البرنامج العلمي التأصيلي في علم التجويد (شرح تُحفة الأطفال - الدرس الثاني)

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30/11/2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
المدينة المنورة
بسم1
الاثنين 3 ربيع الثاني 1435
[align=justify]
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فهذا الدرس الثاني من دروس: "شرح متن تحفة الأطفال"، ضمن البرنامج العلمي التأصلي في علم التجويد الذي بدأتُه في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)؛ تقرّبًا إلى الله تعالى بتذليل هذا العلم للمبتدئين في تحصيله، ورغبةً في نيل شَرَف خدمة كتاب الله العظيم، سائلاً الله القبول وعموم النفع، إنه سميع قريب.
[/align]

(الدرس الثاني)

[align=justify]
قال الناظم رحمه الله:
(أحكام النون الساكنة والتنوين) هذا التبويب من الناظم –رحمه الله- ومعناه: هذا باب أذكر لك فيه أحكام النون الساكنة وأحكام التنوين حال التقائهما بأحرف الهجاء الأخرى.
[/align]

قال الناظم رحمه الله:
للنُّونِ إنْ تَسْكُنْ وللتَّنْوِينِ...أربعُ أحْكامٍ فَخُذْ تَبْييني
[align=justify]
قوله: (للنون إن تسكْن وللتنوين أربع أحكام) أي: للنوُّن حالَ سكونها، وللتنوين = أربعة أحكام تنشأ من التقائهما بأحرف الهجاء الأخرى.
وقوله: (فخذ تبييني) أي: فدونك –يا قارئ نظمي- إيضاحي لهذه الأحكام في ما سيأتي من أبيات.
والنُّونُ الساكنة هي الخالية من التحرّك بإحدى الحركات الثلاث؛ الضمة، والفتحة، والكسرة.
والتنوين: نونٌ زائدة ساكنة، تلحقُ آخر الاسم في اللفظ والوصل دون الكتابة والوقف.
ولتقريب التنوين نقول: هو عبارة عن فتحتين، أو ضمتين، أو كسرتين.
والنطق بالتنوين حال الوقف له حالتان:
الحالة الأولى: أن يكون مفتوحًا، فتُبدَل الفتحتان ألفًا.
الحالة الثانية: أن يكون مضمومًا أو مكسورًا، فيُحذَف التنوين، ويوقَف بالسكون.
فإن قلتَ: لـِمَ اشترط الناظم السكون في النون، ولم يشترط ذلك في التنوين؟
فالجواب: أن التنوين لا يكون إلا ساكِنًا، بخلاف النون؛ فقد تأتي ساكنة، وقد تأتي متحرِّكة.
وجَرت عادة علماء التجويد على النص على التنوين مع أنه داخِلٌ في النون الساكنة؛ لأنه يسقطُ في الكتابة والخط.
وقوله: (أربع أحكام) فيه حَذْف التاء من لفظ: (أربع)؛ لضرورة النظم، وإلا فالصواب: أربعة أحكام، حسب قاعدة العدد.
وأحكام النون الساكنة والتنوين أربعة أحكام عند جمهور علماء التجويد.
[/align]

قال الناظم رحمه الله:
فالأوَّلُ الإظهارُ قبلَ أَحْرُف...للحَلْقِ سِتٌّ رُتِّبَتْ فَلْتَعْرِفِ
[align=justify]
شَرَع الناظم –رحمه الله- في تفصيل أحكام النون الساكنة والتنوين؛ فبدأ بالحكم الأول، وهو الإظهار، فقال: (فالأول الإظهار قبل أحرف للحلق ست رتبت) أي: فأول حكم من أحكام النون الساكنة والتنوين = الإظهار، أي: إظهار النون الساكنة، وإظهار التنوين عند أحرفهما.
والإظهار هو: النطق بالحرف من مَخرجه مستوفيًا لجميع صفاته.
وباعتباره حُكمًا من أحكام النون الساكنة والتنوين يكون: النطق بالنون الساكنة والتنوين –عند أحرف الإظهار الستة- من مخرجهما، مستوفيان لجميع صفاتهما.
وطريقة الإظهار: إلصاق طَرَف اللسان بمقَدَّم سقف الفم، مع ملاحظة جَرَيان صوت الغُنَّة من الأنف.
وقوله: (الإظهار قبل أحرف للحلق) أي: إظهار النون الساكنة والتنوين يكون قبل أحرف منسوبة للحلق، أي: مخرجها من الحَلْق؛ ولذلك يُسمَّى هذا النوع من الإظهار بـــ(الإظهار الحَلْقيّ).
وقوله: (رُتِّبت) أي: رتَّبتُها لك بحسب ترتيب المخارج؛ أقصى الحلق، ثم وسطه، ثم أدناه.
وقوله: (فلتعرف) فيها ضبطان:
الأول: فلتَعْرِف، على البناء للفاعل. قال العلامة علي الضَّبّاع في حاشيته على شرح الناظم: "وهذا أولى".
الثاني: فلتُعرَف، على البناء للمفعول.
والمعنى: فلتعرف أيها الطالب هذه الأحرف وحُكمها.
[/align]

قال الناظم –رحمه الله-:
همزٌ فهاءٌ ثم عين حاء...مُهمَلتان ثم غينٌ خاء
[align=justify]
في هذا البيت سَرَدَ الناظم –رحمه الله-أحرف الإظهار الحَلْقيّ الستة مُرَتَّبة بحسب مخارجها كالآتي:
1. أقصى الحلق: ويخرُج منه: الهمز، والهاء.
2. وسط الحلق: ويخرج منه: العين، والحاء.
3. أدنى الحلق: ويخرج منه: الغين، والخاء.
وقوله: (مهملتان) أي: من الإهمال، وهو الترك، والمُراد: غير منقوطتين.
ويُقابَل الإهمال هنا = الإعجام، فالغين والخاء معجمتان، أي: منقوطتان.
وفي القرآن الكريم يأتي إظهار النون الساكنة على صورتين:
الصورة الأولى: في كلمة.
الصورة الثانية: في كلمتين.
أما التنوين فلا يأتي إلا في كلمتين؛ لأن التنوين لا يكون إلا آخر الكلمة، خلافًا للنون التي تأتي أول الكلمة –وإن كان إتيانها أول الكلمة لا علاقة له بما نحن بصدده- ووسطها، وآخرها.
وهذه أمثلة حروف الإظهار من القرآن الكريم:
الهمزة: (وَيَنْأَوْنَ)، (مَنْ آمَنَ)، (عَذَابٌ أَلِيمٌ).
الهاء: (وَيَنْهَوْنَ)، (مَنْ هَاجَرَ)، (جُرُفٍ هَارٍ).
العين: (أَنْعَمْتَ)، (مَنْ عَمِلَ)، (حَقِيقٌ عَلَىٰ).
الغين: (فَسَيُنْغِضُونَ)، (مِنْ غِلٍّ)، (عَفُوًّا غَفُورًا).
الخاء: (وَالْمُنْخَنِقَةُ)، (مِنْ خَيْرٍ)، (عَلِيمًا خَبِيرًا).
يلاحِظُ المتأمّل في الأمثلة السابقة أنها على النحو الآتي:
نونٌ ساكنة التقت بحروف من الحروف الستة التي سبق عَدّها؛ فوجبَ إظهارُ النون الساكنة والتنوين حال تلاوة هذه الأمثلة وما هو على شاكلتها، بناءً على قاعدة الإظهار.
نسنتج مما مضى كُلّيّة تجويديّة: كل نون ساكنة أو تنوين، أتى بعدهما همزة، أو هاء، أو عين، أو حاء، أو غين، أو خاء = وَجَب إظهارهما.
والله تعالى أعلم.
[/align]

وكَتب: أبو داود، ضيف الله بن محمد الشمراني
مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم

 
عودة
أعلى