الأخوة الكرام،
إليكم فهم شيخي للحديث الشريف:
حدّثوا ولا حرج ؟!!
جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري:" بلغوا عنّي ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار". فلماذا لا حرج في التحديث عن بني إسرائيل، وعندهم الحق والباطل؟!
الجواب: ينص الحديث الشريف على جواز التحديث عن بني إسرائيل. والتحديث عنهم لا يعني تصديقهم ولا يعني تكذيبهم. وقد ورد النهي عن تصديق أهل الكتاب أو تكذيبهم؛ لأننا قد نصدقهم في نقل غير صحيح، أو نكذبهم في نقل صحيح. فإذا كان لدينا البرهان على التكذيب فيكون عندها التكذيب للبرهان وليس لمجرد أنه نقل عن أهل الكتاب. وإذا كان لدينا البرهان على صدق الخبر فيكون التصديق لوجود البرهان وليس لأنه من نقلهم.
وعليه لا حرج في التحديث عنهم ونسبة الأمر إليهم لوروده عندهم؛ فعندما نقول: ورد عند اليهود كذا وكذا لا نكون حاملين لوزر كذبهم، لأنه لا يترتب على ذلك تصديق أو تكذيب، وبالتالي لا يبني على هذا الإخبار إيمان ولا عمل.
أما التحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فينبغي الاحتياط فيه، فلا نحدِّث إلا بما صحّ عنه عليه السلام، لخطورة مقامه ومقاله، ولما يترتب عليه من اتباع في الإيمان والعمل. ومن هنا وجدنا أنّ الحديث الشريف ينص في شطره الأول:" بلغوا عنّي ولو آية"، وفي شطره الأخير:" ومن كذب عليّ متعمداً، فليتبوأ مقعده من النار".