محمد محمود إبراهيم عطية
Member
في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا : " التَّثَاؤُبُ مِنْ الشَّيْطَانِ " ، وظاهره أنه من فعله وعمله ، ولكن العلماء قالوا : إن المراد في نسبته للشيطان لأنَّه يصدر عن تكسيله ، فإنَّه قلَّ أن يصدر ذلك مع النشاط ؛ وقيل : نسب إليه ؛ لأنَّه يرتضيه ؛ قاله القرطبي في ( المفهم ) . وقال ابن بطال في ( شرح البخاري ) : ومعنى إضافة التثاؤب إلى الشيطان إضافة رضى وإرادة ، أي أن الشيطان يحب أن يرى تثاؤب الإنسان ؛ لأنها حال المثلة وتغيير لصورته ، فيضحك من جوفه ؛ لا أن الشيطان يفعل التثاؤب في الإنسان ؛ لأنه لا خالق للخير والشر غير الله ، وكذلك كل ما جاء من الأفعال المنسوبة إلى الشيطان فإنها على معنيين : إما إضافة رضى وإرادة ، أو إضافة بمعنى الوسوسة في الصدر والتزيين ، وقد روى أبو داود من حديث أبى سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُمْسِك يَدَهُ عَلَى فِيِه ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ " .
وقال ابن العربي - رحمه الله : قد بينَّا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته ؛ وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملَك لأنه واسطته .. قال : والتثاؤب من الامتلاء ، وينشأ عنه التكاسل ؛ وذلك بواسطة الشيطان ، والعطاس من تقليل الغذاء ، وينشأ عنه النشاط ، وذلك بواسطة الملَك .
وقال ابن الأثير - رحمه الله - في ( النهاية في غريب الحديث والأثر ) : وإنَّما جعله من الشيطان كَراهَةً لَه ؛ لأنه يكون مع ثِقَل البَدن وامْتِلائه واسْتِرخائه ومَيْلِه إلى الكَسل والنَّوم ، فأضافه إلى الشيطان لأنه الذي يدعُو إلى إعطاء النَّفْس شَهْوَتَها ؛ وأراد به التَّحْذيرَ من السَّبب الذي يتَولَّد منه ، وهو التَّوسُّع في المطْعَم والشِّبَع ، فَيَثْقُل عن الطاعات ، ويكْسَل عن الخيرات .ا.هـ .
وقال ابن العربي - رحمه الله : قد بينَّا أن كل فعل مكروه نسبه الشرع إلى الشيطان لأنه واسطته ؛ وأن كل فعل حسن نسبه الشرع إلى الملَك لأنه واسطته .. قال : والتثاؤب من الامتلاء ، وينشأ عنه التكاسل ؛ وذلك بواسطة الشيطان ، والعطاس من تقليل الغذاء ، وينشأ عنه النشاط ، وذلك بواسطة الملَك .
وقال ابن الأثير - رحمه الله - في ( النهاية في غريب الحديث والأثر ) : وإنَّما جعله من الشيطان كَراهَةً لَه ؛ لأنه يكون مع ثِقَل البَدن وامْتِلائه واسْتِرخائه ومَيْلِه إلى الكَسل والنَّوم ، فأضافه إلى الشيطان لأنه الذي يدعُو إلى إعطاء النَّفْس شَهْوَتَها ؛ وأراد به التَّحْذيرَ من السَّبب الذي يتَولَّد منه ، وهو التَّوسُّع في المطْعَم والشِّبَع ، فَيَثْقُل عن الطاعات ، ويكْسَل عن الخيرات .ا.هـ .