أخي الفاضل:
التجديد له معنيان في نظري: تجيد في التبليغ وتجديد في التأصيل.
أما التجديد في التبليغ: فهو تطوير أسلوب تبليع التفسير القرآني، بمعى اوضح نقل النص الموجود في طيات أمَّات كتب التفسير، للغة واسلوب يدركه المخاطب، كما عمل الشيخ محمد متولي الشعراوي رحمه الله. وهذا الأمر واجب في نظري، خدمة لكتاب الله تعالى.
أما التجديد في التاصيل: فهو محاولة زعزعة الثقة بموروث كتب التفسير، واتهامه بالجمود، والدعوة للتحرر منه، إلى تفسير يتوافق مع هوى المفسر المعاصر، بدون النظر إلى أهلية المفسر لهذا العمل. وأيضا يراد به محاولة تاصيل جديد تجعل التفسير ميدانا لكل من يظن نفسه فارس فيه، وهذا التجديد بهذا المنظور خطر كبير، ومؤامرة واضحة، وحراس القرآن لن يسمحوا لمثل هذا الباب أن ينفتح.
فإن قيل الذين وضعوا هذه القواعد والأصول القديمة بشر، وليسوا معصومين، وبالتالي لم لا يسمح لغيرهم بتأصيل جديد.
الجواب في نظري: إن قدسية التاصيل المسمى بالقديم: آتية من كون الواضعين لها ذوي اختصاص فيما كتبوا والفوا، ومن جاء بعدهم علموهم على صواب فتابعوهم. والمطالبين باختراق هذا الباب لا يريدون اصلا ضوابطا ولا قواعدا تحكم تفسراتهم وإنما قولهم هذا كمن يمسك فاس ليكسر الباب. فالفاس لا يصلح للكسر، والباب موصد بقوة.
وأقصد باتأصيل القديم: قواعد التفسير وعلوم القرآن المحتوية على شروط التفسير والمفسر.