محمد يحيى شريف
New member
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
منع بعض أهل الأداء وجه التسهيل في كلمة { آلذكرين } في سورة الأنعام على قصر البدل. فعلى هذا القول تكون الأوجه خمسة وهي الإبدال في {آلذكرين } مع ثلاثة البدل والتسهيل في { آلذكرين } مع التوسط والطول في البدل فلذلك قال المتولي رحمه الله في فتح المعطي :
.......نبؤو قصرُه اهمِلا إذا ما بُعَيْدَ اثنينِ قل قد تسهّلاَ
فقوله رحمه الله { نبؤو قَصْرُهُ اهمِلا } أي اهمِل القصر في البدل من كلمة { نبؤني } إذا قرأت بالتسهيل في { آلذكرين } وقد عبّر عنها ببُعيد اثنين لأنها وقعت في الموضعين بعد كلمة { اثنين }. وإلى هذا جنح المحقق القاضي رحمه الله في البدور الزاهرة وكذا العلامة الضباع في هداية المريد وهو ظاهر كلام النشر. وهذه المسألة تحتاج إلى تحقيق وتفصيل من وجهين :
أوّلاً : إنّ منع وجه التسهيل مع قصر البدل قد تعقّبه العلامة الأزميري رحمه الله حيث قال " وأغربُ في النشر قصر نبؤني على التسهيل وهو في التذكرة -لابن غلبون - والحرز ولا وجه لمنعه " .ومعلوم أنّ في التذكرة لم يرد إلاّ القصر في البدل. ولمّا رجعنا إلى النشر وجدنا أنّ الإبدال هو المأخوذ به من التذكرة حيث قال ابن الجزري " وبه قرأنا -أي الإبدال - من طريق التذكرة والهادي..." النشر (1/377).
ولمّا رجعنا إلى كتاب التذكرة وجدنا خلاف ما في النشر حيث قال صاحب التذكرة وهو يتكلّم على { آلذكرين }" فإنّ همزة الاستفهام تحقق فيها ، وتسقط نبرة همزة الوصل من اللفظ وتمدّ همزة الاستفهام قليلاً فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدّة للفرق بين الاستفهام والخبر ، لا خلاف في ذلك بين القراء أجمعين " التذكرة (1/115 تحقيق د أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى ).
فقول صاحب التذكرة " وتسقط نبرة همزة الوصل من اللفظ " دلالة على التسهيل لا على الإبدال لأنّ أثر الهمزة باقٍ وإنّما حذفت نبرتها فقط بخلاف الإبدال فإنّ الهمزة تبدل ألفاً بحيث لا يبقى لها أثر. وقوله " وتمدّ همزة الاستفهام قليلاً " ولم يقل تمدّ همزة الوصل لأنّ همزة الوصل هي التي تُمدّ عند الإبدال. وقوله " فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدّة للفرق بين الاستفهام والخبر " لا يدلّ على الإبدال بل العكس فإنّ هذه العبارة تدلّ على التسهيل كما قال في الهمزتين المفتوحتين من كلمة " فقرأ الحرميان و........بتحقيق الهمزة الأولى وجعلوا الثانية بين بين ، فصارت كالمدّة في اللفظ في جميع القرءان " نفس المصدر (1/ص111). فقوله بين بين دلالة التسهيل.
وعلى ما ذكرنا فقد تبيّن أنّ صاحب التذكرة قرأ بوجه التسهيل في { آلذكرين } وله في البدل القصر فكيف يمتنع وجه التسهيل على قصر البدل.
ثانياً : إنّ وجه التسهيل مع قصر البدل ثابت أيضاً من طريق الإعلان للصفراوي ومذهبه في البدل الأوجه الثلاثة ، قال في النشر ( وأثبت الثلاثة -أي ثلاثة البدل - أبو القسم الصفراوي في إعلانه " ( النشر 1/ص340) وله الإبدل والتسهيل في { آلذكرين } حيث قال في النشر " والوجه الثاني - أي التسهيل - في التيسير والشاطبية والإعلان " ( النشر 1/ص378).
فالحاصل إذاً أنّ وجه التسهيل في { آلذكرين } مع قصر البدل ثابت في التذكرة والشاطبية والإعلان ولا وجه لمنعه كما حققه العلاّمة الأزميري بخلاف من أخذ بظاهر النشر كالمتولّي والضباع وعبد الفتاح القاضي رحمهم الله تعالى أجمعين .وحينئذ يكون عدد الأوجه ستة وهي ثلاثة البدل على وجهي التسهيل والإبدال في { آلذكرين } والعلم عند الله.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك
محمد يحي شريف الجزائري
منع بعض أهل الأداء وجه التسهيل في كلمة { آلذكرين } في سورة الأنعام على قصر البدل. فعلى هذا القول تكون الأوجه خمسة وهي الإبدال في {آلذكرين } مع ثلاثة البدل والتسهيل في { آلذكرين } مع التوسط والطول في البدل فلذلك قال المتولي رحمه الله في فتح المعطي :
.......نبؤو قصرُه اهمِلا إذا ما بُعَيْدَ اثنينِ قل قد تسهّلاَ
فقوله رحمه الله { نبؤو قَصْرُهُ اهمِلا } أي اهمِل القصر في البدل من كلمة { نبؤني } إذا قرأت بالتسهيل في { آلذكرين } وقد عبّر عنها ببُعيد اثنين لأنها وقعت في الموضعين بعد كلمة { اثنين }. وإلى هذا جنح المحقق القاضي رحمه الله في البدور الزاهرة وكذا العلامة الضباع في هداية المريد وهو ظاهر كلام النشر. وهذه المسألة تحتاج إلى تحقيق وتفصيل من وجهين :
أوّلاً : إنّ منع وجه التسهيل مع قصر البدل قد تعقّبه العلامة الأزميري رحمه الله حيث قال " وأغربُ في النشر قصر نبؤني على التسهيل وهو في التذكرة -لابن غلبون - والحرز ولا وجه لمنعه " .ومعلوم أنّ في التذكرة لم يرد إلاّ القصر في البدل. ولمّا رجعنا إلى النشر وجدنا أنّ الإبدال هو المأخوذ به من التذكرة حيث قال ابن الجزري " وبه قرأنا -أي الإبدال - من طريق التذكرة والهادي..." النشر (1/377).
ولمّا رجعنا إلى كتاب التذكرة وجدنا خلاف ما في النشر حيث قال صاحب التذكرة وهو يتكلّم على { آلذكرين }" فإنّ همزة الاستفهام تحقق فيها ، وتسقط نبرة همزة الوصل من اللفظ وتمدّ همزة الاستفهام قليلاً فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدّة للفرق بين الاستفهام والخبر ، لا خلاف في ذلك بين القراء أجمعين " التذكرة (1/115 تحقيق د أيمن رشدي سويد حفظه الله تعالى ).
فقول صاحب التذكرة " وتسقط نبرة همزة الوصل من اللفظ " دلالة على التسهيل لا على الإبدال لأنّ أثر الهمزة باقٍ وإنّما حذفت نبرتها فقط بخلاف الإبدال فإنّ الهمزة تبدل ألفاً بحيث لا يبقى لها أثر. وقوله " وتمدّ همزة الاستفهام قليلاً " ولم يقل تمدّ همزة الوصل لأنّ همزة الوصل هي التي تُمدّ عند الإبدال. وقوله " فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدّة للفرق بين الاستفهام والخبر " لا يدلّ على الإبدال بل العكس فإنّ هذه العبارة تدلّ على التسهيل كما قال في الهمزتين المفتوحتين من كلمة " فقرأ الحرميان و........بتحقيق الهمزة الأولى وجعلوا الثانية بين بين ، فصارت كالمدّة في اللفظ في جميع القرءان " نفس المصدر (1/ص111). فقوله بين بين دلالة التسهيل.
وعلى ما ذكرنا فقد تبيّن أنّ صاحب التذكرة قرأ بوجه التسهيل في { آلذكرين } وله في البدل القصر فكيف يمتنع وجه التسهيل على قصر البدل.
ثانياً : إنّ وجه التسهيل مع قصر البدل ثابت أيضاً من طريق الإعلان للصفراوي ومذهبه في البدل الأوجه الثلاثة ، قال في النشر ( وأثبت الثلاثة -أي ثلاثة البدل - أبو القسم الصفراوي في إعلانه " ( النشر 1/ص340) وله الإبدل والتسهيل في { آلذكرين } حيث قال في النشر " والوجه الثاني - أي التسهيل - في التيسير والشاطبية والإعلان " ( النشر 1/ص378).
فالحاصل إذاً أنّ وجه التسهيل في { آلذكرين } مع قصر البدل ثابت في التذكرة والشاطبية والإعلان ولا وجه لمنعه كما حققه العلاّمة الأزميري بخلاف من أخذ بظاهر النشر كالمتولّي والضباع وعبد الفتاح القاضي رحمهم الله تعالى أجمعين .وحينئذ يكون عدد الأوجه ستة وهي ثلاثة البدل على وجهي التسهيل والإبدال في { آلذكرين } والعلم عند الله.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ألاّ إله إلاّ أنت أستغفرك وأتوب إليك
محمد يحي شريف الجزائري