التحرج من رواية الإسرائليات ،هل هو نبذ للرخصة؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
221
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
التحرج من رواية الإسرائليات في التفسير ،مع عدم مصادمتها ومخالفتها لما عندنا،وخلو بعض كتب التفسير منها،أليس فيه نبذ لرخصة رخص بها الشارع الحكيم ،حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:حدثو عن بني إسرائيل ولاحرج.
 
التحرج من رواية الإسرائليات في التفسير ،مع عدم مصادمتها ومخالفتها لما عندنا،وخلو بعض كتب التفسير منها،أليس فيه نبذ لرخصة رخص بها الشارع الحكيم ،حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم:حدثو عن بني إسرائيل ولاحرج.

ان كانت لا تخالف ما عندنا - حسبما تقول - فلم التحرج من روايتها ؟!!
أعتقد ان هذا يكون تكلفا وتنطعا لا مسوغ له
 
الأخوة الكرام،
إليكم فهم شيخي للحديث الشريف:

حدّثوا ولا حرج ؟!!

جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري:" بلغوا عنّي ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار". فلماذا لا حرج في التحديث عن بني إسرائيل، وعندهم الحق والباطل؟!

الجواب: ينص الحديث الشريف على جواز التحديث عن بني إسرائيل. والتحديث عنهم لا يعني تصديقهم ولا يعني تكذيبهم. وقد ورد النهي عن تصديق أهل الكتاب أو تكذيبهم؛ لأننا قد نصدقهم في نقل غير صحيح، أو نكذبهم في نقل صحيح. فإذا كان لدينا البرهان على التكذيب فيكون عندها التكذيب للبرهان وليس لمجرد أنه نقل عن أهل الكتاب. وإذا كان لدينا البرهان على صدق الخبر فيكون التصديق لوجود البرهان وليس لأنه من نقلهم.

وعليه لا حرج في التحديث عنهم ونسبة الأمر إليهم لوروده عندهم؛ فعندما نقول: ورد عند اليهود كذا وكذا لا نكون حاملين لوزر كذبهم، لأنه لا يترتب على ذلك تصديق أو تكذيب، وبالتالي لا يبني على هذا الإخبار إيمان ولا عمل.

أما التحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فينبغي الاحتياط فيه، فلا نحدِّث إلا بما صحّ عنه عليه السلام، لخطورة مقامه ومقاله، ولما يترتب عليه من اتباع في الإيمان والعمل. ومن هنا وجدنا أنّ الحديث الشريف ينص في شطره الأول:" بلغوا عنّي ولو آية"، وفي شطره الأخير:" ومن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله وصحبه أجمعين وبعد
أخي أبو عمر البيراوي حفظك الله
لا تكاد تخلو كتب علوم القرآن الكريم من مباحث الإسرائيليات ، أي الروايات التي تروى عن بني إسرائيل في قصص الأنبياء والتفسير وغيره
والقاعدة الأم عند الجميع هي : ما وافق القرآن الكريم وقول النبي صلى الله عليه وسلم نصدّقه ، وما خالف القرآن الكريم وقول النبي صلى الله عليه وسلم ندعه ، وما سكت عنه القرآن الكريم نتوقف فيه ، فلا نحن نكذّبه ولا نحن نبني عليه علما ...
نحو اسم الشخص الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها : قال تعالى ((أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانْظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْماً فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (البقرة:259)
نجد أن القرآن الكريم لم يذكر اسم هذا الرجل ، ونجد في بعض كتب التفسير أن اسمه العزير ، ونحو هذا الأمر لا يؤذي في شيء ولا ينبني عليه كبير فائدة ، فهو رجل صالح سواء كان العزير عليه صلاة الله وسلامه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام أم غيره ، ولا أجد مانعا من ذكر اسمه عند تفسير الآية
أما قول البعض كبّوا كل ما ورد عن بني إسرائل وألقوه في سلّة المهملات ، فبحاجة إلى تدقيق ونظر ، فنحن المسلمون لا نعادي بني إسرائل لأنهم اتبعوا سيدنا موسى أو سيدنا يعقوب عليهم الصلاة والسلام ، أو لأن رسالتهم التي أرسلت إليهم غير رسالتنا ، بل نعاديهم لأنهم تخلوا عن تعاليم هذه الرسالة التي من أهم وصاياهم فيها لا تقتل لا تزني لا تسرق .... فظاهر فعلهم الذي لا يخفى على أحد أنهم يستبيحون كل المحرمات التي حرّمها الله تعالى ، ومن عاد منهم وتبع دين الإسلام فسيكون أخا لنا في هذا الدين
أما من بقي على حاله فنسأل الله تعالى أن يمكّن لنا في الأرض حتى نعيده إلى رشده أو يأخذ عقابه الذي يرضي الله ويرضي رسله وأنبياءه عليهم جميعا أفضل الصلاة والتسليم.
والله من وراء القصد وهو الهادي سواء السبيل
 
عودة
أعلى