التاريخُ في القرآن

إنضم
16/03/2013
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
41
الإقامة
الدمام
يختلف القرآنُ الكريم من التوراة الموجودةِ بأيدي الناس. فالقرآن هو الوَحْيُ الذي نَزَلَ على محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم. وقد كانتْ آياتُ القرآن تُدوَّنُ عَقِبَ نزولها مُباشرةً، فوصل إلينا القرآنُ صحيحًا تامـّـــًا كما نَزَلَ على رسول الله. وكذلك يختلف التاريخُ وتعليله في القرآن من التاريخِ وتعليلهِ في التوراة:
1 – تبسطت التوراة في تفصيل الحوادث وعُنِيَتْ بالسرد والقَصَص عِنايةً شديدة، ولقد كان التاريخُ مقصودًا لذاته. أما التاريخ الذي ورد في القرآن الكريم فجاء مُجْمَلاً، وكانت الغايةُ منه (حتى في سورةِ يوسفَ التي كانَ الجانبُ التاريخيُّ منها مبسوطًا بسطًا وافيًا) ضرْبَ الأمثال لتهذيب البشر وتَــزْكِيَة نفوسهم .
2 – لم يكن للإنسان في التوراة دورٌ ما في توجيه مجرى التاريخ، بينما كان دوره في القرآن أساسيًا يؤثّر في سير التطور الإنساني العام. فمن الآيات الدالة على ذلك:
_ ... إن اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بقومٍ حتى يُغيّروا ما بأنفسهم . وإذا أرادَ اللهُ بقومٍ سوءًا (بعد أن غيّروا ما بأنفسِهم من خيرٍ شرًا) فلا مردَّ له (13 : 17).
_ ظَهَرَ الفسادُ في البر والبحر بما كَسَبَتْ أيدي الناس ليُذيقَهُمْ بعضَ الذي عَملوا لعلهم يَرْجِعون.قُلْ سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبةُ الذين كانوا من قبلُ، كان أكثرُهم مشركين. (30 : 41-42)
_ مَنِ اهتدى فإنّما يهتدي لنفسه، ومن ضلَّ فإنما يَضِلّ عليها، ولا تَزِرُ وازرةٌ وِزْرَ أُخرى، وما كنا مُعذِّبين حتى نبعَثَ رسولاً. وإذا أَرَدْنا أن نُهْلِكَ قريةً أمَرْنا مُتْرَفيها ففَسقوا فيها فحَقَّ عليها القولُ فدمّرناها تدميرًا. (17 : 15-16)
وكذلك نحن واجدون مثلَ هذا الموقف في الحديث الصحيح. ومَعَ ذلك فقد قال ابنُ خَلْدون في مقدمته:
"فإنه صلى اللهُ عليه وسلم إنما بُعِثَ ليعلّمنا الشرائعَ، ولم يُبعث لِتَعْريف الطِّب ولا غيره من العادِيّات".
(المقدمة، بيروت 1900، ص 494).
[هذا الكلام قرأتُه للعلاّمة الدكتور عمر فرُّوخ، عليه رحمةُ الله، في كتابه "كلمة في تعليل التاريخ" (9-10)، وأحببتُ أن أشرككم في هذه الفائدة المليحة].
6/8/1434هـ
 
بارك الله فيك ونفع الله بكم ، خلاصة قليلة السطور، إلا أنها عميقة الجذور...
 
عودة
أعلى