سليمان داود
New member
- إنضم
- 14/05/2004
- المشاركات
- 68
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 6
السلام عليكم ورحمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة المائدة :
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82 ) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83 ) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84 ) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85 )المائدة
أعزائي رواد هذا المنتدى
عند رجوعي بادء الأمرالى تفسير الطبري وجدته قد قال في تفسير هذه الآيات مايلي :
آية(82)
القول في تأويل قوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {لتجدن} يا محمد {أشد الناس عداوة} للذين صدقوك واتبعوك وصدقوا بما جئتهم به من أهل الإسلام، {اليهود والذين اشركوا} يعني عبدة الأوثان الذين اتخذوا الأوثان آلهة يعبدونها من دون الله. {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا} يقول: ولتجدن أقرب الناس مودة ومحبة. والمودة: المفعلة، من قول الرجل: وددت كذا أوده ودا وودا وودا ومودة: إذا أحببته. {للذين آمنوا}، يقول: للذين صدقوا الله ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. {الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} عن قبول الحق واتباعه والإذعان به. وقيل: إن هذه الآية والتي بعدها نزلت في نفر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من نصارى الحبشة، فلما سمعوا القرآن أسلموا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
أما السعدي فقد قال :
82 "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ
مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ
لَا يَسْتَكْبِرُونَ "
ثم قال تعالى " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً " إلى "
أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ". يقول تعالى - في بيان أقرب الطائفتين
إلى المسلمين, وإلى ولايتهم, ومحبتهم, وأبعد من ذلك: "
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ". فهؤلاء الطائفتان على
الإطلاق, أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين, وأكثرهم سعيا في
إيصال الضرر إليهم. وذلك, لشدة بغضهم لهم, بغيا, وحسدا, وعنادا,
وكفرا. " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ". وذكر تعالى لذلك
عدة أسباب. منها: أن " مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا " أي:
علماء متزهدين, وعبادا في الصوامع متعبدين. والعلم مع الزهد,
وكذلك العبادة - مما يلطف القلب ويرققه, ويزيل عنه ما فيه, من
الجفاء والغلظة, فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود, وشدة المشركين.
ومنها: أنهم " لَا يَسْتَكْبِرُونَ " أي: ليس فيهم تكبر ولا عتو,
عن الانقياد الحق. وذلك موجب لقربهم من المسلمين, ومن محبتهم.
فإن المتواضع, أقرب إلى الخير, من المستكبر.
83 "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى
أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ
الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ
الشَّاهِدِينَ "
ومنها: أنهم إذا " سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ "
محمد صلى الله عليه وسلم أثر ذلك في قلوبهم وخشعوا له, وفاضت
أعينهم, بحسب ما سمعوا من الحق الذي تيقنوه, فلذلك آمنوا, وأقروا
به فقالوا: " رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
" وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون لله بالتوحيد, ولرسله
بالرسالة, وصحة ما جاءوا به, ويشهدون على الأمم السابقة,
بالتصديق والتكذيب. وهم عدول, شهادتهم مقبولة, كما قال تعالى "
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ
عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ".
فالذي لاحظته هو نفس ماتلاحظونه الآن من الاختلاف في تفسير هذه الآيات
فالطبري جعلهم مسلمين ؟؟؟؟ وقال انهم أسلموا وهذا خطأ فادح لا ينبغي له أن يقع فيه
لأن قوله بعيد جدا" عن سياق الآيات ؟؟؟؟ولو أنهم أسلموا لقالوا من الشاهدين وليس ( مع الشاهدين )
ولو كان كذلك لقال تعالى إن أصدق المؤمنين النصارى بعد إيمانهم لأن فيهم رهبانا وقسيسين ؟؟؟ أو بما معناه؟؟؟
لكن الباري حدد طائفتين أكثر عداوة وأكثر مودة للمسلمين
واستشهد باليهود للعداوة
واستشهد بالرهبان والقساوسة للمودة
أما الشيخ السعدي رحمه الله
فقد تجنب التعمق بالآيات واكتفى بتعريفنا بالرهبان
واكتفى بشرح المفردات فقط ؟؟
ولا أخفيكم أن هذه الآيات أخذت مني أكثر من شهرين لوحدها في التمعن وملاحظة السياق والتفكر بما ترمي إليه هذه الآيات
ولا يعني هذا أنني بمصاف الطبري أو السعدي في التفسير
ولكي تعذروني أورد لكم قصة عمر رضي الله عنه عندما وقف على المنبر وأمر الناس أن لايغالوا بالمهور
فذكرته إحدى النساء بقول تعالى
وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً
فهذا يعني أن بعض النساء تستحق قنطارا
فقال عمر أصابت امرأه وأخطأ عمر
والمرأة ليست أفضل مني
والطبري والسعدي ليسوا أفضل من عمر؟؟؟؟؟؟؟
أما بعد
فان الذي رأيته في هذه الآيات
شئ آخر ورائع وبشرى لنا نحن الناطقين بالشهادة
فعندما قرأت هذه الآيات قلت بيني وبين نفسي
إذا كان هؤلاء الرهبان فقط آمنوا إيمانا" نظريا" وذرفوا الدموع
ولأنهم قساوسة دينهم فانهم حافظوا على نصرانيتهم؟؟؟؟؟
وطلبوا من الرحمن أن يكتبهم ( مع ؟؟؟؟ الشاهدين )
أي أنهم لم ينطقوا الشهادة ؟؟؟
بل طلبوا أن يكتبوا مع من نطق الشهادة؟؟؟؟
الأمر الثاني - البشرى الرائعة التي احتفظ بها الصحابي حتى توفي رسول الله
عندما أخبرنا أن من ينطق الشهادتين لن تمسه نار؟؟؟
وهنا أهم مافي هذه الآيات
فلو تلونا الآية 85
نلاحظ أن الله أثابهم الجنة بمجرد قولهم ( أكتبنا مع الشاهدين )
فكيف لو كانوا من الشاهدين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فشهادتهم ضمنية ولدت فيهم الدموع؟؟؟ لكنهم لم ينطقوها
ولو نطقوها لكانوا مسلمين
فانه لمجرد إيمانهم النظري ؟؟ وطلبهم من الله أن يكتبوا مع الشاهدين أثابهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار وأكد ذلك بقوله ( بما قالوا؟؟؟ )
وقوله تعالى بما قالوا لها دلالات أخرى – فقد صرح الباري بأنهم قالوا فجزاهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار
ولم يقل فعلوا؟؟؟؟
بل مجرد قول بلا فعل
أي لم يقترن ذلك بصلاة أو صيام أو زكاة أو حج
ولم يجاهدوا في سبيل الله 0000 الخ مايأمر به الله عباده المؤمنين المسلمين
فتصوروا معي منزلة المسلم الذي نطق الشهادتين
وفعل ما أمره الله وترك مانهاه
وتأكيدا لكلامي فلم يورد الله تفصيلا لنوع جنتهم؟؟؟
ودرجتها لأن الجنة درجات وأنواع
فاكتفى بقوله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
لكنه عز وجل وصف لنا منزلة المقربين وأصحاب اليمين
وفوق ذلك زيادة ( وهي رؤية الرحمن ) التي لاتعادلها كل جنان الله
فكيف لو نطقوها؟؟؟ وقالوا لا اله إلا الله محمد رسول الله
وقرنوا القول بالعمل
وكذلك هذه الآيات تؤيد الحديث النبوي الذي أمر رسول الله أحد الصحابة أن لا يبلغ الناس حتى لا يتكلوا؟؟؟
لكن هذا الصحابي آثر أن يبلغ الناس بعد انتقال النبي للرفيق الأعلى فقال الحديث المشهور الذي يعتبر أعظم حديث من أحاديث الرجاء
اللهم إن كنت مصيبا فهو لوجهك الكريم
ولاعلم إلا ماعلمتنا انك أنت السميع العليم
وقل ربي زدني علما
وان أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء وتأملاتها
فأطلب المغفرة من ربي
والمعذرة منكم أخوتي
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى في سورة المائدة :
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ (82 ) وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (83 ) وَمَا لَنَا لاَ نُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا جَاءنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَن يُدْخِلَنَا رَبَّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84 ) فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ (85 )المائدة
أعزائي رواد هذا المنتدى
عند رجوعي بادء الأمرالى تفسير الطبري وجدته قد قال في تفسير هذه الآيات مايلي :
آية(82)
القول في تأويل قوله تعالى: {لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى}
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {لتجدن} يا محمد {أشد الناس عداوة} للذين صدقوك واتبعوك وصدقوا بما جئتهم به من أهل الإسلام، {اليهود والذين اشركوا} يعني عبدة الأوثان الذين اتخذوا الأوثان آلهة يعبدونها من دون الله. {ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا} يقول: ولتجدن أقرب الناس مودة ومحبة. والمودة: المفعلة، من قول الرجل: وددت كذا أوده ودا وودا وودا ومودة: إذا أحببته. {للذين آمنوا}، يقول: للذين صدقوا الله ورسوله محمدا صلى الله عليه وسلم. {الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون} عن قبول الحق واتباعه والإذعان به. وقيل: إن هذه الآية والتي بعدها نزلت في نفر قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من نصارى الحبشة، فلما سمعوا القرآن أسلموا واتبعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم كل
أما السعدي فقد قال :
82 "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ
مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى
ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ
لَا يَسْتَكْبِرُونَ "
ثم قال تعالى " لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً " إلى "
أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ". يقول تعالى - في بيان أقرب الطائفتين
إلى المسلمين, وإلى ولايتهم, ومحبتهم, وأبعد من ذلك: "
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا
الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ". فهؤلاء الطائفتان على
الإطلاق, أعظم الناس معاداة للإسلام والمسلمين, وأكثرهم سعيا في
إيصال الضرر إليهم. وذلك, لشدة بغضهم لهم, بغيا, وحسدا, وعنادا,
وكفرا. " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ
آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ". وذكر تعالى لذلك
عدة أسباب. منها: أن " مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا " أي:
علماء متزهدين, وعبادا في الصوامع متعبدين. والعلم مع الزهد,
وكذلك العبادة - مما يلطف القلب ويرققه, ويزيل عنه ما فيه, من
الجفاء والغلظة, فلذلك لا يوجد فيهم غلظة اليهود, وشدة المشركين.
ومنها: أنهم " لَا يَسْتَكْبِرُونَ " أي: ليس فيهم تكبر ولا عتو,
عن الانقياد الحق. وذلك موجب لقربهم من المسلمين, ومن محبتهم.
فإن المتواضع, أقرب إلى الخير, من المستكبر.
83 "وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى
أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ
الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ
الشَّاهِدِينَ "
ومنها: أنهم إذا " سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ "
محمد صلى الله عليه وسلم أثر ذلك في قلوبهم وخشعوا له, وفاضت
أعينهم, بحسب ما سمعوا من الحق الذي تيقنوه, فلذلك آمنوا, وأقروا
به فقالوا: " رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ
" وهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم يشهدون لله بالتوحيد, ولرسله
بالرسالة, وصحة ما جاءوا به, ويشهدون على الأمم السابقة,
بالتصديق والتكذيب. وهم عدول, شهادتهم مقبولة, كما قال تعالى "
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ
عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ".
فالذي لاحظته هو نفس ماتلاحظونه الآن من الاختلاف في تفسير هذه الآيات
فالطبري جعلهم مسلمين ؟؟؟؟ وقال انهم أسلموا وهذا خطأ فادح لا ينبغي له أن يقع فيه
لأن قوله بعيد جدا" عن سياق الآيات ؟؟؟؟ولو أنهم أسلموا لقالوا من الشاهدين وليس ( مع الشاهدين )
ولو كان كذلك لقال تعالى إن أصدق المؤمنين النصارى بعد إيمانهم لأن فيهم رهبانا وقسيسين ؟؟؟ أو بما معناه؟؟؟
لكن الباري حدد طائفتين أكثر عداوة وأكثر مودة للمسلمين
واستشهد باليهود للعداوة
واستشهد بالرهبان والقساوسة للمودة
أما الشيخ السعدي رحمه الله
فقد تجنب التعمق بالآيات واكتفى بتعريفنا بالرهبان
واكتفى بشرح المفردات فقط ؟؟
ولا أخفيكم أن هذه الآيات أخذت مني أكثر من شهرين لوحدها في التمعن وملاحظة السياق والتفكر بما ترمي إليه هذه الآيات
ولا يعني هذا أنني بمصاف الطبري أو السعدي في التفسير
ولكي تعذروني أورد لكم قصة عمر رضي الله عنه عندما وقف على المنبر وأمر الناس أن لايغالوا بالمهور
فذكرته إحدى النساء بقول تعالى
وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً
فهذا يعني أن بعض النساء تستحق قنطارا
فقال عمر أصابت امرأه وأخطأ عمر
والمرأة ليست أفضل مني
والطبري والسعدي ليسوا أفضل من عمر؟؟؟؟؟؟؟
أما بعد
فان الذي رأيته في هذه الآيات
شئ آخر ورائع وبشرى لنا نحن الناطقين بالشهادة
فعندما قرأت هذه الآيات قلت بيني وبين نفسي
إذا كان هؤلاء الرهبان فقط آمنوا إيمانا" نظريا" وذرفوا الدموع
ولأنهم قساوسة دينهم فانهم حافظوا على نصرانيتهم؟؟؟؟؟
وطلبوا من الرحمن أن يكتبهم ( مع ؟؟؟؟ الشاهدين )
أي أنهم لم ينطقوا الشهادة ؟؟؟
بل طلبوا أن يكتبوا مع من نطق الشهادة؟؟؟؟
الأمر الثاني - البشرى الرائعة التي احتفظ بها الصحابي حتى توفي رسول الله
عندما أخبرنا أن من ينطق الشهادتين لن تمسه نار؟؟؟
وهنا أهم مافي هذه الآيات
فلو تلونا الآية 85
نلاحظ أن الله أثابهم الجنة بمجرد قولهم ( أكتبنا مع الشاهدين )
فكيف لو كانوا من الشاهدين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فشهادتهم ضمنية ولدت فيهم الدموع؟؟؟ لكنهم لم ينطقوها
ولو نطقوها لكانوا مسلمين
فانه لمجرد إيمانهم النظري ؟؟ وطلبهم من الله أن يكتبوا مع الشاهدين أثابهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار وأكد ذلك بقوله ( بما قالوا؟؟؟ )
وقوله تعالى بما قالوا لها دلالات أخرى – فقد صرح الباري بأنهم قالوا فجزاهم الله جنات تجري من تحتها الأنهار
ولم يقل فعلوا؟؟؟؟
بل مجرد قول بلا فعل
أي لم يقترن ذلك بصلاة أو صيام أو زكاة أو حج
ولم يجاهدوا في سبيل الله 0000 الخ مايأمر به الله عباده المؤمنين المسلمين
فتصوروا معي منزلة المسلم الذي نطق الشهادتين
وفعل ما أمره الله وترك مانهاه
وتأكيدا لكلامي فلم يورد الله تفصيلا لنوع جنتهم؟؟؟
ودرجتها لأن الجنة درجات وأنواع
فاكتفى بقوله جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها
لكنه عز وجل وصف لنا منزلة المقربين وأصحاب اليمين
وفوق ذلك زيادة ( وهي رؤية الرحمن ) التي لاتعادلها كل جنان الله
فكيف لو نطقوها؟؟؟ وقالوا لا اله إلا الله محمد رسول الله
وقرنوا القول بالعمل
وكذلك هذه الآيات تؤيد الحديث النبوي الذي أمر رسول الله أحد الصحابة أن لا يبلغ الناس حتى لا يتكلوا؟؟؟
لكن هذا الصحابي آثر أن يبلغ الناس بعد انتقال النبي للرفيق الأعلى فقال الحديث المشهور الذي يعتبر أعظم حديث من أحاديث الرجاء
اللهم إن كنت مصيبا فهو لوجهك الكريم
ولاعلم إلا ماعلمتنا انك أنت السميع العليم
وقل ربي زدني علما
وان أخطأت فمن نفسي الأمارة بالسوء وتأملاتها
فأطلب المغفرة من ربي
والمعذرة منكم أخوتي