المعتزبالله محمد
New member
آل محمد
من المسائل التي نهى كثير من العلماء عن الخوض فيها مسألة المفاضلة بين الملائكة والبشر، وليس فيها فائدة كبيرة،
ولكن هذا لا يمنع من التدبر والتفكر في عظيم آيات الله،
فإنه سبحانه في سورة عظيمة ذكر فيها أخص آله صلى الله عليه وسلم في سورة التحريم،
قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (التحريم:1).
فالحديث عن بعض أزوجه صلى الله عليه وسلم، وهم من أخص آله، ومنهم أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد كانت أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث أيضا عن الولاية في قوله تعالى: { ... فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ } (التحريم:4)،
فمن يوالي أحدا يكون من آله، بغض النظر عن النسب، فالأولياء قد لا يكون بينهم أنساب، وهم من آل أولائهم ولا شك، وإذا تباغض اثنان أو أكثر من عَصَبَة واحدة، فهذا التباغض والتشاحن ينفي الولاية، فتراهم يتبرأ بعضهم من بعض، قال تعالى: { قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ ... } (هود:46)
وهذه الآية والله أعلم تفصل القول في تعيين، آل محمد صلى الله عليه وسلم، لأنها متعلقة بالولاية في قوله (مولاه)، فآل محمد على الترتيب بعد الله سبحانه وتعالى هم: جبريل أولا ثم صالح المؤمنين ثم الملائكة بعد ذلك ظهير،
وعلى هذا فمن قال اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد فإنه يدعو لنفسه إن كان من الصالحين، ولكل من صلح من آل محمد.
وعلى هذه فآل محمد هم من صلح من أمته، والله تعالى أعلى وأعلم.
وعلى هذه فآل محمد هم من صلح من أمته، والله تعالى أعلى وأعلم.
وهذا الترتيب أظن والله أعلم أنه ترتيب للأفضلية،
فعندنا مصطفى من البشر وهو محمد صلى الله عليه وسلم،
وعندنا مصطفي من الملائكة وهو جبريل عليه السلام،
وعندنا صالح المؤمنين من البشر،
وأخيرا الملائكة ،
ولم تصرح الآية بالآتي:
1- باقي المصطفين من الملائكة
2- وباقي المصطفين من البشر الرسل والأنبياء
3- وغير المؤمنين وهم بالاتفاق لا تشملهم الولاية
4- والمؤمنين الذين لم يبلغوا درجة الصلاح أنا وأنت نسأل الله لنا الهداية.
5- والمؤمنين الذين تجاوزا درجة الصلاح (الصديقين والشهداء).
ونستطيع بعد الاستئناس بهذه الآية أن نقول أن جبريل عليه السلام أفضل من صالحي المؤمنين،
فإن قال قائل أن المفاضلة في الآية من حيث الولاية وليست مفاضلة في الآخرة وفي الجنة، نقول أن تقديم الله لجبريل على صالح المؤمنين تدل على مكانته عند الله من صالحي المؤمنين، وأن استثناء جبريل من الملائكة وخصه بالذكر يقوي ذلك.
كذلك نستطيع أن نقول أن صالحي المؤمنين أفضل عند الله من باقي الملائكة،
ونسكت عن تفضيل صالحي المؤمنين على المصطفين من الملائكة الذين لم يرد ذكرهم في الآية.
كذلك الأفضل السكوت عن تفضيل المصطفين من البشر الرسل والأنبياء وكذلك الصديقين والشهداء نسكت عن تفضيلهم على جبريل عليه السلام وعلى المصطفين من الملائكة.
والله تعالى أعلى وأعلم،،،