الترائب والدهان.. والإعجاز

إنضم
01/02/2016
المشاركات
707
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
الإقامة
مصر
"فلينظر الإنسان مم خُلق. خُلق من ماء دافق. يخرج من بين الصلب والترائب"
ما فعله الإعجازيون بمعنى هذه الآية يشبه الحركات البهلوانية!.. ضايقهم أنها - في ظاهرها - مخالفة للعلم، فصالوا وجالوا وجعلوها أحيانا عن مراحل الجنين وأحيانا عن المخ والشرايين!
في الحقيقة الآية كانت تسبب مشكلة أيضا عند المفسرين القدماء، لكن معناها موجود فعلا في كتب التفاسير.. وفي العصر الحديث اختاره ابن عثيمين.
الصلب معروف، في ظهر الإنسان. أما الترائب فهي الصدر، وأغلب استخداماتها عند العرب لمنطقة القلادة عند المرأة، لكنها لغويا تصلح لمنطقة صدر الرجل أيضا.
معنى الآية ببساطة: الماء يخرج من جسم الرجل، واستخدم منطقة الظهر في الخلف ومنطقة الصدر في الأمام ككناية عن الجسد بشكل عام، دون أن يدخل في تفاصيل تشريحية عن الجهاز التناسلي.

وتوجد آية أخرى، تتكلم عن ألبان الأنعام، استخدمت وصف "من بين فرث ودم".
"وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين"
أي علينا أخذ العبرة من أن الله ينعم علينا بلبن طعمه طيب مع أنه يخرج من بين أجزاء فيها فضلات الأمعاء وفيها دماء.
=====
آية أخرى حرف الإعجازيون معناها ونشروا تخاريفهم عنها بحيث كادت تصبح أشهر من المعنى الأصلي!
"فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان فبأي آلاء ربكما تكذبان فيومئذ لا يُسأل عن ذنبه إنس ولا جان"
الآية في سياق واضح ومعناها معروف: يوم القيامة ستنشق السماء وستذوب كالدهون أو كالرصاص المذاب، وستكون حمراء.
المعنى الإعجازي المخترع؟.. أنها عن تصوير المسبار الفضائي (هابل) للنجوم التي تشبه شكل الوردة!
أنا عن نفسي لم أشعر إطلاقا بيوم القيامة وبانشقاق السماء! ربما حدث في "الكون الموازي" الذي يعيش فيه زغلول وزملاؤه؟؟ لا أظن.
 
"قيل: لو جعل ما بين الصلب والترائب كناية عن البدن كله لم يبعد وكان تخصيصهما بالذكر لما أنهما كالوعاء للقلب الذي هو المضغة العظمى فيه وأمر هذه الكناية على ما حكى مكي عن ابن عباس في الترائب أظهر"
(تفسير الألوسي = روح المعاني) (15/ 309)

"هذا الماء الدافق {يخرج من بين الصلب والترائب} من بين صلب الرجل وترائبه أعلى صدره، وهذا يدل على عمق مخرج هذا الماء، وأنه يخرج من مكان مكين في الجسد، وقال بعض العلماء: {يخرج من بين الصلب} أي صلب الرجل {والترائب} ترائب المرأة. ولكن هذا خلاف ظاهر اللفظ، والصواب أن الذي يخرج من بين الصلب والترائب هو ماء الرجل"
(تفسير العثيمين: جزء عم) (1/ 148)
 
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم
الاستاذ الفاضل محمد ألا ترى انك تغرب كثيرا في نقدك لاصحاب التفسيرات العلمية التجريبية وانك هناك من الحقائق العلمية التي تم كشفها في العصر الحديث كان القرآن قد أشار اليها ففي الطب نجد قوله (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَارًاكُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا( 57 ) ( ٥٨)
وقد ثبت في الطب ان الاحساس بالآلم يكون في الجلد وكذلك ان اساس الحياة ومحوره هو الماء مصداقا لقوله تعالى( وجعلنا من الماء كل شيء حي )
وغيرها كثير فان مسألة تسفيه بحوث الاعجاز العلمي التجريبي ليس بصحيح واذا كنت ترى ذلك فعليك أن توضحه ببحث علمي رصين يؤيد ما تذهب اليه والله تعالى أعلم.

ارسل من SM-J701F using ملتقى أهل التفسير
 
أولا: الموضوع عن الترائب وعن وردة كالدهان!
ثانيا:
معروف للبشر قديما أن الإحساس في الجلد! وأن الجفاف يقتل!
هل يظن الإعجازيون أن البشرية في قسوتها وحروبها وتعذيبها لم تعرف ما يترتب على السلخ وعلى الكي وعلى الاحتراق إلا في العصر الحديث؟!
يظنون أن البشرية لم تعرف أن الأحياء تكون رطبة، وأن التناسل يكون من "ماء"، وأن بدء الخلق في التوراة كان من "غمر"، وعند الوثنيين كان من "محيط أزلي" إلخ؟!
هل وصل الجهل بالتاريخ لهذه الدرجة؟!
هل نظرة الإعجازيين لمعارف القدماء دونية لهذه الدرجة؟!
هناك بديهيات حياتية لم يكن البشر في حاجة "لإثباتها".

ثالثا:
هل التدليس واستخدام حديث موضوع لا أصل له ووصفه بالإعجاز من العلم في شيء؟!
هل الوضاعون يأتون بمعجزات؟!
هل تلفيق صورة لخدش صغير في القمر وجعلها "دليلا علميا" على أن الله عندما شق القمر نصفين لم "يلحمه" جيدا، هو من الإعجاز؟!
هل الربط بين آية عن ذوبان السماء يوم القيامة وبين صورة لسديم ونجوم حالية هو من الإعجاز؟!
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد الاستاذ الكريم أراك متعصب لرأيك وكأن القضية عقدية لا تسامح فيها ، لقد انقسم اهل العلم فيها الى مجيزين و مانعين واليك هذه الفتوى اطلع عليها:
(
سؤالي هو عن جواز تفسير القرآن بالنظريات العلمية الحديثة[h=5][/h]وهل يكون المفسر في حالة خطأ هذه النظرية آثما؟


الإجابــة
[h=5][/h][h=5][/h]











الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :

فقد كثر الكلام عن حكم التفسير العلمي التجريبي المادي للقرآن ، ووقع الناس فيه بين إفراط وتفريط ، وانقسم العلماء إلى مجيزين ومانعين ولذا فلا بد من بسط القول وذكر ما نراه في ذلك .
ونورد هنا مقتطفات من بحث "التفسير العلمي للقرآن بين المجيزين والمانعين" للشيخ محمد الأمين ولد الشيخ .
وقد لخص البحث في آخره، ونحن نقدم هذه الخلاصة ثم نعود إلى بعض التفاصيل قال في آخر البحث : والإعجاز العلمي يعني تأكيد الكشوف العلمية الحديثة الثابتة والمستقرة للحقائق الواردة في القرآن الكريم والسنة المطهرة بأدلة تفيد القطع واليقين باتفاق المتخصصين . وتهدف دراسته وإجراء البحوث فيه إلى إثبات صدق محمد صلَّى الله عليه وسلَّم في ما جاء به من الوحي بالنسبة لغير المؤمنين ، وتزيد الإيمان وتقوي اليقين في قلوب المؤمنين وتكشف لهم عن عجائبه وأسراره ، وتعينهم على فهم حكمه وتدبر مراميه . ويعتمد الإعجاز العلمي على الحقائق المستقرة التي تثبت بأدلة قطعية ، ويشهد بصحتها جميع أهل الاختصاص ، دون الفروض والنظريات . كما يجب أن يدل نص الكتاب أو السنة على الحقيقة العلمية بطريق من طرق الدلالة الشرعية ، وفقاً لقواعد اللغة ومقاصد الشارع وأصول التفسير ، فإن خرجت الحقيقة العلمية المدعاة عن جموع معاني النص لم تكن حقيقة في الواقع ونفس الأمر . ويجب أن يكون الباحث في مجال الإعجاز العلمي في القرآن والسنة من العلماء المشهود لهم بالتأهيل العلمي في مجال تخصصه ، إضافة إلى قدرته على فهم النصوص الشرعية من مصادرها ، والاستنباط منها ، وفق قواعد اللغة وأصول التفسير، وعليه أن يستشير المتخصصين في العلوم الشرعية في ما يخفى عليه وجه الإعجاز فيه . ويستحسن أن تقوم بهذه البحوث مجموعات عمل تجمع الخبراء في العلوم الكونية والشرعية . وتقوم لجان الخبرة ومجموعات العمل التي تجمع المفسرين والعلماء الكونيين بإعداد البحوث وإجراء الدراسات في مجال الإعجاز العلمي، حتى توجد المؤسسات التعليمية التي تخرج العالم بمعاني التنزيل وحقائق العلم .اهـ
وقد ذكر جمعا من الفريقين -المجيزين والمانعين- فقال :
المجيزون للتفسير العلمي للقرآن الكريم :
أما مجيزو التفسير العلمي وهم الكثرة ، فيمثلهم الإمام محمد عبده ، وتلميذه الشيخمحمد رشيد رضا ، والشيخ عبد الحميد بن باديس ، والشيخ محمد أبو زهرة، ومحدث المغرب أبو الفيض أحمد بن صديق الغماري ، ونستطيع أن نعد منهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي ، صاحب أضوء البيان في تفسير القرآن بالقرآن . وهؤلاء الذين يتبنون التفسير العلمي للقرآن يضعون له الحدود التي تسد الباب أمام الأدعياء الذين يتشبعون بما لم يعطوا .
ومن هذه الحدود :
1- ضرورة التقيد بما تدل عليه اللغة العربية فلا بد من :
أ) أن تراعى معاني المفردات كما كانت في اللغة إبان نزول الوحي .
ب) أن تراعى القواعد النحوية ودلالاتها .
ج) أن تراعى القواعد البلاغية ودلالاتها. خصوصاً قاعدة أن لا يخرج اللفظ من الحقيقة إلى المجاز إلا بقرينة كافية .
2- البعد عن التأويل في بيان إعجاز القرآن العلمي .
3- أن لا تجعل حقائق القرآن موضع نظر ، بل تجعل هي الأصل : فما وافقها قبل وما عارضها رفض .
4- أن لا يفسر القرآن إلا باليقين الثابت من العلم لا بالفروض والنظريات التي لا تزال موضع فحص وتمحيص . أما الحدسيات والظنيات فلا يجوز أن يفسر بها القرآن، لأنها عرضة للتصحيح والتعديل إن لم تكن للإبطال في أي وقت.

المانعون من التفسير العلمي:
أما المانعون من التفسير العلمي فيمثلهم في هذا العصر شيخ الأزهر الأسبق الشيخ محمود شلتوت ، والأستاذ سيد قطب ، ود . محمد حسين الذهبي.
وهؤلاء المانعون يقولون :
1- إن القرآن كتاب هداية ، وإن الله لم ينزله ليكون كتاباً يتحدث فيه إلى الناس عن نظريات العلوم ، ودقائق الفنون ، وأنواع المعارف .
2- إن التفسير العلمي للقرآن يعرض القرآن للدوران مع مسائل العلوم في كل زمان ومكان ، والعلوم لا تعرف الثبات ولا القرار ولا الرأي الأخير.
3- إن التفسير العلمي للقرآن يحمل أصحابه والمغرمين به على التأويل المتكلف الذي يتنافى مع الإعجاز ، ولا يسيغه الذوق السليم .
4- ثم يقولون : إن هناك دليلاً واضحاً من القرآن على أن القرآن ليس كتاباً يريد الله به شرح حقائق الكون ، وهذا الدليل هو ما روي عن معاذ أنه قال: يا رسول الله إن اليهود تغشانا ويكثرون مسألتنا عن الأهلة . فما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ، ثم ينقص حتى يعود كما كان . فأنزل الله هذه الآية : ﴿ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...﴾(البقرة:189) .
ولكن هل تكفي هذه الحجج لرفض التفسير العلمي ؟
1- إن كون القرآن كتاب هداية لا يمنع أن ترد فيه إشارات علمية يوضحها التعمق في العلم الحديث ، فقد تحدث القرآن عن السماء ، والأرض ، والشمس والقمر ، والليل والنهار ، وسائر الظواهر الكونية . كما تحدث عن الإنسان ، والحيوان والنبات .
2- ولم يكن هذا الحديث المستفيض منافياً لكون القرآن كتاب هداية ، بل كان حديثه هذا أحد الطرق التي سلكها لهداية الناس .
3- أما تعليق الحقائق التي يذكرها القرآن بالفروض العلمية فهو أمر مرفوض ، وأول من رفضه هم المتحمسون للتفسير العلمي للقرآن .
4- أما أن هذا اللون من التفسير يتضمن التأويل المستمر ، والتمحل ، والتكلف، فإن التأويل بلا داع مرفوض ، وقد اشترط القائلون بالتفسير العلمي للقرآن شروطاً من بينها أن لا يعدل عن الحقيقة إلى المجاز إلا إذا قامت القرائن الواضحة التي تمنع من إرادة الحقيقة .
أما الاستدلال بما ورد في سبب نزول الآية : ﴿ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ﴾ فهو بحاجة إلى أن يثبت، وإلا فهو معارض بما رواه الطبري في تفسيره عن قتادة في هذه الآية: قالوا سألوا النبي صلَّى الله عليه وسلَّم لم جعلت هذه الأهلة ؟ فأنزل الله فيها ما تسمعون ﴿ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...﴾ فجعلها لصوم المسلمين ولإفطارهم ولمناسكهم وحجهم ولعدة نسائهم، ومحل دينهم في أشياء، والله أعلم بما يصلح خلقه .
وروي عن الربيع وابن جريج مثل ذلك . ففي هذه الروايات التي ساقها الطبري، أن السؤال هو : لم جعلت هذه الأهلة؟ وليس السؤال ما بال الهلال يبدو دقيقاً ثم يزيد حتى يستوي ويستدير ثم ينقص؟ . ولذلك فإنه لا دليل في الآية على إبعاد التفسير العلمي .

ثم قال الباحث: والخلاصـة :
1- أن التفسير العلمي للقرآن مرفوض إذا اعتمد على النظريات العلمية التي لم تثبت ولم تستقر ولم تصل إلى درجة الحقيقة العلمية .
2- ومرفوض إذا خرج بالقرآن عن لغته العربية .
3- ومرفوض إذا صدر عن خلفية تعتمد العلم أصلاً وتجعل القرآن تابعاً .
4- وهو مرفوض إذا خالف ما دل عليه القرآن في موضع آخر ، أو دل عليه صحيح السنة .
5- وهو مقبول بعد ذلك إذا التزم القواعد المعروفة في أصول التفسير من الالتزام بما تفرضه حدود اللغة ، وحدود الشريعة ، والتحري والاحتياط الذي يلزم كل ناظر في كتاب الله .
6- وهو – أخيراً – مقبول ممن رزقه الله علماً بالقرآن وعلماً بالسنن الكونية لا من كل من هب ودب ، فكتاب الله أعظم من ذلك . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين )
وهذا رابطه: http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=43698
وفقنا الله تعالى واياكم .
 
[FONT=&quot]السلام عليكم،[/FONT]
[FONT=&quot]الإحساس أو الألم الخارجى لمؤثرات خارجية يكون بالجلد،[/FONT]
[FONT=&quot]أما الألم الداخلى فيختلف، كالمغص الكلوى، المغص المعوى، التهاب المرارة، الصداع، الكسور، المخاض، وغيرها،[/FONT]

[FONT=&quot]
وفى القرآن الكريم ذكر لآلام أخرى غير ألم الجلد الناتج من الحريق ([FONT=&quot]كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ -15-محمد[/FONT][/FONT]
 
وأراك متجاهلا للتحريفات الإعجازية المذكورة في الموضوع.. لثاني مرة!
أمثلة الإعجازيين خاطئة، وفهمهم للغة العربية ساذج، وكذبهم على الرسول مسجل بالصوت والصورة!
التنظير العام و "وضع ضوابط" لا فائدة منه ما دامت الأمثلة خرافية وكاذبة :)
 
البحث الفائق في مصدر الماء الدافق


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ،،


لو رجعت أيها القارئ الكريم لثلاثين سنة وما قبلها تقريبا تجد أنه لو تزوج عشرة رجال بعشر نسوة ففي الغالب أن تسعاً منهن أو ثمان يحملن في بداية الزواج وقد تتأخر الأخريات عدة أيام أو أسابيع ثم يقدر الله لهن الحمل ،، ويندر تأخر الحمل عند الأزواج في العصور الماضية ،،
أما من كان عقيماً أو هناك سبب واضح يمنع من الإنجاب سواء من الرجل أو من المرأة ،، فهذا له شأن آخر ليس هو مجال حديثنا ،،
وفي السنوات القليلة الماضية أصبح تأخر الإنجاب يقلق كثيرا من الرجال والنساء وأصبح أمراً ظاهراً حتى إذا سئل الأطباء عن تأخير الحمل قالوا هذا تأخيرٌ طبيعي ويقصدون بالأمر الطبيعي أنه منتشر بين الناس ولا يوجد له سبب واضح ،، وفي الواقع هذا ليس أمراً طبيعياً بل الأمر الطبيعي أن تحمل النساء حتى تستمر الحياة التي أرادها الله جل وعلا كما قال تعالى
﴿هُوَ الَّذي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنها زَوجَها لِيَسكُنَ إِلَيها فَلَمّا تَغَشّاها حَمَلَت حَملًا خَفيفًا فَمَرَّت بِهِ فَلَمّا أَثقَلَت دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِن آتَيتَنا صالِحًا لَنَكونَنَّ مِنَ الشّاكِرينَ﴾ [الأعراف: ١٨٩]


وهذا الأمر محيٍّر ، فالطب متطور ، والخيرات تأتينا من كل مكان ،، والعلاج متوفر ، ولا يزال التأخير في الإنجاب منتشراً حتى بدأ الطب يتدخل بين الأزواج ليحصل الحمل عن طريق التلقيح الصناعي وغيره من الطرق الطبية المعروفة ،،،
وهناك أمر آخر منتشر لا تقل الحيرة فيه عما سبق وهو أنك ترى الشباب والشابات في أواخر العشرينات وفي الثلاثينات من العمر يظهر بهم الشيب ويزيد في الانتشار كلما تقدم في العمر فما إن يبلغ أشده ويبلغ أربعين سنة إلا وترى الرأس مشتعلاً شيباً فترى الوجه فيه نضارة الشباب والقوة إلا أنه يدهشك بياض الشعر الذي غزا رأسه ولحيته ،،، ولما يُسألُ الأطباء عن هذا الشيب غالباً يكون الجواب أنه وراثة أو حالة نفسية !!
وهذا قد يقع من البعض لكن بهذا الانتشار ومع أناس يتمتعون برغد من العيش فهنا يقع الإنسان في هم وغم وضيق من تبكير الشيب له ،، والإنسان فيه مُسَيَّر وليس مخيّر وكذلك الأمر فيه محيّر ،،


وقد قال الحسن البصري رحمه الله تعالى في قوله تعالى
(( أَوَلَم نُعَمِّركُم ما يَتَذَكَّرُ فيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجاءَكُمُ النَّذيرُ )) سورة فاطر 37 ،،، إن النذير هو الشيب حيث إن الإنسان طال عمره واقترب أجله فجاءه الشيب نذيراً على نهاية حياته فليغتنم ما تبقى له من حياته بالأعمال الصالحة وهذا يكون عندما يبلغ الإنسان مبلغ الشيخوخة وليس مرحلة القوة والشباب ،،،
على أن أكثر العلماء يقولون إن النذير هوالقرآن الكريم أو الرسول صلى الله عليه وسلم ..،
وتزامن هذان الأمْرانِ المحيِّران مع الرفاهية ورغد العيش التي منّ الله بها على مجتمعاتنا فبدأت الناس تتوسع في البنيان فأصبحت البيوت كأنها الصندوق المغلق لا تشعر بالأحوال الجوية المحيطة بالبيت وليس هناك تعرض للشمس فما تجد ربات المنازل والفتيات يقمن بالغسيل ونشر الملابس في سطوح المنازل ولا يتعرضن للشمس لا في أول النهار ولا آخره كما هو في العصور الماضية ،، وكذلك الشابات يحرصن أشد الحرص على وضع المساحيق والكريمات التي تحمي البشرة من التعرض للشمس والبعض منهن يحرصن على لبس القفازات في النهار ليس لستر الكفين عن الرجال وإنما لحمايتها من الشمس حتى لا تتغير لون البشرة ،، وكذلك حرصت بعض مدارس وزارة التربية على حماية الطلبة والطالبات من الشمس فجعلت ساحات المدارس مظللة من الشمس وباصاتها عليها ستائر ،،،
وفي جانب الشباب والرجال تجد الكثير منهم يضع تظليل على زجاج السيارات وستائر في المكاتب والمجالس ،، ونرى المظلات في كل مكان حماية من لهيب الشمس الحارق والغالبية من الناس مع رفاهية الحياة والتنعم لاتريد التعرض للشمس ولو لمسافات قليلة ،،
فما الذي نتج من هذه الرفاهية !!!؟؟؟
نتج الشعور بالكسل والإرهاق والتعب من بذل أي مجهود ولو قليلا ،،
وعند البحث في التحاليل الطبية للغالبية من الناس كباراً وصغاراً رجالاً ونساءً
يُلاحَظ انخفاض كبير أو حاد لفيتامين ( د ) الذي هو مهم لبناء العظام وهو ضروري لعمل الكالسيوم في العظام ،،
ويقول الأطباء إن المصدر الطبيعي الوحيد لفيتامين د هو التعرض لأشعة الشمس ،،،
فانخفاض مستوى هذا الفيتامين جعل العظام لا تكاد تستفيد من الكالسيوم
وهما عنصران مهمان لقوة العظام وبنائها ولهما فوائد كثيرة يعرفها أهل الإختصاص
وقد أدى ذلك فيما يظهر لوهن العظام فتأخر الحمل واشتعل الرأس شيباً في مرحلة مبكرة من العمر فكما قلت آنفاً كَثُرَ تأخر الحمل وكثر الشيب في سن مبكرة متزامناً مع انخفاض كبير في مستوى فيتامين د ومستوى الكالسيوم الذى أدى إلى ضعف قوة العظام،،
قال تعالى عن قصة زكريا
﴿قالَ رَبِّ إِنّي وَهَنَ العَظمُ مِنّي وَاشتَعَلَ الرَّأسُ شَيبًا وَلَم أَكُن بِدُعائِكَ رَبِّ شَقِيًّا ۝ وَإِنّي خِفتُ المَوالِيَ مِن وَرائي وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا فَهَب لي مِن لَدُنكَ وَلِيًّا﴾ [مريم: ٤-٥]
و زكريا عليه السلام كبير في السن قال تعالى
﴿قالَ رَبِّ أَنّى يَكونُ لي غُلامٌ وَكانَتِ امرَأَتي عاقِرًا وَقَد بَلَغتُ مِنَ الكِبَرِ عِتِيًّا﴾ [مريم: ٨]
فلولم تكن لذكرهذه الجملة ( إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا )
على لسان زكريا فائدة لما ذكرت
فهو عن نفسه يقول وهن العظم مني ويعني أن العظام صارت ضعيفة فاشتعل الرأس شيبا والذي يظهر أنه متلازما معه في نفس الوقت وهذا غالبا يحدث عند كبر السن فتجد الرجل إذا كبر سنه وهن عظمه وكَثُرَ شيبه وأصبح في ضعفٍ للإنجاب ،،
فهذه الآية كأنها تشير لتلازم هذه الثلاثة مع بعض
وهي ضعف ووهن العظم ينتج عنه ظهور الشيب وقلة فرص الحمل والإنجاب بين الزوجين ،، وفي هذا الزمن اجتمعن هذه الثلاث في سن مبكرة عند غالبية الشباب والشابات
وقال تعالى ﴿فَليَنظُرِ الإِنسانُ مِمَّ خُلِقَ ۝ خُلِقَ مِن ماءٍ دافِقٍ ۝ يَخرُجُ مِن بَينِ الصُّلبِ وَالتَّرائِبِ﴾ [الطارق: ٥-٧]
يخبر الخالق الرازق أنه خلق الإنسان من ماءٍ دافق وهذا الماء يخرج من بين الصلب وهو عظام ظهرالرجل والترائب عظام صدر المرأة على رأي كثير من المفسرين وعلى رأي آخر أنها ترائب الرجل ،، لكن الراجح أنها ترائب المرأة لأن الإنسان يُخْلقُ من ماء الرجل وماء المرأة وليس من ماء الرجل وحده فقد جاء في حديث الذي رواه البخاري أن عبد الله بن سلام بلغه مقدم النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينة، فأتاه يسأله عن أشياء، فقال : إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي : ما أول أشراط الساعة، وما أول طعام يأكله أهل الجنة، وما بال الولد ينزع إلى أبيه أو إلى أمه ؟ ......إلى أن قال وأما الولد : فإذا سبق ماء الرجلُ ماء المرأة نزع الولد، وإذا سبق ماء المرأة ماء الرجلُ نزعت الولد )
. نزع الولد يعني جذبه له وصار الشبه للرجل ونزعت الولد جذبته وصار الشبه للمرأة ،،،،
فهذا دليل على خلق الإنسان من ماء الرجل والمرأة وفي الآية أن مصدرالماء من عظام الصلب وهو الظهر وعظام الترائب وهي عظام الصدر وهذا واضح أن مصدر الماء الدافق من عظام
وقال ابن جرير الطبري في تفسيره معنى قوله تعالى ( يخرج من بين الصلب والترائب ) أي يخرج منهما
على أن بالطب وبالحس ماء الرجل تنتجه الأعضاء التناسلية وهي ليست عظاماً ،، وهذا لا يمنع أن يكون مصدر قوة الأعضاء التناسلية من قوة العظام وقد لاحظه البعض عند تناوله أقراصاً تقوٍّي العظام ،،
وهذا يشبه من بعض الوجوه مقالة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن العقل في القلب وله تعلق بالدماغ وهنا نقول ماء الرجل والمرأة في الأعضاء التناسلية وله تعلق بالعظام ،،
أما ماء المرأة فوجدت اختلافاً في مصدره ولكن الذي في كتاب ربنا إشارة على أن المصدر من عظامٍ كما هو الحال في الرجل ،،


وقال تعالى ﴿وَإِذ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَني آدَمَ مِن ظُهورِهِم ذُرِّيَّتَهُم وَأَشهَدَهُم عَلى أَنفُسِهِم أَلَستُ بِرَبِّكُم قالوا بَلى شَهِدنا أَن تَقولوا يَومَ القِيامَةِ إِنّا كُنّا عَن هذا غافِلينَ﴾ [الأعراف: ١٧٢]
وقال تعالى {{ وَحَلائِلُ أَبنائِكُمُ الَّذينَ مِن أَصلابِكُم }} سورة النساء 23


وفي الحديث قالَ إنَّ اللهَ خلقَ آدمَ ثمَّ مسحَ ظهرَهُ بيمينِهِ فاستخرجَ منهُ ذرِّيَّةً


وجاء في معناه أحاديث أخر ،،، والشاهد من الآية والحديث أن الذرية خلقت أو أخذت من الظهر وهو عبارة عن عظام وهو أقوى جزء في جسم الإنسان لقوله تعالى { الذي أنقض ظهرك }


وتطبيقاً لما سبق يقول كاتب هذا البحث إنه ذكر مضمون هذا المقال لبعض الأمهات اللاتي يؤرقها تأخر بنتها في الحمل فاستشارت احداهن طبيبا قالت له هل لفيتامين د علاقة في تأخر الحمل ؟ فقال لا .. والأخرى قامت بتزويد بنتها التي تأخر حملها بأقراص فيتامين د دون أن ترجع للأطباء لاستشارتهم لأنه هناك نقص بهذا العنصر عند البنت فنتج حملها بعد تناول الأقراص بأسابيع ،فلله الحمد حمداً كثيراً ..
وفي رمضان الماضي اشتكى كاتب هذا البحث من آلام بالمفاصل والركبة وتحسس في الأسنان من الماء البارد عند تناوله ،،وقد وصل عمره إلى الثامنة والأربعين ،، وكذلك اشتكت زوجته من نفس الأعراض بحكم السن فهي تصغره بعامين ،، فتناولا بشكل مزدوج أقراص فيتامين د وأقراص تحتوي على فيتامين د أيضاً وكالسيوم وزنك ومغنيسيوم ،،، وهذه الأدوية تصرف من غير وصفة طبية مما يجعلها أدوية آمنة ولكن تؤخذ عند الحاجة وخاصة إذا اجتمع كبر السن مع هذه الأعراض ،، وبعد مدة اختفت هذه الأعراض وهي آلام بالمفاصل والركبة وتحسس الأسنان من الماء البارد ،،،، ولكن المفاجأة التي لم تخطر في بال الزوجين هوالحمل علماً أن آخر حمل للزوجة منذ ما يقرب عشر سنوات ، وهما قد رزقا أولاداً وبناتاً في بداية زواجهما. ،،،
ومن رأى من نفسه تأخر في الإنجاب وفي نفس الوقت رأى نقصاً في هذين العنصرين وتزود بالأقراص المناسبة لا يعني هذا أن الحمل مؤكد وفي نفس الوقت لا يكون هو مخطئاً في تناوله هذه الأقراص فهي إن لم تنفع لا تضر ، إذا تناولها حسب حدود المعيار الطبي للبالغين لفيتامين د وهو من 70 إلى 250 وحدة دولية تقريباً ..
،،، وينصح الباحث أولياء الأمور والأمهات بمراقبة مستوى فيتامين د والكالسيوم وتزويد الشباب والشابات قبل الزواج بهما حتى تكون هناك فرصة كبيرة لإنجاب ما يكون سبباً في سعادتهما ،، وكذلك أطباء مراكز الفحص قبل الزواج المنتشرة في الكويت ليس هناك ما يمنع من أن يقوموا بالنظر في مستوى هذين العنصرين ،، وقد سبقهم الكاتب بهذه الفكرة وكانت ناجحة في محيط العائلة بتزويد المقبلين على الزواج بهذه الأقراص بعد الكشف عن مستوى فيتامين د ،،


وأرجو من الله أني قد وفقت بهذا البحث جعله الله بحثاً نافعاً للناس جالباً لهم ما تقر به أعينهم من الذرية المباركة ،، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ،،


كتبه : أبوسليمان سالم خليفة الهواش.
الكويت
في يوم الجمعة 18 شعبان 1439.
4 مايو 2018
[email protected]
 
عودة
أعلى