مروان الظفيري
New member
- إنضم
- 13/09/2006
- المشاركات
- 847
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
[align=right]البرقليط :
שילדה
IIEPIKAHTOE
محمد
ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ الشعراء: ١٩٦ – ١٩٧
إعداد الباحث زهدي جمال الدين محمد
النبي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإماماً للمتقين وجعله هادياً للطريق القويم فلزم على العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه، ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما أسعد من وفق لذلك فاللهم صل وسلم على نبيك وخليلك محمد ما تعاقب الليل والنهار.
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ألفين وواحد، شُنّت حملة على الإسلام وعلى نبي الإسلام في الولايات المتحدة التي سعت لإلصاق اللوم في تلك المأساة المروعة بالإسلام أكثر منه بسياستها الخارجية.
ويبدو أن هناك قطاعا في المجتمع الأمريكي هم المسيحيون البروتستانت يسعون ـ نتيجة ما قيل إن تسعة عشر مسلما فعلوه في هجمات واشنطن ونيويورك ـ لوصم الإسلام بأنه دين شرير، وبأن نبيه داعية عنف وقد نسوا أنهم مأمورون بإتباع هذا النبي الكريم وذلك طبقاً للنبوءات التوراتية والإنجيلية المدونة عندهم بكتابهم المقدس كما سنرى بعد قليل.
وهذا المجهود الذي بين يديك الآن موجه إلى كل نصرانيّ يعي مسؤوليته الداخلية ويتوق لعبادة موجهة إلى الإله الحق الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد.
عبادة لا تعتمد على معايير اجتماعية أو دنيوية أو عائلية، ولكن لأن حقه علينا سبحانه وتعالى أن نعبده وحده ولا نشرك بعبادته أحداً.
وهذه الدراسة هي عبارة عن مجموعة مقتطفات من عدة كتب تعالج قضية نبوءة سيدنا محمد في العقيدة النصرانية والتي تسنت لي متعة قراءتها قبل أن أعرضها بالأسلوب الذي هو عليه الآن.
وهنا نتساءل هل من المعقول أن يخلو الكتاب المقدس من نبوءة عن ذلك الرجل الذي غيّر مسار التاريخ باسم الله، أما كان ينبغي أن يكون له في هذه النبوءات نصيب، ولو نبوءة واحدة تحذر من حاله ودعوته أو تبشر بها؟! .
إن من يتدخل في المباحث الدينية لاشك أنه يعرض نفسه لمصاعب وأخطار جمة ، وان من أكبر الأخطاء، التي قد يتعرض لها الباحث هي الاعتداء على شعور أرباب الأديان الأخرى ووجدانهم ، ولاسيما الذين يؤمّنون معيشتهم في ظل الدين ، والمباهاة بالانتساب إليه ، فإنهم لا يعفون عن مثل هذا التجاوز أبداً .
وعليه فيجب على المسلم الذي يتصدى لنشر عقيدة الإسلام بين أصحاب الديانات الأخرى أن يكون حائزاً على عدة صفات، أهمها،أن يكون قد أتقن حسب الأصول دراسة عقائد وأحكام الدين الذي يرد عليه وينتقده ، واستقرأ أصوله وفروعه ، وأن يبرهن على حسن نيته، وعلى أنه لا مقصد له غير خدمة الإنسانية لا بمجرد القول ، بل بأن يكون متصفاً بالأخلاق والآداب التي يلتزم نشرها وتعليمها، فان أقوال داعية الدين المتصف بهذه الصفات الجميلة يُصغى إليه دائماً بصورة حسنة، وأما إن كان على ضد ذلك فلاشك في أنه يزيد الاختلاف والعداوة الدينية شدة.
هذا، وان للعقل وحده الصلاحية في إدراك الدين الحق والتصديق بصحته، والقلوب مستعدة دائماً بفطرتها، ومهيأة بطبيعتها لحب الحقائق والميل الوجداني إليها.
فمن الضروري إذاً الحصول على العقل المهذب المثقف بالعلم والتربية، والوجدان الطاهر المشغوف بحب الخير والشعور المعتاد للمحاسن والفضائل.
قال تعالى في سورة طه:ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ طه: ١٣٣
ويقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة 15:
ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ المائدة: ١٥
يقول سبحانه وتعالى في سورة الرعد: 43
ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ الرعد: ٤٣
و يقول في سورة الشعراء 196 ـ 197:
ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ الشعراء: ١٩٦ - ١٩٧
وليس من بينة ابلغ من البشارة المذكورة في الصحف الأولى ، لأنها دائمة وبريئة من تهمة التزوير، خصوصاً إذا لم يمكن انطباقها على غير واحد، وان البشارات الدالة على أحقية رسالة محمد كثيرة .
فلقد أرسل الله سبحانه و تعالى نبينا محمّداً ليخرج الناس من غياهب الظلمات..إلى النور, وأكرمه سبحانه وتعالى بالآيات البينات والمعجزات الباهرات..
وكان الكتاب المبارك أعظمها قدراً، وأعلاها مكانة وفضلاً.
روى الإمام مسلم في صحيحه كتاب الإيمان حديث رقم 217:
[ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ].
إن القرآن الكريم.. كتاب الله ووحيه المبارك.
يقول سبحانه وتعالى في سورة فصلت:
ﭽ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ فصلت: ٣
القرآن.. كلام الله المنزل، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود..
يقول سبحانه وتعالي في سورة الشعراء:
ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥
أحسن الكتب نظاماً، وأبلغها بياناً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً..
يقول سبحانه وتعالى في سورة فصلت: ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ فصلت: ٤٢
ويقول سبحانه وتعالى في سورة النساء: ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ النساء: ١٦٦
أنزله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين، ومعجزة باقية لسيد الأولين والآخرين.. أعز الله مكانه، ورفع سلطانه، ووزن الناس بميزانه.. من رفعه؛ رفعه الله، ومن وضعه؛ وضعه الله.
[ قَالَ عُمَرُ أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ [رواه مسلم حديث رقم 1353.
وكتاب الله الكريم كما يقول النبي فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم..
[ عَنْ الْحَارِثِ قَالَ مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ قَالَ وَقَدْ فَعَلُوهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا [ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ] مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ].
هكذا في سنن الدرامي ج 2 ص 435 ، كتاب فضائل القرآن ومع اختلاف يسير في ألفاظه في صحيح الترمذي ج 11 ص 30 أبواب فضائل القرآن حديث رقم 2831.
وهو دليل النبي على صدق نبوته ، وعلى أنه رسول الله جل علاه، وأنه عليه الصلاة والسلام كان يعرف معنى إعجاز القرآن وكيف يُتَحَدى به ، وأن التحدي الذي تضمنته آيات التحدي المذكورة في سورتي البقرة وهود وغيرها ، إنما هو تحد بلفظ القرآن ونظمه وبيانه فقط ، وليس بشيء خارج عن ذلك، فما هو بتحد بالإخبار بالغيب المكنون ولا بالغيب الذي يأتي تصديقه بعد دهر من تنزيله ، ولا بعلم مالا يدركه علم المخاطبين به من العرب ،ولا بشيء من المعاني مما لا يتصل بالنظم والبيان وإن كان كل ذلك من بعض مكوناته، ولكن الله جل علاه طالب العرب بأن يعرفوا دليل نبوة رسوله بمجرد سماع القرآن الكريم، نعم مجرد السماع، وقد بين الله سبحانه وتعالى في غير آية من كتابه الكريم أن سماع القرآن فقط يقتضيهم إدراك معاينته لكلامهم وأنه ليس من كلام البشر, بل هو من كلام رب العالمين.
ولقد انتهج القرآن الكريم في أسلوب التحدي مسارين اثنين:
المسار الأول: خاص بأهل التحدي من العرب وغيرهم.
والمسار الثاني: حقيقة الإعجاز وأسلوب التحدي.
وسنحاول خلال الصفحات القادمة تلمس بعض هذه النبوءات وذلك من خلال المسارين السالف ذكرهما، راجين من المولى أن نوفق في إزالة الكثير مما أصابها من غبار التحريف، محترزين عن الكثير من سوء الفهم الذي وقع فيه النصارى في فهم هذه النبوءات.
وذلك على النحو الوارد تفصيلاً.
والله ولي التوفيق،،،،،
زهدي جمال الدين محمد
باحث في علم مقارنة الأديان
================================
هذه مجموعة من البحوث أعطانيها أخي الحبيب العلامة الفهامة
الباحث الجليل ؛ المهندس زهدي جمال الدين محمد
والذي يعمل منذ ثلاثين عاما في الرد على النصرانية
والشعوبية وما شابههم من الضالين المضلين
وقد تفضل ـ مشكورا ـ وأعطاني (هارد دسك) فيه جميع بحوثه ودراساته
وهأنذا أبدأ بأفضلها وأهمها ، ومما لم ينشر سابقا
وللعلم
فإن القرآن لاينزل هنا ؛ حتى يحمّل المنتدى الكريم (الفونط) الخاص
بمصحف المدينة المنورة !!
وشكرا لكم[/align]
[align=center]للبحث بقية ،،،
يتبع ـ بمشيئة الله ـ[/align]
שילדה
IIEPIKAHTOE
محمد
ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ الشعراء: ١٩٦ – ١٩٧
إعداد الباحث زهدي جمال الدين محمد
النبي
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد:
فإن الله تعالى بقدرته وسلطانه بعث نبينا محمد وخصّه وشرّفه تبليغ الرسالة فكان رحمةً للعالمين وإماماً للمتقين وجعله هادياً للطريق القويم فلزم على العباد طاعته وتوقيره والقيام بحقوقه، ومن حقوقه أن الله اختصه بالصلاة عليه وأمرنا بذلك في كتابه الحكيم وسنة نبيه الكريم حيث كتب مضاعفة الأجر لمن صلّى عليه فما أسعد من وفق لذلك فاللهم صل وسلم على نبيك وخليلك محمد ما تعاقب الليل والنهار.
بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام ألفين وواحد، شُنّت حملة على الإسلام وعلى نبي الإسلام في الولايات المتحدة التي سعت لإلصاق اللوم في تلك المأساة المروعة بالإسلام أكثر منه بسياستها الخارجية.
ويبدو أن هناك قطاعا في المجتمع الأمريكي هم المسيحيون البروتستانت يسعون ـ نتيجة ما قيل إن تسعة عشر مسلما فعلوه في هجمات واشنطن ونيويورك ـ لوصم الإسلام بأنه دين شرير، وبأن نبيه داعية عنف وقد نسوا أنهم مأمورون بإتباع هذا النبي الكريم وذلك طبقاً للنبوءات التوراتية والإنجيلية المدونة عندهم بكتابهم المقدس كما سنرى بعد قليل.
وهذا المجهود الذي بين يديك الآن موجه إلى كل نصرانيّ يعي مسؤوليته الداخلية ويتوق لعبادة موجهة إلى الإله الحق الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد.
عبادة لا تعتمد على معايير اجتماعية أو دنيوية أو عائلية، ولكن لأن حقه علينا سبحانه وتعالى أن نعبده وحده ولا نشرك بعبادته أحداً.
وهذه الدراسة هي عبارة عن مجموعة مقتطفات من عدة كتب تعالج قضية نبوءة سيدنا محمد في العقيدة النصرانية والتي تسنت لي متعة قراءتها قبل أن أعرضها بالأسلوب الذي هو عليه الآن.
وهنا نتساءل هل من المعقول أن يخلو الكتاب المقدس من نبوءة عن ذلك الرجل الذي غيّر مسار التاريخ باسم الله، أما كان ينبغي أن يكون له في هذه النبوءات نصيب، ولو نبوءة واحدة تحذر من حاله ودعوته أو تبشر بها؟! .
إن من يتدخل في المباحث الدينية لاشك أنه يعرض نفسه لمصاعب وأخطار جمة ، وان من أكبر الأخطاء، التي قد يتعرض لها الباحث هي الاعتداء على شعور أرباب الأديان الأخرى ووجدانهم ، ولاسيما الذين يؤمّنون معيشتهم في ظل الدين ، والمباهاة بالانتساب إليه ، فإنهم لا يعفون عن مثل هذا التجاوز أبداً .
وعليه فيجب على المسلم الذي يتصدى لنشر عقيدة الإسلام بين أصحاب الديانات الأخرى أن يكون حائزاً على عدة صفات، أهمها،أن يكون قد أتقن حسب الأصول دراسة عقائد وأحكام الدين الذي يرد عليه وينتقده ، واستقرأ أصوله وفروعه ، وأن يبرهن على حسن نيته، وعلى أنه لا مقصد له غير خدمة الإنسانية لا بمجرد القول ، بل بأن يكون متصفاً بالأخلاق والآداب التي يلتزم نشرها وتعليمها، فان أقوال داعية الدين المتصف بهذه الصفات الجميلة يُصغى إليه دائماً بصورة حسنة، وأما إن كان على ضد ذلك فلاشك في أنه يزيد الاختلاف والعداوة الدينية شدة.
هذا، وان للعقل وحده الصلاحية في إدراك الدين الحق والتصديق بصحته، والقلوب مستعدة دائماً بفطرتها، ومهيأة بطبيعتها لحب الحقائق والميل الوجداني إليها.
فمن الضروري إذاً الحصول على العقل المهذب المثقف بالعلم والتربية، والوجدان الطاهر المشغوف بحب الخير والشعور المعتاد للمحاسن والفضائل.
قال تعالى في سورة طه:ﭽ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﭼ طه: ١٣٣
ويقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة 15:
ﭽ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﭼ المائدة: ١٥
يقول سبحانه وتعالى في سورة الرعد: 43
ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭼ الرعد: ٤٣
و يقول في سورة الشعراء 196 ـ 197:
ﭽ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﭼ الشعراء: ١٩٦ - ١٩٧
وليس من بينة ابلغ من البشارة المذكورة في الصحف الأولى ، لأنها دائمة وبريئة من تهمة التزوير، خصوصاً إذا لم يمكن انطباقها على غير واحد، وان البشارات الدالة على أحقية رسالة محمد كثيرة .
فلقد أرسل الله سبحانه و تعالى نبينا محمّداً ليخرج الناس من غياهب الظلمات..إلى النور, وأكرمه سبحانه وتعالى بالآيات البينات والمعجزات الباهرات..
وكان الكتاب المبارك أعظمها قدراً، وأعلاها مكانة وفضلاً.
روى الإمام مسلم في صحيحه كتاب الإيمان حديث رقم 217:
[ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أُعْطِيَ مِنْ الْآيَاتِ مَا مِثْلُهُ آمَنَ عَلَيْهِ الْبَشَرُ وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ].
إن القرآن الكريم.. كتاب الله ووحيه المبارك.
يقول سبحانه وتعالى في سورة فصلت:
ﭽ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭼ فصلت: ٣
القرآن.. كلام الله المنزل، غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود..
يقول سبحانه وتعالي في سورة الشعراء:
ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﭼ الشعراء: ١٩٢ - ١٩٥
أحسن الكتب نظاماً، وأبلغها بياناً، وأفصحها كلاماً، وأبينها حلالاً وحراماً..
يقول سبحانه وتعالى في سورة فصلت: ﭽ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﭼ فصلت: ٤٢
ويقول سبحانه وتعالى في سورة النساء: ﭽ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔﮕ ﮖ ﮗﮘ ﮙ ﮚﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﭼ النساء: ١٦٦
أنزله الله رحمة للعالمين، وحجة على الخلق أجمعين، ومعجزة باقية لسيد الأولين والآخرين.. أعز الله مكانه، ورفع سلطانه، ووزن الناس بميزانه.. من رفعه؛ رفعه الله، ومن وضعه؛ وضعه الله.
[ قَالَ عُمَرُ أَمَا إِنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَامًا وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ [رواه مسلم حديث رقم 1353.
وكتاب الله الكريم كما يقول النبي فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم..
[ عَنْ الْحَارِثِ قَالَ مَرَرْتُ فِي الْمَسْجِدِ فَإِذَا النَّاسُ يَخُوضُونَ فِي الْأَحَادِيثِ فَدَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ فَقُلْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلَا تَرَى أَنَّ النَّاسَ قَدْ خَاضُوا فِي الْأَحَادِيثِ قَالَ وَقَدْ فَعَلُوهَا قُلْتُ نَعَمْ قَالَ أَمَا إِنِّي قَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ أَلَا إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتْنَةٌ فَقُلْتُ مَا الْمَخْرَجُ مِنْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ نَبَأُ مَا كَانَ قَبْلَكُمْ وَخَبَرُ مَا بَعْدَكُمْ وَحُكْمُ مَا بَيْنَكُمْ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ مَنْ تَرَكَهُ مِنْ جَبَّارٍ قَصَمَهُ اللَّهُ وَمَنْ ابْتَغَى الْهُدَى فِي غَيْرِهِ أَضَلَّهُ اللَّهُ وَهُوَ حَبْلُ اللَّهِ الْمَتِينُ وَهُوَ الذِّكْرُ الْحَكِيمُ وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ هُوَ الَّذِي لَا تَزِيغُ بِهِ الْأَهْوَاءُ وَلَا تَلْتَبِسُ بِهِ الْأَلْسِنَةُ وَلَا يَشْبَعُ مِنْهُ الْعُلَمَاءُ وَلَا يَخْلَقُ عَلَى كَثْرَةِ الرَّدِّ وَلَا تَنْقَضِي عَجَائِبُهُ هُوَ الَّذِي لَمْ تَنْتَهِ الْجِنُّ إِذْ سَمِعَتْهُ حَتَّى قَالُوا [ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ] مَنْ قَالَ بِهِ صَدَقَ وَمَنْ عَمِلَ بِهِ أُجِرَ وَمَنْ حَكَمَ بِهِ عَدَلَ وَمَنْ دَعَا إِلَيْهِ هَدَى إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ].
هكذا في سنن الدرامي ج 2 ص 435 ، كتاب فضائل القرآن ومع اختلاف يسير في ألفاظه في صحيح الترمذي ج 11 ص 30 أبواب فضائل القرآن حديث رقم 2831.
وهو دليل النبي على صدق نبوته ، وعلى أنه رسول الله جل علاه، وأنه عليه الصلاة والسلام كان يعرف معنى إعجاز القرآن وكيف يُتَحَدى به ، وأن التحدي الذي تضمنته آيات التحدي المذكورة في سورتي البقرة وهود وغيرها ، إنما هو تحد بلفظ القرآن ونظمه وبيانه فقط ، وليس بشيء خارج عن ذلك، فما هو بتحد بالإخبار بالغيب المكنون ولا بالغيب الذي يأتي تصديقه بعد دهر من تنزيله ، ولا بعلم مالا يدركه علم المخاطبين به من العرب ،ولا بشيء من المعاني مما لا يتصل بالنظم والبيان وإن كان كل ذلك من بعض مكوناته، ولكن الله جل علاه طالب العرب بأن يعرفوا دليل نبوة رسوله بمجرد سماع القرآن الكريم، نعم مجرد السماع، وقد بين الله سبحانه وتعالى في غير آية من كتابه الكريم أن سماع القرآن فقط يقتضيهم إدراك معاينته لكلامهم وأنه ليس من كلام البشر, بل هو من كلام رب العالمين.
ولقد انتهج القرآن الكريم في أسلوب التحدي مسارين اثنين:
المسار الأول: خاص بأهل التحدي من العرب وغيرهم.
والمسار الثاني: حقيقة الإعجاز وأسلوب التحدي.
وسنحاول خلال الصفحات القادمة تلمس بعض هذه النبوءات وذلك من خلال المسارين السالف ذكرهما، راجين من المولى أن نوفق في إزالة الكثير مما أصابها من غبار التحريف، محترزين عن الكثير من سوء الفهم الذي وقع فيه النصارى في فهم هذه النبوءات.
وذلك على النحو الوارد تفصيلاً.
والله ولي التوفيق،،،،،
زهدي جمال الدين محمد
باحث في علم مقارنة الأديان
================================
هذه مجموعة من البحوث أعطانيها أخي الحبيب العلامة الفهامة
الباحث الجليل ؛ المهندس زهدي جمال الدين محمد
والذي يعمل منذ ثلاثين عاما في الرد على النصرانية
والشعوبية وما شابههم من الضالين المضلين
وقد تفضل ـ مشكورا ـ وأعطاني (هارد دسك) فيه جميع بحوثه ودراساته
وهأنذا أبدأ بأفضلها وأهمها ، ومما لم ينشر سابقا
وللعلم
فإن القرآن لاينزل هنا ؛ حتى يحمّل المنتدى الكريم (الفونط) الخاص
بمصحف المدينة المنورة !!
وشكرا لكم[/align]
[align=center]للبحث بقية ،،،
يتبع ـ بمشيئة الله ـ[/align]