006، ص 87.
[4] ( العربية – اليهودية) هي إحدى الكتابات أو اللهجات الخليطية التي استخدمها اليهود ابان العصور الوسطى، وهذه "الازدواجية اللغوية" في كتابات اليهود، تعد بمثابة "ظاهرة" في التاريخ اليهودي تميز بها اليهود منذ أقدم العصور فإلى جانب اللغة العبرية تحدثوا وكتبوا بلغات الشعوب الأخرى التي كانوا يعيشون بين ظهرانيها ففي العصر الروماني تحدثوا وكتبوا باللاتينية، وفي العصور الوسطى وفي ظل الإسلام والثقافة العربية تحدثوا اللغة العربية وكتبوا بها أروع إنتاجهم الأدبي والثقافي، وحينما تفرقوا كأقليات في شتى أنحاء أوروبا عقب السبي الروماني عام 70 م، تحدثت كل طائفة يهودية بلغة البلد التي تعيش بها، إضافة إلى ذلك فقد طور اليهود لغات "خليطية" خاصة بهم مثل اللغة (العربية – اليهودية) التي كتبوا بها بعض مؤلفاتهم في العصور الوسطى وهي عبارة عن لغة عربية مكتوبة بحروف عبرية حتى لا يستطيع قراءتها وفهمها سوى اليهودي فقط، كما طوروا واستخدموا أيضا لغة (الييديش) الشهيرة، التي هي عبارة عن خليط من اللغة العبرية مع مجموعة من اللغات السلافية الأوروبية، والتي كُتب بها جزء ضخم من الأدب الخاص بالجامعات اليهودية في أوروبا إبان القرنين الـ18، 19م.( أنظر: أحمد صلاح البهنسي، الاستشراق الإسرائيلي، الإشكالية والسمات والأهداف، مجلة الدراسات الشارقية، مركز الدراسات الشرقية، القاهرة، يناير 2007، ص 470-471).
[5]أحمد الشحات هيكل(د)، المرجع السابق، ص 87.
[6]جمال أحمد الرفاعي، دراسة في مشكلات ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية، القاهرة، كلية الآلسن، 1994، ص 15.
[7]يعقوب بربي يسرائيل هليفي יעקבברביישראלהלוי: (ولد في منتصف القرن السادس عشر بسلونيكا- وتوفي عام 1636م) فقيه وعالم، وهو من نسل عائلة (بيت هليفي) الشهيرة. نال تعليمه في اليشيفوت المحلية حيث درس الهلاخاه والفلسفة. وانتقل من سلونيكا إلى زانتي Xanthe حيث صار حاخاماً للبلدة، ثم انتقل إلى فينسيا، وأهم أعماله: ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة العبرية للمرة الأولى ترجمة كاملة. انظر:Ency. Judaica Encyclopedia Judaica, 2-nd printing, Jerusalem, 1973
, vol 11, P .83.
[8] Hava Lazaras yafeh: P. 149. Myron. M. Weinstein, Washington D.C. vol x, P 40
[9]אורי רובין، הקוראן תרגם מערבית، מוסיף לו הערות، אוניברסיטת תל אביב، מרץ 2005.
[10] تسيفي حاييم هيرمان ركندورف צביחייםהרמןרקנדורף: (ولد عام 1825م في مورافيا– وتوفي عام 1875م في هايدلبرج)، وهو مستشرق وأديب يهودي. نال تعليمه في يشيفوت مورافيا ثم انتقل إلى جامعة ليبزج حيث أتم تعليمه هناك. وقد قام بإلقاء بعض المحاضرات في جامعة هايدلبرج حول الفنون العبرية، وكذلك حول اللغات السامية. وقد ألف فيما بين عامي 1856– 1857م مجموعة قصص يهودية تاريخية بعنوان: Die Geheimnisse der Juden. وذلك في خمسة أجزاء. وأما أهم أعماله على الإطلاق فهو ترجمته لمعاني القرآن الكريم عام 1857م، وقد أشار في نهاية مقدمته إلى أنه أتمها عن عمر يناهز اثنتين وثلاثين عاماً وأربعة أشهر. انظر:. Ency. Judaica, , 2-nd printing, Jerusalem, 1973. vol 13, P .1614
[11] سمير فرحات شحاته(د) ترجمة بن شيمش العبرية لمعاني سورة آل عمران، دراسة نقدية، رسالة دكتوراة غير منشورة، جامعة القاهرة، 2003. ص 15.
[12] קולברג איתן: קוראן، האנציקלופדיההעבריתכלליתיהודיתוארץישראלית، חברהלהוצאתאנציקלופדיות، ירושלים 1974، כרך 4.עמ׳ 52.
[13] أحمد الشحات هيكل(د)، المرجع السابق، ص، ص 89.
[14]أحمد الشحات هيكل، المرجع السابق، ص 89.
[15]محمد محمود أبو غدير( د)، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم بالعبرية ( عرض وتقويم)، بحث ألقي في ندوة القرآن الكريم في الدراسات الاستشراقية، المدينة المنورة، 2006، ص 7.
[16]يوسيف يوئيل ريفيلن( 1890-1971)، وهو مستشرق غسرائيل ولد في القدس، وينتمي لعائلة يهودية متدينة وتلقى تعليما يهوديا تقليديا حتى تخرج في معهد المعلمين، واعتقل في دمشق عام 1917 بعد تجنده في الجيش التركي، وبعد اطلاق سراحه ظل بدمشق حيث عمل ميدرا لمدرسة البنات وفي عام 1922 عاد للقدس، ثم سافر إلى ألمانيا لدراسة اللغة العربية وعلوم القرآن الكريم في جامعة فرانكفورت، وتتلمذ خلال تلك الفترة على يد المسترق اليهود يوسيف هوروفيتش، حيث استقى منه منهجه ورؤيته للعرب والمسلمين، وفي عام 1927 عين استاذا بمركز الدراسات الشرقية التابع للجامعة العبرية بالقدس( انظر: أحمد الشحات هيكل، مرجع سابق، ص 91.).
وبالاضافة إلى ترجمته للقرآن الكريم، فقد ترجم كتاب ألف ليلة وليلة الذي صدر عام 1947 وترجم سيرة ابن هشام التي صدرت عام 1932، كما يذكر أنه كان مرشحا لرئاسة الدولة الإسرائيلية عام 1957 وهو والد رأوبين ريفلين رئيس الكنيست الإسرائيلي السادس عشر.،
[17] יוסף יואל ריבלין: אלקוראן, הוצאת דביר, תל- אביב, 1963.
[18] האנציק' העברית: חברה להוצאת אנציקלופדיות בע"מ, ירושלים, תשכ"ט, תל אביב. כ' 30, עמ' 52.
[19]أحمد الشحات هيكل، المرجع السابق، ص 89
[20]نفس المرجع، نفس الصفحة
[21]ע״ע ،האנציק' העברית. עמ' 52.
[22]ד"ר. אהרוןבןשמש: הקוראן, ספרהספריםשלהאשלאם, תרגוםמערבית, הוצאתספריםקרני, תל - אביב 1978 .
[23] أحمد الشحات هيكل،مرجع سابق، ص 90
[24]نفس المرجع، نفس الصفحة.
[25]محمد محمود أبو غدير، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم في ضوء الترجمات العبرية السابقة، مرجع سابق، ص 9-10.
[26]يعمل البروفيسور "أوري روبين"Uri Rubin أستاذًا للدراسات القرآنية والتراث الإسلامي المبكر في قسم الدراسات العربية والإسلامية بكلية الآداب – جامعة تل أبيب، وقد ولد بفلسطين في 24/6/1944، وفي بداية عقد الستينيات التحق بمركز המגמההמזרחנית لتعليم اللغة العربية، والذي كان يلتحق به الطلبة الإسرائيليين المجيدين للعربية، وبه تعلم اللغة والأدب العربي، وكيفية التعايش مع السكان العرب، حيث كانت تدرس بها بعض المواد القيمة مثل العربية الكلاسيكية (الفصحى)، والقرآن، والتي من خلالها عرف الكثير عن العالم الإسلامي وعن حياة النبي محمد، وذلك على الرغم من أن العالم العربي الذي كان محيطا بإسرائيل حينها – من وجهة نظره- كان علمانيا تمامًا، ومع ذلك فقد تعلم في هذا المركز تراثا دينيا خالصا، ولاسيما ما يتعلق منه بالعربية والإسلام، فقد وجد نفسه محبا لكل ما يتعلق بالعربية وبالإسلام، مدفوعا بإحساسه بالأهمية البالغة لمعرفة الكثير عنهما نظرا – حسب رأيه- لسيطرة رجال الدين على العالم العربي المحيط بإسرائيل، و بعد ذلك لم يغير وجهته الدراسية؛ إذ حرص عند وصوله للمرحلة الجامعية والتحاقه بجامعة تل أبيب، أن ينتظم في أقسام علمية تكون بها دراسات قريبة من ذلك التخصص، حيث حصل على شهادتي ليسانس (اللقب الجامعي الأول) من جامعة تل أبيب، أولهما عام 1969 في تخصص الدراسات التوراتية وتاريخ الشرق الأوسط، وثانيهما في عام 1972 في تخصص اللغة العربية. كما حصل عام 1970 على شهادة دراسية تكميلية من جامعة تل أبيب في تدريس الكتاب المقدس، وفي عام 1976 حصل من نفس الجامعة على شهادة الدكتوراة من قسم اللغة العربية، كانت تحت عنوان "النبي محمد في التراث الإسلامي المبكر" تحت إشراف البروفيسور "مائير يعقوب كيستر" M. J .Kister، والذي كان له دور كبير في تحديد توجهات واهتمامات "روبين" العلمية؛ حيث وجه كل مجهوداته في دراسة التراث الإسلامي الديني القديم، وذلك تأثرا بتوجهات أستاذه "كيستر" الذي يعد من كبار أساتذة اللغة العربية بمعهد الدراسات الأفرو آسيوية بالجامعة العبرية، كما يسمى بـ"أبو الاتجاهات الاستشراقية" في التعليم العبري المتوسط، حيث تمت الاستعانة به في وضع الكثير من المناهج التعليمية الخاصة بالإسلام والعرب التي تدرس في مراحل التعليم المتوسط بالمدارس الإسرائيلية، وبذلك يعد من "الآباء المؤسسين" للدراسات العربية والإسلامية في إسرائيل؛ فقد حاز على جائزة إسرائيل لعام 1981 تقديرا لأبحاثه وجهوده في مجال العمل الاستشراقي على صعيد الأدب العربي كما حاز على جائزة "روتشليد" في الآداب والفنون؛ إذ أنه وضع بصمته الواضحة في مجال الدراسات الاستشراقية عامة داخل إسرائيل وخارجها( اعتمدت هذه المعلومات على مقابلة إذاعية مع البروفيسور "أوري روبين" حول ترجمته لمعاني القرآن الكريم، بتاريخ 3/9/2004، نقلا عن: Interviews).
[27] מירב יודילוביץ'، הקוראן: פעם רביעית ،ידיעות אחרונות، 31/3/2005.
[28] ע״ע ،אורי רובין، עמ׳ יד
[29] שם. .
[30] שם.
[31]ע״ע ،אורירובין، עמ׳יד.
[32] محمد جلاء ادريس( د)، الاستشراق الإسرائيلي في الدراسات العبرية المعاصرة، مكتبة الآداب، القاهرةة، 2003، ص 22، 23.
[33]محمد خليفة حسن (دكتور): المدرسة اليهودية في الاستشراق، مجلة رسالة المشرق، الأعداد 1-4، المجلد 12، القاهرة 2003، ص 41.
[34]أحمد صلاح البهنسي، مرجع سابق، ص 471.
[35]צבי חיים הרמן רקנדורף،אלקוראן או המקרא נעתק מלשון ערבית ללשון עברית ומבואר، עמ׳ 7.
[36]ע״ע، ד"ר. אהרון בן שמש، עמ׳ 10.
[37]محمد خليفة حسن،مرجع سابق، ص 43.
[38]ע״ע ،אורי רובין،עמ׳ טז.
[39]ע״ע ، ד"ר. אהרון בן שמש: עמ׳9.
[40]محمد خليفة حسن،مرجع سابق، ص 44، 45.
[41]ע״ע ،אורירובין،עמ׳ 226.
[42]محمد خليفة حسن،مرجع سابق، ص، 45.
[43] ע״ע ،אורי רובין، עמ׳ גט.
[44]نقلا عن محمد محمود أبوغدير، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم بالعبرية ( عرض وتقويم)، مرجع سابق، ص 11،12.
[45] نفس المرجع.
[46]للمزيد حول علاقة المتخصصين بالدراسات العربية والإسلامية والمؤسسات السياسية والمخابراتية في إسرائيل،، أنظر: إبراهيم عبد الكريم، الاستشراق وأبحاث الصراع لدى إسرائيل، دار الجليل للنشر والتوزيع، عمان 1992.
[47]أحمد صلاح البهنسي، مرجع سابق، ص 472.
[48] ע״ע ،אורי רובין.
[49] ע״ע ، ד"ר. אהרון בן שמש: עמ׳ 35.
[50] שם ، עמ׳ 13.
[51] שלום זאוי، מקורות יהודים בקוראן، ירושלים، 1983، עמ׳ 54.
[52] שם ، עמ׳ 57.
[53] שם ، עמ׳ 44.
[54] שם ، עמ׳ 56.
[55] ע״ע ،אורי רובין، עמ׳ 152
[56]نقلا عن محمد محمود أبوغدير، ترجمة أوري روبين لمعاني القرآن الكريم بالعبرية ( عرض وتقويم)، مرجع سابق، ، ص 19.
[57]نفس المرجع، ص 20.
[58]نقلا عن موضوع( عبث اليهود بترجمة القرآن الكريم) منشور على موقع الجمعية الدولية للمترجيمن واللغوين العرب على الانترنت، http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=82534
[59]نقلا عن محمد جلاء ادريس، مرجع سابق،، ص 175.
[60]ע״ע ، ד"ר. אהרוןבןשמש: עמ׳ 11.
[61]ע״ע ، שלוםזאוי، ،עמ׳ 219.
[62]שם ،עמ׳ 252.
[63]שם ،עמ׳ 192.
[64]نقلا عن موضوع( عبث اليهود بترجمة القرآن الكريم) منشور على موقع الجمعية الدولية للمترجيمن واللغوين العرب على الانترنت، http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=82534
[65] نفس المرجع
[66]حسن عزوزي( د)، آليات المنهج الاستشراقي في دراسة مصنفات علوم القرآن، مجلة الوعي الإسلامي، العدد 396، الكويت، ديسمبر 1998، ص 39.