محمد يحيى شريف
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
ذهب الكثير من العلماء المتأخرين إلى أنّه إذا اجتمع بدل بالمدّ العارض للسكون نحو { وبالآخرة هم يوقنون } فإنّ في الآية ستة أوجه وهي قصر البدل مع تثليث العارض ثم توسط البدل مع التوسط والطول في العارض ثم مدّهما جميعاً بالطول وممن أخذ بهذا القول العلامة الطباخ وتبعه العلامة الخليجي في كتابه حلّ المشكلات حيث قال " وليس ذلك مخصوصاً بالعارض للسكون الذي فيه همز بل هو عام في جميع المد العارض للسكون لكونه أقوى من البدل كما علمت ونبّه على ذلك العلامة الطباخ " وممن أخذ بهذا القول الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله في البدور الزاهرة وهذا الكلام فيه نظر ويحتاج إلى تحقيق فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : إننا لمّا رجعنا إلى الكتب المعتمدة كالنشر وشروح الشاطبية وغيث النفع ونجوم الطوالع للمارغني رحمه الله وإتحاف فضلاء البشر وكنز المعاني للجمزوري والإتحاف للحسيني وغيرها لم أجد من أخذ بهذا القول وإنّما ذكروا ذلك عند اجتماع بدل بالبدل العارض للسكون نحو { آمنوا} مع { مستهزءون } والأمر يختلف تماماً.
ثانيا : إنّ تعليل من ذهب إلى هذا القول بأنّ المدّ العارض للسكون أقوى من البدل غير صحيح لأنّه من المعلوم أنّ تقديم الأقوى يكون عند اجتماع سببين في حرف واحد نحو { مستهزءون } فاجتمع في الواو بدل ومدّ عارض للسكون وكذا { آمّين } فاجتمع في الألف بدل ومدّ لازم فإذاً يُقدّم الأقوى عند اجتماع سببين في حرف واحد ، فتقديم الأقوى منوطٌ باجتماع سببسن. أمّا كلمة { يوقنون } ونحوها فليس فيها اجتماع سببين فالأمر يختلف.
ثالثاً : إن كان تعليلهم صحيحاً لماذا لم يمنع العلماء مثلاُ وجه قصر العارض للسكون مع مدّ المنفصل مع تواتر ذلك في القراءات المتواترة مع أنّ العارض أقوى من المدّ المنفصل ، وهذا يؤكدّ أن تقديم الأقوى جائز ومتواتر إذا لم يجتمعا في حرف واحد.
وعلى ما ذكرنا فإنّه إذا اجتمع بدل بالمدّ العارض للسكون في رواية ورش عن نافع فتكون عدد الأوجه تسعة وهي تثليث العارض مع أوجه البدل الثلاثة والعلم عند الله.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد يحي شريف الجزائري
ذهب الكثير من العلماء المتأخرين إلى أنّه إذا اجتمع بدل بالمدّ العارض للسكون نحو { وبالآخرة هم يوقنون } فإنّ في الآية ستة أوجه وهي قصر البدل مع تثليث العارض ثم توسط البدل مع التوسط والطول في العارض ثم مدّهما جميعاً بالطول وممن أخذ بهذا القول العلامة الطباخ وتبعه العلامة الخليجي في كتابه حلّ المشكلات حيث قال " وليس ذلك مخصوصاً بالعارض للسكون الذي فيه همز بل هو عام في جميع المد العارض للسكون لكونه أقوى من البدل كما علمت ونبّه على ذلك العلامة الطباخ " وممن أخذ بهذا القول الشيخ عبد الفتاح القاضي رحمه الله في البدور الزاهرة وهذا الكلام فيه نظر ويحتاج إلى تحقيق فأقول وبالله التوفيق :
أولاً : إننا لمّا رجعنا إلى الكتب المعتمدة كالنشر وشروح الشاطبية وغيث النفع ونجوم الطوالع للمارغني رحمه الله وإتحاف فضلاء البشر وكنز المعاني للجمزوري والإتحاف للحسيني وغيرها لم أجد من أخذ بهذا القول وإنّما ذكروا ذلك عند اجتماع بدل بالبدل العارض للسكون نحو { آمنوا} مع { مستهزءون } والأمر يختلف تماماً.
ثانيا : إنّ تعليل من ذهب إلى هذا القول بأنّ المدّ العارض للسكون أقوى من البدل غير صحيح لأنّه من المعلوم أنّ تقديم الأقوى يكون عند اجتماع سببين في حرف واحد نحو { مستهزءون } فاجتمع في الواو بدل ومدّ عارض للسكون وكذا { آمّين } فاجتمع في الألف بدل ومدّ لازم فإذاً يُقدّم الأقوى عند اجتماع سببين في حرف واحد ، فتقديم الأقوى منوطٌ باجتماع سببسن. أمّا كلمة { يوقنون } ونحوها فليس فيها اجتماع سببين فالأمر يختلف.
ثالثاً : إن كان تعليلهم صحيحاً لماذا لم يمنع العلماء مثلاُ وجه قصر العارض للسكون مع مدّ المنفصل مع تواتر ذلك في القراءات المتواترة مع أنّ العارض أقوى من المدّ المنفصل ، وهذا يؤكدّ أن تقديم الأقوى جائز ومتواتر إذا لم يجتمعا في حرف واحد.
وعلى ما ذكرنا فإنّه إذا اجتمع بدل بالمدّ العارض للسكون في رواية ورش عن نافع فتكون عدد الأوجه تسعة وهي تثليث العارض مع أوجه البدل الثلاثة والعلم عند الله.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
محمد يحي شريف الجزائري