التجديد فى التفسير بين مرجعية النص وانفلات التأويل

إنضم
14/02/2009
المشاركات
379
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الأخوة الكرام رواد هذا الموقع العملاق أرجو من حضراتكم ممن لديه أى فكرة لها علاقة بهذا العنوان أن يشارك بها لأن أحد الأخوة بصدد إعداد بحث تحت هذا العنوان ويريد مشاركاتكم القيمة المفيدة حول هذا الموضوع ، وشكرا 0
 
هل من مساهم فى مناقشة هذا الموضوع ؟؟؟؟ لاسيما وقد ابتلى العالم الإسلامى بشرذمة يريدون تأويل النص القرآنى حسب أهوائهم وأهواء من يسيرهم من أعداء الإسلام 0
 
الدكتور الفاضل علي رمضان - حفظه الله -
شكر الله لك فتح النقاش حول هذا الموضوع المهم والحيوي ، والذي تمس الحاجة إليه .
ولفظ التجديد صار متكأ يتكئ عليه الكثيرون ممن لا خلاق لهم ولا علم ، ولذا فهو من أكثر الموضوعات التي تحتاج إلى ضوابط يستفيد منها الصادقون الذين يرومون تقريب العلوم للناس بروح عصرية تجديدية ، وتمنع المتسورين على العلوم من أذناب العلمانيين وغيرهم من الاجتراء على القرآن وتفسيره .
وتصور التجديد ووضع ضوابط له تصحح مسيرت وتضبط في ذات الوقت اتجاهه ينبني على أمور منها :
1) تحديد المراد بالتفسير الذي يسعى الساعون لتجديده ؟ هل هو استحداث معان جديدة لكتاب الله ؟ أم هل هو تجديد في طريقة العرض والتقريب ؟ وما الضوابط التي تضبط هذا أو ذاك
2) تحديد الشروط اللازم توافرها في المجدد ، التي منها توفر الأهلية اللازمة عنده لخوض غمار هذا البحر الخضم ، والاستيعاب العميق لمناهج الأوائل ومقاصدهم في التفسير فليس معنى التجديد إهدار القديم .
3) تحديد مناط التجديد ومحاوره الأساسية التي سيتم الانطلاق منها .
4) بيان كيفية التجديد والوسائل المتبعة فيه ومدى انضباطها بالضوابط الصحيحة للتفسير .
هذه في نظري أهم النقاط التي يمكن أن يتم الانطلاق منها للتجديد ، ويتم بها كذلك ردع أصحاب الهوى والتأويلات المنحرفة المتلاعبون بالنصوص الشرعية لأغراض شخصية أو غيرها
وقد طرح هذا الموضوع على الملتقى في مشاركات متعددة ، ولعلك تتكرم بمطالعة هذه الروابط وتفيدنا بما لديك:

التجديد في علم التفسير
المجددون المعاصرون بين التجديد والتقليد
التجديد في التفسير حاجة ضرورية
أدعياء التجديد الديني ، على أطراف اصابعهم !
نقاش حول شروط التجديد
التجديد في التفسير- مادة ومنهاجا
عن التجديد الديني المزعوم..و ادعيائه
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
للدكتور عبد القادر محمد الحسين رسالة علمية بعنوان: ( ضوابط القبول والرد لتفسير النص القرآني )
وهي رسالة علمية مميزة تفيدك أخي الكريم في هذا الموضوع، إذ كان أول الأسباب التي ذكرها لكتابة هذه الرسالة هو: " ضرورة تحرير معايير علمية لضبط التجديد في تفسير القرآن الكريم ".
 
أخي الفاضل:
التجديد له معنيان في نظري: تجيد في التبليغ وتجديد في التأصيل.
أما التجديد في التبليغ: فهو تطوير أسلوب تبليع التفسير القرآني، بمعى اوضح نقل النص الموجود في طيات أمَّات كتب التفسير، للغة واسلوب يدركه المخاطب، كما عمل الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله. وهذا الأمر واجب في نظري، خدمة لكتاب الله تعالى.
أما التجديد في التاصيل: فهو محاولة زعزعة الثقة بموروث كتب التفسير، واتهامه بالجمود، والدعوة للتحرر منه، إلى تفسير يتوافق مع هوى المفسر المعاصر، بدون النظر إلى أهلية المفسر لهذا العمل. وأيضا يراد به محاولة تاصيل جديد تجعل التفسير ميدانا لكل من يظن نفسه فارس فيه، وهذا التجديد بهذا المنظور خطر كبير، ومؤامرة واضحة، وحراس القرآن لن يسمحوا لمثل هذا الباب أن ينفتح.
فإن قيل الذين وضعوا هذه القواعد والأصول القديمة بشر، وليسوا معصومين، وبالتالي لم لا يسمح لغيرهم بتأصيل جديد.
الجواب في نظري: إن قدسية التاصيل المسمى بالقديم: آتية من كون الواضعين لها ذوي اختصاص فيما كتبوا والفوا، ومن جاء بعدهم علموهم على صواب فتابعوهم. والمطالبين باختراق هذا الباب لا يريدون اصلا ضوابطا ولا قواعدا تحكم تفسراتهم وإنما قولهم هذا كمن يمسك فاس ليكسر الباب. فالفاس لا يصلح للكسر، والباب موصد بقوة.
وأقصد باتأصيل القديم: قواعد التفسير وعلوم القرآن المحتوية على شروط التفسير والمفسر.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل الدكتور علي رمضان : جزاك الله خيرا ، وبارك فيك ، ونفعك ونفع بك ، ووفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه . إن الموضوع الذي طرحتَ فكرته موضوع جيد وجدير بالدراسة والبحث ؛ لكثرة المتسلقين على تفسير القرآن الكريم ، دون أن تكون لديهم القدرة على ذلك ، ودون أن تكون عندهم مؤهلات الإقدام على تفسير كتاب الله . وأقترح أخي الفاضل أن تقرأ في هذا الموضوع مقدمات كتب أستاذنا شيخ البلاغيين المعاصرين الأستاذ الشيخ محمد أبو موسى ـ نسأ الله في أجله ـ فإنه ألح على هذه القضية في مؤلفاته ، وبين المنهج الحق الذي ينبغي أن يتبعه من يروم تفسير كتاب الله ، ومن هذه المقدمات مقدمة كتابه (البلاغة القرآنية في تفسير الزمخهشري) ، وكتابه : (من أسرار التعبير القآني) وكتابه (آل حم بأجزائه الثلاثة) . وفق الله الجميع لما فيه الخير
 
المجدد الحق هو متبع السلف.
فالتجديد في الدين لا يعني التغيير.. بل هو لفظة تعني إعادة الثوب القديم المتسخ إلى حالته الأصلية، كما كان حاله عندما كان جديدا.
أي: حذف ما علق به من أوساخ وبدع.
 
عودة
أعلى